alsharq

د. زينب المحمود

عدد المقالات 330

(نـورٌ على نـورٍ)

07 أكتوبر 2016 , 04:02ص

كم هو جميلٌ أن تعيش في كنفٍ مترعٍ بنبل أخلاقٍ، وروح فضيلةٍ، وطيب شمائلَ، في بيتٍ هانئٍ، وسط أبوين صالحين، زوجين يحفظان الميثاق الغليظ، وإخوةٍ يتحلّون بالإيثار. وكم هو ممتعٌ أن تكون في عملك محترماً، لزملائك متفهّمًا، للظنِّ بهم محسنًا، وللسلامة والأمانة والستر في تعاملك مراعيًا، وفي مجتمعك إنسانًا بنّاءً... ثمّ رفيقًا في تعاملك، معطاءً سخيًّا في بذلك، صادقًا في قولك وفعلك. وخير شاهدٍ على عظم هذه المسؤوليّة الإنسانيّة حديث رسولنا الكريم: (كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤُوْلٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ)... أنت تعيش جميع هذه الأدوار المذكورة سالفًا، فكن بارعًا في صياغة نفسك، ورسم صورتك، بشكلٍ يذكي سيرتك وسريرتك، ويحتفي بك أبناؤك، وكلّ من عرفوك في حياتك، ويدعون لك بعد مماتك. منذ سنوات؛ التقيت بفتاةٍ إن جاز لي التعبير في وصفها فسأقول: هي منجم ذهبٍ، بل منبع أدبٍ، وملاذ حزينٍ، أجلسُ معها فأشعر بأفياءٍ من الراحة، وسيلٍ من الأخلاق تنصبُّ عليّ صبًّا، مفعمةٍ بروح الإيجابيّة، تتحدّث عن الحياة، حلوها ومرّها، وفي فمها (الحمد لله على كل حال وفي كل وقت)، بارك الله فيها وفي من ربّاها. وأذكر ذات يومٍ أنّها سلمتني رايات عزّ، ومشاعل نورٍ أهتدي بها في حياتي، كنت أتحدّث معها عن بعض العراقيل التي تواجهني أثناء المحاضرات التوعويّة التي أقوم بها في الجهات وقطاعات الدولة المختلفة فقالت لي: مع أنّنا لا نستطيع أن نصحّح الماضي إلا أَنّنَا سادة المستقبل... لا تفكري في المثاليّة القصوى، بل عيشي متّزنةً وابتعدي عن كلِّ ما يوغر صدرك، ويؤنّب ضميرك الحيّ، ومهما كانت المآسي حولك مكدّرة، إلا أن ذاتك النقية سترى الأمور على ما يرام، وأنّها أزمات ستمر مرور الكرام. كلامٌ نورانيٌّ يهدي لنوره من يشاء، وخصالٌ حميدةٌ تدعونا لتنظيم أنفسنا وكلّ أمورنا كي نحقق هدفنا في هذه الحياة. في ظلّ رضوان الله ورسوله، سنعيش مرة واحدة فقط، والفرصة أمامنا من هذه اللحظة، فانطلقوا، هيّا بنا نحو الخير والصلاح، لنشرع في المحافظة على الصلوات، وتحقيق أركان الإسلام، لنرفع سقف صلاحنا بتطبيق أركان الإيمان، ولنصاحب الأخيار ولنعلن الحرب على المنكرات، ولنعقد هدنة مع الشمائل والخيرات، فالآن اتصل بوالدك وأعطه سيلاً من عذْب العبارات، وقبّل رأس والدتك، واثنِ على زوجتك، وامسح على رأس ابنك وابنتك، واربت على كتف عاملك، وابتسم في وجه من تراه، وأحسن الظن في كل ما حولك وكن نورًا على نورٍ.

بصر وبصيرة

ما أعدل الله في توزيعه نعمه! وما أعظم جبره خواطر عباده! ومن معالم ذلك وأمثلته؛ أنه جلّ وعلا نوّرنا بأمثلة من عالم الإنس، يرون بطريقة فريدة غير معهودة، وهم العميان الذين ولدوا بعيون مسلوبة الأنوار،...

