عدد المقالات 50
الحمد لله أرسل نبيه بالحق المبين، وأنزل القرآن لبيان شرائع الدين، والصلاة والسلام على نبينا محمد خاتم المرسلين، وعلى آله وصحابته والتابعين. وبعد: فإن شهر رمضان تميز بفرض صيامه، يقول تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة: 183]، والصيام عبادة يسهل فيها الإخلاص لله تعالى، بحيث لا يعرف أحد بصيام آخر ما لم يخبره، فهي سر بين الله وعبده، لذلك إذا شرع فيه العبد وجب عليه ألا يفعل ما يخدشه أو يبطله، لذلك ليس الصوم الامتناع عن تناول الطعام والشراب، وعن الجماع، من طلوع الفجر إلى غروب الشمس فقط، بل يشمل صون الجوارح كلها عن المحرمات، فلا تلمس اليد، ولا تطأ الرجل، ولا ينطق اللسان، ولا تسمع الاذنان، ولا تبصر العينان إلا ما أباحه الله ورضيه مما لا يخدش الصوم، ولذلك جاء في صحيح البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (الصِّيَامُ جُنَّةٌ، فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَجْهَلْ، وَإِنِ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ، فَلْيَقُلْ إِنِّي صَائِمٌ)، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ). رواه البخاري. ففي هذين الحديثين دليل على أن الصيام لا يعني الإمساك عن الطعام والشراب والجماع فقط، لأن هذا الصيام يقدر عليه كل أحد، ولا تكاد تتحقق به الغاية المذكورة في آية الصيام: ﴿لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾، وإنما تتحقق تحققاً تاماً إذا صامت كل الجوارح عما حرم الله، وعما أباحه مما يجعل المرء في غفلة، يقول ابن القيم رحمه الله: والصائم هو الذي صامت جوارحه عن الآثام، ولسانه عن الكذب والفحش وقول الزور، وبطنه عن الطعام والشراب، وفرجه عن الرفث، فإن تكلم لم يتكلم بما يجرح صومه، وإن فعل لم يفعل ما يفسد صومه، فيخرج كلامه كله نافعاً صالحاً، وكذلك أعماله فهي بمنزلة الرائحة التي يشمها من جالس حامل المسك، كذلك من جالس الصائم انتفع بمجالسته وأمن فيها من الزور والكذب والفجور والظلم، هذا هو الصوم المشروع لا مجرد الإمساك عن الطعام والشراب». ونقل الحافظ ابن حجر رحمه الله كلاما جميلا في بيان معنى الصيام وشرح الحديث السابق: «ليس المقصود من شرعية الصوم نفس الجوع والعطش، بل ما يتبعه من كسر الشهوات وتطويع النفس الأمارة للنفس المطمئنة، فإذا لم يحصل ذلك لا ينظر الله إليه نظر القبول». وعند الرجوع إلى حالنا اليوم نجد بعض الزور عبر وسائل التواصل يزداد انتشاراً في شهر الصيام، مما يُشغل المسلم عن التعبد ويسرق منه وقته فلا يتفطن إلا عند انصرام رمضان، وربما يحرص المسلم على صيامه فلا يكثر من زيارة المجالس والأصدقاء والأسرة، ولكنه يغفل عن الزور في الهاتف، فربما نظر إلى منشورات فيها وأسهم في زيادة انتشارها، وربما جاءه اتصال فأخذ في أعراض الناس بالغيبة والنميمة، فلم ينتبه لمثل هذه الأمور التي تجرح الصيام بل بعضها يفسده. فإذا ما أراد المسلم تحقيق التقوى في رمضان، والحصول على غنائمه من المغفرة والعتق من النار وغيرهما، فعليه أن يحقق الصيام المأمور به على أحسن وجه وأكمل وصف، فكل عبادة كانت إلى الكمال والحسن أقرب كانت بالقبول أجدر وأليق، وكلما بعدت العبادة عن الكمال نقص حظها في القبول، والأجر على قدر المشقة، والله يضاعف لمن يشاء، والله ذو الفضل العظيم.
الحمد لله الذي أسعد قلوب أوليائه، وأثلج بالعبادة صدور أصفيائه، والصلاة والسلام على خاتم رسله وأنبيائه، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لسنته المخلصين في ولائه. وبعد: فيقول ربنا الكريم: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ...
الحمد لله الذي أنزل القرآن عربياً قولاً ثقيلاً، وجعله هادياً إليه وحبلاً متيناً وأقوم قيلاً، والصلاة والسلام على من رتل الوحي ترتيلاً، وتهجد به تعبداً وتبتيلاً، وعلى صحبه الذين تدبروه وعملوا به فكانوا أهدى سبيلاً،...
الحمد لله المتصف بالبقاء، المتفضل بجزيل العطاء، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه، وعلى التابعين ما دامت الأرض والسماء. وبعد: فيقول الله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56]، ويقول سبحانه: ﴿فَمَنْ...
الحمد لله فرض طاعة رسوله على عباده، وزكاه في عقله ومنطقه وفؤاده، والصلاة والسلام على الرؤوف الرحيم، نبينا محمد الرسول الكريم، وعلى آله وصحبه والتابعين لهم المتمسكين بالدين القويم. وبعد: فيقول الله تعالى: ﴿مَنْ يُطِعِ...
الحمد لله حمداً يليق بوحدانيته، سبحانه تفرد فليس كمثله شيء في فردانيته، والصلاة والسلام على من آخى بين المهاجرين والأنصار، نبينا محمد وآله وصحبه والتابعين لهم في كل الأزمان والأمصار. وبعد: فإن الله تعالى يقول:...
الحمد لله الذي خصنا بفضائل عظيمة، وأعطانا ليلة القدر الكريمة، والصلاة والسلام على نبينا محمد خير من لله تعبد، وأحيا ليله بالصلاة وتهجد، وعلى آله وصحابته والتابعين لهم ما تتابع الزمان وتجدد. وبعد: فيقول الله...
الحمد لله الذي تفرغ لعبادته المعتكفون، وقصد بابه الطامعون الخائفون، والصلاة والسلام على أفضل من صام لله وتعبد، وقام بين يديه وتهجد، وعلى آله وصحبه ما قصر النهار وتمدد. وبعد: فيقول الله تعالى: ﴿وَعَهِدْنَا إِلَى...
الحمد لله الرحمن الغفار، تفضل على عباده بطول الأعمار، وبلغهم مواسم الخيرات للاجتهاد والادخار، والصلاة والسلام على نبينا محمد ما مسح الليل ضوء النهار، وعلى آله وصحبه والتابعين لما لهم من الآثار. وبعد: فقد صح...
الحمد لله الذي يقبل التائبين، ويجيب دعوة المضطرين، ولا يخيب سعي الراجين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين إلى يوم الدين. وبعد: فقد روى الترمذي رحمه الله عن أنس...
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد: فقد خاطب ربنا تعالى نبيه فقال: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾ [الزمر: 30]، وقال سبحانه: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ...
الحمد لله المنعم على عباده، المكرم لهم بإحسانه وإمداده، جعل الدنيا متاعاً قليلاً، والآخرة نعيماً خالداً لمن اتخذ إلى ربه سبيلاً، والصلاة والسلام على من بعثه الله للخلق نبياً ورسولاً، وعلى آله وصحبه والتابعين ما...
الحمد لله الذي جعل للإنسان لباساً، وجعل له في الشرع ضابطاً ومقياساً، والصلاة والسلام على من جعله للخلق نبراساً، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ومن جعلهم لهذا الدين حراساً. وبعد: فيقول الله تبارك وتعالى:...