


عدد المقالات 200
تُعرف كلُ دولة بمؤسساتها، لا سيّما الثقافية منها، ويحفظ لنا التاريخُ أن منارات كلّ عصر من العصور في مختلف الثقافات والحضارات هي مؤسسات ثقافية، وهذه المؤسسات هي التي تحفظ لنا أبرز ملامح ذلك العصر ومدى التطور الذي وصلت إليه هذه الحضارة أو تلك. وإيمانا من دولتنا الحبيبة قطر بأهمية المؤسسات الثقافية وتأثيرها العميق في المجتمع، يتوالى افتتاح تلك المؤسسات هنا وهناك، المستقلة منها والتابعة لمؤسسات أخرى، وكلُها تصبّ في خدمة الثقافة والصورة الحضارية للدولة. ومنذ تأسيس الدولة وهي تهتم بالمؤسسات الثقافية، ليس أولها المدرسة الرشدية عام 1890، وليس آخرها دار الوثائق القطرية، التي دشّنها حضرة صاحب السموّ الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، في مشيرب صباح أمس. وتأتي تغريدة سموّه على منصة X تعبيرا عن أهمية هذه الدار وما تمثّله في نظر القيادة الرشيدة، فقد قال سموّه: «يأتي تدشين دار الوثائق القطرية اليوم كإضافة إلى منشآتنا الوطنية الأخرى، لتسهم في حفظ تاريخ دولة قطر، وتأصيل هوية بلادنا الثقافية والوطنية، عبر أرشفة التراث الوثائقي والنهوض بالبحث العلمي والكتابة التاريخية والتوعية بأهميتها». وتهدف الدّار، التي تتبع الديوان الأميري، وأعيد تنظيمها بموجب القرار الأميري رقم 29 لسنة 2023، إلى إثراء النشاط الفكري، ورصد تاريخ الدولة، وتنظيم جمع وحفظ الوثائق والمحفوظات والإشراف عليها، تنفيذا لأحكام القانون رقم 7 لسنة 2023 بشأن الوثائق والمحفوظات، كما تهدف إلى تمكين الوصول إلى المعلومات والسجلات والوثائق وتسهيل استخدامها، وذلك عن طريق وضع معايير وسياسات تُنظم عملية إدارة الوثائق العامة والخاصة والتاريخية والوطنية في الدولة. تحديد كل ما له قيمة تاريخية وتختص الدّار أيضا بتحديد كل ما له قيمة تاريخية من الوثائق الموجودة في حيازة الوزارات والأجهزة الحكومية الأخرى أو الأشخاص، وغيرها من الوثائق والمحفوظات الموجودة في الخارج، وتحديد آليات حصول دار الوثائق على هذه الوثائق والمحفوظات ونقلها إليها، أو الحصول على نسخ أو صور منها. ومن اختصاصات دار الوثائق إبراز القيم الثقافية والعلمية للوثائق، وإجراء البحوث والدراسات التاريخية، والتوعية بأهمية التراث الوثائقي، وفتح المجال للباحثين والمهتمين للاستفادة من المادة المعلوماتية الموجودة في حيازتها والاطلاع عليها. وبالنظر إلى أهداف الدّار واختصاصاتها، ندرك حجم المهمّة التي تضطلع بها الدار في سبيل ترك بصمة على جدار الإرث الثقافي المستدام الذي تسعى مؤسسات الدولة لتركه خدمة للأجيال القادمة. ولا شك أن الدّار بإنجازها لمهامّها الكبرى الموكلة إليها سُتقدم خدمة كبيرة للثقافة والتاريخ الوطني والمتخصصين والمهتمين والأجيال اللاحقة. ومع أن الكثير من مؤسساتنا عملت على تدوين تاريخنا الوطني، إلا أن الدّار بنشرها الوثائق الموجودة لديها وإتاحتها للباحثين، وبحثها عن الوثائق الموجودة في الخارج، سُتقدّم مادّة ثريّة تُثري تاريخنا الوطني، كما أن وجود جهة تختص بهذا الأمر سيُسهل كثيرا على الباحثين مهامَّهم وسيقدّم لهم خدمة كانوا في أمسّ الحاجة إليها، دون أي انتقاص من دور مؤسساتنا الوطنية والثقافية والعلمية الأخرى، التي لم تدّخر جهدا في هذا المجال. لبنة في بناء ثقافي وتأتي دار الوثائق لتشكل لبنة في بناء ثقافي أصبح عظيما باهتمام القيادة الرشيدة الدائم، وليس المجال هنا لذكر المؤسسات والمراكز المكوّنة لهذا البناء، لكنها أصبحت ماثلة للعيان، وأصبح تأثيرها عميقا في الأفراد وفي المجتمع، وليس آخرها مكتبة قطر الوطنية المجهزة بالكامل بأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا خدمة للمعرفة وحفظا على نقلها لكل طالب علم بغض النظر عن مكان تواجده. ولا شك أن الدّار ستسهم في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، خاصة ركيزتي التنمية البشرية والتنمية الاجتماعية، وسيكون لها تأثير كبير على المدى الطويل، فهي من المؤسسات ذات الإنجازات المستدامة التي ستوثّق تاريخنا الماضي والمستقبلي ليكون صورة معبرة عنّا وعن إنجازاتنا لأجيال وأجيال. وبعد تدشين هذه الدّار، فهذه دعوة للمؤرخين والباحثين لاستثمار ما توفّره الدار من وثائق ومن خدمات لتدوين تاريخنا وتحليله والخروج بمؤلَّفات جديدة تعكس صورتنا الحضارية إقليميا وعالميا. @falehalhajeri
افتتح حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، صباح يوم أمس الثلاثاء 21 أكتوبر 2025، دور الانعقاد العادي الرابع والخمسين لمجلس الشورى، في لحظة سياسية تؤكد استمرار الدولة على نهجها...
