عدد المقالات 328
إن أمر الله في خلقه مقدور، وهو وحده العالم بخفايا الأمور، وما علينا سوى العيش وفق ما أمر، والاستسلام لِما كتبه لنا وقدّر، وإن في استسلامنا أجرًا، وفي رفضنا ذنبًا وكفرًا، وفي الحصيلة، لن يحدث في ملك الله إلا ما أراد الله، ضجّ من ضجّ، وصَبَرَ من صَبَرَ. أما نحن البشر، فنعيش أيامنا بكل تفاصيلها، ولكننا عاجزون عن معرفة أيٍّ من أقدارنا، أو ما تحجبه أستار غيب الله. فما بين الشقاء والسعادة، وما بين الصحة والسقم، وما بين الفَرَجِ والشدَّة، يقف الواحد منّا حائرًا أمام هذه الأحوال والأهوال، فيجتهد بِردِّ فعلٍ، فيصيبُ أو يخيبُ. ولكن، لو، سألنا أنفسنا: ما أفضل طريقة للتعامل مع هذه المجريات بحيث نحقق النفع لأنفسنا؟ هل نختار ردود فعلنا أم نتصرف وفق جبلَّتنا وفطرتنا؟ كيف سيكون تصرفنا إزاء الموقف، سواء أكان موقفًا طيبًا نسعد به، أم موقفًا موجعًا نستاء منه؟ مؤكدٌ أنَّ أفضل الطرق هي التفكير القائم على الخير، أي السعي لزيادة رصيدنا من أعمال الخير، وكل معروف خير، وكل حقٍّ خير، وكل عدلٍ خير، وكل نيّة حسنة هي خير. فكلما فاض رصيدنا من الخير، وكانت الحكمة منبعَنا، كان تصرفنا هو الأفضل والأجمل والأمثل. فالإنسان عندما يغرس بذرة السلوك القويم، ثمّ يسقيها بالصبر، ويتعهدها بالرعاية، فستتلون حياته كلّها بالخير، وسيصبح الخير نهجه، وعليه يستقيم أمره، ثم يصير ذلك الخير ديدنه ومنواله، فيؤدي به ذلك إلى الثبات على الصواب بإذن الله تعالى، وهذا من علامات حبّ الله لعبده. وأما الآخر، فحين يغرس بذرة السلوك المعوجِّ، ثمّ يسقيها بالسخط، ويتعهدها بالإهمال، فستتلون حياته بالسواد، ويمضي في دربه بغير رَشاد، ويصبح السبيل أمامه شائكًا، ويعتصره السوء والسَّقم، وتجتاحه أواصر الألم، ويفقد الأمل، ويعجز عن العمل. لذا، فنحن في محطة الحياة، نمضي على ما نعتقده ونعتنقه من الصواب والخطأ، والخيارات كلّها مطروحة في طريقنا، والله خالقنا جبلنا على الخير والفطرة السليمة، والنهج الطيِّب قولًا وفعلًا، وما علينا سوى إِعْمال عقولنا جيدًا، وتقليب المعطيات المطروحة أمامنا وحينها سنختار الطيب والجميل والأصلح لحياتنا. إنّ تسليمنا بأقدار الله، وإيماننا بأن الله يريد لنا الخير دائمًا، وإدراكنا أننا نختار الشر بجهل أو غواية، ونختار الخير بعلمٍ وهداية، يجعلنا نَعِي أنّ هذه الدنيا دار اختبار، لا قرار، وأن هناك دارًا أبدية، سنسعد فيها إن أحسنّا، وأن كلّ ما يصيبنا ما هو إلا جزء من الاختبار الإلهي. لذلك علينا أثناء أداء الاختبار أن نحتمل كلّ ما يعصف بنا من ابتلاءات، وأن نتجاوزها بالصبر والإيمان، وأن نتزود دائمًا للأيام الثقال، كما يتزود المسافر لأيام سفره، وكما قيل: «اجعل زمان رخائك عدةً لأيام بلائك». وأخيرًا، أوصيكم بالتقوى فإنها خير زاد نجتاز به الدنيا وأقدارها، وفيها الخير كله مصداقًا لقوله تعالى: ﴿وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ﴾. @zainabalmahmoud @zalmahmoud@outlook.com
في هذه الأيام، يتوسل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها باسم الله الغالب؛ ليرد عنهم كيد الكائدين، وغيظ المعتدين، وكل حقد ظاهر ودفين. فالأمة منذ حين تمر بمخاض القيام والانتفاض، ولهذا القيام تكاليفه الوافية من الخوف...
