


عدد المقالات 330
الأبناء والبنات فلذات الأكباد، وزهرة العمر، وربيع الحياة، تشرق الشمس وتغيب وقد خطفنا الوقت ونحن معهم، فمن أجلهم نسعى ونكابد وبهم نفتخر، وبفضلهم تحل البركة في حياتنا. فما أجملها من نعمة! كثير منا من يظن بأنه لو سجّل ابنه في أرقى المدارس وأفضل المراكز، ولو وفّر له سبل الراحة والاستجمام، يكون بذلك قد أدّى دوره كاملاً تجاه طفله، وما عليه سوى الجلوس وانتظار المثالية والتميز من هذا الابن. تيقنت وتأكدت وأنا أم لأبنائي الثمانية أنّ التربية الحقّة، هي التي تنبع من قلب مفعم بالحب الصادق، بلا شروط، وبروح مكللة بالصفاء تغفر الزلة وتمحو الخطيئة، وبسعة صدر تحتوي الطفل وتقومه نحو السلوك الصحيح، فالطفل بحاجة لك أنت لا لغيرك، فاقترب منه بحضن دافئ، ربت على كتفيه، امسح بيدك على رأسه، ابتسم في وجهه، تحاور معه، قل له: إنك نعمة من الله، وإنك هدية الرحمن، لا تقارنه بغيره، انظر إليه نظرة أمل واحذر أن تربّيه بملل، فهو المستقبل الذي ينتظرك، والابن البار بك، والمطيع لك، وهو رصيدك في حياتك، وبعد مماتك، فأحسن غرسك حتى يحسن حصادك. يريد الأب من ابنه أن يكون صادقاً بالقول، وهو فاجر كاذب، يتعدى حدود الله في القول، ويريد من ابنه أن يكون مصلياً محافظاً على الصلوات الخمس في جماعة، وهو لا يعرف المسجد أبداً، فكيف يهتدي؟! كيف يكون الابن أميناً وأبوه خائن؟! والابن تقياً وأبوه فاجر؟! إن الابن في مرحلة الشبيبة يقلد تقليداً تاماً، فكن خير قدوة. فمن الهدي والخير والسداد والمصلحة -يا عباد الله- أن نكون قدوة لأبنائنا في البيوت، نأمرهم بالخير ونأتيه، وننهاهم عن المنكر ونجتنبه؛ ليصلح الله لنا الظاهر والباطن، فإنه إذا أُصلِحَ أَصْلَح. وينشأُ ناشئُ الفتيانِ مِنّا على ما كان عَوَّدَهُ أَبوه فهذا الابن لا بد أن تَسكب في قلبه العلم، وأَعظم العلم أن تحفّظَه كتاب الله عز وجل عند دخوله السادسة من عمره أو السابعة، وتلقنه السور العظيمة والآيات الكريمة، وتدخل كتاب الله في قلبه، ليستدرج النبوة بين جنبيه، غير أنه لا يوحى إليه، ما يكون شافعاً له، منيراً لصدره، مزيلاً لهمومه وغمومه وأحزانه وكربه، فعليك له بالقرآن، فبه تجعله راضياً مرضياً، سعيداً في الدنيا والآخرة. فالله الله في تحفيظ أبنائنا كتاب الله. فأوصيكم ونفسي بهذه الأمور للأبناء؛ لأن لهم حقوقاً عليكم، كما أن لكم حقوقاً عليهم. حينها ستسعدون بهم، وسيكونون في ميزان حسناتكم، وسيكونون بررةً بكم، وسيدعون لكم قبل الموت وبعد الموت، وسيشرّفكم الله بهم في الدنيا والآخرة. أَقرّ الله عيوننا وعيونكم بأبناءٍ بررةٍ، نجباء أخيارٍ، وصرف الله عنّا وعنكم السوء.
ما أعدل الله في توزيعه نعمه! وما أعظم جبره خواطر عباده! ومن معالم ذلك وأمثلته؛ أنه جلّ وعلا نوّرنا بأمثلة من عالم الإنس، يرون بطريقة فريدة غير معهودة، وهم العميان الذين ولدوا بعيون مسلوبة الأنوار،...
قد يتساءل البعض عن العلاقة التي تجمع مفردة الربّ بما يضاف إليها، وهل يبقى معناها وفق ما هو في سياقها الديني واللغوي؟ حقيقة، لكلمة الربّ خارج معناها الإلهي معانٍ مختلفة، يحدّدها السياق وما يرتبط به...
في هذه الأيام، يتوسل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها باسم الله الغالب؛ ليرد عنهم كيد الكائدين، وغيظ المعتدين، وكل حقد ظاهر ودفين. فالأمة منذ حين تمر بمخاض القيام والانتفاض، ولهذا القيام تكاليفه الوافية من الخوف...
كلّنا ندعو الله عزّ وجلّ باسميه «السميع والبصير»، ومؤكَّدٌ أنَّنا كلَّما ذكرناه بهما سبحانه، قَفَزَ إلى ذاكرتنا وألسنتنا قوله تعالى: «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيْرُ» (الشورى: 11)، ولكن هناك فرق بين من يقولها مستشعرًا...
لم يُنصر نبي أو عبد من عباد الله إلا بيقينه بالله وحده، وبإدراكه المطلق أن الأمر كلّه بيد الله، وأنّ الله تبارك وتعالى هو الغَالب القَاهر أبدًا، لا يَمْلك أحدٌ أنْ يردَّ ما قَضَى، أو...
كلّنا نسمع باسم الله «الستير»، وكلّنا نردده في كثير من الحالات، لكن هل علمنا حقيقته وغاية تسمية الله به؟ وما علاقته بالمجتمعات وسلمها وأمانها؟ وماذا لو استحضرنا هذا الاسم في جوانب حياتنا المختلفة؟ إنّ مدارسة...
كلٌّ منا يمضي نحو قدره، وكل منا يختار طريقه التي ارتضتها نفسه له، فإن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر، والبشر في إطار القدر قسمان، قسم هو الأعلى بقربه من الله وإطاعته، وقسم هو الأسفل ببعده...
إنّ كمال غِنى الله سبحانه وتعالى عظيم؛ لا يحدّ ملكه حدّ، ولا يحصيه أحد، إنساً كان أو جنًا أو ملكاً، أو ما دون ذلك. ولو أن الخلق جميعًا، أولهم وآخرهم، وإنسهم وجنهم، سألوه، فأعطى كل...
لو تتبعنا اسم «الحق» في كتاب الله عزّ وجلَّ، لوجدناه في عدة مواضع؛ فيقول الحقّ جلَّ وعلا: }ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ{ [الحج: 6]، }يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ{...
مَنْ مِنّا لا يحمد الله إن أَصابته سراء؟ ومن منّا لا يشكره سبحانه إنّ أظلته أفياء نعمة؟ هذا حال من يردّ الفضل إلى صاحبه، ويهب الثناء لمن هو أهل له. وهل تفكّرتم يومًا في اسم...
هل شعرت يومًا بعظيم أفياء الله عليك فبادرت بحمده؟ وهل وقعتَ في ابتلاء ونجوتَ منه، فحدثتك نفسك بضرورة حمد الله؟ وهل أبصرت حينًا مصائب غيرك، فنبض قلبك بحمد الله الذي عافاك مما ابتلى به سواك؟...
معلوم أنّ العبد هو الذي يتوب من ذنبه ومما اقترفته نفسه ويداه وجوارحه، لكن هل هذه التوبة تؤتى لأيّ إنسان؟ أم أنّها منحة إلهية يختصّ بها من يستحق من عباده؟ حقيقة إنّ توبة الله على...