alsharq

سحر ناصر

عدد المقالات 301

لقاح أمّة خرساء!

28 نوفمبر 2019 , 02:37ص

لماذا يُدرجون في مناهجنا التعليمية مادة التربية الوطنية والمدنية، والحقوق الإنسانية، والحرية الفردية، وحرية الكلام، إذا كان مصيرنا الذي لا مفر منه هو أن نكون خرسان؟ لماذا يحدثوننا عن أهمية الديمقراطية، ويشرحون لنا في الصفوف الدراسية الجامعية الحضارة السياسية الغربية، طالما أنهم يريدون لنا العيش في ظلام الجاهلية؟ لماذا يلقّموننا اتفاقيات جنيف الدولية، وشرعة حقوق الإنسان العالمية، ومضامين الدساتير القومية، والاستقلالية، والسيادة الوطنية، إذا ما أرادوا لنا أن نبقى رهينة التبعية؟ لماذا لا يحقنونا منذ الولادة بلقاح ضدّ الفكر والكلام والكتابة والشعر وضدّ الحرية؟ لماذا لا يوفرون على أنفسهم نفقات فتح السجون، وشراء السلاح، وتلفيق التهم، ويستثمرون هذه الأموال في نتاج لقاح يجردّنا من العقل، لنعيش سعداء، قانعين بالظلام الذي يريدون لنا أن نعيش فيه، حيث الموت هو الهدف من هذه الحياة، كي ننتصر على المؤامرة الكونية؟ لماذا يُحدثوننا عن السلام وما قاله الأمين العام، وذاك الإمام، عن الحبّ والوئام والتعايش بين الشعوب، وهم يعتنقون الحرب عقيدة والسيف وسيلة والقلم للتخوين والتحريض والمهانة والإذلال؟ لماذا تُسمى ضحايا الأحزاب في عالمنا شهداء، وقتلى المدنيين المستقلين يُطلق على ضحاياهم العُملاء؟! لماذا تناشدوننا العودة إلى الوطن، وأنتم تغلقون بوجهنا كلّ الأبواب؟ لماذا هذا الجفاء؟ ما ذنبنا إذا لم يُبرمج عقلنا على كلّ هذا الحقد والجهل والهراء؟ أناشدكم باسم من تقدّسونه أو تبجلونه من أصحاب القرار في السياسة والاجتماع والاقتصاد، وبالتحالف مع القوى الكونية التي تريد لنا أن نبقى في ذلك القمقم، أن تجدوا لأطفالنا لقاحاً يجردهم من فكرهم، ونقدهم البناء. يجردهم من القدرة على الكلام، لقاحاً يُخرس أصواتهم عن التعبير والمطالبة بالسلام. لا نريد لأطفالنا أن يكونوا متعبين -كما نحن- من كلّ ذلك الترهيب، والتخوين. شلّوا ألسنتنا بهذا اللقاح الموعود، فلا نتيجة منه إلا كعضلة للبلع من أجل البقاء على قيد هذه الحياة وفي أحسن الأحوال يستخدمها الكثيرون كعضلة للحس الأحذية ولعق الطرقات التي مرّ عليها الأولياء. تقترحون المشاكل بلا حلول، وعندما ننطق بالحلّ، نُساق إلى السجون بتهمة الإرهاب. وإذا طالبناهم بمنح الفرصة للشباب مع التقدّم لهم بالشكر على جهودهم في مسيرة الجهاد، نُتهم بالجنون وبالتفاهة، والعجز عن إدارة شؤون البلاد. لو كان بيدي حرية الاختيار، لاخترت الولادة والنشأة في وطن لا يعرف القراءة والكتابة، ولا يعرف التنوع والتعددية والثقافة، ولا يرى إلا بعين واحدة وهي عين زعيم العشيرة، ولكنّ ذنبي أنني ولدتُ في بلد الحرف، في بلد أنتم من حسمتم أن تكون هويته تدور في فلك «الضاد»، الضاد التي اختلفتم عليها، حتى أصبحت هشّة حدّ الفرقة العمياء. نناشدكم بأن تكفّوا عن النفاق، لقد أصبحت آذاننا صمّاء، ونسألكم فقط أن تمنحونا لقاحاً ضدّ الفكر والقلم والكلام، لقاحاً ينتزع منّا حبّ الحياة في سبيل الله.