ربُّ القوافي

قد يتساءل البعض عن العلاقة التي تجمع مفردة الربّ بما يضاف إليها، وهل يبقى معناها وفق ما هو في سياقها الديني واللغوي؟ حقيقة، لكلمة الربّ خارج معناها الإلهي معانٍ مختلفة، يحدّدها السياق وما يرتبط به...

غالبٌ على أَمْرِهِ

في هذه الأيام، يتوسل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها باسم الله الغالب؛ ليرد عنهم كيد الكائدين، وغيظ المعتدين، وكل حقد ظاهر ودفين. فالأمة منذ حين تمر بمخاض القيام والانتفاض، ولهذا القيام تكاليفه الوافية من الخوف...

أَبصر به وأَسمع

كلّنا ندعو الله عزّ وجلّ باسميه «السميع والبصير»، ومؤكَّدٌ أنَّنا كلَّما ذكرناه بهما سبحانه، قَفَزَ إلى ذاكرتنا وألسنتنا قوله تعالى: «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيْرُ» (الشورى: 11)، ولكن هناك فرق بين من يقولها مستشعرًا...

مفتاح النصر

لم يُنصر نبي أو عبد من عباد الله إلا بيقينه بالله وحده، وبإدراكه المطلق أن الأمر كلّه بيد الله، وأنّ الله تبارك وتعالى هو الغَالب القَاهر أبدًا، لا يَمْلك أحدٌ أنْ يردَّ ما قَضَى، أو...

كمال الستر

كلّنا نسمع باسم الله «الستير»، وكلّنا نردده في كثير من الحالات، لكن هل علمنا حقيقته وغاية تسمية الله به؟ وما علاقته بالمجتمعات وسلمها وأمانها؟ وماذا لو استحضرنا هذا الاسم في جوانب حياتنا المختلفة؟ إنّ مدارسة...

رغم المكر.. قطر ستبقى حرة

كلٌّ منا يمضي نحو قدره، وكل منا يختار طريقه التي ارتضتها نفسه له، فإن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر، والبشر في إطار القدر قسمان، قسم هو الأعلى بقربه من الله وإطاعته، وقسم هو الأسفل ببعده...

كمال غناه

إنّ كمال غِنى الله سبحانه وتعالى عظيم؛ لا يحدّ ملكه حدّ، ولا يحصيه أحد، إنساً كان أو جنًا أو ملكاً، أو ما دون ذلك. ولو أن الخلق جميعًا، أولهم وآخرهم، وإنسهم وجنهم، سألوه، فأعطى كل...

الحقُّ أحقُّ أن يُتّبع

لو تتبعنا اسم «الحق» في كتاب الله عزّ وجلَّ، لوجدناه في عدة مواضع؛ فيقول الحقّ جلَّ وعلا: }ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ{ [الحج: 6]، }يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ{...

إِلهٌ حميد

مَنْ مِنّا لا يحمد الله إن أَصابته سراء؟ ومن منّا لا يشكره سبحانه إنّ أظلته أفياء نعمة؟ هذا حال من يردّ الفضل إلى صاحبه، ويهب الثناء لمن هو أهل له. وهل تفكّرتم يومًا في اسم...

لربنا حامدون

هل شعرت يومًا بعظيم أفياء الله عليك فبادرت بحمده؟ وهل وقعتَ في ابتلاء ونجوتَ منه، فحدثتك نفسك بضرورة حمد الله؟ وهل أبصرت حينًا مصائب غيرك، فنبض قلبك بحمد الله الذي عافاك مما ابتلى به سواك؟...

لا تقنطوا...

معلوم أنّ العبد هو الذي يتوب من ذنبه ومما اقترفته نفسه ويداه وجوارحه، لكن هل هذه التوبة تؤتى لأيّ إنسان؟ أم أنّها منحة إلهية يختصّ بها من يستحق من عباده؟ حقيقة إنّ توبة الله على...