


عدد المقالات 28
استمعت مؤخراً لبودكاست ”بدون ورق“ في حلقة استضافت الدكتور هشام العوضي والذي تناول تاريخ العبيد في منطقة الخليج العربي. وجزء من سرده التاريخي تعرض لحقبة انتهاء اقتصاد اللؤلؤ. الاقتصاد الذي انهاه رائد الاعمال الياباني ”كوكيشي ميكيموتو”. ذلك المبتكر الياباني الذي أثار فضوله جمال وندرة وغلو اللؤلؤ، مما بعثه الى بحث وفهم آلية تكوين اللؤلؤ. وبعد المخاطرة والاستثمار وعدة محاولات توصل الى الإجراءات الفنية اللازمة لجعل المحار ينتج اللؤلؤ بشكل مستمر. ومع هذا الاكتشاف فقد دق المسمار في نعش اقتصاد اللؤلؤ في منطقة الخليج العربي. والذي نتج عنه تحول كبير في حركة الطلب العالمية من اللