عدد المقالات 191
مرة جديدة تتحول الدوحة إلى ملتقى عالمي يضم مئات الشخصيات المرموقة وصناع القرار على المستوى الدولي، جمعهم منتدى قطر الاقتصادي الرابع، الذي انطلق أمس بالدوحة تحت الرعاية الكريمة لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني (حفظه الله)، تحت عنوان «عالم متغير.. اجتياز المجهول». ورحب سمو الأمير المفدى بضيوف المنتدى، ونشر سموه تغريدة على حسابه في منصة «إكس»، يتمنى لهم فيها التوفيق في إسهامهم في طرح الأفكار البناءة، بشأن القضايا الجيوسياسية والاقتصادية، ووضع خطط لمواجهة التحديات، وتحقيق التنمية العالمية. قبل سنوات قليلة وباتفاق شراكة بين المدينة الإعلامية في قطر من جانب وشركة بلومبيرغ من جانب آخر تم إطلاق المنتدى الاقتصادي في قطر كمظلة للحوار الاقتصادي يعود نفعها على اقتصاد قطر بالدرجة الأولى وعلى المنطقة بأكملها، ويطرح التحديات الاقتصادية العالمية بالكامل وسبل علاجها، حيث يعمل على ترويج الاقتصاد القطري وزيادة فرص الاستثمار الخارجي عبر وسائل التسهيل والجذب الاقتصادي التي يقدمها، تعود فوائد هذا المنتدى بالدرجة الأولى على تنمية الاقتصاد الوطني وتسريع مسيرته، بالإضافة إلى الآثار الإيجابية التي تنعكس على اقتصاد المنطقة والعالم، وبسنوات غير طويلة حاز المنتدى أرشيفا عريضا من القادة العالميين والمؤثرين والأطروحات والمشاريع الاقتصادية التي يتم إطلاقها عبره. بدايات.. وتاريخ انطلق منتدى قطر الاقتصادي في دورته السنوية الأولى في يونيو 2021، وشهد برنامجه في عامه الأول ثلاثة أيام من النشاط المنظم تحت عنوان «إعادة تصور العالم»، والواقع الذي ألهم هذا العنوان آنذاك هو تفشي فيروس كوفيد وإجراءات الإغلاق التي ترتبت عليه، فكان العالم الجديد يدار بتقنيات التصوير المرئي واللقاءات عن بعد، وكان الاقتصاد العالمي يرزح تحت تحد كبير وصل به لدرجة الركود والجمود في بعض المفاصل وشركات القطاع الخاص خصوصا، فكان التركيز في العالم الأول على التحديات، ودار البرنامج حول عدة محاور منها قضايا تدفق الطاقة والعالم المستدام، والتكنولوجيا المتقدمة وغيرها، وكان ضيوف المنتدى عبارة عن طيف واسع ابتداء من رؤساء بعض الدول، ثم مديري الشركات الكبرى الاقتصادية وعدد كبير من النافذين في عدد من المجالات من أهمها المناخ، إلى جانب الطاقة والاقتصاد. أما النسخة الثانية من المنتدى في يونيو 2022، فكانت الحاجة إليها أدعى وأمسّ من الأولى بسبب زيادة التحديات العالمية وما تضمنته من خصوصية لقطر، فعلى الصعيد العالمي كانت قد اندلعت الحرب بين روسيا وأوكرانيا قبل فترة من انعقاد المؤتمر، وألقت بظلالها على الأمن الغذائي العالمي، وتوالت موجات غلاء كبيرة كان التأثر بها عاما على دول العالم والمنطقة، وإن كانت وطأته نسبية على كل دولة، وكان لقطر دور محوري في حل أزمة الطاقة العالمية التي نجمت عن العقوبات المفروضة على روسيا. كان عنوان النسخة الثانية تحقيق المساواة في التعافي الاقتصادي العالمي، والخصوصية القطرية في النسخة الثانية كانت انعقاد المؤتمر قبل فترة غير بعيدة من استضافة قطر الوشيكة للكرنفال الرياضي مونديال كأس العالم 2022، والذي كان سبق له التخطيط والتنظيم قبل سنوات عديدة، ودخل في صلب أعمال المنتدى، وبالفعل أدارت قطر المونديال بنجاح منقطع النظير ونجا بالكامل من تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية. وفي النسخة الثالثة عام 2023 شهد المنتدى ثراء في عدد الضيوف، بما يشمل تمثيل 130 دولة حول العالم، لأهميته البالغة وحساسية المواضيع التي وضعها تحت النقاش تحت عنوان قصة جديدة للنمو العالمي، وبحكم الاضطرابات الجيوسياسية وأثرها على الاقتصاد ناقش المنتدى تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الدول كسبل أيضا لدعم جسور التواصل ومكافحة القطيعة. 