محطة البرامج الابتكارية

اليوم سنتناول المحطة الثانية من سلسلة اربع محطات من تاريخ ابتكار وهي محطة البرامج الابتكارية. ففي سنة 2014 تم التحول الاستراتيجي الأول من تطوير المنتجات إلى توفير الخدمات المبني على معطيات الميدان والتي تطرقت لها في مقال الأسبوع الماضي (محطة التأسيس). التحول الاستراتيجي كان متزامناً مع تصاعد الحديث المستمر عالمياً حول الثورة الصناعية الرابعة بين أثرها على تشكيل المستقبل و تطبيقاتِها. وبزوغ ثورة صناعية جديدة قادمة بالأفق يُوجد معها أسئلتها الخاصة بين التحديات والفرص. تحدياتها المتعلقة بأثرها على موازين القوى، الى المهارات المطلوبة والبنية التحتية، الى الاثر الاجتماعي والاقتصادي. فرصها في رفع كفاءة الإنتاج من سرعة وجودة ودقة، إلى منح امم ناشئة مساحة أكبر للمساهمة في التقدم التقني. بين هذه الاسئلة كان السؤال الجوهري الحاضر في ذهنِنا»كيف لهذه الفرصة منح مساحة للوطن العربي بالمساهمة في التقدم التقني عالمياً؟» ومنطلق السؤال مبني على عدة عوامل، وفرة المعلومات والانفتاح على الانترنت، الأدوات وارتباطها بعالم الانترنت اكثر من اي وقت سبق، الجيل الرقمي المتوفر بالوطن العربي اليوم ومهاراته، نسبة الفئة الشابة من مجموع التعداد السكاني بالمنطقة. وفي محيط قطر ودول مجلس التعاون على وجه التحديد الوفرة المادية كفرصة لبناء مرحلي يُمكِّن جيل المستقبل من أدوات عصره ولغته التقنية. كانت هذه المنطلقات بوصلة التحرك لدينا، فتم صب التركيز على إحضار تقنيات الثورة الصناعية الرابعة للسوق المحلي وعلى وجه التحديد أدوات التصنيع الرقمي (الطابعة ثلاثية الأبعاد، الماسح الضوئي ثلاثي الأبعاد، قطع النمذجة الإلكترونية). ظناً منا انه بتوفير الأدوات بالسوق المحلي سيتهافت علينا العملاء! في 2015 كنا أول شركة تستورد أدوات التصنيع الرقمي، حيث اعتمدنا نموذج الاستيراد والبيع المباشرة في تلك المرحلة وذلك عبر عقود حقوق التوزيع والبيع، كما قمنا بانتهاج استراتيجية تعتمد على الفهم الميداني لاحتياجات العملاء. بناءً عليه قمنا بتوقيع مذكرة تفاهم مع المدرسة الاسبانية في قطر، والتي على اثرِها قمنا بمنح طابعة ثلاثية الأبعاد بشكل مجاني للمدرسة لكي يجربها المعلمين. المثير للاهتمام أن المدرسة تواصلت معنا طلباً للتالي: 1-مادة تدريبية على كيفية استخدام الطابعة ثلاثية الأبعاد 2- محتوى تعليمي -مشاريع تعليمية مرتبطة بالأهداف التعليمية للمناهج. قمنا بتطوير وإيصال المادة التدريبية والمحتوى التعليمي المطلوب. وكانت المخرجات مبهرة بشكل ايجابي على كل الاصعدة. على مستوى البيئة المدرسية تم فهم النموذج الانسب الذي يعزز من قيمة الاستثمار القصوى عند إدخال أي تقنية حديثة للمدرسة. على صعيد ابتكار كانت هذه التجربة ثرية في فهم طبيعة الحاجة والطلب المحلي والذي نتج عنه نموذج الحل المتكامل (Turn Key Solutions). ويقوم نموذج الحل المتكامل على العناصر التالية: 1- فهم احتياجات العميل وشرائحه المستهدفة 2- نوعية التقنيات المطلوبة ولماذا؟ 3- المهارات الفنية المصاحبة للتقنيات المطلوبة 4- طبيعة استخدامات التقنية (تعليمي/فني/تصنيع/بحث/تشغيل) 5- تصميم، إدارة، توريد، توظيف، اعداد وتشغيل. ببلوغ مفهوم الحل المتكامل تم تركيز بناء خدمات الشركة حول هذا النموذج، وعلى اثر هذا التركيز أصبحت ابتكار منفردة في بناء برامج ابتكارية نوعية للعملاء. وتغطي البرامج الابتكارية قطاعات مختلفة من التعليم، الى الاتصالات، إلى الشركات الصغيرة والناشئة والمتوسطة، إلى ذوي الاحتياجات الخاصة. تخدم البرامج أهدافا مختلفة بين بناء مهارات، تثقيف، بحث وتطوير، والإنتاج. وبعد فترة من الزمن وتراكم المعرفة فتحت خبرة البرامج الابتكارية فرصة لابتكار في إدارة المساحات الابتكارية وهذا ما سنتناوله في الأسبوع القادم.