عدد المقالات 301
الناس يبحثون عن بهلوان ليضحكوا على نكاته، يُفتّشون عن «مؤُثّر» اجتماعي ليُراقبوا أفعاله، يستجدون أخبار وجهٍ جديد في عالم الشهرة، ليدخلوا خزانة ملابسه، ويتسلّلوا إلى معدته، يُتابعون ما يأكل؟ وماذا يشرب؟ وأي سيارة يركب؟ وإلى أي ضرس خلع؟ ظواهر اجتماعية تحتاج إلى جواب من المختصين الاجتماعيين، يشرحون لنا -أياً كان موقعنا، إعلاميين، طلاباً، أم جمهور- سبب متابعة الجحافل البشرية ما يُسمى بالمؤثرين الاجتماعيين أو المشاهير من اللاشيء، مع فائق الاحترام للعديد من المؤثرين الذين يُشكّلون إضافة فعلية في تنمية المجتمع، والذين يعملون بحق من أجل الصالح العام، ونشر الوعي في قضايا معيّنة. دخول المؤثرين الاجتماعيين لاعبين رئيسيين في المعارك الإعلامية على هامش الصراعات السياسية والثقافية، يُشير إلى الدور الفاعل للفرد في توجيه العلاقات بين الدول، ومساهمته في تشكيل الرأي العام، وتوجيه الناس بخدمة أهداف معينة، سواءً كان يعلم أنه يخدم هذه الأهداف أم لا. وهذا ما لاحظناه في مرحلة الربيع العربي، مع بروز أسماء جديدة، مثل وائل غنيم في مصر، ومن ثم باسم يوسف الذي كان له تأثير كبير في توجيه الرأي العام المصري ضدّ الرئيس السابق محمد مرسي -بغض النظر عن الموقف السياسي-، كذلك دور الصحفية اليمنية توكل كرمان التي فازت بجائزة نوبل للسلام، وتركيز الإعلام على وجه واحدٍ يتم ربطه بقضية معيّنة، وأطفال سوريا شواهدُ على ذلك. كما هو حال العديد من «المؤثرين» الاجتماعيين الذين يعملون في خدمة الزعماء، وتبرير استمرار الفساد من خلال تغريدات يومية، تؤكد أن صاحب الحساب متفرّغ لهذه المهمّة. الدور الفاعل للأفراد، دفع بدوائر الاتصال والإعلام في مختلف المؤسسات الحكومية إلى استخدام هؤلاء الأشخاص أداة إعلامية من أجل تلميع الصورة الذهنية، وترويج فكرة معينة، بغض النظر عن الثمن الأخلاقي وحتى المادي. حتى أصبحنا في زمن ندعو فيه الـ «فاشينستا» إلى فعاليات سياسية، كي نكسب أكبر عدد من الجماهير، بغض النظر عن الفئات المستهدفة، على اعتبار أننا نريد أن ننشر رسالتنا السامية بأية وسيلة ممكنة. وهذا ما يُمكن استنتاجه من صور بعض رؤساء الحكومات، برفقة مشاهير ومؤثرين في عالم الماكياج، ووصل الأمر إلى حلول «هلا بالخميس» ضيفاً على رئاسة الحكومة! قد تبدو فكرة توظيف المشاهير في خدمة الأهداف العامة للسلطات مقبولة فقط في دول أنظمتها شرعية ومُحببة من قبل الشعوب. ولكن توظيف المؤثرين لشهرتهم في خدمة الأنظمة الفاسدة والظالمة وتلميع صور السلطات، أمر مخزي، يُصيبنا بالأرق وأحياناً بالغثيان، فبدلاً من طرح قضايا الناس، وتسليط الضوء على مشاكلهم وسُبل معالجتها، نستيقظُ على وقع «سنابات» و»هاشتاجات» ولقطات «انستجرامية» «ينشكحُ» فيها أهل السياسة -الذين أصلاً مللنا من وجوههم في جميع وسائل الإعلام- إلى جانب «انفلونسر». وجهان لعملة واحدة، والهدف واحد: تضليل الرأي العام، وربط القضايا بشخصيات «مؤثرة»، وافقت يوماً على أن تكون دمى بيد الدول اللاعبة! كن «انفلونسر» وافعل ما شئت!
