عدد المقالات 301
نزفَ الجُرح مجدداً أمس؛ فهذا النوع من الجراح لا يلتئم ولو مرّ عُمرٌ، ولا يُعوّض ولو دُفعت لمداواته الملايين. فأقارب ضحايا الاختفاء القسري يأوون إلى فراشهم كل ليلة على أمل أن يصحوا على خبر، أو دليل يُرشدهم إلى أحبائهم؛ من أجل هؤلاء، وتكريماً لدموعهم، وقلقهم، ومثابرتهم على معرفة الحقيقة، أحيا العالم أمس «اليوم الدولي لضحايا الاختفاء القسري»، وهو يومٌ تُجدد فيه الأمم المتحدة الدعوة لفتح ومتابعة التحقيقات في قضايا كلّ الأشخاص الذين ما زالوا مجهولي المصير، والذين أكثرهم من المدافعين عن قضايا حقوق الإنسان، والصحافيين، والمحققين، والسياسيين، وغيرهم من الناشطين في مجالات إنسانية، بالإضافة إلى ضحايا أعمال المافيات. مع ارتفاع حدّة النزاعات المسلحة في المنطقة، وانتشار السلاح والمرتزقة، زاد عدد الحالات التي تُصنّف ضمن «الاختفاء القسري»، ما رفع من مستوى وعي الشعوب حول هذه القضية، لا سيّما بعد أن تحوّلت هذه الظاهرة إلى مشكلة عالمية، إذ تشير الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى أن هذه الظاهرة كانت في وقت مضى نتاج دكتاتوريات عسكرية أساساً، أما اليوم فيُمكن أن يحدث الاختفاء القسري في ظروف معقدة لنزاع داخلي، أو يُستخدم بالأخص كوسيلة للضغط السياسي على الخصوم. القهر الذي نشعر به أحياناً من وجود بعض الناس، يحثّنا على التفكير في ابتكار غبار سحري، ننثره على رؤوسهم، ويجعلهم في عِداد المخفييّن قسرياً، أتمنى نثر هذا الغبار على كثير من السياسيين والمغرّدين، ولكن البلوك والعمل الجاد هو الحلّ الأكثر سحرية، وقد نستعين أحياناً بالمثل اللبناني «يا ريت تنشّق الأرض وتبلعهم»! ولكن في حقيقة الأمر، تصوّر حدوث هذا الفعل المشين، واختفاء من كان يتناول معك الفطور، أو اختفاء أبّ من حديقة منزله قسراً أمام أبنائه، أو خطف زوجتك، وفجأة يُصبح مصيرهم مجهولاً، لمجرّد أن جهة معيّنة قررت ذلك، لاستخدامهم كورقة للضغط، أو لإسكاتهم، وكثير من الحالات لإسقاط تسوية معيّنة، وإرساء تسوية أخرى. نحن اليوم في مرحلة الاختفاء القسري للأفراد، ولكن المؤشرات تُشير إلى اختفاء قسري لبعض الدول، وخصوصاً دول المنطقة، والتخطيط على قدم وساق لظهور دول جديدة، ولكن ما قد يسقط من حساباتنا أن شعوبنا هي نفسها نفسها! «... كأن الأرض انشقت وبلعتهم.. عبارة مخيفة ومرعبة لا نتمناها لعدّو ولا حبيب». ملاحظة: تسقط من هذه المعادلة ما يُسمى بإسرائيل.
من يتحكم بالتكنولوجيا يتحكم بنا، أحببنا هذه الحقيقة أم كرهناها. التكنولوجيا مفروضة علينا من كل حدب وصوب، فأصبحنا أرقامًا ضمن أنظمة رقمية سواء في أماكن عملنا عبر أرقامنا الوظيفية أو بطاقتنا الشخصية والائتمانية، وحتى صورنا...
ماذا سنكتب بعد عن لبنان؟ هل سنكتب عن انتحار الشباب أو هجرتهم؟ أم عن المافيات السياسية التي نهبت أموال المودعين؟ أو ربّما سنكتبُ عن خباثة الأحزاب وانتمائها للخارج على حساب الداخل. هل سنكتبُ عن انهيار...
من المقرر أن يُصدر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة تقرير المخدرات العالمي لعام 2020، وذلك قبل نحو 24 ساعة من إحياء الأمم المتحدة ما يُعرف بـ «اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير...
العالم يعيش اليوم في سباق على الابتكار والاختراع، وفيما تسعى الدول الكبرى إلى تكريس مكانتها في مجال التقدّم العلمي والاقتصادي والاجتماعي، تحاول الدول النامية استقطاب الباحثين والعلماء أو ما يعرف بـ «الأدمغة» في شتى المجالات....
218 مليون طفل حول العالم لا يذهبون إلى المدرسة، وليس لديهم وقت للعب، لماذا؟ لأنهم يعملون بدوام كامل. منهم من يعمل بالسّخرة دون أجر، ومنهم المجبر، مجبر على العمل قسراً بأنشطة غير مشروعة كالبغاء والمخدرات،...
بجوار بيتنا مدرسة، جرسها مزعج، يقرع بقوّة إيذاناً ببدء يوم جديد.. النغمة نفسها التي تعيدك أعواماً إلى الوراء؛ لكنه توقّف عن الرنّ. سبب توقّف الجرس هذا العام لم يكن لانتهاء العام الأكاديمي كالعادة، وإنما بسبب...
تحتفي الأمم المتحدة في 29 مايو بـ «اليوم العالمي لحفظة السلام»، هذا اليوم الذي شهد للمرة الأولى بزوغ قوات حفظ السلام، وكان ذلك في الشرق الأوسط، من أجل مراقبة اتفاقية الهدنة بين القوات الإسرائيلية والقوات...
هذا العنوان قد يبدو صديقاً للجميع، وقابلاً للنشر، ربما باستثناء من لديهم حساسية الجلوتين، أو من يدّعون ذلك، لا سيما وأنها أصبحت موضة أكثر منها عارضاً صحياً، ومقاطعي اللحوم، وهم محبّو الخسّ والجرجير إلى الأبد،...
الأسرة تعني الحماية والطمأنينة والعطاء، تعني أن تهبّ إلى نجدة أختك أو أخيك قبل أن يحتاجك، تعني ألّا تقاطع من ظلمك منهم ولو كان الظلم الذي وقع عليك كبيراً، تعني أن تلجأ إليهم عند الضعف...
منذ 75 عاماً قُتل 85 مليون إنسان. كيف؟ في الحرب العالمية الثانية. لماذا نتذكّرهم اليوم؟ لأن الأمم المتحدة تُخصّص لهم يومي 8 و9 مايو من كلّ عام مناسبةً لكي يتمهّل العالم قليلاً إجلالاً لمن ذهبوا...
وضعوا أيديهم على أموال المودعين من أجل «مصلحة البلد»، تم تشريع سمّ الحشيشة لمصلحة البلد، وقّعوا على قرض إضافي من البنك الدولي لتأجيل الانهيار الاقتصادي والإفلاس بسبب الجشع والفساد، حتى يتمكّنوا من شدّ بأسهم تحت...
يسمّونهم قلوب أو «ملائكة الرحمة»، وهم حقاً كذلك، هم الأقرب إلينا عند الشدة والمرض، بعد الله سبحانه وتعالى، الطبيب.. دوره عظيم يشخّص، يقوم بمهامه الآنية سواء من جراحة أم من منظار، ويصف الدواء، لكن مهنة...
