


عدد المقالات 330
يقولون: «العتب من المحبة»، أو «العتاب للأحباب»، فعندما تمتدُّ حبال المحبة والمودة بين اثنين، يتحقق الأمل في الرضا وعودة الثقة والتماس العذر. وفي ذلك يقول الشاعر: أُعاتبُ مَنْ أَهوى على قَدْرِ وُدِّهِ ولا وُدَّ عِندي لِلَّذي لا أُعاتِبُـهُ إن الوقوع في المشكلات أمر وارد، وإن المواقف هي ميزان قوّة العلاقات أو ضعفها، وهي رهينة. تصرفات الأشخاص؛ فعندما يقابلك من تعاتبُه بصدر رحب، ويسمع أنّاتك، ويبكي لوجعك، وينفر مما جلب لك الضيق، فيبررُ، ويذكرُ عذره، وسبب تصرفه معك، فحتمًا ستنقشع سحابات الخلاف، وترحل قطعان الضغينة، ويزول كل ما يشوبك ويكدّر خاطرك. وعلى العكس من ذلك، عندما ينسحب الشخص من عتابك إياه، ويتعذر بعدم سماع هذا العتب، ويضيق صدره من مواجهتك، فتشريح حالته في هذا الموقف يدلل على رغبته بالرحيل عن رحابك، وتركك، لأنه لم يكترث بحزنك، ولم يهتمَّ بمشاعرك، وربما تكرّر المحاولة مرات أخرى ظنًا منك بأن تلك المحاولات قد تطيّب خاطرك، وتطبب قلبك، وتصلح ما بينكما من نفور، وتزيل ما اعتراكما من كدر. وعلى العكس تمامًا من ذلك، فعندما لا تجد العتب، أو الحوار، بل ربما الانسحاب التام، فمعنى ذلك أن القطيعة هي الحُكم الصادر بحق العلاقة بينكما. حذارِ، حذارِ، ممن وصل إلى مرحلةٍ لا يعاتبك فيها، فهو في هذه الحالة ينسج خيوط النهاية على مكث، ويحيك حلّة القطيعة على مهل؛ لأنَّ الحبَّ والودّ تجاهك قد خلا منه قلبه، وأُفرغت منه نفسه. اجعل شعارك (لم أتغير، ولن أتغير، وسأعامل الناس كما يعاملوني، ولن أندم على فراق أحد. من يريدني سيبقى إلى جانبي، ومن ستحلو حياته من دوني، فسأتمنى له حياة سعيدة). لسنا في حاجة إلى مزيد من الحزن ما دمنا موقنين بأن من أمامنا يهمل شعورنا قاصدًا، ويزيد جرعات آلامنا التي تفقدنا الأمل، وتثنينا عن السعي والعمل.إنّ فرص العيش الآمن كثيرة، فلنأخذ منها أفضلها، وأنسبها لوجداننا، فنحن مخيرون، وبأيدينا قلب الموازين لتصبح في مصلحتنا. إن التخلي هو دواء لقلبك وروحك، وليس دائمًا فيه أذًى، فإذا تعالى عليك أحد، فأهنه بالتخلي، ولا تدع الأشخاص السامّين يستأجرون مساحة من رأسك. اِرفع الإيجار، واطردهم غير مأسوف عليهم. فكسب النفس بالعدل، خير من إنفاق الوقت وهدره في غير موضعه. وكما قيل: «جاور جميل الروح، تصبك عدوى جماله». وأخيرًا، ابحث عمّن يشاركك لحظاتك، ويبادلك الشعور، ويقاسمك اللحظات مهما كانت، فأحيانًا لسنا في حاجة إلى من يمنحنا مظلة تقينا الشمس والمطر، بل نحتاج إلى من يشاركنا الحرّ والبلل، فمساحة الشعور تفوق مساحة العطاء. وختامًا، لا تعاتب من لا يرعاك، بل عليك تغيير أولوياتك فحسب. @zainabalmahmoud @zalmahmoud@outlook.com
ما أعدل الله في توزيعه نعمه! وما أعظم جبره خواطر عباده! ومن معالم ذلك وأمثلته؛ أنه جلّ وعلا نوّرنا بأمثلة من عالم الإنس، يرون بطريقة فريدة غير معهودة، وهم العميان الذين ولدوا بعيون مسلوبة الأنوار،...