من يتحكم بالتكنولوجيا يتحكم بنا، أحببنا هذه الحقيقة أم كرهناها. التكنولوجيا مفروضة علينا من كل حدب وصوب، فأصبحنا أرقامًا ضمن أنظمة رقمية سواء في أماكن عملنا عبر أرقامنا الوظيفية أو بطاقتنا الشخصية والائتمانية، وحتى صورنا...
ماذا سنكتب بعد عن لبنان؟ هل سنكتب عن انتحار الشباب أو هجرتهم؟ أم عن المافيات السياسية التي نهبت أموال المودعين؟ أو ربّما سنكتبُ عن خباثة الأحزاب وانتمائها للخارج على حساب الداخل. هل سنكتبُ عن انهيار...
من المقرر أن يُصدر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة تقرير المخدرات العالمي لعام 2020، وذلك قبل نحو 24 ساعة من إحياء الأمم المتحدة ما يُعرف بـ «اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير...
العالم يعيش اليوم في سباق على الابتكار والاختراع، وفيما تسعى الدول الكبرى إلى تكريس مكانتها في مجال التقدّم العلمي والاقتصادي والاجتماعي، تحاول الدول النامية استقطاب الباحثين والعلماء أو ما يعرف بـ «الأدمغة» في شتى المجالات....
218 مليون طفل حول العالم لا يذهبون إلى المدرسة، وليس لديهم وقت للعب، لماذا؟ لأنهم يعملون بدوام كامل. منهم من يعمل بالسّخرة دون أجر، ومنهم المجبر، مجبر على العمل قسراً بأنشطة غير مشروعة كالبغاء والمخدرات،...
بجوار بيتنا مدرسة، جرسها مزعج، يقرع بقوّة إيذاناً ببدء يوم جديد.. النغمة نفسها التي تعيدك أعواماً إلى الوراء؛ لكنه توقّف عن الرنّ. سبب توقّف الجرس هذا العام لم يكن لانتهاء العام الأكاديمي كالعادة، وإنما بسبب...
تحتفي الأمم المتحدة في 29 مايو بـ «اليوم العالمي لحفظة السلام»، هذا اليوم الذي شهد للمرة الأولى بزوغ قوات حفظ السلام، وكان ذلك في الشرق الأوسط، من أجل مراقبة اتفاقية الهدنة بين القوات الإسرائيلية والقوات...
هذا العنوان قد يبدو صديقاً للجميع، وقابلاً للنشر، ربما باستثناء من لديهم حساسية الجلوتين، أو من يدّعون ذلك، لا سيما وأنها أصبحت موضة أكثر منها عارضاً صحياً، ومقاطعي اللحوم، وهم محبّو الخسّ والجرجير إلى الأبد،...
الأسرة تعني الحماية والطمأنينة والعطاء، تعني أن تهبّ إلى نجدة أختك أو أخيك قبل أن يحتاجك، تعني ألّا تقاطع من ظلمك منهم ولو كان الظلم الذي وقع عليك كبيراً، تعني أن تلجأ إليهم عند الضعف...
منذ 75 عاماً قُتل 85 مليون إنسان. كيف؟ في الحرب العالمية الثانية. لماذا نتذكّرهم اليوم؟ لأن الأمم المتحدة تُخصّص لهم يومي 8 و9 مايو من كلّ عام مناسبةً لكي يتمهّل العالم قليلاً إجلالاً لمن ذهبوا...
وضعوا أيديهم على أموال المودعين من أجل «مصلحة البلد»، تم تشريع سمّ الحشيشة لمصلحة البلد، وقّعوا على قرض إضافي من البنك الدولي لتأجيل الانهيار الاقتصادي والإفلاس بسبب الجشع والفساد، حتى يتمكّنوا من شدّ بأسهم تحت...
يسمّونهم قلوب أو «ملائكة الرحمة»، وهم حقاً كذلك، هم الأقرب إلينا عند الشدة والمرض، بعد الله سبحانه وتعالى، الطبيب.. دوره عظيم يشخّص، يقوم بمهامه الآنية سواء من جراحة أم من منظار، ويصف الدواء، لكن مهنة...