alsharq

آمنة ارحمة البوعينين

عدد المقالات 40

التذوق للأجناس الأدبية

31 يناير 2022 , 12:05ص

دائماً ما أقول لكل فن جمهور، للفصيح جمهور، كما هو للنبط والنثر بمختلف أنواعهما، ولا يصح لأنصار أي فن أن يقلل من الفنون أو الأجناس الأدبية الأخرى. بصورة دائمة ما أرى في الوسط الأدبي تسيدا أو محاولة التفرعن من قبل بعض الكُتَّاب والشعراء بجنسهم الأدبي على الأجناس الأدبية الأخرى التي تنافسهم أو تقابلهم والتقليل منها، رغم أن الجمال لا يوارى مهما حاول الكثير طمسه، والفنون الأدبية منظومة مترابطة ببعضها ولكل فن قدره، ومنزلته التي لا يجب المس بها أو الاستنقاص منها. نكاد نفتقر ونفتقد لتذوق الأجناس الأدبية الأخرى في الساحة الفنية القطرية كالمقالات ذات اللغة الرصينة، والأقصوصة الشعرية، والأدب المسرحي، والنثر الشاعري، والقصة القصيرة، وغيرها من الأجناس الأدبية الجديدة والقديمة على حد سواء، ولعل ذلك بسبب عدم وجود منصات أو جهات تجذب كُتّابها، وتهتم بهذه الأجناس، خصوصًا الأجناس الأدبية الجديدة غير الظاهرة على الساحة الفنية القطرية، ويقع ذلك على عاتق وزارة الثقافة، ودورها في صون هذه الفنون الأدبية. منذ فترة ليست بالبعيدة في معرض الدوحة الدولي للكتاب كنتُ في لقاء تلفزيوني مع إحدى الإعلاميات، وقد سألتني سؤالاً أوجعت به وتراً أدبياً في روحي الكتابية، ولقصر الوقت لم أُجب بالإجابة التي ترضيني، وكان السؤال على النحو التالي: «جيل الشباب متجه نحو الرواية بشكل كبير، ما هي الأسباب؟» ورددت بإجابة مختصرة؛ لضيق الوقت وقلت بما مفاده بأنه ليس لدينا تذوق للأجناس الأدبية الأخرى، ووعي واهتمام بها، فردت الإعلامية عليّ بنوع من الدفاع مستندةً باهتمام كتارا بالرواية مما ضاف إلى الرواية الكثير، واهتمامها بالشعر من خلال جائزة شاعر الرسول. لا أحد ينكر مجهودات كتارا باهتمامها بالرواية والشعر، والكثير من هم مثل كتارا يهتمون بهذين الجنسين الأدبيين الشعر والرواية، ولكن أين هم عن الأجناس الأدبية الأخرى؟. نعود لسؤالنا الأساسي لماذا يتجه الكثير من الشباب نحو قراءة الرواية عوضاً عن الأجناس الأدبية الأخرى، لعل أهم الأسباب هي كما قلت انعدام الذائقة الأدبية نحو الأجناس الأدبية المتنوعة، والافتقار لوجود جهات ومنصات تهتم بالأجناس الأدبية المهملة، أيضاً إن صح القول الشباب لا يتجه نحو الرواية، إنما يتجه لكاتب الفلاشات أي صاحب الرواية؛ فيقتني روايته لا للاستفادة، بل لأن الكاتب مشهور ؛ ولذلك نرى أن معظم الدور تتجه لإصدار الرواية كجنس أدبي مع شح في إصدار الأنواع الأخرى. قبل أن تباغتني أسطر مقالتي المحددة دعوني أختم بأنني مستبشرة خيراً بالاهتمام بالأجناس الأدبية الأخرى في دولة قطر من قبل وزارة الثقافة؛ لأنني أرى مؤخراً سعيها الحثيث بالاهتمام بالأدب، وبالشباب والسماع لهم؛ لذا نأمل خيراً.

فنونٌ متصدعة

لطالما تساءلتُ عن مفهوم الفن، ما هو الفن؟! يوجد العديد من المفاهيم التي تعرف الفن، لكن ما يجمع هذه المفاهيم هو استنطاق الجمال. والجمال يختلف منظوره في عيون الناس، فمنهم ينظر للتعري والفحش كأحد أنواع...

