عدد المقالات 50
الحمد لله الأول بلا ابتداء، الآخر بلا انتهاء، والصلاة والسلام على نبينا محمد الهادي الأمين، وعلى آله الطيبين، ورضي الله عن الصحابة أجمعين، وعلى كل من عبد ربه حتى أتاه اليقين. وبعد: فيقول ربنا العظيم مخاطباً نبيه الكريم، ﴿وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾. إن شهر رمضان يمر كالطيف، ولابد من ذهابه كما يفعل الضيف، وحري بمن علم أن ضيفه مرتحل أن يغتنم ما بقي من الوقت معه لضعف أمل اللقاء به بعد رحيله، ولم يبق من ضيفنا إلا أيام قليلة، وصدق الله: ﴿أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ﴾ مرت سريعة. في رمضان يكثر الناس من الطاعات، ويجتهدون في التقرب إلى الله بالعبادات، وآخرون لا يكادون يعبدون الله إلا في رمضان، يغفلون عن كون رمضان مدرسة للتربية والرياضة، رياضة النفس على ترك الملذات والشهوات المباحة، وحملها على التعبد ومراقبة الخالق، وثلاثون يوماً مدة كفيلة بأن تتخلى النفس فيها عن سلوكياتها السيئة وتتحلى بكل ما هو خير. ففي رمضان تتعود النفس على الصبر في المسجد مدة طويلة، وملازمة الطاعة فترة غير وجيزة، فلا يكاد ينقضي رمضان حتى تألف النفس ما حُمِلت عليه. والله تعالى يقول: ﴿وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾، أي داوم على طاعته وعبادته حتى يأتيك اليقين، وهو الموت، ففي الحديث: «لا يتمنى أحدكم الموت، ولا يدع به من قبل أن يأتيه، إنه إذا مات أحدكم انقطع عمله، وإنه لا يزيد المؤمن عمره إلا خيراً»، فالمؤمن لا يمنعه من العمل إلا الموت. وفي الآية ورد الأمر بصيغة المفرد، وهو الذي نزل عليه الوحي، لأن هذه الآية وما قبلها من الآيات جاءت بأسلوب الخطاب الموجه المباشر له، فإذا كان الأمر هنا بالعبادة موجه لمن غفر الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر فكيف بمن لا يدري هل قبلت أعماله أم ردت عليه. فينبغي للمسلم أن يبقى معه من عمله في رمضان شيء يستمر عليه، يداومه بعد انقضاء رمضان، من قيام الليل، وصيام النوافل، وتلاوة القرآن، وغير ذلك مما ألفته النفس وسهل عليها في رمضان، يحافظ عليه طول السنة، رجاء المغفرة والقبول، وليس لزاماً أن يكثر المسلم على نفسه فيحملها ما لا تطيق، فتمل نفسه وينقطع كلياً عن العبادة، فهذا خلاف السنة، تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: «كانت عندي امرأة من بني أسد، فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (من هذه). قلت: فلانة، لا تنام بالليل، تذكر من صلاتها، فقال: (مه، عليكم ما تطيقون من الأعمال، فإن الله لا يمل حتى تملوا، رواه الشيخان، فليست العبرة بالكثرة المنقطعة، وإنما العبرة بمداومة العمل وإتقانه وإن قل، فقليل دائم خير من كثير منقطع، وعن أمنا عائشة رضي الله عنها أيضاً: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل أي العمل أحب إلى الله؟ قال: أدومه وإن قل»، رواه مسلم. فأقل ما يمكن اصطحابه من أعمال رمضان: صيام التطوع ثلاثة أيام من كل شهر ولا أقل من صوم تلك الأيام السنوية التي حث على صيامها رسول الله صلى الله عليه وسلم، كصيام ست من شوال، وهي أولى نوافل الصيام بعد رمضان، وعشر ذي الحجة ولو عرفة، والمحرم ولو عاشوراء منه، وفي الإنفاق يداوم ولو بقليل، وفي قيام الليل ولو بركعتين مع الوتر، وفي قراءة القرآن بما يتيسر، ولنا في الصحابي الجليل أبي هريرة قدوة يخبرنا فيقول: «أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث: صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام» متفق عليه. وهكذا يستمر العبد على فعل بعض النوافل التي ألفتها النفس في رمضان، مع الحفاظ على أداء الفرائض كما حافظ عليها في رمضان، فإن أحب ما يتقرب العبد به إلى ربه أداء ما فرض الله عليه، وأما النوافل فلإتمام النقص ورفع المقام عند الله، ففي الحديث القدسي يقول الله تعالى: ((...وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه...))رواه البخاري. نسأل الله القبول والتوفيق وحسن الختام.
الحمد لله الذي أسعد قلوب أوليائه، وأثلج بالعبادة صدور أصفيائه، والصلاة والسلام على خاتم رسله وأنبيائه، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لسنته المخلصين في ولائه. وبعد: فيقول ربنا الكريم: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ...
الحمد لله الذي أنزل القرآن عربياً قولاً ثقيلاً، وجعله هادياً إليه وحبلاً متيناً وأقوم قيلاً، والصلاة والسلام على من رتل الوحي ترتيلاً، وتهجد به تعبداً وتبتيلاً، وعلى صحبه الذين تدبروه وعملوا به فكانوا أهدى سبيلاً،...
الحمد لله المتصف بالبقاء، المتفضل بجزيل العطاء، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه، وعلى التابعين ما دامت الأرض والسماء. وبعد: فيقول الله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56]، ويقول سبحانه: ﴿فَمَنْ...
الحمد لله فرض طاعة رسوله على عباده، وزكاه في عقله ومنطقه وفؤاده، والصلاة والسلام على الرؤوف الرحيم، نبينا محمد الرسول الكريم، وعلى آله وصحبه والتابعين لهم المتمسكين بالدين القويم. وبعد: فيقول الله تعالى: ﴿مَنْ يُطِعِ...
الحمد لله حمداً يليق بوحدانيته، سبحانه تفرد فليس كمثله شيء في فردانيته، والصلاة والسلام على من آخى بين المهاجرين والأنصار، نبينا محمد وآله وصحبه والتابعين لهم في كل الأزمان والأمصار. وبعد: فإن الله تعالى يقول:...
الحمد لله الذي خصنا بفضائل عظيمة، وأعطانا ليلة القدر الكريمة، والصلاة والسلام على نبينا محمد خير من لله تعبد، وأحيا ليله بالصلاة وتهجد، وعلى آله وصحابته والتابعين لهم ما تتابع الزمان وتجدد. وبعد: فيقول الله...
الحمد لله الذي تفرغ لعبادته المعتكفون، وقصد بابه الطامعون الخائفون، والصلاة والسلام على أفضل من صام لله وتعبد، وقام بين يديه وتهجد، وعلى آله وصحبه ما قصر النهار وتمدد. وبعد: فيقول الله تعالى: ﴿وَعَهِدْنَا إِلَى...
الحمد لله الرحمن الغفار، تفضل على عباده بطول الأعمار، وبلغهم مواسم الخيرات للاجتهاد والادخار، والصلاة والسلام على نبينا محمد ما مسح الليل ضوء النهار، وعلى آله وصحبه والتابعين لما لهم من الآثار. وبعد: فقد صح...
الحمد لله الذي يقبل التائبين، ويجيب دعوة المضطرين، ولا يخيب سعي الراجين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين إلى يوم الدين. وبعد: فقد روى الترمذي رحمه الله عن أنس...
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد: فقد خاطب ربنا تعالى نبيه فقال: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾ [الزمر: 30]، وقال سبحانه: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ...
الحمد لله المنعم على عباده، المكرم لهم بإحسانه وإمداده، جعل الدنيا متاعاً قليلاً، والآخرة نعيماً خالداً لمن اتخذ إلى ربه سبيلاً، والصلاة والسلام على من بعثه الله للخلق نبياً ورسولاً، وعلى آله وصحبه والتابعين ما...
الحمد لله الذي جعل للإنسان لباساً، وجعل له في الشرع ضابطاً ومقياساً، والصلاة والسلام على من جعله للخلق نبراساً، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ومن جعلهم لهذا الدين حراساً. وبعد: فيقول الله تبارك وتعالى:...