alsharq

سحر ناصر

عدد المقالات 301

صُورهم معنا وقنابلهم علينا!

08 مارس 2018 , 12:37ص

الرئيس الروسي يستعرض مهاراته في كرة القدم مع رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، الرئيس الكندي يرتدي جوارب عجيبة من ابتكار ذوي الاحتياجات الخاصة في مؤتمر عالمي، الرئيس التركي يلتقي طفلة مصابة بمرض الشيخوخة، ويُكفكف دموع لاجئة.. رئيس الوزراء اللبناني في الصفّ مع طلاب المرحلة الابتدائية، يُجيبهم عن أسئلة متعلقة بـ «السنة والشيعة»! وقس على ذلك من أمثلة! بصمة العلاقات العامة والترويج الإعلاني بقالب إعلامي أصبحت تتصدّر المشهد السياسي حول العالم، بسبب تأثير وسائل التواصل الاجتماعي البالغ الأهمية على سُمعتهم، وسهولة انتشار الصور والفيديوهات للشخصيات السياسية على اختلاف مكانتها ومكانها. الهدف من ترويج أهل السياسة لهذا النوع من الصور والإعلانات والعمل الصالح لهم، يأتي في إطار استراتيجية إعلانية مدفوعة الأجر، تهدف إلى توليد شعور عام لدى الجمهور بأن أصحاب السعادة والسيادة أُناس مقرّبون من العامّة يُشبهوننا في حياتهم اليومية، وأن قلوبهم تفيض حناناً على وحدة المسلمين، وعلى الجائعين واللاجئين والمرضى. وأن السياسة بالنسبة لهم مجردّ مهنة، بغض النظر عمّا تحتويه من أضرار جانبية. قد تغمر طفلة يتيمة بيد، وتوقّع على قتل شعب بأكمله باليد الأخرى! لقد اعتدنا على هذا النوع من الترويج الإعلاني لأهل السياسة، في المشهد الإعلامي الغربي، لا سيّما في النموذج الأميركي، حيث يُحلّق الرئيس من ولاية إلى أخرى ليُعزّي عائلة فقدت جندياً لها في أفغانستان أو العراق، وحيث يُشارك رئيس السلطة التنفيذية في عشاء عيد الشكر في منزل عائلة أميركية، ويُصلي من أجل السلام في العالم، وغيرها من المشاهد المألوفة في هذا الإطار. هذه المشاهد ألفناها أيضاً سابقاً في العالم العربي والشرق الأوسط عموماً، على مستوى حرم الرئيس، وكريمة الزعيم، حيث تتجوّل حرمه أو كريمته بين دور الأيتام والمؤسسات الاجتماعية، تطلب الرحمة من قلوب المتبرعين! لكن الجديد اليوم هو انتقال هذا الدور من حرم الزعيم إلى الزعيم نفسه، وفي هذا مؤشر لافت على حاجة أهل السياسة إلى مزيد من الشرعية، ما يعني مزيد من الحماية الجماهيرية. فإذا كنت رئيساً محبوباً ولطيفاً أو ودوداً ستكون مهمة خلعك عن الكرسي أصعب على الخصوم والأعداء. فمن سيتجرأ على خلع رئيس يحب الأيتام؟ ومن ستكون له القدرة على انتقاد عُمر قيصرٍ يشقّ النهر بحصانه الأسود، ويعبر الغابات الباردة عاري الصدر! وهل ستكون مهمّة العدوّ سهلة إذا اتهم «الريّس» بالعنصرية، وكيف ذلك؟ وهذه الشخصية تقول لأطفال بُعمر الورد أن لا فرق بين المسلمين والمسيحيين، ولا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى! المشهد الإعلامي العربي، بما فيه من صحافة مكتوبة ومسموعة ومرئية، يتراجع لمصلحة وكالات الدعاية والإعلان المتخصصة في توجيه الرأي العام، وفق ما تقتضيه مصلحة العلاقات العامة، أي مصلحة من يؤجر تلك الوكالات، ويدفع لها، وهي الحكومات، ما يتعارض غالباً مع مصلحة الناس وهدف الصحافة الحقيقة، التي يجب أن تكون في خدمة الشعب لا في خدمة السلطة. كانت قصة «المُحسن المجهول».. في مدارسنا عبرة.. وكان تنقّل السلطان بين الناس خفية لمعرفة مشاكلهم حنكة! وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.

