عدد المقالات 50
الحمد لله حمدا يليق بجلاله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله، ورضي الله على صحبه ومن سار على منواله. أما بعد: فإن الإنسان يقصد بأعماله وصول غاية أو غايات تكون معلومة لديه، تلك الغايات هي المحفز والباعث على الاجتهاد في إتقان عمله، وأدائه على أحسن وجه، والمسلم في رمضان تكثر أعماله الصالحة، وينبغي أن تكون الغاية من ذلك مستحضرة عنده، ساعيا إلى تحقيقها، وقد حدد الله الغاية الكبرى التي ينبغي توخيها في الشهر الفضيل، فقال سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾. فالغاية التقوى وهي: امتثال أوامر الله عز وجل واجتناب نواهيه في الظاهر والباطن، وفسرها ابن عمر رضي الله عنه فقال: «حقيقة التقوى أن تدع ما لا بأس به مخافة مما به بأس»، ويقربنا إلى تحقيق أعلى مقامات التقوى قول الصديق رضي الله عنه: « كنا ندع سبعين باباً من الحلال مخافة أن نقع في باب من الحرام». وهذه الغاية العظيمة لا تدرك إلا بالاجتهاد في الطاعات والقربات مع اجتناب المنهيات، وقد وردت في القرآن آيات تبين لنا أوصاف المتقين، لمن أراد اللحوق بوفودهم، وهذه الصفات على قسمين: صفات قلبية محضة باطنة، وصفات تظهر على الجوارح الظاهرة؛ فأول الوسائل الموصلة للتقوى الإيمان، وقد ذكر الله في مطلع سورة البقرة أول صفات المتقين؛ ﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ﴾ ﴿وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ﴾. فكل عمل مهما صلح إن لم يكن مصحوباً بإيمان صادق فلا أثر له، قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا﴾. ومن أهم وسائل التقوى الإتيان بباقي أركان الإسلام، فإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة تكررت في صفات المتقين، ولما أمر ربنا بالصوم قال: ﴿لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ وختم ذكر مناسك الحج بقوله سبحانه: ﴿وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ ﴾، فعلمنا أن من طرق التقوى أداء الفرائض أولا. وقد جمع الله الأعمال الموصلة إلى التقوى في آيات البر، فجعل منها الإيمان بأركانه، والإنفاق التطوعي، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، والوفاء بالعهود، والصبر بعمومه، والصدق على كل حال، قال ربنا عن المنشغلين بهذه الأعمال» ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾. ومن الوسائل: كظم الغيظ، والعفو عن الناس، والتوبة من الآثام، والاستغفار بالأسحار، وقيام الليل. ويلخص ذلك كله أن كل عبادة شرعها الله ورسوله وسيلة لتحصيل التقوى، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾. ومن وسائل التقوى اختيار الصحبة المعينة على هذه الوسائل، فالمؤمن قوي بإخوانه. ومن تحققت له هاته الغاية العظيمة نال من ثمارها في الدنيا والآخرة ما يجد أثره ولو بعد حين، من ثمار التقوى التي وردت في القرآن فقط، أن الله مع المتقين، ويحبهم، ويتولاهم، ولهم البشرى في الدنيا والآخرة، ولهم الولاية، ومن ثمارها في الآخرة، الأمن من عداوة الأصحاب؛ ﴿الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ﴾، ولهم دار يقول عنها ربنا: ﴿وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ﴾.وأكثر ما فصل في وصف منازل الجنة في القرآن الكريم كانت في وصف الجنة التي ينالها المتقون، وورد وصف حالهم ولباسهم وطعامهم وشرابهم، وكفى بهذه الثمار كلها باعثاً على حمل النفس ومجاهدتها لبلوغ التقوى، جعلنا الله وإياكم من المتقين.
الحمد لله الذي أسعد قلوب أوليائه، وأثلج بالعبادة صدور أصفيائه، والصلاة والسلام على خاتم رسله وأنبيائه، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لسنته المخلصين في ولائه. وبعد: فيقول ربنا الكريم: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ...
الحمد لله الذي أنزل القرآن عربياً قولاً ثقيلاً، وجعله هادياً إليه وحبلاً متيناً وأقوم قيلاً، والصلاة والسلام على من رتل الوحي ترتيلاً، وتهجد به تعبداً وتبتيلاً، وعلى صحبه الذين تدبروه وعملوا به فكانوا أهدى سبيلاً،...
الحمد لله المتصف بالبقاء، المتفضل بجزيل العطاء، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه، وعلى التابعين ما دامت الأرض والسماء. وبعد: فيقول الله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56]، ويقول سبحانه: ﴿فَمَنْ...
الحمد لله فرض طاعة رسوله على عباده، وزكاه في عقله ومنطقه وفؤاده، والصلاة والسلام على الرؤوف الرحيم، نبينا محمد الرسول الكريم، وعلى آله وصحبه والتابعين لهم المتمسكين بالدين القويم. وبعد: فيقول الله تعالى: ﴿مَنْ يُطِعِ...
الحمد لله حمداً يليق بوحدانيته، سبحانه تفرد فليس كمثله شيء في فردانيته، والصلاة والسلام على من آخى بين المهاجرين والأنصار، نبينا محمد وآله وصحبه والتابعين لهم في كل الأزمان والأمصار. وبعد: فإن الله تعالى يقول:...
الحمد لله الذي خصنا بفضائل عظيمة، وأعطانا ليلة القدر الكريمة، والصلاة والسلام على نبينا محمد خير من لله تعبد، وأحيا ليله بالصلاة وتهجد، وعلى آله وصحابته والتابعين لهم ما تتابع الزمان وتجدد. وبعد: فيقول الله...
الحمد لله الذي تفرغ لعبادته المعتكفون، وقصد بابه الطامعون الخائفون، والصلاة والسلام على أفضل من صام لله وتعبد، وقام بين يديه وتهجد، وعلى آله وصحبه ما قصر النهار وتمدد. وبعد: فيقول الله تعالى: ﴿وَعَهِدْنَا إِلَى...
الحمد لله الرحمن الغفار، تفضل على عباده بطول الأعمار، وبلغهم مواسم الخيرات للاجتهاد والادخار، والصلاة والسلام على نبينا محمد ما مسح الليل ضوء النهار، وعلى آله وصحبه والتابعين لما لهم من الآثار. وبعد: فقد صح...
الحمد لله الذي يقبل التائبين، ويجيب دعوة المضطرين، ولا يخيب سعي الراجين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين إلى يوم الدين. وبعد: فقد روى الترمذي رحمه الله عن أنس...
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد: فقد خاطب ربنا تعالى نبيه فقال: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾ [الزمر: 30]، وقال سبحانه: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ...
الحمد لله المنعم على عباده، المكرم لهم بإحسانه وإمداده، جعل الدنيا متاعاً قليلاً، والآخرة نعيماً خالداً لمن اتخذ إلى ربه سبيلاً، والصلاة والسلام على من بعثه الله للخلق نبياً ورسولاً، وعلى آله وصحبه والتابعين ما...
الحمد لله الذي جعل للإنسان لباساً، وجعل له في الشرع ضابطاً ومقياساً، والصلاة والسلام على من جعله للخلق نبراساً، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ومن جعلهم لهذا الدين حراساً. وبعد: فيقول الله تبارك وتعالى:...