خذوا الرقمنة وامنحونا الحياة

من يتحكم بالتكنولوجيا يتحكم بنا، أحببنا هذه الحقيقة أم كرهناها. التكنولوجيا مفروضة علينا من كل حدب وصوب، فأصبحنا أرقامًا ضمن أنظمة رقمية سواء في أماكن عملنا عبر أرقامنا الوظيفية أو بطاقتنا الشخصية والائتمانية، وحتى صورنا...

ماذا سنكتب بَعد عن لبنان؟

ماذا سنكتب بعد عن لبنان؟ هل سنكتب عن انتحار الشباب أو هجرتهم؟ أم عن المافيات السياسية التي نهبت أموال المودعين؟ أو ربّما سنكتبُ عن خباثة الأحزاب وانتمائها للخارج على حساب الداخل. هل سنكتبُ عن انهيار...

«معرفة أفضل» بالمخدرات

من المقرر أن يُصدر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة تقرير المخدرات العالمي لعام 2020، وذلك قبل نحو 24 ساعة من إحياء الأمم المتحدة ما يُعرف بـ «اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير...

الدولار «شريان الحياة»

العالم يعيش اليوم في سباق على الابتكار والاختراع، وفيما تسعى الدول الكبرى إلى تكريس مكانتها في مجال التقدّم العلمي والاقتصادي والاجتماعي، تحاول الدول النامية استقطاب الباحثين والعلماء أو ما يعرف بـ «الأدمغة» في شتى المجالات....

218 مليون طفل يبحثون عن وظيفة

218 مليون طفل حول العالم لا يذهبون إلى المدرسة، وليس لديهم وقت للعب، لماذا؟ لأنهم يعملون بدوام كامل. منهم من يعمل بالسّخرة دون أجر، ومنهم المجبر، مجبر على العمل قسراً بأنشطة غير مشروعة كالبغاء والمخدرات،...

بجوار بيتنا مدرسة

بجوار بيتنا مدرسة، جرسها مزعج، يقرع بقوّة إيذاناً ببدء يوم جديد.. النغمة نفسها التي تعيدك أعواماً إلى الوراء؛ لكنه توقّف عن الرنّ. سبب توقّف الجرس هذا العام لم يكن لانتهاء العام الأكاديمي كالعادة، وإنما بسبب...

المرأة مفتاح السلام

تحتفي الأمم المتحدة في 29 مايو بـ «اليوم العالمي لحفظة السلام»، هذا اليوم الذي شهد للمرة الأولى بزوغ قوات حفظ السلام، وكان ذلك في الشرق الأوسط، من أجل مراقبة اتفاقية الهدنة بين القوات الإسرائيلية والقوات...

«اللازنيا» بالسياسة

هذا العنوان قد يبدو صديقاً للجميع، وقابلاً للنشر، ربما باستثناء من لديهم حساسية الجلوتين، أو من يدّعون ذلك، لا سيما وأنها أصبحت موضة أكثر منها عارضاً صحياً، ومقاطعي اللحوم، وهم محبّو الخسّ والجرجير إلى الأبد،...

البطة السوداء في الأُسرة

الأسرة تعني الحماية والطمأنينة والعطاء، تعني أن تهبّ إلى نجدة أختك أو أخيك قبل أن يحتاجك، تعني ألّا تقاطع من ظلمك منهم ولو كان الظلم الذي وقع عليك كبيراً، تعني أن تلجأ إليهم عند الضعف...

المستقبل بعد 75 عاماً

منذ 75 عاماً قُتل 85 مليون إنسان. كيف؟ في الحرب العالمية الثانية. لماذا نتذكّرهم اليوم؟ لأن الأمم المتحدة تُخصّص لهم يومي 8 و9 مايو من كلّ عام مناسبةً لكي يتمهّل العالم قليلاً إجلالاً لمن ذهبوا...

مصلحة البلد

وضعوا أيديهم على أموال المودعين من أجل «مصلحة البلد»، تم تشريع سمّ الحشيشة لمصلحة البلد، وقّعوا على قرض إضافي من البنك الدولي لتأجيل الانهيار الاقتصادي والإفلاس بسبب الجشع والفساد، حتى يتمكّنوا من شدّ بأسهم تحت...

من يُنصف «قلوب الرحمة»؟

يسمّونهم قلوب أو «ملائكة الرحمة»، وهم حقاً كذلك، هم الأقرب إلينا عند الشدة والمرض، بعد الله سبحانه وتعالى، الطبيب.. دوره عظيم يشخّص، يقوم بمهامه الآنية سواء من جراحة أم من منظار، ويصف الدواء، لكن مهنة...