عدد المقالات 50
الحمد لله على تعاقب الأفراح والأعياد، والصلاة والسلام على نبينا محمد المبعوث رحمة للعباد، وعلى آله الطاهرين الأمجاد، ورضي الله عن الصحابة والتابعين لهم بإحسان ما تزاور الناس واجتمعوا في كل ناد. وبعد: فيقول ربنا تبارك وتعالى: ﴿وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ ويقول سبحانه: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾. من فضائل هذه الأمة أن ختم الله لها عبادتين وركنين من أركان الإسلام بيومي فرح وسرور؛ ختم ركن صيام رمضان بعيد الفطر، وركن حج بيت الله الحرام بعيد الأضحى، وسن لنا فيهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يثلج الصدر، ويظهر الفرح، ليعلم غير المسلمين أن في ديننا فسحة وفرحاً. إن العيد مظهر من مظاهر التكافل والتآزر والتعاون، حيث يعم الفرح كل بيوت المسلمين، ويخرج المسلمون فيه زكاة الفطر ليستغني الفقراء في ذلك اليوم فينشغلون بإظهار فرحة العيد بدل انشغالهم بالبحث عن الطعام، ويوسع الآباء على أبنائهم وزوجاتهم في النفقة أكثر من باقي الأيام، ويلبسونهم الجديد، ويتزاور الجيران والأقارب، ويتبادلون الهدايا والأعطيات، ويتبادلون التهاني، وهذا مما يتجلى فيه معنى قوله تعالى: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ﴾، وكل ذلك إظهار لفرحة المسلمين بما تفضل الله به عليهم؛ من توفيق للعبادة، وفسحة العمر حتى أدركوا العيد، وبالعيد الذي هو من فضل الله ورحمته؛ حيث شرعه لنا، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: «كان لأهل الجاهلية يومان في كل سنة يلعبون فيهما، فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة قال: كان لكم يومان تلعبون فيهما، وقد أبدلكم الله بهما خيرا منهما يوم الفطر، ويوم الأضحى» رواه النسائي، وهذا من جملة فضل الله الذي ينبغي إظهار الفرح به بما هو مباح، فعن أمّنا عائشة رضي الله عنها قالت: « دخل علي أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار، تغنيان بما تقاولت به الأنصار يوم بعاث. قالت: وليستا بمغنيتين. فقال أبو بكر: أمزامير الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ -وذلك في يوم عيد-. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا بكر! إن لكل قوم عيداً، وهذا عيدنا»، وهذا التغني ليس مثل الأغاني المنتشرة اليوم، فغالبها فسق وفجور وتغزل بمفاتن المرأة إثارة للشهوات وإشاعة الفاحشة، ناهيك عن المعازف والآلات، التي نُقل الاتفاق على حرمتها عند جمهور العلماء، لا تجوز في عيد ولا غيره. فالمسلم مهما بلغ فرحه يبقى حريصاً على التقرب من ربه سبحانه، فلذلك كان من أُولى سنن العيد الجهر بالتكبير في جميع الأحوال، لقوله تعالى: ﴿وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾، ومن سنن العيد خروج المسلمين إلى المصلى لصلاة العيد حتى النساء، بل والحيض يحضرن العيد ولا يصلين، يشهدن الخير ودعوة المسلمين، لقوله عليه الصلاة والسلام: «أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن نخرجهن في الفطر والأضحى، العواتق والحيض وذوات الخدور. فأما الحيض فيعتزلن الصلاة ويشهدن الخير ودعوة المسلمين. قلت: يا رسول الله! إحدانا لا يكون لها جلباب. قال: لتلبسها أختها من جلبابها»، رواه الشيخان، وبهذا الحديث استدل من قال بوجوب صلاة العيد، حيث أمر بخروج العواتق وذوات الخدور والحيض، وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله. وفي العيدين يكثر التزاور وصلة الأرحام وهما عبادتان عظيمتان، فحسن العهد من الإيمان، وصلة الرحم مجلبة للرزق وطول العمر. ولما كان إظهار الفرح مطلوباً في العيد حرم صيام العيدين، لأن الجسم بالطعام ينشط أكثر للعبادات وممارسة الأعمال، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم «نهى عن صيام يومين يوم الأضحى، ويوم الفطر» رواه مسلم، فمن كان حريصاً على صوم ست من شوال فلا يجوز له صوم أول يوم منه الذي هو يوم العيد. والعيد فرصة عظيمة للتسامح والتصالح، ﴿وَالصُّلْحُ خَيْرٌ﴾، يكون فيه الكل فرحاً بهذا الفضل العظيم، لين القلب، طيب النفس، مطمئن البال، يسهل عليه العفو؛ ﴿فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ﴾. نسأل الله صلاح الحال، ودوام النعم، وأن يجعلنا من الذاكرين الشاكرين.