إلحادية تعددية الآراء

تتجسد الأنا بتفكير المجتمع وكيانه عند كل ما هو شاذ عنهم، ويخالف عاداتهم، ونمط تفكيرهم -المتصدع-، ودائماً ما ينظر من كوة ضيقة، وعلى الدوام ما تميل دفّته إليه ولفكره، ويرجم الحيادية وتعددية الآراء، ويظلُّ في...

بطولة زائفة

هناك من يؤمن بالبطولة وكأنه ما خلق إلا لها، لا بل ما خلقت إلا له، لكن هل كان بطلاً بإرادة منبثقة من الذات أم ساقَ إليها سوقًا، وهو يصارع بين كينونته الخجلة وأفكار الآخرين إملاءً...

الحرية بين الانقياد والإرادة.. مسيرة وعي

سؤال: هل كل خوف يكون حقيقياً ؟! أم هو وهمٌ يظلل رؤوسنا، لطالما لامست هذا السياج الوهمي الذي يحاوط الحريات؛ من اللغة التحذيرية بلسان المجتمع، والتهديد البارد المتواري من السلطة العليا. التناقض الذي يحيط هؤلاء...

حرب الأجناس الأدبية

أحييكم مجدداً.. كنت أقرأ كتاب (حرب الأجناس الأدبية) للكاتب عمرو منير دهب، وقرأت له مقالة بعنوان «جواز سفر المقالي»، وقال بما معناه تفضيل جنس أدبي عوضاً عن جنس أدبي آخر، وإعطاء قيمة أدبية عليا لبعض...

الكتابة عمل نخبوي أم للعامة؟!

صباحكم خير لمن عبر على مقالاتي صباحًا، ومساءكم خير لمن يقرأ أسطري مساءً. لطالما كان هذا التساؤل يجول في رأسي هل الكتابة عمل نخبويٌ أم للعامة؟! فنحنُ نكتب دائمًا، في تقارير العمل، وفي الجامعة، وفي...

عيدكم مبارك

«باجر العيد بنذبح بقرة.. ويرزف سعيد بسيفه وخنجره» كلما يدنو العيد منّا أتذكرُ هذه الأغنية الشعبية وصداها الذي يتردد بين جدران الذاكرة، ولا شعوريًا تلتصق بنا رائحة العيد، ذاك البخور الذي عشش في قلوبنا قبل...

الحب اليائس في الشعر العربي

في الأيام الماضية أصاب قلمي وتدفق كلماتي الحبس الآني عن الكتابة، وكتابة الشعر؛ حيث أصبح لدي فجوة بين القلم والكلمة، وهذا ما يصيب أغلب الكُتّاب بين الحين والآخر، فتذكرت النصائح التي كنت أقرأها وأنصح بها...

الحب

الله أنطق كل شيء في هذه الحياة حبًّا، أحاط بالحب هامة الأرض وقيعانها، يابسها وبحرها، أرضها وسماها، هو الذي آلَفَ بين البذرة والتربة حتى تنبت النبتة، وحبب بين العصفور والعصفورة لنستفيق على ألحان الصباح، ومدَّ...

رمضان يحتضن الثقافة

مبارك عليكم الشهر، وكل عام وأنتم بخير، رغمَ تأخري بمعايدتكم بهذا الشهر الفضيل، اعتدنا على اختزال شهر رمضان بالعبادات، وحياكة خيوط الوصل مع الله تعالى، وتقصير المسافات إليه بالتقرب منه في هذا الشهر، إلا أنني...

السعي إلى النجاح

تخيل معي كيف ينجح إنسان وفي داخله يؤمن إنه عاجز عن النجاح؟! كيف ينهض إنسان بنفسه، ويتسلق جبل النجاح وهو يرى أن كل ما حوله حجرات عثرة ضده؟! كيف يكون الإنسان سحاباً من السعادة وهو...

الذائقة الأدبية

مؤخراً استنتجت أنني لم أحيكم يوماً في مقالاتي السابقة؛ لذا دعونا نبدأ عهداً جديداً بدءاً من هذه المقالة، صباح الخير لمن يقرأ مقالي صباحاً ومساءك خيراً إن سقطت عيناك على حروفي مساءً. قبل أن أشرع...