alsharq

سحر ناصر

عدد المقالات 301

ألزهايمر مع «قشدة»!

08 فبراير 2018 , 01:15ص

«لاحظتُ على زوجي تغيراً في سلوكه وعاداته وحتى في شخصيته. في البداية ظهرت عليه عوارض غريبة جعلتني أُشكك في خيانته. مثالاً على ذلك، توجه إلى المتجر الذي نبتاع منه احتياجات البيت عادةً، ونسي طريق العودة، فتأخر لأكثر من 3 ساعات. في المرة الثانية، ذهب لاصطحاب الأطفال من المدرسة وأخذ طريقاً مختلفاً بعيداً جداً عن البيت، وأخبرني الأطفال أنه ضلّ طريق العودة.. بعد هذه الحادثة بأشهر، طُرد من عمله بسبب التأخير المتكرر، وعدم التزامه بإنجاز واجباته الوظيفية، وتغيُّر سلوكه مع زملائه».. هذا ما ترويه شابة في الـ 25 من عمرها، عن زوجها الذي اكتشف الأطباء إصابته بـ «الزهايمر» قبل أسابيع من احتفاله بعيد ميلاده الـ 30! لم تصدق الصبيّة أن زوجها الذي كان من سنوات قليلة طالباً في الجامعة، مصابُ بـ «الخرف»! وهو أبٌ لثلاثة أطفال، أكبرهم 8 سنوات. فهذا المرض يُصيب غالباً من هم فوق الـ 60 عاماً، ولكنه اقتحم حياته قبل الشيخوخة بسنين طويلة، فأصبح تائهاً معظم الأوقات، متقلب المزاج، غير قادر على العناية بنفسه، يُعاني من مشاكل في التركيز، وصعوبة في التعبير عمّا يُريد، وقصور في الذاكرة الحديثة. قصة هذا الشاب دفعتني للتفكير بأحد أهم الأسباب التي يعتبرها الباحثون سبباً للإصابة بالخرف في هذا السنّ، إضافة إلى العامل الوراثي بالطبع، وهي: الفشل المتكرر في الحياة، القلق والخوف الزائد، الاكتئاب، الحالات النفسية السيئة. هذه الحالة دفعت بالشابة لاصطحاب زوجها إلى طبيب نفسيّ، ظناً منها في البداية أنه مصاب باكتئاب أو ضغط نفسي... وبعد فحوصات متكررة وجلسات طويلة مع المعالج ومستشار الزواج تبيّن أن المرض خرج عن إطار الحالة النفسية ودخل مرحلة متقدّمة ونادرة. قررت الزوجة الوقوف إلى جانب زوجها، والاعتناء به إلى جانب أطفالها، فالذاكرة متدهورة، لكنّ الحبّ حاضر، وأقوى من الظروف، وأشدّ بأساً وعزيمة من العجز والمرض.. هذه القصّة تحثّنا على الوقوف لحظة في هذه الحياة السريعة والمتسارعة، لنرصد الكثير من العوارض التي نلاحظها في سلوكياتنا و»نطنّشها» في زحمة اليوم، فكمّ مرّة نسينا مواعيدنا، ومفاتيح سياراتنا، والطرقات التي نمرّ بها لوهلة، وربّما ملامح جيراننا وأصدقائنا. وكيف لا؟ ونحن دوامة من «التوهان»، إذ كُتب علينا اتخاذ عشرات القرارات السريعة يومياً لحظة بلحظة.. من كوب القهوة التي يسألنا معدّوها عن لونها وحجمها وطول كوبها و»مع قشدة أو بلا قشدة. كاراميل أو دون..» بعد يوم عمل شاقّ.. وكم كلمة سرّ نحتاج يومياً لأن نتذكرها لقضاء يومنا، في بريدنا الإلكتروني، وهواتفنا، وأنظمة الدخول الإلكتروني لحساباتنا الشخصية في التواصل الاجتماعي، والأنظمة الداخلية الوظيفية، والحسابات المصرفية، والخدمات الحكومية، وتذاكر الطيران، والخدمات الصحية، الخاصة بنا وبأسرتنا وغيرها. لقد أصبحت كمية القرارات اليومية التي يتوجب على المرء اتخاذها مهولة، بسبب الطفرة في الخيارات، والتنوع في الخدمات، وكثرة الإعلانات التي تظهر لنا على شاشة المحمول، والحاسوب، والمجمعات، والطرقات، بالإضافة إلى الكمّ الهائل من الأخبار التي تحاصرنا.. ما يتسبب لنا بحالة من الضغط النفسي غير المبرر، ويدخلنا بلا وعي في نفق من القلق الزائد الذي لا يعنينا أساساً. ويزيد من القلق والخوف البيئة المجتمعة التي نعيش بها.. حيث نخاف الناس أكثر مما نخاف الله، وحيث نحمل همّ الانتقادات التي تُوجه إلينا إذا ضحكنا، أو شربنا الماء وقوفاً، أو أكلنا الطعام بالشمال، ودخلنا الحمام باليمين.. أكثر من قلقنا على مستقبلنا، وأفكارنا، وحال أمتنا. الخلاصة: افعلوا ما يحلو لكم واسعدوا في حياتكم.. فالزهايمر أمامكم والحبّ ملاذنا وملاذكم!

