


عدد المقالات 330
تمضي الحياة، ونمضي معها، والحال في تقلّب وتبدّل وتغيّر، وكما قيل: «دوام الحال من المحال»؛ فتارة نكون في سعة، وتارة أخرى في حنق وضيق. وقد تدلهمّ بنا الوقائع، فنشعر بأفياء القلق تَسدل علينا ظلال الشؤم وكآبة الشعور، وربما يراودنا ذلك الهاجس من فوضى الواقع والخوف من المستقبل، وكأن أمورًا باتت قاب قوسين أو أدنى من التلف. في هذه اللحظات، نحتاج إلى وقفة تأمل مع ربنا سبحانه (الحفيظ). هيا، لنجدِّدَ إيماننا بهذا الاسم العظيم؛ فهو، وحده جلَّ وعلا، لديه غاية العناية، ومنتهى الحفظ والرعاية، وزد على ذلك أنَّ أقصى درجات الطمأنينة تكون في كنفه ورحابه. قال في محكم التنزيل: ﴿لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ ﴾ نعم، إنه الله الحفيظ؛ فمِن أجل حفظنا ورعايتنا، يأمر أربعة ملائكة أن يحيطوا بنا بأمره سبحانه، وكلّهم ليحفظونا من كل ما قد يلمّ بنا. ما أعظم حفظه وحمايته! وما أجمل كنفه وحماه! فكلٌّ منّا يمرُّ بظروف الحياة، وضروبها، نخاف فيؤمِّننا، نضلّ فيرشدنا، ثمّ هو الحفيظ الذي يمدنا بسلاح الموقف بحسب حاجته، فنرى الضرر قد انعدم بحكمته، والشفاء لا يغادر سقمًا، والإخفاق ما كان إلا لخير تناله، والحرمان سببٌ لفتح أبواب العطايا، والفقدان لتلاشي الرزايا، والبعد مِنْ بعضِ البشرِ أجمل هدايا، وأسلمُ للحنايا. فهذا من مظاهر حفظه جلّ في علاه. والبشرية قاصرة عن استيعاب مكامن الحفظ الإلهي، التي هي أعظم وأكثر وأكبر وأعم. ورَحِمَ اللهُ مَنْ قَالَ: وَإِذَا العِنَايَةُ لَاحَظَتْكَ عُيُونُهَا لا تَخْشَ مِنْ بَأْسٍ فَأَنْتَ تُصانُ وبكلّ أرضٍ قد نزلت قفارها نَمْ فَالمَخَاوِفُ كُلُّهُــنَّ أَمَـانُ نعم، إنّ مِن القواعد الإلهية الراسخة، دفاعُ الله عن الذين آمنوا ﴿إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ بشتى الصور، ومِنْ حيث لا يعلمون، أو يقصدون. نجدُ أنفسنا محفوفين بكرم حفظه لنا من أكدار المجالس، وأوحال الشرور التي قد تنذر بالخطوب حولنا، فطرقات الزيغ شتى، والله وحده الحفيظ من يثبِّتنا على ديننا، ليمنعَ تناوشَ الشبهات، وتخطُّفَ الأهواء. وهو الحافظ لنا بالحقِّ على الباطل، وبالحلال عن الحرام، وبالخير من الشر، بل يسخر لنا من طيبات هذا الكون الرحب لنهنأ ونتمتع بالجمال، ونتأمل العظمة والجلال في ملكوته وقدرته. فما أعظم أن تتجلى قدسية الله وقدرته ووجوده وحفظه في نفوسنا، فنكون ممن يُظلُّ بظلّه يومَ لا ظلَّ إلا ظله، وهنيئًا لمن كسب ظلّه سبحانه في الدنيا والآخرة. @zainabalmahmoud @zalmahmoud@outlook.com
ما أعدل الله في توزيعه نعمه! وما أعظم جبره خواطر عباده! ومن معالم ذلك وأمثلته؛ أنه جلّ وعلا نوّرنا بأمثلة من عالم الإنس، يرون بطريقة فريدة غير معهودة، وهم العميان الذين ولدوا بعيون مسلوبة الأنوار،...
قد يتساءل البعض عن العلاقة التي تجمع مفردة الربّ بما يضاف إليها، وهل يبقى معناها وفق ما هو في سياقها الديني واللغوي؟ حقيقة، لكلمة الربّ خارج معناها الإلهي معانٍ مختلفة، يحدّدها السياق وما يرتبط به...
في هذه الأيام، يتوسل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها باسم الله الغالب؛ ليرد عنهم كيد الكائدين، وغيظ المعتدين، وكل حقد ظاهر ودفين. فالأمة منذ حين تمر بمخاض القيام والانتفاض، ولهذا القيام تكاليفه الوافية من الخوف...
كلّنا ندعو الله عزّ وجلّ باسميه «السميع والبصير»، ومؤكَّدٌ أنَّنا كلَّما ذكرناه بهما سبحانه، قَفَزَ إلى ذاكرتنا وألسنتنا قوله تعالى: «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيْرُ» (الشورى: 11)، ولكن هناك فرق بين من يقولها مستشعرًا...
لم يُنصر نبي أو عبد من عباد الله إلا بيقينه بالله وحده، وبإدراكه المطلق أن الأمر كلّه بيد الله، وأنّ الله تبارك وتعالى هو الغَالب القَاهر أبدًا، لا يَمْلك أحدٌ أنْ يردَّ ما قَضَى، أو...
كلّنا نسمع باسم الله «الستير»، وكلّنا نردده في كثير من الحالات، لكن هل علمنا حقيقته وغاية تسمية الله به؟ وما علاقته بالمجتمعات وسلمها وأمانها؟ وماذا لو استحضرنا هذا الاسم في جوانب حياتنا المختلفة؟ إنّ مدارسة...
كلٌّ منا يمضي نحو قدره، وكل منا يختار طريقه التي ارتضتها نفسه له، فإن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر، والبشر في إطار القدر قسمان، قسم هو الأعلى بقربه من الله وإطاعته، وقسم هو الأسفل ببعده...
إنّ كمال غِنى الله سبحانه وتعالى عظيم؛ لا يحدّ ملكه حدّ، ولا يحصيه أحد، إنساً كان أو جنًا أو ملكاً، أو ما دون ذلك. ولو أن الخلق جميعًا، أولهم وآخرهم، وإنسهم وجنهم، سألوه، فأعطى كل...
لو تتبعنا اسم «الحق» في كتاب الله عزّ وجلَّ، لوجدناه في عدة مواضع؛ فيقول الحقّ جلَّ وعلا: }ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ{ [الحج: 6]، }يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ{...
مَنْ مِنّا لا يحمد الله إن أَصابته سراء؟ ومن منّا لا يشكره سبحانه إنّ أظلته أفياء نعمة؟ هذا حال من يردّ الفضل إلى صاحبه، ويهب الثناء لمن هو أهل له. وهل تفكّرتم يومًا في اسم...
هل شعرت يومًا بعظيم أفياء الله عليك فبادرت بحمده؟ وهل وقعتَ في ابتلاء ونجوتَ منه، فحدثتك نفسك بضرورة حمد الله؟ وهل أبصرت حينًا مصائب غيرك، فنبض قلبك بحمد الله الذي عافاك مما ابتلى به سواك؟...
معلوم أنّ العبد هو الذي يتوب من ذنبه ومما اقترفته نفسه ويداه وجوارحه، لكن هل هذه التوبة تؤتى لأيّ إنسان؟ أم أنّها منحة إلهية يختصّ بها من يستحق من عباده؟ حقيقة إنّ توبة الله على...