


عدد المقالات 331
إنّ أصل السعادة ورأسها محبة الله ومحبة ما أحب. فهذه المحبة هي جسر العبور إلى كلّ جميل، وإلى كلّ يسير، ومفتاح عبورنا إلى الدار الأخرة بأمان وسلام، وفيها يقول العلامة ابن القيّم: «ولما كانت المحبة جنسًا تحته أنواع متفاوتة في القدر والوصف، كان أغلب ما يذكر فيها في حق الله تعالى ما يختص به، ويليق به من أنواعها، ولا يصلح إلا له وحده؛ مثل: العبادة، والإنابة، ونحوهما؛ فإن العبادة لا تصلح إلا له وحده، وكذلك الإنابة. وأعظم أنواع المحبة المذمومة: المحبة مع الله، التي يسوِّي المحب فيها بين محبته لله، ومحبته للنِّدِّ الذي اتخذه من دونه. وأعظم أنواعها المحمودة: محبة الله وحده، ومحبة ما أحب، وهذه المحبة هي أصل السعادة ورأسها، التي لا ينجو أحد من العذاب إلا بها. والمحبة المذمومة الشركية هي أصل الشقاوة ورأسها، التي لا يبقى في العذاب إلا أهلها؛ فأهل المحبة الذين أحبوا الله، وعبدوه وحده لا شريك له، لا يدخلون النار، ومن دخلها منهم بذنوبه، فإنه لا يبقى فيها منهم أحد. ومحبة الله تعالى تختص عن محبة غيره في قدرها وصفتها وإفراده سبحانه بها، فإن الواجب له من ذلك أن يكون أحبَّ إلى العبد من ولده ووالده، بل من سمعه وبصره ونفسه التي بين جنبيه، فيكون إلهه الحق. نعم، سبحان الله العظيم الذي تفرّد بكل شيء، في الخلق والملك والربوبية والألوهية، وحده لا شريك له، فكيف به أن يقبل شريكًا في محبته القائمة على التقديس والتعظيم والإجلال؟ فلنحسن محبتنا لله عزّ وجلّ، ولنحذر من المحبة الشركية المذمومة التي من مضى في دربها كان من أهل الشقاء. وكذلك فلنحذر من «مفاسد العشق الدنيوية والدينية» التي قال فيها ابن القيّم: «هي نوعان: أحدها: الاشتغال بحب المخلوق وذِكْره عن حبِّ الرب تعالى وذكره، فلا يجتمع في القلب هذا وهذا، إلا ويقهَر أحدُهما صاحبَه، ويكون السلطان والغلبة له. وثانيها: عذاب قلبه بمعشوقه؛ فإن من أحب شيئًا غيرَ الله عُذِّب به، ولا بد: فما في الأرض أشقى من محبٍّ وإن وجد الهوى حلوَ المذاقِ تراه باكيًا في كل حين مخافةَ فُرقة أو لاشتياقِ فيبكي إن نأَوا شوقًا إليهم ويبكي إن دَنَوا حذرَ الفراقِ فتسخُن عينه عند الفراق وتسخُن عينه عند التلاقي وما أجمل وصف ابن القيم لمن وقع في المحبة الشركية المذمومة، إذ قال إنّ قلب العاشق يظل أسيرًا في قبضة معشوقه، يَسُومه الهوان، ولكن لسكرة العشق لا يشعر بمُصابه، فقلبه: كعصفـورة في كفِّ طفل يسومها حِياضَ الرَّدى والطفل يلهو ويلعبُ فعَيش العاشق عيش الأسير الموثَق، وعَيش الخليِّ عيش الْمُسيَّب المطلَق؛ فالعاشق كما قيل: طليقٌ برأيِ العينِ وهو أسيرُ عليلٌ على قطبِ الهلاكِ يدورُ وميتٌ يُرى في صورةِ الحيِّ غاديًا وليسَ لهُ حتى النشورِ نُشورُ أَخــو غَمَراتٍ ضاعَ فيهنَّ قلبُه فليسَ له حتى المماتِ حضورُ وأخيرًا، علينا أن نحسن خيارات عشقنا وحبنا، فليس أعظم من محبة الله، ومحبة من يحبون الله وحده ولا يشركون به، في قول أو فعل أو شعور. @zainabalmahmoud @zalmahmoud@outlook.com
ربما يتساءل كثير من الناس عن جمال الله تعالى، ونوره، فيرسمون في مخيلاتهم المتواضعة نماذج متواضعة عن حقيقة جماله سبحانه وتعالى، إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال في ذلك الجمال: «حجابُه النور،...
