alsharq

سحر ناصر

عدد المقالات 301

الادّعاء ضد مجهول

16 مايو 2019 , 02:20ص

هكذا يمكن وصف المشهد اللبناني، فنظرة سريعة على الأخبار المحلية اللبنانية اليومية، تُنبئك بوجود «مجهول» يُسبب هذه الفوضى السياسية والاجتماعية، وهو نفسه من يحاول منع الفوضى الاقتصادية، لكي يتمكن من البقاء على قيد الحياة، هذا «المجهول» هو الفاعل الرئيسي الذي يتحمل مسؤولية كل ما يحدث في هذا البلد الصغير، فهو مجهول شرير يسعى بكل ما أوتي من سلطة إلى ترويج ثقافة «جيستابو» -البوليس السياسي- في لبنان، ويلاحق الصحافيين ويطارد المُسنين الذين ينتقدون السلطات الحاكمة، ويلقي القبض على المواطنين بتهمة «التحريض وإثارة الفتنة»، بسبب فيديو تافه هنا وصورة أخرى هناك تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي، ولا يتجاوز محتواها مواطناً بائساً «يفضفض» عن واقع مُتعب. هذا «المجهول» قليل الحياء هو الذي يُروّج لنفسه على أنه المحافظ الأول على «هيبة الدولة»، ولا يطبقها إلا في «تأديب» المواطن حين يعبّر عن رأيه، ولكنه لا يقيس «هيبة الدولة» في إذلال المواطن اللبناني داخل البلد وخارجه، حيث يُدرّس اللبناني منذ صغره أن «هجرة الأدمغة» هي ما يتميز به لبنان، فإذا كنت عبقرياً ستتمكّن من الهجرة، وإذا كنت «غبياً» أو فاشلاً أو ذا حظ عاسر فإن مصيرك البقاء في هذا البلد! أي بلد يُشجع أبناءه على الهجرة منذ نعومة أظافرهم؟! هذا «المجهول» الصفيق هو نفسه الذي يتحدث عن «هيبة الدولة»، ويتباهى بتوقيف المواطنين الذين يعيشون على الحبوب المهدئة الموصوفة من قبل أطباء الأعصاب، بسبب القلق والتوتر والهموم المعيشية، فيما يتغاضى عن «هيبة الدولة» حين يتم طرد عشرات اللبنانيين المقيمين في الخارج لمحسوبيات طائفية، وعرقلة أمورهم في دول أخرى بسبب مواقفه المجهولة المؤيدة لتلك القوى الإقليمية دون غيرها، ويتغاضى عن سجن حتى ممثلة أو راقصة لبنانية في دولة عربية أخرى، فيما تدخل تلك المغنية أو الممثلة أو المذيعة العربية التي أهانت كل اللبنانيين، وتُفتح لها قاعة الشرف! هذا «المجهول» السليط هو الذي يطالبه المسؤولون برد الأموال المنهوبة من الدولة، ويعاتبه الوزراء والنواب والرؤساء والأحزاب، ويتوعدونه ويهددونه بألا يأخذ البلاد إلى الخراب! المجهول نفسه هو السبب في إنشاء مطامر للنفايات على تخوم البلدات اللبنانية الجميلة، دون موافقات وزارة البيئة والصحة والجهات المعنية، وهو بذاته من يغوي المراهقين لنقل المخدرات وتوزيعها بين منطقة وأخرى، ولا يستحيي من رمي النفايات في أعالي الجبال والجرود، ما أوقح هذا «المجهول» الذي لم يذعن لنداءات المسؤولين بوقف طمر النفايات في البحر، حيث نهلل بالسيّاح في المطار برائحة «مجهولة» المصدر أيضاً. هذا السفيه «المجهول» نفسه لا ينفكّ يُحرّض أساتذة الجامعة الوطنية وعمداءها، والمتقاعدين العسكريين، وموظفي القطاع العام، على الإضراب من أجل عدم المسّ برواتبهم وأموال تقاعدهم، التي جنوها في مسيرة طويلة من الشقاء والقهر. هل من أحد منكم يعرف هذا «المجهول»؟! أو ما يرمز إليه هذا «المجهول»؟ إذن.. نُنهي هذه السطور بالادعاء ضد مجهول.

