عدد المقالات 199
في مشهد وطني يعكس نضج التجربة القطرية ووضوح رؤيتها، دشنت دولة قطر، تحت رعاية معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، الإستراتيجية الوطنية لتعزيز النزاهة والشفافية والوقاية من الفساد (2025 – 2030)، لتؤكد أن النزاهة ليست شعارا إداريا، بل التزام وطني وإنساني عميق. هذه الإستراتيجية تمثل امتدادا لمسار طويل من الإصلاحات المؤسسية التي بدأت منذ أكثر من عقد، وتهدف إلى بناء منظومة حوكمة رشيدة تعزز الثقة بين المواطن والدولة، وتربط الكفاءة بالمسؤولية، والجدارة بالاستحقاق. ففي قطر، لم تعد مكافحة الفساد عملا تقنيا أو إجراء قانونيا فحسب، بل أصبحت ركيزة من ركائز التنمية المستدامة، ومحورا في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، التي تجعل من الشفافية حجر الزاوية في بناء الدولة الحديثة. تعزيز النزاهة في منظومة الدولة جاءت الإستراتيجية بمنهجية دقيقة تستند إلى أفضل الممارسات الدولية، وتواكب في الوقت ذاته خصوصية النموذج القطري في إدارة التنمية. فهي تسعى إلى تحويل قيم النزاهة من مجرد مبدأ أخلاقي إلى ثقافة مؤسسية راسخة، تُترجم في السياسات العامة وفي سلوك الموظف والمسؤول والمواطن على حد سواء. وقد أوضح سعادة السيد حمد بن ناصر المسند، رئيس هيئة الرقابة الإدارية والشفافية، أن هذه الإستراتيجية تمثل تجسيدا عمليا لنهج القيادة في تعزيز الكفاءة ورفع جودة الأداء المؤسسي وربط المكافآت بالإنجاز والجدارة، انسجاما مع توجهات الدولة نحو بناء مؤسسات حكومية متميزة وفعّالة. إن الربط بين الوظيفة والمسؤولية هو حجر الأساس في هذه الرؤية؛ فالتكليف بالعمل العام ليس امتيازا، بل واجب وطني يحمّله صاحبه مسؤولية أمام الله والوطن والقانون. ولهذا جاءت التعديلات التي أقرها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، على قانون الموارد البشرية المدنية في عام 2025 لتدعم هذا الاتجاه، من خلال نظام متكامل يربط الأداء بالتحفيز، ويعزز بيئة العمل الحكومي بالكفاءة والانضباط والمرونة، ويوازن بين متطلبات العمل واستقرار الأسرة. من الوقاية إلى الشراكة في مكافحة الفساد لم تعد مكافحة الفساد في قطر شأنا حكوميا محدودا، بل أصبحت مشروعا وطنيا تشاركيا يضم مؤسسات الدولة والقطاع الخاص والمجتمع المدني والإعلام. فقد أكدت هيئة الرقابة الإدارية والشفافية على أن بناء منظومة النزاهة لا يتحقق بالقرارات وحدها، بل بالوعي الجماعي، والممارسة اليومية، والتثقيف المستمر. ومن هذا المنطلق، تنفذ الهيئة برامج تدريبية وتوعوية تستهدف موظفي الدولة والمجتمع، لرفع الوعي بخطورة الفساد وأساليبه الحديثة، خاصة في ظل التحول الرقمي والانفتاح الاقتصادي العالمي. كما تعمل على تطوير الأطر التشريعية، وتعزيز التعاون الدولي عبر مذكرات التفاهم والشراكات مع الهيئات الإقليمية والعالمية، مما جعل قطر شريكا موثوقا في الجهود العالمية لمكافحة الفساد. وقد توجت هذه الجهود بحصول الدولة على المرتبة الثانية خليجيا وعربيا في مؤشر مدركات الفساد لعام 2024 الصادر عن منظمة الشفافية الدولية، وهو إنجاز يعكس نجاحا مؤسسيا عميقا، ويؤكد أن الإصلاح الإداري في قطر يسير في الاتجاه الصحيح. كما شكّلت جائزة سمو الأمير لمكافحة الفساد نموذجا عالميا في ترسيخ قيم العدالة والمساءلة، ورسالة تؤكد أن قطر لا تكتفي ببناء النزاهة في مؤسساتها، بل تسهم في ترسيخها على مستوى العالم. تشريعات حديثة ومؤسسات فاعلة البيئة التشريعية في قطر تشهد تطورا نوعيا يعزز أهداف هذه الإستراتيجية، فقد صدرت قوانين متقدمة تتعلق بحماية الشهود والمبلغين، وتنظيم الحق في الحصول على المعلومات، وتعزيز المساءلة في الوظيفة العامة، لتصبح قطر من أوائل الدول العربية التي تتبنى منظومة قانونية شاملة للشفافية. كما جاءت تعديلات الموارد البشرية الأخيرة لتكرّس مبدأ “الأداء أساس الاستحقاق”، وتفتح الباب أمام تحفيز الكفاءات الوطنية، وتشجيع الابتكار والمبادرة في العمل الحكومي، بما يتماشى مع توجه الدولة للاستثمار في رأس المال البشري بوصفه ركيزة أساسية للتنمية. وفي هذا السياق، يبرز دور مجلس الشورى الذي يستعد لدورة انعقاد جديدة تحت مظلة التعديلات الدستورية الحديثة التي أقرها حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، والتي