عدد المقالات 50
الحمد لله الذي شرع لعباده القيام، وافترض عليهم الصيام، والصلاة والسلام على نبينا محمد خير الأنام، وعلى آله وصحابته الكرام، والتابعين لهم بإحسان ما أزاح النور الظلام. وبعد: فيقول الله تبارك وتعالى: ﴿إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (١٥) تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (١٦) فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾. إن من أعظم الأعمال أجراً، وأجلها عند الله قدراً، قيام الليل بالصلاة والقرآن، والذكر والاستغفار، وقد ذكر الله في الآية من مميزات المؤمنين أنهم إذا ذكّرهم مذكر بآيات الله تواضعوا لله وخشعوا حتى سجدوا، ومن أعمالهم التي تميزهم عند بارئهم أنهم تتجافى جنوبهم عن مضاجعهم، فلا يطمئنون عليها إذا ناموا، ولا يحنون إليها إذا قاموا، يقومون لمناجاة ربهم بالدعاء محبة له، وخوفاً من عقابه، ورجاء في رضوانه، حتى أعد لهم ربهم ما لا تعلمه نفس مما تقر به عيونهم، ولما كانوا في الدنيا يخفون عبادتهم فيقومون في ظلام الليل مخلصين لربهم لا يطلع عليهم بشر أخفى الله لهم ما تقر به الأعين أيضاً. وبقيام الليل امتدح الله المتقين، فقال تعالى: ﴿كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (١٧) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾، قال الحسن البصري رحمه الله: « قليل من الليل ما ينامون، مدوا الصلاة إلى الأسحار ثم أخذوا في الأسحار بالاستغفار». قال ابن المبارك رحمه الله: إذا ما الليل أظلم كابدوه ... فيسفر عنهم وهم ركوع أطار الخوف نومهم فقاموا ... وأهل الأمن في الدنيا هجوع وقائم الليل ترك النوم لأجل التقرب إلى الله بالصلاة وتلاوة القرآن والاستغفار والدعاء، فالليل ظرف زمان لمناجاة رب العالمين، وذاك دأب الصالحين، ونحن في رمضان قد تعودت النفوس على قيام الليل في المساجد بصلاة التراويح، ثم بالتهجد والقيام، حتى ألفت النفس هذه العبادة العظيمة، فلا ينبغي لمن عودها أن يجعلها تنتكس، يقول النبي عليه الصلاة والسلام: ((أفضل الصلاة بعد الصلاة المفروضة صلاة الليل))، رواه مسلم، وقال رسول الله ﷺ((عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى الله عز وجل، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم، ومطردة للداء عن الجسد))، رواه الإمام أحمد والترمذي، ففي الحديث حث على قيام الليل وبيان لبعض ثمراته، والتي منها أيضاً: مَدْحُ الله لمن يقيمون الليل، وجعله سبباً في دخول الجنة ونيل غرفها، ففي الحديث: ((إن في الجنة غُرفاً يُرى ظاهرُها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، أعدَّها الله تعالى لمن أطعم الطعام، وألانَ الكلام، وتابع الصيام، وأفشى السلام، وصلى بالليل والناس نيام)) رواه إمامنا أحمد وابن حبان والترمذي، وقال ﷺ : «من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين»، رواه أبو داود؛ وابن خزيمة، وابن حبان. وسئل الحسن البصري: ما بال المتهجدين من أحسن الناس وجوهاً؟ قال: «لأنهم خلوا بالرحمن فألبسهم نورا من نوره»، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا﴾. فمن أراد أن يلحق بهؤلاء الأخيار فليجدد العزيمة، وليخلص النية وليأخذ بالأسباب المساعدة على قيام الليل، منها: • التعرف على فضل قيام الليل فيتحفز لفعله. • ترك السهر والسمر الذي لا فائدة منه، ليرتاح الجسم فينشط للعبادة. • نوم القيلولة، فيستعين بقيلولة النهار على قيام الليل. • الاقتصاد في المأكل، والتقليل حسب القدرة، قال سفيان رحمه الله: «عليك بقلة الأكل تملك سهر الليل»، يعني القيام. • ترك المعاصي حتى تنشط النفس للعبادة، فإن للمعاصي أثراً على عبادة مرتكبها، لأنه يزول نشاطه للعبادة بالمعاصي والذنوب. سأل رجل الحسن قال ما بالي لا أقوم؟ فأجابه: ذنوبك قيدتك. وليخلص في الطلب لله، وليجدد نيته، ويسأل ربه أن يعينه على تلك العبادة التي لا يوفق إليها إلا من وفقه الله وأعانه، نسأل الله التوفيق والسداد.
