عدد المقالات 301
«الطبيب القريب لا يُعالِج»، و«مُغني الحيّ لا يُطرب»، و«المحامي الجار يجيب لك الدمار»، أمثلة شعبية متوارثة تُشير إلى مواقف ما زالت تتكرر عبر الأزمنة والأمكنة، حيث الأبناء لا يرغبون بنصيحة الأهل بقدر ما يتطلعون لنصيحة أهل أصدقائهم، وحيث الطالب في المدرسة يستمع لنصيحة المعلّمة أكثر مما يُنصت لكلام الوالدة. ومن الطبقة الدُنيا صعوداً نحو صنّاع القرار في الوطن العربي على كافة المستويات السياسية والاجتماعية والوظيفية، حيث لا يرغب هؤلاء بمعرفة التحديات والمشاكل من داخل بيتهم أو مكاتبهم أو مجتمعاتهم، على اعتبار أن القريب عندما ينطق، نطقَ غيرةً، فيما الغريبُ ينطق واقعاً. وهذا ما يُمكننا استنتاجه من السياسة العامة للدول العربية، التي تستجدي التدخلات الغربية عند أول أزمة، على اعتبار أننا دول شرق أوسطية نحتاج إلى قاض أجنبي، ليحكم بيننا ولينزل العقوبة بخصمنا، ولبنان خير مثال على ذلك. وإذا كان واقعنا هذا مغفوراً ذنبه في السياسة -على أساس أننا كعرب لا صوت لنا في صناعة القرار العالمي- فكيف نغفر لأنفسنا هذا الذنب على المستوى الوظيفي والاجتماعي، عندما نعتمد كلياً على أشخاص يتمتعون بالمهارات نفسها، وفي كثير من الأحيان أدنى، ونستقبلهم من وراء المحيطات ليعملوا سنوات على إعداد تقرير إذ اطلعت على توصياته لرأيتها موجودة في أدراج الوزرات والمؤسسات العربية منذ عقود، لكن ذنب معديها أنهم عرب فقراء إلى الله، أخلصوا لعملهم، وأرادوا تطوير مجتمعاتهم، ولكن توصياتهم وصفت بالشكوى وربما بالفلسفة، وأحياناً بالنقد غير المرغوب به. أما ما يُميز هذه التوصيات الأنجلوساكسونية، فهو براعة معدّيها بتصوير الجحيم لأصحاب القرار على أنها نار مضيئة، بخلاف التوصيات العربية التي تلخص الواقع وتقول لك: «إنك ذاهب إلى الجحيم لا محالة». وهذا يُذكرني بنكتة المتفائل والمتشائم حيث قال هذا لذاك «لم أدرس جيداً، سأسقط في الامتحان»، أجابه الآخر «تفاءل يا رجل»، فكان ردّه «حسناً سأسقط في الامتحان في هذا الطقس الجميل»! النتيجة واحدة أعزائي، لكننا شعوب لا ترغب بكشف عيوبها أمام الأقارب، وهذا شعور مبرر ومقبول. ولكن بالله علينا فلنكف عن رفع شعارات «بلاد العرب أوطاني وكل العرب إخواني». فنحن جيل يعي تماماً الفرق بين «خبير» وفاشل يحمل جوازاً أجنبياً، وبين ضرورة قومية ومحسوبيات سياسية. ملاحظة: مع كل مولود أنجلوساسكوني وظيفة خبير مجانية في الدول العربية!
من يتحكم بالتكنولوجيا يتحكم بنا، أحببنا هذه الحقيقة أم كرهناها. التكنولوجيا مفروضة علينا من كل حدب وصوب، فأصبحنا أرقامًا ضمن أنظمة رقمية سواء في أماكن عملنا عبر أرقامنا الوظيفية أو بطاقتنا الشخصية والائتمانية، وحتى صورنا...
ماذا سنكتب بعد عن لبنان؟ هل سنكتب عن انتحار الشباب أو هجرتهم؟ أم عن المافيات السياسية التي نهبت أموال المودعين؟ أو ربّما سنكتبُ عن خباثة الأحزاب وانتمائها للخارج على حساب الداخل. هل سنكتبُ عن انهيار...
من المقرر أن يُصدر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة تقرير المخدرات العالمي لعام 2020، وذلك قبل نحو 24 ساعة من إحياء الأمم المتحدة ما يُعرف بـ «اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير...
العالم يعيش اليوم في سباق على الابتكار والاختراع، وفيما تسعى الدول الكبرى إلى تكريس مكانتها في مجال التقدّم العلمي والاقتصادي والاجتماعي، تحاول الدول النامية استقطاب الباحثين والعلماء أو ما يعرف بـ «الأدمغة» في شتى المجالات....
218 مليون طفل حول العالم لا يذهبون إلى المدرسة، وليس لديهم وقت للعب، لماذا؟ لأنهم يعملون بدوام كامل. منهم من يعمل بالسّخرة دون أجر، ومنهم المجبر، مجبر على العمل قسراً بأنشطة غير مشروعة كالبغاء والمخدرات،...
بجوار بيتنا مدرسة، جرسها مزعج، يقرع بقوّة إيذاناً ببدء يوم جديد.. النغمة نفسها التي تعيدك أعواماً إلى الوراء؛ لكنه توقّف عن الرنّ. سبب توقّف الجرس هذا العام لم يكن لانتهاء العام الأكاديمي كالعادة، وإنما بسبب...
تحتفي الأمم المتحدة في 29 مايو بـ «اليوم العالمي لحفظة السلام»، هذا اليوم الذي شهد للمرة الأولى بزوغ قوات حفظ السلام، وكان ذلك في الشرق الأوسط، من أجل مراقبة اتفاقية الهدنة بين القوات الإسرائيلية والقوات...
هذا العنوان قد يبدو صديقاً للجميع، وقابلاً للنشر، ربما باستثناء من لديهم حساسية الجلوتين، أو من يدّعون ذلك، لا سيما وأنها أصبحت موضة أكثر منها عارضاً صحياً، ومقاطعي اللحوم، وهم محبّو الخسّ والجرجير إلى الأبد،...
الأسرة تعني الحماية والطمأنينة والعطاء، تعني أن تهبّ إلى نجدة أختك أو أخيك قبل أن يحتاجك، تعني ألّا تقاطع من ظلمك منهم ولو كان الظلم الذي وقع عليك كبيراً، تعني أن تلجأ إليهم عند الضعف...
منذ 75 عاماً قُتل 85 مليون إنسان. كيف؟ في الحرب العالمية الثانية. لماذا نتذكّرهم اليوم؟ لأن الأمم المتحدة تُخصّص لهم يومي 8 و9 مايو من كلّ عام مناسبةً لكي يتمهّل العالم قليلاً إجلالاً لمن ذهبوا...
وضعوا أيديهم على أموال المودعين من أجل «مصلحة البلد»، تم تشريع سمّ الحشيشة لمصلحة البلد، وقّعوا على قرض إضافي من البنك الدولي لتأجيل الانهيار الاقتصادي والإفلاس بسبب الجشع والفساد، حتى يتمكّنوا من شدّ بأسهم تحت...
يسمّونهم قلوب أو «ملائكة الرحمة»، وهم حقاً كذلك، هم الأقرب إلينا عند الشدة والمرض، بعد الله سبحانه وتعالى، الطبيب.. دوره عظيم يشخّص، يقوم بمهامه الآنية سواء من جراحة أم من منظار، ويصف الدواء، لكن مهنة...