خذوا الرقمنة وامنحونا الحياة

من يتحكم بالتكنولوجيا يتحكم بنا، أحببنا هذه الحقيقة أم كرهناها. التكنولوجيا مفروضة علينا من كل حدب وصوب، فأصبحنا أرقامًا ضمن أنظمة رقمية سواء في أماكن عملنا عبر أرقامنا الوظيفية أو بطاقتنا الشخصية والائتمانية، وحتى صورنا...

ماذا سنكتب بَعد عن لبنان؟

ماذا سنكتب بعد عن لبنان؟ هل سنكتب عن انتحار الشباب أو هجرتهم؟ أم عن المافيات السياسية التي نهبت أموال المودعين؟ أو ربّما سنكتبُ عن خباثة الأحزاب وانتمائها للخارج على حساب الداخل. هل سنكتبُ عن انهيار...

«معرفة أفضل» بالمخدرات

من المقرر أن يُصدر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة تقرير المخدرات العالمي لعام 2020، وذلك قبل نحو 24 ساعة من إحياء الأمم المتحدة ما يُعرف بـ «اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير...

الدولار «شريان الحياة»

العالم يعيش اليوم في سباق على الابتكار والاختراع، وفيما تسعى الدول الكبرى إلى تكريس مكانتها في مجال التقدّم العلمي والاقتصادي والاجتماعي، تحاول الدول النامية استقطاب الباحثين والعلماء أو ما يعرف بـ «الأدمغة» في شتى المجالات....

218 مليون طفل يبحثون عن وظيفة

218 مليون طفل حول العالم لا يذهبون إلى المدرسة، وليس لديهم وقت للعب، لماذا؟ لأنهم يعملون بدوام كامل. منهم من يعمل بالسّخرة دون أجر، ومنهم المجبر، مجبر على العمل قسراً بأنشطة غير مشروعة كالبغاء والمخدرات،...

بجوار بيتنا مدرسة

بجوار بيتنا مدرسة، جرسها مزعج، يقرع بقوّة إيذاناً ببدء يوم جديد.. النغمة نفسها التي تعيدك أعواماً إلى الوراء؛ لكنه توقّف عن الرنّ. سبب توقّف الجرس هذا العام لم يكن لانتهاء العام الأكاديمي كالعادة، وإنما بسبب...

المرأة مفتاح السلام

تحتفي الأمم المتحدة في 29 مايو بـ «اليوم العالمي لحفظة السلام»، هذا اليوم الذي شهد للمرة الأولى بزوغ قوات حفظ السلام، وكان ذلك في الشرق الأوسط، من أجل مراقبة اتفاقية الهدنة بين القوات الإسرائيلية والقوات...

«اللازنيا» بالسياسة

هذا العنوان قد يبدو صديقاً للجميع، وقابلاً للنشر، ربما باستثناء من لديهم حساسية الجلوتين، أو من يدّعون ذلك، لا سيما وأنها أصبحت موضة أكثر منها عارضاً صحياً، ومقاطعي اللحوم، وهم محبّو الخسّ والجرجير إلى الأبد،...

البطة السوداء في الأُسرة

الأسرة تعني الحماية والطمأنينة والعطاء، تعني أن تهبّ إلى نجدة أختك أو أخيك قبل أن يحتاجك، تعني ألّا تقاطع من ظلمك منهم ولو كان الظلم الذي وقع عليك كبيراً، تعني أن تلجأ إليهم عند الضعف...

المستقبل بعد 75 عاماً

منذ 75 عاماً قُتل 85 مليون إنسان. كيف؟ في الحرب العالمية الثانية. لماذا نتذكّرهم اليوم؟ لأن الأمم المتحدة تُخصّص لهم يومي 8 و9 مايو من كلّ عام مناسبةً لكي يتمهّل العالم قليلاً إجلالاً لمن ذهبوا...

مصلحة البلد

وضعوا أيديهم على أموال المودعين من أجل «مصلحة البلد»، تم تشريع سمّ الحشيشة لمصلحة البلد، وقّعوا على قرض إضافي من البنك الدولي لتأجيل الانهيار الاقتصادي والإفلاس بسبب الجشع والفساد، حتى يتمكّنوا من شدّ بأسهم تحت...

من يُنصف «قلوب الرحمة»؟

يسمّونهم قلوب أو «ملائكة الرحمة»، وهم حقاً كذلك، هم الأقرب إلينا عند الشدة والمرض، بعد الله سبحانه وتعالى، الطبيب.. دوره عظيم يشخّص، يقوم بمهامه الآنية سواء من جراحة أم من منظار، ويصف الدواء، لكن مهنة...