ما أعدل الله في توزيعه نعمه! وما أعظم جبره خواطر عباده! ومن معالم ذلك وأمثلته؛ أنه جلّ وعلا نوّرنا بأمثلة من عالم الإنس، يرون بطريقة فريدة غير معهودة، وهم العميان الذين ولدوا بعيون مسلوبة الأنوار،...
قد يتساءل البعض عن العلاقة التي تجمع مفردة الربّ بما يضاف إليها، وهل يبقى معناها وفق ما هو في سياقها الديني واللغوي؟ حقيقة، لكلمة الربّ خارج معناها الإلهي معانٍ مختلفة، يحدّدها السياق وما يرتبط به...
في هذه الأيام، يتوسل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها باسم الله الغالب؛ ليرد عنهم كيد الكائدين، وغيظ المعتدين، وكل حقد ظاهر ودفين. فالأمة منذ حين تمر بمخاض القيام والانتفاض، ولهذا القيام تكاليفه الوافية من الخوف...
كلّنا ندعو الله عزّ وجلّ باسميه «السميع والبصير»، ومؤكَّدٌ أنَّنا كلَّما ذكرناه بهما سبحانه، قَفَزَ إلى ذاكرتنا وألسنتنا قوله تعالى: «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيْرُ» (الشورى: 11)، ولكن هناك فرق بين من يقولها مستشعرًا...
لم يُنصر نبي أو عبد من عباد الله إلا بيقينه بالله وحده، وبإدراكه المطلق أن الأمر كلّه بيد الله، وأنّ الله تبارك وتعالى هو الغَالب القَاهر أبدًا، لا يَمْلك أحدٌ أنْ يردَّ ما قَضَى، أو...
كلّنا نسمع باسم الله «الستير»، وكلّنا نردده في كثير من الحالات، لكن هل علمنا حقيقته وغاية تسمية الله به؟ وما علاقته بالمجتمعات وسلمها وأمانها؟ وماذا لو استحضرنا هذا الاسم في جوانب حياتنا المختلفة؟ إنّ مدارسة...
كلٌّ منا يمضي نحو قدره، وكل منا يختار طريقه التي ارتضتها نفسه له، فإن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر، والبشر في إطار القدر قسمان، قسم هو الأعلى بقربه من الله وإطاعته، وقسم هو الأسفل ببعده...
إنّ كمال غِنى الله سبحانه وتعالى عظيم؛ لا يحدّ ملكه حدّ، ولا يحصيه أحد، إنساً كان أو جنًا أو ملكاً، أو ما دون ذلك. ولو أن الخلق جميعًا، أولهم وآخرهم، وإنسهم وجنهم، سألوه، فأعطى كل...
لو تتبعنا اسم «الحق» في كتاب الله عزّ وجلَّ، لوجدناه في عدة مواضع؛ فيقول الحقّ جلَّ وعلا: }ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ{ [الحج: 6]، }يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ{...
مَنْ مِنّا لا يحمد الله إن أَصابته سراء؟ ومن منّا لا يشكره سبحانه إنّ أظلته أفياء نعمة؟ هذا حال من يردّ الفضل إلى صاحبه، ويهب الثناء لمن هو أهل له. وهل تفكّرتم يومًا في اسم...
هل شعرت يومًا بعظيم أفياء الله عليك فبادرت بحمده؟ وهل وقعتَ في ابتلاء ونجوتَ منه، فحدثتك نفسك بضرورة حمد الله؟ وهل أبصرت حينًا مصائب غيرك، فنبض قلبك بحمد الله الذي عافاك مما ابتلى به سواك؟...