1000 عضو في النسخة الرابعة وعقد المنتدى في نسخته الرابعة، بحضور كثيف لما يفوق ألف عضو من قادة العالم، في ظل تحديات عالمية وإقليمية متشابكة، منها تفاقم الحرب الروسية الأوكرانية وخوف توسع رقعتها، والأهم على مستوى المنطقة الحرب الغاشمة على قطاع غزة وما يرافقها من إرهاصات إنسانية واقتصادية وأمنية، مثل انقطاع الملاحة في البحر الأحمر وخوف اتساع رقعة الحرب، فلذلك تمتاز هذه النسخة بأهمية قصوى، حيث تلعب قطر دورا مهما وكبيرا في إدارة الكثير من الملفات الاقتصادية مثل نقص الطاقة الناجم عن انقطاع الغاز الروسي، واستلام دفة المفاوضات والمبادرات للوصول إلى وقف إطلاق النار في غزة. معاليه يتحدث وقد ألقى معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية كلمة الافتتاح، وعرّج بعد الترحيب بالضيوف على قائمة من التحديات العالمية والإقليمية، منها الحرب في أوروبا بين روسيا وأوكرانيا، وأزمة السودان في أفريقيا، وحرب الكيان الإسرائيلي على غزة، وأشار إلى تحذيرات قطر المسبقة من امتداد المعركة وتطاير شررها إلى الدول المجاورة، وألمح إلى العجز والامتناع العالمي عن وقفها، ونوه إلى ضرورة التعاون الاقتصادي بين الدول لخلق واحات استقرار اقتصادية في ظل التغير والمخاطر التي تعصف بالاقتصاد العالمي، وعدد حزمة من المشاريع الاقتصادية والفعاليات الداخلية والخارجية التي أطلقتها قطر وشاركت بها في سبيل ذلك. ترويج الاقتصاد القطري ومن الأهداف الأساسية للمنتدى عرض مبادرات قطر في نطاق الاقتصاد المستدام لجذب الاستثمار الدولي وضمان سرعة النمو، وقد أخذ معالي رئيس الوزراء وزير الخارجية على عاتقه هذه المهمة فأشار إلى مرونة الاقتصاد القطري ونسبة النمو التي بلغت 1.6 % في الربع الأخير من عام 2023، وذلك بحكمة الإدارة الاقتصادية والمواكبة والتكيف مع أسعار الطاقة المتغيرة والتسهيلات المقدمة من الحكومة لخلق مشاريع الاقتصاد المتنوع وتقليل الاعتماد على الطاقة كمصدر وحيد، وأشار معاليه إلى أن هذه المبادرات تأتي في سياق الرؤية الوطنية لقطر عام 2030، والتي تتضمن أيضا المزيد في التحول الرقمي الاقتصادي، وليكون الاقتصاد القطري من الاقتصادات العشر الأولى على مستوى العالم بحلول عام 2023م. وإمعانا في التحول الرقمي والاستثمار في التكنولوجيا، أعلن معاليه عن إطلاق مشروع الذكاء الاصطناعي العربي «فنار»، والذي يتضمن حزمة من معلومات عالية الجودة باللغة العربية، وسوف يسهم في الحفاظ على الهوية العرب، كعنصر آخر مهم من عناصر الرؤية الوطنية الشاملة. منتدى قطر الاقتصادي هو في النهاية حلقة جديدة من حلقات ترسيخ مكانة الدوحة عاصمة للمؤتمرات الدولية الكبرى، والتي تسعى دولة قطر من خلالها إلى تحقيق رؤيتها بنشر ثقافة الحوار بين مختلف القوى العالمية، بما يصب في خدمة مصالح واستقرار المنطقة والعالم، والعمل على تحقيق التنمية والرخاء للشعوب. @falehalhajeri
في زمن بات تناول الألم والعذاب الذي يعيشه إخواننا في غزّة بشكل اعتيادي، كان صوت الصحفي الميداني أنس الشريف من قلب المأساة الفلسطينية، بمثابة صرخة ضمير: «لم أتمالك نفسي من هول المجازر، لكنني وجدت صوت...
