alsharq

نايف الإبراهيم

عدد المقالات 28

رائد الأعمال بين الاستحقاق والاجتهاد

10 فبراير 2025 , 10:26م

منذ فترة وجيزة، شاركتُ في إحدى الفعاليات التي نظّمتها جهة معنية بمنظومة ريادة الأعمال. وكأي مناسبة مماثلة، كان هناك تفاعل وحوارات وفرص للتواصل. بعد انتهاء الفعالية، تواصلتُ مع القائمين عليها لشكرهم على جهودهم المبذولة في تهيئة تجربة استثنائية لنا كرُوّاد أعمال، فكان الرد: “يعطيك العافية على دورك الواضح وحضورك الشخصي على شركتك.” عبارةٌ عابرة، لكنها استوقفتني طويلًا. لماذا يُنظر إلى حضور رائد الأعمال في شركته وكأنه أمرٌ استثنائي؟ في نظري، من الطبيعي أن يكون رائد الأعمال حاضرًا ومشاركًا في تفاصيل شركته، لكن الرد الذي تلقيته أوحى لي بأن هذا ليس القاعدة، بل الاستثناء. وهذا ما دفعني إلى كتابة هذا المقال بعنوان “رائد الأعمال بين الاستحقاق والاجتهاد.” لعلّ أحد أفضل الأمثلة لتوضيح هذه الفكرة هو ما كنا نشهده في المدرسة. هناك نوعان من الطلاب: الطالب المجتهد والطالب متواضع المستوى. كلاهما يذهب إلى نفس المدرسة، يدرسان المواد ذاتها، ويتعلمان من الأساتذة أنفسهم، لكن نتائجهما تختلف تمامًا. الطالب المجتهد يستغلّ الفرصة بأقصى طاقته. يسأل، يشارك، يؤدي واجباته، ويستفيد من كل ما تقدمه المدرسة. بينما الطالب الآخر، ولعدم بذله الجهد الكافي، يركز على النقد والتذمر بدلاً من تطوير مستواه. النتيجة؟ الأول يحقق الاستفادة القصوى، بينما الثاني يشعر وكأنه لم يحصل على ما يستحق، رغم أنهما كانا في نفس البيئة. إذا أسقطنا هذا المثال على بيئة ريادة الأعمال، فسنجد السيناريو ذاته يتكرر. لدينا رائد أعمال مجتهد، يبذل قصارى جهده للاستفادة من الفرص، يحضر، يشارك، يتفاعل، يطوّر أعماله، ويدرك أن نجاحه يعتمد على اجتهاده. ولدينا آخر يرى نفسه مستحقًا للدعم والنجاح بمجرد دخوله المجال، وعندما لا تتحقق توقعاته، ينصرف إلى النقد بدلاً من البحث عن الحلول. كلاهما في نفس المنظومة، لكن الأول استغل كل ما هو متاح ليصنع طريقه، بينما الثاني أضاع الفرصة في الشعور بالاستحقاق دون اجتهاد. ريادة الأعمال ليست بطاقة عبور تلقائية إلى النجاح، بل هي رحلة مليئة بالتحديات، لا يجتازها إلا من يتعامل معها بعقلية المجتهد وذلك بعد توفيق الله عز وجل. حضورك، اجتهادك، واستثمارك في فرصك هو ما يحدد موقعك في هذه الرحلة. فإن كنت ترى نفسك مستحقًا للنجاح دون بذل الجهد، فالأرجح أنك لن تصل إليه. أما إن كنت تدرك أن الاجتهاد هو مفتاح الاستفادة الحقيقية، فحينها ستصنع نجاحك بنفسك، وليس انتظارًا لما تظن أنك تستحقه.

اقتصاد المعرفة والعقال

عندما نتحدث عن الأثر الذي تتركه الأشياء، فإننا نميل دومًا إلى ربط الشيء بأصله. على سبيل المثال، عند ذكر سيارة تويوتا، نفكر فورًا باليابان. وعندما نتحدث عن آبل، نستدعي صورة ستيف جوبز. أما الأهرامات، فهي...

علاقة ريادة الأعمال بالتنوع الاقتصادي

كثيراً ما يُطرح سؤال «ما جدوى ريادة الأعمال؟» في السياق المحلي، والسؤال عادةً يوجّه للقائمين على منظومة ريادة الأعمال ولرواد الأعمال أنفسهم. ولعله سؤال وجيه في ظل ما نعيشه من نعم رب العالمين خصيصاً مع...