كلّنا ندعو الله عزّ وجلّ باسميه «السميع والبصير»، ومؤكَّدٌ أنَّنا كلَّما ذكرناه بهما سبحانه، قَفَزَ إلى ذاكرتنا وألسنتنا قوله تعالى: «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيْرُ» (الشورى: 11)، ولكن هناك فرق بين من يقولها مستشعرًا...
لم يُنصر نبي أو عبد من عباد الله إلا بيقينه بالله وحده، وبإدراكه المطلق أن الأمر كلّه بيد الله، وأنّ الله تبارك وتعالى هو الغَالب القَاهر أبدًا، لا يَمْلك أحدٌ أنْ يردَّ ما قَضَى، أو...
كلّنا نسمع باسم الله «الستير»، وكلّنا نردده في كثير من الحالات، لكن هل علمنا حقيقته وغاية تسمية الله به؟ وما علاقته بالمجتمعات وسلمها وأمانها؟ وماذا لو استحضرنا هذا الاسم في جوانب حياتنا المختلفة؟ إنّ مدارسة...
كلٌّ منا يمضي نحو قدره، وكل منا يختار طريقه التي ارتضتها نفسه له، فإن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر، والبشر في إطار القدر قسمان، قسم هو الأعلى بقربه من الله وإطاعته، وقسم هو الأسفل ببعده...
إنّ كمال غِنى الله سبحانه وتعالى عظيم؛ لا يحدّ ملكه حدّ، ولا يحصيه أحد، إنساً كان أو جنًا أو ملكاً، أو ما دون ذلك. ولو أن الخلق جميعًا، أولهم وآخرهم، وإنسهم وجنهم، سألوه، فأعطى كل...
لو تتبعنا اسم «الحق» في كتاب الله عزّ وجلَّ، لوجدناه في عدة مواضع؛ فيقول الحقّ جلَّ وعلا: }ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ{ [الحج: 6]، }يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ{...
مَنْ مِنّا لا يحمد الله إن أَصابته سراء؟ ومن منّا لا يشكره سبحانه إنّ أظلته أفياء نعمة؟ هذا حال من يردّ الفضل إلى صاحبه، ويهب الثناء لمن هو أهل له. وهل تفكّرتم يومًا في اسم...
هل شعرت يومًا بعظيم أفياء الله عليك فبادرت بحمده؟ وهل وقعتَ في ابتلاء ونجوتَ منه، فحدثتك نفسك بضرورة حمد الله؟ وهل أبصرت حينًا مصائب غيرك، فنبض قلبك بحمد الله الذي عافاك مما ابتلى به سواك؟...
معلوم أنّ العبد هو الذي يتوب من ذنبه ومما اقترفته نفسه ويداه وجوارحه، لكن هل هذه التوبة تؤتى لأيّ إنسان؟ أم أنّها منحة إلهية يختصّ بها من يستحق من عباده؟ حقيقة إنّ توبة الله على...
لا شكَّ في أنّ مَن يقرأ كلمة «خليفة» أو يسمعها، يتذكر قول الله تعالى: ﴿وَإِذ قَالَ رَبُّكَ لِلمَلَاـئِكَةِ إِنِّی جَاعِل فِی الأرض خَلِیفَة ﴾ [البقرة: 30]، وكذلك يتذكر منصب الخلافة في الإسلام. لكن هل حاول...
كان إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي - رحمه الله - أكثر الناس تداولًا وتناولًا لاسم الله الحق، وكان إذا أراد استحضار آية كريمة وإدراجها في سياق تفسيره العرفاني النوراني المعروف بالخواطر، قال: «يقول الحق...