عدد المقالات 301
في مثل هذا الوقت من كتابة هذه السطور، 12 يوليو، من عام 2006، أُطلق الرصاص ابتهاجاً في مدينة بيروت وضواحيها ومختلف المناطق اللبنانية. وما هي إلا دقائق، حتى بدأ أهل المنطقة وأصحاب المحلات التجارية بتوزيع الحلويات في الشوارع العامةّ، احتفالاً بأسر جنود الإسرائيليين على الحدود الجنوبية في الأراضي اللبنانية المحتلة، في عملية كان جزاؤها عدوان دموي لم يُفرّق بين مدني وجندي، ومن طفل وحجر. استمر العدوان على لبنان لمدّة 34 يوماً، وكنّا نتابع الأحداث عبر شاشات التلفزة، ومع قصف واستهداف محطات الكهرباء، كانت المذياع (أبو بطارية) هو الحلّ الدائم.. كانت أصوات الطائرات الحربية الإسرائيلية والتجسسية تسرق السمع عُنوةً، فيخال لكَ أن صاروخاً أو قنبلة ستهبط عليك وعلى أهلك في أي لحظة.. رُميت المناشير الإسرائيلية التي دعت الشعب اللبناني للوقوف بوجه المقاومة على ذلك التلّ الرملي مقابل البيت في مدينة بيروت.. فسارع بعض الشباب لتمزيقها أو للسخرية من محتواها. لم نكن ننتظر تصريحات الحكومة اللبنانية، لأننا كنّا على يقين أن الدموع والتطمينات لن تُسعفنا.. كانت الأعصاب والعقول والقلوب تتجه إلى الجبهة، وفي داخل كلّ منّا شكٌ أننا لا نستطيع الصمود بوجه حرب عاتية، وفي الوقت نفسه أملٌ وإيمانٌ بالصمود والنصر. ربّما انطلاقاً من استحالة إبادة شعب كامل من أجل سحق قوى معيّنة. لم نراهن كشعب آنذاك على أي جيش عربي لمساعدتنا، ربّما لأن أغلب هذه الجيوش مشغولة بحماية الأنظمة من شعوبها.. وفقدنا الأمل حينها لوهلة بالعروبة مع الانقسام العربي الواضح لأول مرّة في تاريخ الصراع، وتحميل الطرف العربي للمرة الأولى مسؤولية إشعال فتيل الحرب. الانتماء إلى العروبة بُعثَ مجدداً مع تألّق الدبلوماسية القطرية في أروقة الأمم المتحدة. ولا أنسى كلمة رئيس مجلس الوزراء القطري ووزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم في مجلس الأمن الدولي، ووساطة قطر التي نجحت في دعم الموقف اللبناني وانتزاع القرار 1701 من مجلس الأمن الدولي الذي أقرّ إنهاء العمليات القتالية من كلا الجانبين. انتهت الحرب، وخلّفت وراءها ذكريات مؤلمة كحال كلّ الحروب، لكن آثارها ما زالت تسدل ستارها على أهل القرى المنكوبة بعد مضي 11 عاماً. تم إعادة بناء الحجر، لكن نتائج القنابل العنقودية تحصد الأرواح إلى يومنا هذا مع ارتفاع معدل السرطان في لبنان ونسبة العقم، إضافة إلى الأضرار الصحية التي تسببت بها هذه القنابل. وأضحت الشمس تُشرق يومياً على شباب وشابّات في قبورهم، دفعوا ثمن مواجهة لا ذنب لهم فيها سوى أنهم أبناء هذه الأرض. تحية إجلال إلى الشهداء اللبنانيين الذين قضوا نحبهم في هذه الحرب. تحية تقدير إلى الدبلوماسية القطرية التي وقفت إلى جانب لبنان في هذا العدوان. وإلى صنّاع الحروب.. نقول لكم: «نشتاق إليها ولا نُريدها».