أكدت على قيم العدل والمواطنة المتساوية ووحدة الشعب، وهي ذات المبادئ التي ترتكز عليها الإستراتيجية الوطنية للنزاهة والشفافية. وهكذا تتكامل الرؤية التشريعية والسياسية والإدارية لبناء دولة حديثة تُدار على أسس العدالة والمساءلة وسيادة القانون. إن إطلاق الإستراتيجية الوطنية لتعزيز النزاهة والشفافية والوقاية من الفساد (2025 – 2030) يمثل تحولا نوعيا في مسار التنمية الوطنية، ويجسد التقاء الرؤية السياسية بالإرادة المؤسسية والوعي المجتمعي. إنها ليست خطة إدارية عابرة، بل عقد أخلاقي بين الدولة والمجتمع يقوم على الثقة والمساءلة والعدل. ففي ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، تمضي قطر بثبات نحو بناء نموذج إداري متكامل يوازن بين الكفاءة والقيم، ويجعل من النزاهة أسلوب حياة، ومن الشفافية منهجا في العمل، ومن العدالة أساسا للحكم. وبهذه الرؤية الطموحة، تواصل قطر ترسيخ مكانتها كدولة مؤسسات، ومركز إقليمي ودولي للنزاهة والحوكمة الرشيدة، لتؤكد للعالم أن التنمية الحقيقية لا تزدهر إلا في بيئة يسودها الوضوح والصدق والمسؤولية. @FalehalhajeriQa
حين تشتعل الحروب وتنتكس معاني الإنسانية، لا يُقاس القادة بما يقولون، بل بما يفعلون. وفي زمن كثرت فيه الخطابات وقلت فيه المبادرات الإقليمية والدولية لإحلال السلام، برزت دولة قطر كوسيط نزيه لها دورها الفاعل، يقودها...
في صباح السابع من أكتوبر، تتجدّد الذكرى الثانية لــ «طوفان الأقصى»، يوم تقف فيه غزة على فوهة بركان على نحو استثنائي، وتقف الأجساد بين أنقاض المنازل وتجمعات بمئات الآلاف الذين تلاحقهم آلات الموت للاحتلال الإسرائيلي....
حدثان مهمان يحملان الكثير من الدلالات وسيكون لهما العديد من الانعكاسات على أمن المنطقة، الأول توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الأربعاء، أمرا تنفيذيا تعهد فيه بضمان أمن دولة قطر، بما في ذلك استخدام القوة...
في لحظة تاريخية تتجه فيها أنظار العالم نحو نيويورك، ألقى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى (حفظه الله)، خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثمانين. ولم يكن...
انعقدت في الدوحة، يوم أمس الاثنين 15 سبتمبر 2025، القمة العربية الإسلامية في ظروف غير مسبوقة، حيث جاء القادة إلى عاصمتنا «دوحة السلام» التي تعرضت لاعتداء إسرائيلي غادر، استهدف بيتا آمنا تقيم فيه عائلات فلسطينية...
لم يكن مساء التاسع من سبتمبر 2025 يوما عاديا في تاريخ قطر والمنطقة. فالعاصمة الدوحة، التي اعتادت أن تكون جسرا للحوار وميدانا للوساطة، فوجئت بضربة إسرائيلية غادرة استهدفت أرضها في سابقة خطيرة هي الأولى من...
في مشهد ينذر بتحول نوعي في مسار العدوان الإسرائيلي الوحشي بالمنطقة، استهدفت صواريخ إسرائيلية مساء أمس الثلاثاء، «دوحة السلام»، لتُصيب مقرات سكنية يُقيم فيها عدد من أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس، ممن كانوا منخرطين في...
في زمن بات تناول الألم والعذاب الذي يعيشه إخواننا في غزّة بشكل اعتيادي، كان صوت الصحفي الميداني أنس الشريف من قلب المأساة الفلسطينية، بمثابة صرخة ضمير: «لم أتمالك نفسي من هول المجازر، لكنني وجدت صوت...
لم تعد الوساطة في النزاعات الدولية حكرا على القوى الكبرى أو المنظمات الأممية، بل برزت دولة قطر في العقدين الأخيرين كلاعب محوري في هذا المضمار، تجمع بين الحياد السياسي، والقدرة الاقتصادية، وشبكة علاقات إقليمية ودولية...
بين اتساع رقعة الحرائق في الإقليم، واستمرار الاشتباك المباشر بين إيران وإسرائيل، وجدت دولة قطر نفسها – دون رغبة أو انخراط – أمام لحظة فارقة. ولم تكن الدوحة طرفا في المواجهة، لكنها استُهدفت. ولم تكن...
في 14 مايو 2025 حطّت طائرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الدوحة، في زيارة تاريخية تأتي تتويجا لجولة في المنطقة شملت أيضا قمة خليجية-أمريكية في الرياض قبل يوم واحد. وهذه الزيارة الرئاسية إلى قطر –...
في مرحلة تتسم بتشابك الأزمات وتعدد مسارات النزاعات في المنطقة العربية والشرق الأوسط، تبرز دولة قطر كفاعل دبلوماسي نشط يسعى لإعادة صياغة المشهد الإقليمي، انطلاقا من رؤية قائمة على الحوار والشراكة، لا على الصدام والاستقطاب....