الحمد لله الذي أسعد قلوب أوليائه، وأثلج بالعبادة صدور أصفيائه، والصلاة والسلام على خاتم رسله وأنبيائه، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لسنته المخلصين في ولائه. وبعد: فيقول ربنا الكريم: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ...
الحمد لله الذي أنزل القرآن عربياً قولاً ثقيلاً، وجعله هادياً إليه وحبلاً متيناً وأقوم قيلاً، والصلاة والسلام على من رتل الوحي ترتيلاً، وتهجد به تعبداً وتبتيلاً، وعلى صحبه الذين تدبروه وعملوا به فكانوا أهدى سبيلاً،...
الحمد لله المتصف بالبقاء، المتفضل بجزيل العطاء، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه، وعلى التابعين ما دامت الأرض والسماء. وبعد: فيقول الله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56]، ويقول سبحانه: ﴿فَمَنْ...
الحمد لله فرض طاعة رسوله على عباده، وزكاه في عقله ومنطقه وفؤاده، والصلاة والسلام على الرؤوف الرحيم، نبينا محمد الرسول الكريم، وعلى آله وصحبه والتابعين لهم المتمسكين بالدين القويم. وبعد: فيقول الله تعالى: ﴿مَنْ يُطِعِ...
الحمد لله حمداً يليق بوحدانيته، سبحانه تفرد فليس كمثله شيء في فردانيته، والصلاة والسلام على من آخى بين المهاجرين والأنصار، نبينا محمد وآله وصحبه والتابعين لهم في كل الأزمان والأمصار. وبعد: فإن الله تعالى يقول:...
الحمد لله الذي خصنا بفضائل عظيمة، وأعطانا ليلة القدر الكريمة، والصلاة والسلام على نبينا محمد خير من لله تعبد، وأحيا ليله بالصلاة وتهجد، وعلى آله وصحابته والتابعين لهم ما تتابع الزمان وتجدد. وبعد: فيقول الله...
الحمد لله الذي تفرغ لعبادته المعتكفون، وقصد بابه الطامعون الخائفون، والصلاة والسلام على أفضل من صام لله وتعبد، وقام بين يديه وتهجد، وعلى آله وصحبه ما قصر النهار وتمدد. وبعد: فيقول الله تعالى: ﴿وَعَهِدْنَا إِلَى...
الحمد لله الرحمن الغفار، تفضل على عباده بطول الأعمار، وبلغهم مواسم الخيرات للاجتهاد والادخار، والصلاة والسلام على نبينا محمد ما مسح الليل ضوء النهار، وعلى آله وصحبه والتابعين لما لهم من الآثار. وبعد: فقد صح...
الحمد لله الذي يقبل التائبين، ويجيب دعوة المضطرين، ولا يخيب سعي الراجين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين إلى يوم الدين. وبعد: فقد روى الترمذي رحمه الله عن أنس...
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد: فقد خاطب ربنا تعالى نبيه فقال: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾ [الزمر: 30]، وقال سبحانه: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ...
الحمد لله المنعم على عباده، المكرم لهم بإحسانه وإمداده، جعل الدنيا متاعاً قليلاً، والآخرة نعيماً خالداً لمن اتخذ إلى ربه سبيلاً، والصلاة والسلام على من بعثه الله للخلق نبياً ورسولاً، وعلى آله وصحبه والتابعين ما...
الحمد لله الذي جعل للإنسان لباساً، وجعل له في الشرع ضابطاً ومقياساً، والصلاة والسلام على من جعله للخلق نبراساً، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ومن جعلهم لهذا الدين حراساً. وبعد: فيقول الله تبارك وتعالى:...