alsharq

نايف الإبراهيم

عدد المقالات 28

تاريخ الابتكار المؤسسي

05 يونيو 2024 , 11:24م

في الأسبوع الماضي، بدأت سلسلة مقالات تتناول ”الابتكار المؤسسي“، حيث تطرقت في المقال الأول إلى رحلة مؤسساتنا نحو غرس ثقافة الابتكار. وفي هذا الأسبوع، سأتناول «تاريخ الابتكار المؤسسي» لأهمية التحولات التاريخية وتأثيرها البالغ على ما يحدث أمامنا اليوم. سأستعرض التاريخ من خلال زاويتين متداخلتين: الابتكار المؤسسي في القطاع العام والقطاع الخاص. مع التركيز على التداخل والتأثير المتبادل بينهما. من المهم التأكيد على أن لكل قطاع هدفا واضحا من الابتكار المؤسسي؛ فهو وسيلة وليس غاية بحد ذاته: ١) القطاع العام يهدف إلى تحسين الخدمات العامة، وضمان الرفاهية الاجتماعية، وحل المشكلات المجتمعية. ٢) القطاع الخاص يركز على تعزيز القيمة المضافة والنمو والتوسع، وينطلق من دوافع مالية لتطوير المنتجات والخدمات وفتح أسواق جديدة. إذا نظرنا لتاريخ الابتكار المؤسسي في القطاع العام، فسنرى أنه يعود إلى بدايات الحضارة الإنسانية، من تطوير النظام القضائي والهندسي مع توسع الإمبراطوريات لخدمة الشعوب واحتياجات الدول. تلا ذلك تطوير النظام الضريبي والعمراني، وصولاً إلى الثورة الصناعية التي زعزعت مفاهيم الإدارة وأدت إلى إعادة تشكيل النظام التعليمي ليتوافق مع احتياجات تلك الثورة في القرن العشرين، أدت تطورات ما بعد الحروب العالمية إلى ضرورة تطوير سياسات جديدة تتماشى مع العصر. وصولاً الى العصر الرقمي، حيث تطلب بناء سياسات تنظم وتعزز التعامل في عالم منفتح سريع التغير، وبنفس الوقت يضمن سلامة وأمن البيانات. كل هذه تطورات كانت نتاج الابتكار المؤسسي في القطاع العام. أما في القطاع الخاص، فقد بدأ الابتكار المؤسسي يظهر مع الثورة الصناعية الحديثة في أواخر القرن الثامن عشر، حيث طور القطاع الخاص أدوات الإنتاج وآلياته، ما ساهم بشكل كبير في توسع الشركات. في منتصف القرن العشرين، لعب قطاع البحث والتطوير دوراً محورياً في الابتكار المؤسسي، واستمر ذلك حتى بزوغ ثورة تكنولوجيا المعلومات والابتكار المفتوح القائم على التعاون والشراكات في القرن الواحد والعشرين. من المهم أن ندرك أن التداخل في أدوار الابتكار بين القطاعين أمر طبيعي. فأحياناً يتحمل القطاع العام المسؤولية لأسباب اقتصادية أو اجتماعية أو أمنية. مثلاً، كان اكتشاف الفضاء خطوة قامت بها ناسا ممثلة بالحكومة الأمريكية لأسباب اقتصادية وأمنية، واليوم نرى القطاع الخاص مثل شركة سبيس إكس تلعب دوراً محورياً. ولولا دور الحكومة الأمريكية في وقت معين، قد لا نرى اليوم القطاع الخاص يجرؤ على ذلك. وفي المقابل نرى اليوم أن ممارسات القطاع الخاص مثل العملية الانسيابية للأفكار الجديدة يتم تبنيها من قبل القطاع العام لتحسين الخدمات المقدمة للجمهور. حيث إن ثقافة العمل الانسيابي تمنح بيئة العمل الأمان في تجربة شيء جديد بأقل التكاليف والتعلم السريع، وذلك بغرض التحقق من جدوى الأفكار قبل رصد الميزانيات الضخمة وتخصيص وقت طويل بدون تحقق مسبق. في الختام، يظل التاريخ المشترك والتأثير المتبادل بين القطاعين عنصراً أساسياً في فهم وتوجيه الابتكار المؤسسي نحو المستقبل.

رائد الأعمال بين الاستحقاق والاجتهاد

منذ فترة وجيزة، شاركتُ في إحدى الفعاليات التي نظّمتها جهة معنية بمنظومة ريادة الأعمال. وكأي مناسبة مماثلة، كان هناك تفاعل وحوارات وفرص للتواصل. بعد انتهاء الفعالية، تواصلتُ مع القائمين عليها لشكرهم على جهودهم المبذولة في...