حين تشتعل الحروب وتنتكس معاني الإنسانية، لا يُقاس القادة بما يقولون، بل بما يفعلون. وفي زمن كثرت فيه الخطابات وقلت فيه المبادرات الإقليمية والدولية لإحلال السلام، برزت دولة قطر كوسيط نزيه لها دورها الفاعل، يقودها...
في مشهد وطني يعكس نضج التجربة القطرية ووضوح رؤيتها، دشنت دولة قطر، تحت رعاية معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، الإستراتيجية الوطنية لتعزيز النزاهة والشفافية والوقاية من...
في صباح السابع من أكتوبر، تتجدّد الذكرى الثانية لــ «طوفان الأقصى»، يوم تقف فيه غزة على فوهة بركان على نحو استثنائي، وتقف الأجساد بين أنقاض المنازل وتجمعات بمئات الآلاف الذين تلاحقهم آلات الموت للاحتلال الإسرائيلي....
حدثان مهمان يحملان الكثير من الدلالات وسيكون لهما العديد من الانعكاسات على أمن المنطقة، الأول توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الأربعاء، أمرا تنفيذيا تعهد فيه بضمان أمن دولة قطر، بما في ذلك استخدام القوة...
في لحظة تاريخية تتجه فيها أنظار العالم نحو نيويورك، ألقى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى (حفظه الله)، خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثمانين. ولم يكن...
انعقدت في الدوحة، يوم أمس الاثنين 15 سبتمبر 2025، القمة العربية الإسلامية في ظروف غير مسبوقة، حيث جاء القادة إلى عاصمتنا «دوحة السلام» التي تعرضت لاعتداء إسرائيلي غادر، استهدف بيتا آمنا تقيم فيه عائلات فلسطينية...
لم يكن مساء التاسع من سبتمبر 2025 يوما عاديا في تاريخ قطر والمنطقة. فالعاصمة الدوحة، التي اعتادت أن تكون جسرا للحوار وميدانا للوساطة، فوجئت بضربة إسرائيلية غادرة استهدفت أرضها في سابقة خطيرة هي الأولى من...
في مشهد ينذر بتحول نوعي في مسار العدوان الإسرائيلي الوحشي بالمنطقة، استهدفت صواريخ إسرائيلية مساء أمس الثلاثاء، «دوحة السلام»، لتُصيب مقرات سكنية يُقيم فيها عدد من أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس، ممن كانوا منخرطين في...
في زمن بات تناول الألم والعذاب الذي يعيشه إخواننا في غزّة بشكل اعتيادي، كان صوت الصحفي الميداني أنس الشريف من قلب المأساة الفلسطينية، بمثابة صرخة ضمير: «لم أتمالك نفسي من هول المجازر، لكنني وجدت صوت...
لم تعد الوساطة في النزاعات الدولية حكرا على القوى الكبرى أو المنظمات الأممية، بل برزت دولة قطر في العقدين الأخيرين كلاعب محوري في هذا المضمار، تجمع بين الحياد السياسي، والقدرة الاقتصادية، وشبكة علاقات إقليمية ودولية...
بين اتساع رقعة الحرائق في الإقليم، واستمرار الاشتباك المباشر بين إيران وإسرائيل، وجدت دولة قطر نفسها – دون رغبة أو انخراط – أمام لحظة فارقة. ولم تكن الدوحة طرفا في المواجهة، لكنها استُهدفت. ولم تكن...