الحمد لله الذي أسعد قلوب أوليائه، وأثلج بالعبادة صدور أصفيائه، والصلاة والسلام على خاتم رسله وأنبيائه، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لسنته المخلصين في ولائه. وبعد: فيقول ربنا الكريم: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ...
الحمد لله الذي أنزل القرآن عربياً قولاً ثقيلاً، وجعله هادياً إليه وحبلاً متيناً وأقوم قيلاً، والصلاة والسلام على من رتل الوحي ترتيلاً، وتهجد به تعبداً وتبتيلاً، وعلى صحبه الذين تدبروه وعملوا به فكانوا أهدى سبيلاً،...
الحمد لله المتصف بالبقاء، المتفضل بجزيل العطاء، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه، وعلى التابعين ما دامت الأرض والسماء. وبعد: فيقول الله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56]، ويقول سبحانه: ﴿فَمَنْ...
الحمد لله فرض طاعة رسوله على عباده، وزكاه في عقله ومنطقه وفؤاده، والصلاة والسلام على الرؤوف الرحيم، نبينا محمد الرسول الكريم، وعلى آله وصحبه والتابعين لهم المتمسكين بالدين القويم. وبعد: فيقول الله تعالى: ﴿مَنْ يُطِعِ...
الحمد لله حمداً يليق بوحدانيته، سبحانه تفرد فليس كمثله شيء في فردانيته، والصلاة والسلام على من آخى بين المهاجرين والأنصار، نبينا محمد وآله وصحبه والتابعين لهم في كل الأزمان والأمصار. وبعد: فإن الله تعالى يقول:...
الحمد لله الذي خصنا بفضائل عظيمة، وأعطانا ليلة القدر الكريمة، والصلاة والسلام على نبينا محمد خير من لله تعبد، وأحيا ليله بالصلاة وتهجد، وعلى آله وصحابته والتابعين لهم ما تتابع الزمان وتجدد. وبعد: فيقول الله...
الحمد لله الذي تفرغ لعبادته المعتكفون، وقصد بابه الطامعون الخائفون، والصلاة والسلام على أفضل من صام لله وتعبد، وقام بين يديه وتهجد، وعلى آله وصحبه ما قصر النهار وتمدد. وبعد: فيقول الله تعالى: ﴿وَعَهِدْنَا إِلَى...
الحمد لله الرحمن الغفار، تفضل على عباده بطول الأعمار، وبلغهم مواسم الخيرات للاجتهاد والادخار، والصلاة والسلام على نبينا محمد ما مسح الليل ضوء النهار، وعلى آله وصحبه والتابعين لما لهم من الآثار. وبعد: فقد صح...
الحمد لله الذي يقبل التائبين، ويجيب دعوة المضطرين، ولا يخيب سعي الراجين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين إلى يوم الدين. وبعد: فقد روى الترمذي رحمه الله عن أنس...
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد: فقد خاطب ربنا تعالى نبيه فقال: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾ [الزمر: 30]، وقال سبحانه: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ...
الحمد لله المنعم على عباده، المكرم لهم بإحسانه وإمداده، جعل الدنيا متاعاً قليلاً، والآخرة نعيماً خالداً لمن اتخذ إلى ربه سبيلاً، والصلاة والسلام على من بعثه الله للخلق نبياً ورسولاً، وعلى آله وصحبه والتابعين ما...
الحمد لله الذي جعل للإنسان لباساً، وجعل له في الشرع ضابطاً ومقياساً، والصلاة والسلام على من جعله للخلق نبراساً، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ومن جعلهم لهذا الدين حراساً. وبعد: فيقول الله تبارك وتعالى:...