اقتصاد المعرفة والعقال

عندما نتحدث عن الأثر الذي تتركه الأشياء، فإننا نميل دومًا إلى ربط الشيء بأصله. على سبيل المثال، عند ذكر سيارة تويوتا، نفكر فورًا باليابان. وعندما نتحدث عن آبل، نستدعي صورة ستيف جوبز. أما الأهرامات، فهي...

علاقة ريادة الأعمال بالتنوع الاقتصادي

كثيراً ما يُطرح سؤال «ما جدوى ريادة الأعمال؟» في السياق المحلي، والسؤال عادةً يوجّه للقائمين على منظومة ريادة الأعمال ولرواد الأعمال أنفسهم. ولعله سؤال وجيه في ظل ما نعيشه من نعم رب العالمين خصيصاً مع...

دور الأسرة في تمكين الإبداع والابتكار

سئلت ذات مرة كيف نجعل من أبنائنا مبتكرين بالمستقبل؟ وكان السؤال موجها لي بحكم أمرين، الأول طريقة تعاملي مع أبنائي بالمنزل من ناحية المشاريع المنزلية والرحلات الميدانية، والأمر الثاني عملي من خلال البرامج المتخصصة في...

7 عوامل لبناء شركة خدمية في قطر

منذ شهر نوفمبر سنة 2014 أصبحت ريادة الأعمال هي شغلي الشاغل حيث وجدت ما يروي عطشي بعد عقد من تجربتي كرائد أعمال وددت أن أشارك مع المهتمين سبعة عوامل مفصلية في رحلة شركة ابتكار من...

احتراف الابتكار المؤسسي

استكمالاً لسلسلة الابتكار المؤسسي، وبعد النظر للموضوع من الزوايا التي تطرقنا لها على مدار الأسابيع الماضية، يبقى السؤال الذي قد يتبادر لأذهان القراء: كيف يمكن البدء في الابتكار المؤسسي؟ وكيف يمكن احترافه؟ هذا سؤال منطقي...

دوافع ومحركات الابتكار المؤسسي

استكمالاً لسلسلة الابتكار المؤسسي التي تناولنا فيها في الأجزاء الثلاثة السابقة كلاً من حراك المؤسسات المحلية، تاريخ الابتكار المؤسسي، ونماذج المؤسسات. في مقال اليوم سأتناول موضوعاً مهماً، وهو محركات أو دوافع الابتكار. هذه الدوافع هي...

الابتكار وأنواع المؤسسات

امتداداً لسلسلة مقالات الابتكار المؤسسي، سأستعرض في هذا المقال موضوعاً مهماً ألا وهو أنواع المؤسسات وأثرها على طبيعة الابتكار المؤسسي المتوقع منها. ففي أحد النقاشات السابقة مع فريق في بيئة عمل حكومية، كانت تطلعاتهم تتجه...

رحلة مؤسساتنا لغرس ثقافة الابتكار

في هذا المقال أود أن أشارك مع القارئ المهتم بموضوع الابتكار المؤسسي زاويتي الخاصة والتي تشمل حوارات، وقراءات حول نفس الموضوع. هادفاً من هذه المشاركة تسليط الضوء على أمرين: الاول اتساع دائرة الاهتمام محلياً بالموضوع،...

هل يُمكننا الابتكار في تعليم اللغة العربية؟

مؤخراً قمت بتلقي مجموعة دعوات لمشاركة تجربتنا في جذور العربية. الامر الذي شجعني في تخصيص سلسلة تتناول تجربة تطوير البرنامج. جذور العربية برنامج تعليمي معني بتوفير تجربة تعليمية مشخصنة لتطوير المهارات اللغوية كالقراءة والكتابة والاستماع...

كأس العالم 2022 ودوره في تحفيز الابتكار

أقمنا مؤخراً في ابتكار جلسة نقاشية بعنوان «انجاز الابتكار من خلال مشروع 2022»، والتي تأتي كجزء من سلسلة جلسات نقاشية مُخطط لها لسنة 2022 تتناول القضايا المتعلقة بالابتكار. حيث قمنا في هذه الجلسة بتسليط الضوء...

الابتكار الحكومي ودور قادته

سأتناول في مقالي هذا دور القيادات في الابتكار الحكومي وهو الجزء الثالث والأخير من سلسلة «الابتكار الحكومي من منظور القطاع الخاص». حيث تناولت في الاجزاء السابقة موضوعين ألا وهما الاطار العام لإدارة الابتكار، وآليات إدارة...