عدد المقالات 28
اعتذر عن التوقف المؤقت نظراً لإجازة العيد والصيف. اليوم سأتناول موضوع صانع - «الشراكات الإستراتيجية» المحطة الثالثة من سلسلة محطات أتناول فيها مشروع صانع المعني بنشر ثقافة الصنع والابتكار في المجتمع المحلي. محطات السلسلة: الانطلاقة، المنهجية، الشراكات الإستراتيجية والأثر. في المحطة السابقة كنا عند صانع - «المنهجية»، والتي تناولت فيها أهمية المنهجية في بناء تجربة نوعية للأفراد تساهم في غرس ثقافة ومهارات الصنع والابتكار باستخدام أدوات العصر. في تسلسل تجربتنا بين أهمية وجود مشروع نوعي كصانع، وأهمية المنهجية المتبعة لإكساب النشء مهارات العصر الجديد، كان لابد من توفر الفكر الإستراتيجي لكيفية بناء نموذج نضمن من خلاله الاستدامة والاستمرارية لمشروع صانع. على أثر ذلك كانت مسابقات الروبوت الدولية أكثر نموذج مميز يوفر كثيراً من الدروس للاستفادة منها. فعكفنا على دراسة وفهم ذلك النموذج. مسابقة الروبوتات الدولية تعتبر مسابقة دولية لإحياء ثقافة ومهارات بناء وبرمجة الروبوتات. نموذج مسابقة الروبوتات قائم على الشراكة الإستراتيجية بين القطاع العام والقطاع الخاص. القطاع العام متمثل في تحالف وزارات ومؤسسات حكومية لديها اهتمام مشترك بقضية التعليم وإدراج برمجة الروبوتات كجزء من البيئة التعليمية. والقطاع الخاص متمثل في شركة الليقو المصنعة للروبوتات. الدروس التي استخلصناها من نموذج مسابقات الروبوتات: - فهم الأجندات المختلفة بين القطاع العام والخاص. - فهم الأدوار المختلفة بين القطاع العام والخاص. - قوة التكامل بين الطرفين. ففي فهم الأجندات، كانت أجندة القطاع العام إيجاد بيئة تعليمية مبتكرة تساهم في تشكيل كوادر قادرة على بناء وبرمجة الروبوتات. أما أجندة القطاع الخاص كانت قائمة على زيادة نسبة استخدام منتجاته وخدماته المتعلقة بالروبوتات. أما في فهم الأدوار فدور القطاع العام يقوم بوضع السياسات المساعدة كالمتعلقة بإدراج منهجيات معينة، واستخدام منتجات معنية، ووضع معايير جودة وأهداف محددة، وصولاً إلى تيسير التمويل المساعد لذلك. أما دور القطاع الخاص فيتمحور حول فهم الاحتياجات المطلوبة للسياسات الموضوعة من قِبل القطاع العام، وعلى أثر ذلك يقوم القطاع الخاص بتوفير الموارد والكوادر والخبرات المطلوبة لتحقيق ذلك. أما فيما يتعلق بقوة التكامل بين الطرفين، فالقطاع العام تمكن من توفير أفراد لسوق العمل بمهارات فنية مميزة، والقطاع الخاص ازدهر ونما في خبراته وتوسعه والذي يعود بالفائدة للدول المصدرة لهذه الخدمات والمنتجات. واليوم مسابقة الروبوتات أصبحت مسابقة عالمية تقام في أغلب دول العالم. فأصبحت الوسيلة التي من خلالها تمكن القطاعان العام والخاص من تحقيق أهدافهما الإستراتيجية. بعد هذه الدراسة والتأملات بدأنا العمل على بناء شراكات إستراتيجية لصانع، وكانت الفكرة قائمة على فهم المحطات التي قد يمر بها الطلبة من مقاعد المدرسة إلى إمكانية بناء شركات قادرة على التصدير والمنافسة العالمية. فقمنا بتوقيع شراكة إستراتيجية مع النادي العلمي القطري في سنة 2015. من خلال تلك الشراكة لعب النادي العلمي دوره في فتح المجال لنا كقطاع خاص بإطلاق مسابقة صانع أحد مشاريع صانع. وعلى إثر هذه الشراكة تم ربط المسابقة بالنادي العلمي القطري وبوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي. وهذا الربط مكن المسابقة من جذب التمويل المطلوب للتشغيل والإدارة. اليوم وبعد 6 سنوات من الشراكة الإستراتيجية تأكدنا من قوة هذا النوع وأثره على المنظومة الخاصة بالابتكار، إلا أن هناك ملاحظات ومناطق للتحسين. وفي نظري وبناءً على تجربتنا ونموذج مسابقة الروبوتات أن ثقافة وأريحية التعاون بين القطاعين العام والخاص في مراحلها المبكرة مقارنةً بأسواق أخرى. وهذه بعض النقاط للتأمل: - التصور لدى القطاع الحكومي بأنه مسؤول عن القيام بجميع الأدوار (المُشرِع والمُنفِذ) - النظرة التنافسية بين القطاع العام والقطاع الخاص (المفروض أنها نظرة علاقة تكاملية) - رغبة التفرد في المشاريع (هناك ازدواجية في كثير من المبادرات والتي تؤدي إلى تقليل قيمتها وأثرها على المجتمع). - عدم الإيمان بمقدرة القطاع الخاص على القيام بالدور المطلوب. - نماذج من القطاع الخاص في عدم الاكتراث بجودة العمل المنوط لها (نماذج تركز على البيع فقط من دون بناء قيمة محلية مضافة). - الاهتمام بتمويل فعاليات معينة أكثر من تمويل الفعاليات المتعلقة بالابتكار (ذلك لحداثة ملف الابتكار مقارنة بالملفات الأخرى على المستوى المحلي). في المحطة التالية سأتناول صانع - «الأثر» لتكتمل لدينا الصورة حول مشروع صانع.