خذوا الرقمنة وامنحونا الحياة

من يتحكم بالتكنولوجيا يتحكم بنا، أحببنا هذه الحقيقة أم كرهناها. التكنولوجيا مفروضة علينا من كل حدب وصوب، فأصبحنا أرقامًا ضمن أنظمة رقمية سواء في أماكن عملنا عبر أرقامنا الوظيفية أو بطاقتنا الشخصية والائتمانية، وحتى صورنا...

ماذا سنكتب بَعد عن لبنان؟

ماذا سنكتب بعد عن لبنان؟ هل سنكتب عن انتحار الشباب أو هجرتهم؟ أم عن المافيات السياسية التي نهبت أموال المودعين؟ أو ربّما سنكتبُ عن خباثة الأحزاب وانتمائها للخارج على حساب الداخل. هل سنكتبُ عن انهيار...

«معرفة أفضل» بالمخدرات

من المقرر أن يُصدر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة تقرير المخدرات العالمي لعام 2020، وذلك قبل نحو 24 ساعة من إحياء الأمم المتحدة ما يُعرف بـ «اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير...

الدولار «شريان الحياة»

العالم يعيش اليوم في سباق على الابتكار والاختراع، وفيما تسعى الدول الكبرى إلى تكريس مكانتها في مجال التقدّم العلمي والاقتصادي والاجتماعي، تحاول الدول النامية استقطاب الباحثين والعلماء أو ما يعرف بـ «الأدمغة» في شتى المجالات....

218 مليون طفل يبحثون عن وظيفة

218 مليون طفل حول العالم لا يذهبون إلى المدرسة، وليس لديهم وقت للعب، لماذا؟ لأنهم يعملون بدوام كامل. منهم من يعمل بالسّخرة دون أجر، ومنهم المجبر، مجبر على العمل قسراً بأنشطة غير مشروعة كالبغاء والمخدرات،...

بجوار بيتنا مدرسة

بجوار بيتنا مدرسة، جرسها مزعج، يقرع بقوّة إيذاناً ببدء يوم جديد.. النغمة نفسها التي تعيدك أعواماً إلى الوراء؛ لكنه توقّف عن الرنّ. سبب توقّف الجرس هذا العام لم يكن لانتهاء العام الأكاديمي كالعادة، وإنما بسبب...

المرأة مفتاح السلام

تحتفي الأمم المتحدة في 29 مايو بـ «اليوم العالمي لحفظة السلام»، هذا اليوم الذي شهد للمرة الأولى بزوغ قوات حفظ السلام، وكان ذلك في الشرق الأوسط، من أجل مراقبة اتفاقية الهدنة بين القوات الإسرائيلية والقوات...

«اللازنيا» بالسياسة

هذا العنوان قد يبدو صديقاً للجميع، وقابلاً للنشر، ربما باستثناء من لديهم حساسية الجلوتين، أو من يدّعون ذلك، لا سيما وأنها أصبحت موضة أكثر منها عارضاً صحياً، ومقاطعي اللحوم، وهم محبّو الخسّ والجرجير إلى الأبد،...

البطة السوداء في الأُسرة

الأسرة تعني الحماية والطمأنينة والعطاء، تعني أن تهبّ إلى نجدة أختك أو أخيك قبل أن يحتاجك، تعني ألّا تقاطع من ظلمك منهم ولو كان الظلم الذي وقع عليك كبيراً، تعني أن تلجأ إليهم عند الضعف...

المستقبل بعد 75 عاماً

منذ 75 عاماً قُتل 85 مليون إنسان. كيف؟ في الحرب العالمية الثانية. لماذا نتذكّرهم اليوم؟ لأن الأمم المتحدة تُخصّص لهم يومي 8 و9 مايو من كلّ عام مناسبةً لكي يتمهّل العالم قليلاً إجلالاً لمن ذهبوا...

مصلحة البلد

وضعوا أيديهم على أموال المودعين من أجل «مصلحة البلد»، تم تشريع سمّ الحشيشة لمصلحة البلد، وقّعوا على قرض إضافي من البنك الدولي لتأجيل الانهيار الاقتصادي والإفلاس بسبب الجشع والفساد، حتى يتمكّنوا من شدّ بأسهم تحت...

من يُنصف «قلوب الرحمة»؟

يسمّونهم قلوب أو «ملائكة الرحمة»، وهم حقاً كذلك، هم الأقرب إلينا عند الشدة والمرض، بعد الله سبحانه وتعالى، الطبيب.. دوره عظيم يشخّص، يقوم بمهامه الآنية سواء من جراحة أم من منظار، ويصف الدواء، لكن مهنة...