من يتحكم بالتكنولوجيا يتحكم بنا، أحببنا هذه الحقيقة أم كرهناها. التكنولوجيا مفروضة علينا من كل حدب وصوب، فأصبحنا أرقامًا ضمن أنظمة رقمية سواء في أماكن عملنا عبر أرقامنا الوظيفية أو بطاقتنا الشخصية والائتمانية، وحتى صورنا...
ماذا سنكتب بعد عن لبنان؟ هل سنكتب عن انتحار الشباب أو هجرتهم؟ أم عن المافيات السياسية التي نهبت أموال المودعين؟ أو ربّما سنكتبُ عن خباثة الأحزاب وانتمائها للخارج على حساب الداخل. هل سنكتبُ عن انهيار...
من المقرر أن يُصدر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة تقرير المخدرات العالمي لعام 2020، وذلك قبل نحو 24 ساعة من إحياء الأمم المتحدة ما يُعرف بـ «اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير...
العالم يعيش اليوم في سباق على الابتكار والاختراع، وفيما تسعى الدول الكبرى إلى تكريس مكانتها في مجال التقدّم العلمي والاقتصادي والاجتماعي، تحاول الدول النامية استقطاب الباحثين والعلماء أو ما يعرف بـ «الأدمغة» في شتى المجالات....
218 مليون طفل حول العالم لا يذهبون إلى المدرسة، وليس لديهم وقت للعب، لماذا؟ لأنهم يعملون بدوام كامل. منهم من يعمل بالسّخرة دون أجر، ومنهم المجبر، مجبر على العمل قسراً بأنشطة غير مشروعة كالبغاء والمخدرات،...
بجوار بيتنا مدرسة، جرسها مزعج، يقرع بقوّة إيذاناً ببدء يوم جديد.. النغمة نفسها التي تعيدك أعواماً إلى الوراء؛ لكنه توقّف عن الرنّ. سبب توقّف الجرس هذا العام لم يكن لانتهاء العام الأكاديمي كالعادة، وإنما بسبب...
تحتفي الأمم المتحدة في 29 مايو بـ «اليوم العالمي لحفظة السلام»، هذا اليوم الذي شهد للمرة الأولى بزوغ قوات حفظ السلام، وكان ذلك في الشرق الأوسط، من أجل مراقبة اتفاقية الهدنة بين القوات الإسرائيلية والقوات...
هذا العنوان قد يبدو صديقاً للجميع، وقابلاً للنشر، ربما باستثناء من لديهم حساسية الجلوتين، أو من يدّعون ذلك، لا سيما وأنها أصبحت موضة أكثر منها عارضاً صحياً، ومقاطعي اللحوم، وهم محبّو الخسّ والجرجير إلى الأبد،...
الأسرة تعني الحماية والطمأنينة والعطاء، تعني أن تهبّ إلى نجدة أختك أو أخيك قبل أن يحتاجك، تعني ألّا تقاطع من ظلمك منهم ولو كان الظلم الذي وقع عليك كبيراً، تعني أن تلجأ إليهم عند الضعف...
منذ 75 عاماً قُتل 85 مليون إنسان. كيف؟ في الحرب العالمية الثانية. لماذا نتذكّرهم اليوم؟ لأن الأمم المتحدة تُخصّص لهم يومي 8 و9 مايو من كلّ عام مناسبةً لكي يتمهّل العالم قليلاً إجلالاً لمن ذهبوا...
وضعوا أيديهم على أموال المودعين من أجل «مصلحة البلد»، تم تشريع سمّ الحشيشة لمصلحة البلد، وقّعوا على قرض إضافي من البنك الدولي لتأجيل الانهيار الاقتصادي والإفلاس بسبب الجشع والفساد، حتى يتمكّنوا من شدّ بأسهم تحت...
يسمّونهم قلوب أو «ملائكة الرحمة»، وهم حقاً كذلك، هم الأقرب إلينا عند الشدة والمرض، بعد الله سبحانه وتعالى، الطبيب.. دوره عظيم يشخّص، يقوم بمهامه الآنية سواء من جراحة أم من منظار، ويصف الدواء، لكن مهنة...