منذ فترة وجيزة، شاركتُ في إحدى الفعاليات التي نظّمتها جهة معنية بمنظومة ريادة الأعمال. وكأي مناسبة مماثلة، كان هناك تفاعل وحوارات وفرص للتواصل. بعد انتهاء الفعالية، تواصلتُ مع القائمين عليها لشكرهم على جهودهم المبذولة في...
عندما نتحدث عن الأثر الذي تتركه الأشياء، فإننا نميل دومًا إلى ربط الشيء بأصله. على سبيل المثال، عند ذكر سيارة تويوتا، نفكر فورًا باليابان. وعندما نتحدث عن آبل، نستدعي صورة ستيف جوبز. أما الأهرامات، فهي...
كثيراً ما يُطرح سؤال «ما جدوى ريادة الأعمال؟» في السياق المحلي، والسؤال عادةً يوجّه للقائمين على منظومة ريادة الأعمال ولرواد الأعمال أنفسهم. ولعله سؤال وجيه في ظل ما نعيشه من نعم رب العالمين خصيصاً مع...
سئلت ذات مرة كيف نجعل من أبنائنا مبتكرين بالمستقبل؟ وكان السؤال موجها لي بحكم أمرين، الأول طريقة تعاملي مع أبنائي بالمنزل من ناحية المشاريع المنزلية والرحلات الميدانية، والأمر الثاني عملي من خلال البرامج المتخصصة في...
منذ شهر نوفمبر سنة 2014 أصبحت ريادة الأعمال هي شغلي الشاغل حيث وجدت ما يروي عطشي بعد عقد من تجربتي كرائد أعمال وددت أن أشارك مع المهتمين سبعة عوامل مفصلية في رحلة شركة ابتكار من...
استكمالاً لسلسلة الابتكار المؤسسي، وبعد النظر للموضوع من الزوايا التي تطرقنا لها على مدار الأسابيع الماضية، يبقى السؤال الذي قد يتبادر لأذهان القراء: كيف يمكن البدء في الابتكار المؤسسي؟ وكيف يمكن احترافه؟ هذا سؤال منطقي...
استكمالاً لسلسلة الابتكار المؤسسي التي تناولنا فيها في الأجزاء الثلاثة السابقة كلاً من حراك المؤسسات المحلية، تاريخ الابتكار المؤسسي، ونماذج المؤسسات. في مقال اليوم سأتناول موضوعاً مهماً، وهو محركات أو دوافع الابتكار. هذه الدوافع هي...
امتداداً لسلسلة مقالات الابتكار المؤسسي، سأستعرض في هذا المقال موضوعاً مهماً ألا وهو أنواع المؤسسات وأثرها على طبيعة الابتكار المؤسسي المتوقع منها. ففي أحد النقاشات السابقة مع فريق في بيئة عمل حكومية، كانت تطلعاتهم تتجه...
في الأسبوع الماضي، بدأت سلسلة مقالات تتناول ”الابتكار المؤسسي“، حيث تطرقت في المقال الأول إلى رحلة مؤسساتنا نحو غرس ثقافة الابتكار. وفي هذا الأسبوع، سأتناول «تاريخ الابتكار المؤسسي» لأهمية التحولات التاريخية وتأثيرها البالغ على ما...
في هذا المقال أود أن أشارك مع القارئ المهتم بموضوع الابتكار المؤسسي زاويتي الخاصة والتي تشمل حوارات، وقراءات حول نفس الموضوع. هادفاً من هذه المشاركة تسليط الضوء على أمرين: الاول اتساع دائرة الاهتمام محلياً بالموضوع،...
مؤخراً قمت بتلقي مجموعة دعوات لمشاركة تجربتنا في جذور العربية. الامر الذي شجعني في تخصيص سلسلة تتناول تجربة تطوير البرنامج. جذور العربية برنامج تعليمي معني بتوفير تجربة تعليمية مشخصنة لتطوير المهارات اللغوية كالقراءة والكتابة والاستماع...
أقمنا مؤخراً في ابتكار جلسة نقاشية بعنوان «انجاز الابتكار من خلال مشروع 2022»، والتي تأتي كجزء من سلسلة جلسات نقاشية مُخطط لها لسنة 2022 تتناول القضايا المتعلقة بالابتكار. حيث قمنا في هذه الجلسة بتسليط الضوء...