لم تعد الوساطة في النزاعات الدولية حكرا على القوى الكبرى أو المنظمات الأممية، بل برزت دولة قطر في العقدين الأخيرين كلاعب محوري في هذا المضمار، تجمع بين الحياد السياسي، والقدرة الاقتصادية، وشبكة علاقات إقليمية ودولية...
بين اتساع رقعة الحرائق في الإقليم، واستمرار الاشتباك المباشر بين إيران وإسرائيل، وجدت دولة قطر نفسها – دون رغبة أو انخراط – أمام لحظة فارقة. ولم تكن الدوحة طرفا في المواجهة، لكنها استُهدفت. ولم تكن...
في 14 مايو 2025 حطّت طائرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الدوحة، في زيارة تاريخية تأتي تتويجا لجولة في المنطقة شملت أيضا قمة خليجية-أمريكية في الرياض قبل يوم واحد. وهذه الزيارة الرئاسية إلى قطر –...
في مرحلة تتسم بتشابك الأزمات وتعدد مسارات النزاعات في المنطقة العربية والشرق الأوسط، تبرز دولة قطر كفاعل دبلوماسي نشط يسعى لإعادة صياغة المشهد الإقليمي، انطلاقا من رؤية قائمة على الحوار والشراكة، لا على الصدام والاستقطاب....
«قطر أظهرت قولاً وعملاً على مر السنين تضامنها الكامل ودعمها المطلق للبنان»، ربما تكون هذه العبارة الأكثر توضيحاً للموقف القطري من لبنان على مر السنين. وتزداد أهميتها أنها على لسان رأس الدولة اللبنانية فخامة الرئيس...
بداية الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة والشعب الفلسطيني، كانت دولة قطر حاضرة في الخطوط الأمامية للجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى وقف إطلاق النار، وتخفيف المعاناة الإنسانية عن الشعب الفلسطيني. وهذا الدور لم يكن وليد...
لم تتأخر دولة قطر في تقديم الدعم للشعب السوري الشقيق منذ اندلاع الثورة السورية في مارس 2011، واضعة الجانب الإنساني والوقوف بجانب الشعب السوري في مقدمة أولوياتها. فقد جاءت الأزمة السورية كواحدة من أسوأ الكوارث...
دعوة فخرية تلقيتها من مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع للمشاركة في احتفالية الذكرى الثلاثين لتأسيسها، وهي لحظة فارقة تستحق التوقف والتأمل. إذ على مدار هذه السنوات، تحولت المؤسسة التي انطلقت برؤية طموحة من مبادرة...
ستبقى الزيارة الرسمية لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى سوريا أمس خالدة في الذاكرة وعلى صفحات التاريخ. فبوصول حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير...
شهدت العلاقات بين دولة قطر وسلطنة عُمان تطورا مستمرا على كافة المستويات، وفي مشهد يُبرز مدى العمق التاريخي لهذه العلاقة التي تمتد جذورها إلى عقود طويلة من التعاون والتفاهم المشترك. وتستند هذه العلاقات إلى دعائم...
لطالما عُرفت دولة قطر بدبلوماسيتها الناعمة التي تقوم على مبدأ دعم الشعوب ومساندة قضاياهم العادلة، من خلال الجمع بين المرونة السياسية والمواقف المبدئية. حيث نجحت قطر، خلال السنوات الماضية، في لعب أدوار محورية في تسوية...