7 عوامل لبناء شركة خدمية في قطر

منذ شهر نوفمبر سنة 2014 أصبحت ريادة الأعمال هي شغلي الشاغل حيث وجدت ما يروي عطشي بعد عقد من تجربتي كرائد أعمال وددت أن أشارك مع المهتمين سبعة عوامل مفصلية في رحلة شركة ابتكار من الاحتضان إلى المناقصات الحكومية. وهذه العوامل هي التي ساعدتنا كشركة ناشئة أن تنمو من الاحتضان إلى بلوغ ما يزيد على ۱۰۰ مليون قيمة مالية لحجم المشاريع المسندة لابتكار خلال العشر سنوات الماضية. العامل الأول بيئة الاحتضان وما لها من فوائد، بيئة الاحتضان التي حظينا بها في حاضنة الأعمال الرقمية كانت مترية من خلال البرنامج المقدم آنذاك والكوادر البشرية المتوفرة. حيث كنا أول شركة ناشئة محتضنة في الحاضنة والتي ساعدت في بناء المفاهيم الأساسية لريادة الأعمال لدينا كشباب نمارس العمل الحر للمرة الأولى في حياتنا. العامل الثاني الإرشاد المناسب، بعد مضي عدة أعوام انتقلنا لحاضنة قطر للأعمال تحت بنك قطر للتنمية. وكان هناك تحدٍّ نواجهه أن الإرشاد يركز على نموذج محدد من الشركات ألا وهو الشركات التقنية التي تبحث عن التمويل. في حين أننا تحولنا من نموذج شركة تطوير منتجات إلى نموذج الشركة الخدمية مع الوقت نتيجة لطبيعة السوق المحلية واحتياجه فكان أغلب الإرشاد الموجود لا يناسب طبيعة شركتنا واحتياجاتها للإرشاد. لكن كنا محظوظين بتواجد كوادر في قسم الاستشارات في بنك قطر للتنمية الملمين بطبيعة احتياجات الشركات الخدمية وكان هذا عنصرا مهما لي في فهم طبيعة شركتنا وكيفية التعامل مع المعطيات واستخدامها كعناصر قوة تساعدنا على النمو كشركة خدمية. العامل الثالث وهو الدعم الشخصي، لعب الرئيس التنفيذي لبنك قطر للتنمية دورا محوريا في دعمنا. كان يسوق لنا من خلال خطابات توصية موجهة للجهات المحتملة والمحادثات الشخصية. هذا الدعم غير المباشر فتح لنا أبوابا وفرص عمل جديدة أسهمت في تعزيز مكانتنا. خصوصا في وجود تخوف بعض الجهات من التعامل مع الشركات المحلية الناشئة والحديثة. كان هذا الدعم بمثابة الضمانة الشخصية بجودة الشركات الناشئة. هذه مخاطرة نقدرها ونحترمها كثيراً. العامل الرابع منح فرصة لتجربة مشروع ضمن نطاق عمل موسع في سنة 2017 ومع الظروف الجيوسياسية بالمنطقة كان هناك تركيز كبير على الشركات المحلية. في هذه الفترة تم منحنا مشروعا بنطاق تشغيلي كبير من قبل بنك قطر للتنمية والذي ساعدنا بدوره في توسيع نطاق التشغيل لدينا كشركة ناشئة. هذه الفرصة ولدت لدينا ثقة كبيرة بإدارة مشاريع كبيرة ولمدة زمنية أطول. هذه الفرصة شكلت لدينا المصداقية والقدرة على التنفيذ. العامل الخامس ألا وهو التوجيه الإستراتيجي للنمو، في عام 2018 تم طرح مناقصة حكومية تتماشى مع طبيعة خدماتنا، لكننا لم نكن مستعدين للمشاركة فيها بسبب متطلبات المناقصات الحكومية. قمت بمقابلة الجهة الطارحة للمناقصة، ونصحوني بالتعاون مع شركة معلوماتية كمزود خدمات بالباطن. هذا التوجيه كان نقطة تحول كبيرة لنا، حيث تعلمنا آليات المناقصات والاشتراطات اللازمة. العامل السادس الشراكة مع الشركات المحلية الكبرى، من خلال شراكتنا مع شركة معلوماتية كمزود خدمات بالباطن، حصلنا على خبرة قيمة في العمل مع المناقصات الحكومية. هذه التجربة فتحت لنا آفاقا جديدة وأكسبتنا مهارات ومعرفة لم تكن متوفرة لدينا. العامل السابع والأخير التسهيلات البنكية من قبل بنك قطر للتنمية، لعبت التسهيلات البنكية دورا مهما في تخطي العقبات المالية التي تواجه الشركات الناشئة، وساعدتنا على توفير الضمانات اللازمة لتنفيذ المشاريع بداية مع شركة معلوماتية ولاحقاً بالمشاركة مباشرة في المناقصات المفتوحة. هذه العوامل السبعة كانت الأساس الذي ساعدنا في النمو. بدأنا بشخص واحد فقط واليوم نحن فريق يضم أكثر من 30 موظفاً. كل هذا لم يكن ليتحقق لولا دعم الجهات المحلية وتضافر الجهود بين منظومة ريادة الأعمال في قطر من بيئة الاحتضان إلى الشركات المحلية الكبرى ودورها المحوري في فتح آفاق جديدة للشركات الناشئة. أتقدم بالشكر والتقدير لكل من ساهم في دعمنا، سواء بالنصيحة أو الجهد المباشر أو غير المباشر. إن نجاحنا هو شهادة على فاعلية المنظومة المحلية ودورها في دعم الشركات الناشئة، وهو ما ينعكس بشكل إيجابي على تنمية الاقتصاد الوطني.