عدد المقالات 28
كثيراً ما يُطرح سؤال «ما جدوى ريادة الأعمال؟» في السياق المحلي، والسؤال عادةً يوجّه للقائمين على منظومة ريادة الأعمال ولرواد الأعمال أنفسهم. ولعله سؤال وجيه في ظل ما نعيشه من نعم رب العالمين خصيصاً مع الوضع الاقتصادي العام وقلة التعداد السكاني، اللذين يُشكِلان معادلة ذهبية ألا وهي توفر الوظائف وعلو الرواتب. في حين أن هذه حقيقة، لكنها تمثل زاوية واحدة من الصورة الكلية. ففي السياق العالمي المتعلق بالاقتصاد فإن الشراكة والمسؤولية بين القطاع العام والخاص كبيرة جداً. فبناءً على إحصائيات الاقتصاديات المتقدمة كأسواق الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي فإن متوسط المساهمة للشركات الصغيرة والمتوسطة يبلغ 50 - 60 % من إجمالي الناتج المحلي. وإحصائيات الاقتصاديات الناشئة كالسوق الصيني والهندي فإن المساهمة تبلغ 35 - 45 %. في حين الإحصائيات المعلنة لغرفة قطر في عام 2022 فإن إجمالي مساهمة الشركات الصغيرة والمتوسطة بلغت 15 - 17 % أي بمقدار مالي يمثل تقريباً 35 مليار دولار من الناتج المحلي لعام 2022 والذي بلغ 235.8 مليار دولار. لماذا هذه الأرقام مهمة لنا؟ لأن في ظل التغيرات الاقتصادية العالمية المتسارعة، أصبح بناء اقتصاد قوي ومستدام ضرورة أساسية لأي دولة تسعى لتعزيز مكانتها على الساحة الدولية. تعتمد الاقتصادات الحديثة على التنوع والابتكار، مما يضع الشركات الناشئة والمشاريع الصغيرة والمتوسطة في قلب هذا التحول الاقتصادي. هذه الشركات ليست مجرد مؤسسات تجارية صغيرة؛ بل هي محركات للابتكار، ومصادر لفرص العمل، وأساس للتنمية الاقتصادية المستدامة. ما علاقة ذلك بِنا في قطر؟ تعتمد قطر حالياً بشكل كبير على عائدات النفط والغاز، مما يجعل التنويع الاقتصادي ضرورة لضمان استدامة الاقتصاد على المدى الطويل. بهدف توفير حياة كريمة ومستدامة للأجيال القادمة. على ضوء ذلك أصبح جلياً لنا من خلال الرؤية الوطنية والإستراتيجيات الوطنية المساندة أن التنوع الاقتصادي وبناء اقتصاد قائم على المعرفة أمر ضروري للغاية. لذلك ووفقاً لإستراتيجية التنمية الوطنية الثالثة (NDS3)، تهدف قطر إلى رفع مساهمة المشاريع الصغيرة والمتوسطة إلى ما يقارب 35 % من الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي بحلول عام 2030. لتحقيق هذا الهدف، ووضع ذلك في سياق ملموس فإن مضاعفة مساهمة هذه الشركات في الناتج الوطني من قيمتها الحالية التي بلغت حوالي 35 مليار دولار في 2022 إلى فرضياً أكثر من 75 مليار دولار على نفس معدل الدخل القومي لسنة 2022. ضعف المساهمة، يعني الضعف على كل المستويات، الحجم، الجودة، الإنتاج، السعة، والعملاء. وبناءً على ما ذكرت وعودة لسؤال «ما جدوى ريادة الأعمال؟»، بالنظر للصورة الأكبر والغاية من وراء ريادة الأعمال، بالإضافة إلى النسب التي تم رصدها في الإستراتيجية الوطنية الثالثة (NDS3)، نرى جلياً أن الأمر لم يعد متعلقاً فقط بوظيفة ومردود مالي فقط. بل في خلق فرصة أكبر للمساهمة في تشكيل مستقبل يضمن الاستدامة والحياة الكريمة. ناهيك عن أن النسبة بمضاعفة مساهمة القطاع الخاص تعكس المساحة المتاحة للنمو. بناء على ذلك أرى أن سؤال «ما جدوى ريادة الأعمال؟» يجب أن يتحول إلى سؤال «ماذا يجب أن نفعل لتمكين المشاريع الصغيرة والمتوسطة من تحقيق هذه الأهداف الطموحة؟»
منذ فترة وجيزة، شاركتُ في إحدى الفعاليات التي نظّمتها جهة معنية بمنظومة ريادة الأعمال. وكأي مناسبة مماثلة، كان هناك تفاعل وحوارات وفرص للتواصل. بعد انتهاء الفعالية، تواصلتُ مع القائمين عليها لشكرهم على جهودهم المبذولة في...