دور الأسرة في تمكين الإبداع والابتكار

سئلت ذات مرة كيف نجعل من أبنائنا مبتكرين بالمستقبل؟ وكان السؤال موجها لي بحكم أمرين، الأول طريقة تعاملي مع أبنائي بالمنزل من ناحية المشاريع المنزلية والرحلات الميدانية، والأمر الثاني عملي من خلال البرامج المتخصصة في...

7 عوامل لبناء شركة خدمية في قطر

منذ شهر نوفمبر سنة 2014 أصبحت ريادة الأعمال هي شغلي الشاغل حيث وجدت ما يروي عطشي بعد عقد من تجربتي كرائد أعمال وددت أن أشارك مع المهتمين سبعة عوامل مفصلية في رحلة شركة ابتكار من...

احتراف الابتكار المؤسسي

استكمالاً لسلسلة الابتكار المؤسسي، وبعد النظر للموضوع من الزوايا التي تطرقنا لها على مدار الأسابيع الماضية، يبقى السؤال الذي قد يتبادر لأذهان القراء: كيف يمكن البدء في الابتكار المؤسسي؟ وكيف يمكن احترافه؟ هذا سؤال منطقي...

دوافع ومحركات الابتكار المؤسسي

استكمالاً لسلسلة الابتكار المؤسسي التي تناولنا فيها في الأجزاء الثلاثة السابقة كلاً من حراك المؤسسات المحلية، تاريخ الابتكار المؤسسي، ونماذج المؤسسات. في مقال اليوم سأتناول موضوعاً مهماً، وهو محركات أو دوافع الابتكار. هذه الدوافع هي...

الابتكار وأنواع المؤسسات

امتداداً لسلسلة مقالات الابتكار المؤسسي، سأستعرض في هذا المقال موضوعاً مهماً ألا وهو أنواع المؤسسات وأثرها على طبيعة الابتكار المؤسسي المتوقع منها. ففي أحد النقاشات السابقة مع فريق في بيئة عمل حكومية، كانت تطلعاتهم تتجه...

تاريخ الابتكار المؤسسي

في الأسبوع الماضي، بدأت سلسلة مقالات تتناول ”الابتكار المؤسسي“، حيث تطرقت في المقال الأول إلى رحلة مؤسساتنا نحو غرس ثقافة الابتكار. وفي هذا الأسبوع، سأتناول «تاريخ الابتكار المؤسسي» لأهمية التحولات التاريخية وتأثيرها البالغ على ما...

رحلة مؤسساتنا لغرس ثقافة الابتكار

في هذا المقال أود أن أشارك مع القارئ المهتم بموضوع الابتكار المؤسسي زاويتي الخاصة والتي تشمل حوارات، وقراءات حول نفس الموضوع. هادفاً من هذه المشاركة تسليط الضوء على أمرين: الاول اتساع دائرة الاهتمام محلياً بالموضوع،...

هل يُمكننا الابتكار في تعليم اللغة العربية؟

مؤخراً قمت بتلقي مجموعة دعوات لمشاركة تجربتنا في جذور العربية. الامر الذي شجعني في تخصيص سلسلة تتناول تجربة تطوير البرنامج. جذور العربية برنامج تعليمي معني بتوفير تجربة تعليمية مشخصنة لتطوير المهارات اللغوية كالقراءة والكتابة والاستماع...

كأس العالم 2022 ودوره في تحفيز الابتكار

أقمنا مؤخراً في ابتكار جلسة نقاشية بعنوان «انجاز الابتكار من خلال مشروع 2022»، والتي تأتي كجزء من سلسلة جلسات نقاشية مُخطط لها لسنة 2022 تتناول القضايا المتعلقة بالابتكار. حيث قمنا في هذه الجلسة بتسليط الضوء...

الابتكار الحكومي ودور قادته

سأتناول في مقالي هذا دور القيادات في الابتكار الحكومي وهو الجزء الثالث والأخير من سلسلة «الابتكار الحكومي من منظور القطاع الخاص». حيث تناولت في الاجزاء السابقة موضوعين ألا وهما الاطار العام لإدارة الابتكار، وآليات إدارة...