قد يتساءل البعض عن العلاقة التي تجمع مفردة الربّ بما يضاف إليها، وهل يبقى معناها وفق ما هو في سياقها الديني واللغوي؟ حقيقة، لكلمة الربّ خارج معناها الإلهي معانٍ مختلفة، يحدّدها السياق وما يرتبط به...
في هذه الأيام، يتوسل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها باسم الله الغالب؛ ليرد عنهم كيد الكائدين، وغيظ المعتدين، وكل حقد ظاهر ودفين. فالأمة منذ حين تمر بمخاض القيام والانتفاض، ولهذا القيام تكاليفه الوافية من الخوف...
كلّنا ندعو الله عزّ وجلّ باسميه «السميع والبصير»، ومؤكَّدٌ أنَّنا كلَّما ذكرناه بهما سبحانه، قَفَزَ إلى ذاكرتنا وألسنتنا قوله تعالى: «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيْرُ» (الشورى: 11)، ولكن هناك فرق بين من يقولها مستشعرًا...
لم يُنصر نبي أو عبد من عباد الله إلا بيقينه بالله وحده، وبإدراكه المطلق أن الأمر كلّه بيد الله، وأنّ الله تبارك وتعالى هو الغَالب القَاهر أبدًا، لا يَمْلك أحدٌ أنْ يردَّ ما قَضَى، أو...
كلّنا نسمع باسم الله «الستير»، وكلّنا نردده في كثير من الحالات، لكن هل علمنا حقيقته وغاية تسمية الله به؟ وما علاقته بالمجتمعات وسلمها وأمانها؟ وماذا لو استحضرنا هذا الاسم في جوانب حياتنا المختلفة؟ إنّ مدارسة...
كلٌّ منا يمضي نحو قدره، وكل منا يختار طريقه التي ارتضتها نفسه له، فإن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر، والبشر في إطار القدر قسمان، قسم هو الأعلى بقربه من الله وإطاعته، وقسم هو الأسفل ببعده...
إنّ كمال غِنى الله سبحانه وتعالى عظيم؛ لا يحدّ ملكه حدّ، ولا يحصيه أحد، إنساً كان أو جنًا أو ملكاً، أو ما دون ذلك. ولو أن الخلق جميعًا، أولهم وآخرهم، وإنسهم وجنهم، سألوه، فأعطى كل...
لو تتبعنا اسم «الحق» في كتاب الله عزّ وجلَّ، لوجدناه في عدة مواضع؛ فيقول الحقّ جلَّ وعلا: }ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ{ [الحج: 6]، }يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ{...
مَنْ مِنّا لا يحمد الله إن أَصابته سراء؟ ومن منّا لا يشكره سبحانه إنّ أظلته أفياء نعمة؟ هذا حال من يردّ الفضل إلى صاحبه، ويهب الثناء لمن هو أهل له. وهل تفكّرتم يومًا في اسم...
هل شعرت يومًا بعظيم أفياء الله عليك فبادرت بحمده؟ وهل وقعتَ في ابتلاء ونجوتَ منه، فحدثتك نفسك بضرورة حمد الله؟ وهل أبصرت حينًا مصائب غيرك، فنبض قلبك بحمد الله الذي عافاك مما ابتلى به سواك؟...
معلوم أنّ العبد هو الذي يتوب من ذنبه ومما اقترفته نفسه ويداه وجوارحه، لكن هل هذه التوبة تؤتى لأيّ إنسان؟ أم أنّها منحة إلهية يختصّ بها من يستحق من عباده؟ حقيقة إنّ توبة الله على...