عندما نتحدث عن الأثر الذي تتركه الأشياء، فإننا نميل دومًا إلى ربط الشيء بأصله. على سبيل المثال، عند ذكر سيارة تويوتا، نفكر فورًا باليابان. وعندما نتحدث عن آبل، نستدعي صورة ستيف جوبز. أما الأهرامات، فهي...
سئلت ذات مرة كيف نجعل من أبنائنا مبتكرين بالمستقبل؟ وكان السؤال موجها لي بحكم أمرين، الأول طريقة تعاملي مع أبنائي بالمنزل من ناحية المشاريع المنزلية والرحلات الميدانية، والأمر الثاني عملي من خلال البرامج المتخصصة في...
منذ شهر نوفمبر سنة 2014 أصبحت ريادة الأعمال هي شغلي الشاغل حيث وجدت ما يروي عطشي بعد عقد من تجربتي كرائد أعمال وددت أن أشارك مع المهتمين سبعة عوامل مفصلية في رحلة شركة ابتكار من...
استكمالاً لسلسلة الابتكار المؤسسي، وبعد النظر للموضوع من الزوايا التي تطرقنا لها على مدار الأسابيع الماضية، يبقى السؤال الذي قد يتبادر لأذهان القراء: كيف يمكن البدء في الابتكار المؤسسي؟ وكيف يمكن احترافه؟ هذا سؤال منطقي...
استكمالاً لسلسلة الابتكار المؤسسي التي تناولنا فيها في الأجزاء الثلاثة السابقة كلاً من حراك المؤسسات المحلية، تاريخ الابتكار المؤسسي، ونماذج المؤسسات. في مقال اليوم سأتناول موضوعاً مهماً، وهو محركات أو دوافع الابتكار. هذه الدوافع هي...
امتداداً لسلسلة مقالات الابتكار المؤسسي، سأستعرض في هذا المقال موضوعاً مهماً ألا وهو أنواع المؤسسات وأثرها على طبيعة الابتكار المؤسسي المتوقع منها. ففي أحد النقاشات السابقة مع فريق في بيئة عمل حكومية، كانت تطلعاتهم تتجه...
في الأسبوع الماضي، بدأت سلسلة مقالات تتناول ”الابتكار المؤسسي“، حيث تطرقت في المقال الأول إلى رحلة مؤسساتنا نحو غرس ثقافة الابتكار. وفي هذا الأسبوع، سأتناول «تاريخ الابتكار المؤسسي» لأهمية التحولات التاريخية وتأثيرها البالغ على ما...
في هذا المقال أود أن أشارك مع القارئ المهتم بموضوع الابتكار المؤسسي زاويتي الخاصة والتي تشمل حوارات، وقراءات حول نفس الموضوع. هادفاً من هذه المشاركة تسليط الضوء على أمرين: الاول اتساع دائرة الاهتمام محلياً بالموضوع،...
مؤخراً قمت بتلقي مجموعة دعوات لمشاركة تجربتنا في جذور العربية. الامر الذي شجعني في تخصيص سلسلة تتناول تجربة تطوير البرنامج. جذور العربية برنامج تعليمي معني بتوفير تجربة تعليمية مشخصنة لتطوير المهارات اللغوية كالقراءة والكتابة والاستماع...
أقمنا مؤخراً في ابتكار جلسة نقاشية بعنوان «انجاز الابتكار من خلال مشروع 2022»، والتي تأتي كجزء من سلسلة جلسات نقاشية مُخطط لها لسنة 2022 تتناول القضايا المتعلقة بالابتكار. حيث قمنا في هذه الجلسة بتسليط الضوء...
سأتناول في مقالي هذا دور القيادات في الابتكار الحكومي وهو الجزء الثالث والأخير من سلسلة «الابتكار الحكومي من منظور القطاع الخاص». حيث تناولت في الاجزاء السابقة موضوعين ألا وهما الاطار العام لإدارة الابتكار، وآليات إدارة...