خذوا الرقمنة وامنحونا الحياة

من يتحكم بالتكنولوجيا يتحكم بنا، أحببنا هذه الحقيقة أم كرهناها. التكنولوجيا مفروضة علينا من كل حدب وصوب، فأصبحنا أرقامًا ضمن أنظمة رقمية سواء في أماكن عملنا عبر أرقامنا الوظيفية أو بطاقتنا الشخصية والائتمانية، وحتى صورنا...

ماذا سنكتب بَعد عن لبنان؟

ماذا سنكتب بعد عن لبنان؟ هل سنكتب عن انتحار الشباب أو هجرتهم؟ أم عن المافيات السياسية التي نهبت أموال المودعين؟ أو ربّما سنكتبُ عن خباثة الأحزاب وانتمائها للخارج على حساب الداخل. هل سنكتبُ عن انهيار...

«معرفة أفضل» بالمخدرات

من المقرر أن يُصدر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة تقرير المخدرات العالمي لعام 2020، وذلك قبل نحو 24 ساعة من إحياء الأمم المتحدة ما يُعرف بـ «اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير...

الدولار «شريان الحياة»

العالم يعيش اليوم في سباق على الابتكار والاختراع، وفيما تسعى الدول الكبرى إلى تكريس مكانتها في مجال التقدّم العلمي والاقتصادي والاجتماعي، تحاول الدول النامية استقطاب الباحثين والعلماء أو ما يعرف بـ «الأدمغة» في شتى المجالات....

218 مليون طفل يبحثون عن وظيفة

218 مليون طفل حول العالم لا يذهبون إلى المدرسة، وليس لديهم وقت للعب، لماذا؟ لأنهم يعملون بدوام كامل. منهم من يعمل بالسّخرة دون أجر، ومنهم المجبر، مجبر على العمل قسراً بأنشطة غير مشروعة كالبغاء والمخدرات،...

بجوار بيتنا مدرسة

بجوار بيتنا مدرسة، جرسها مزعج، يقرع بقوّة إيذاناً ببدء يوم جديد.. النغمة نفسها التي تعيدك أعواماً إلى الوراء؛ لكنه توقّف عن الرنّ. سبب توقّف الجرس هذا العام لم يكن لانتهاء العام الأكاديمي كالعادة، وإنما بسبب...

المرأة مفتاح السلام

تحتفي الأمم المتحدة في 29 مايو بـ «اليوم العالمي لحفظة السلام»، هذا اليوم الذي شهد للمرة الأولى بزوغ قوات حفظ السلام، وكان ذلك في الشرق الأوسط، من أجل مراقبة اتفاقية الهدنة بين القوات الإسرائيلية والقوات...

«اللازنيا» بالسياسة

هذا العنوان قد يبدو صديقاً للجميع، وقابلاً للنشر، ربما باستثناء من لديهم حساسية الجلوتين، أو من يدّعون ذلك، لا سيما وأنها أصبحت موضة أكثر منها عارضاً صحياً، ومقاطعي اللحوم، وهم محبّو الخسّ والجرجير إلى الأبد،...

البطة السوداء في الأُسرة

الأسرة تعني الحماية والطمأنينة والعطاء، تعني أن تهبّ إلى نجدة أختك أو أخيك قبل أن يحتاجك، تعني ألّا تقاطع من ظلمك منهم ولو كان الظلم الذي وقع عليك كبيراً، تعني أن تلجأ إليهم عند الضعف...

المستقبل بعد 75 عاماً

منذ 75 عاماً قُتل 85 مليون إنسان. كيف؟ في الحرب العالمية الثانية. لماذا نتذكّرهم اليوم؟ لأن الأمم المتحدة تُخصّص لهم يومي 8 و9 مايو من كلّ عام مناسبةً لكي يتمهّل العالم قليلاً إجلالاً لمن ذهبوا...

مصلحة البلد

وضعوا أيديهم على أموال المودعين من أجل «مصلحة البلد»، تم تشريع سمّ الحشيشة لمصلحة البلد، وقّعوا على قرض إضافي من البنك الدولي لتأجيل الانهيار الاقتصادي والإفلاس بسبب الجشع والفساد، حتى يتمكّنوا من شدّ بأسهم تحت...

من يُنصف «قلوب الرحمة»؟

يسمّونهم قلوب أو «ملائكة الرحمة»، وهم حقاً كذلك، هم الأقرب إلينا عند الشدة والمرض، بعد الله سبحانه وتعالى، الطبيب.. دوره عظيم يشخّص، يقوم بمهامه الآنية سواء من جراحة أم من منظار، ويصف الدواء، لكن مهنة...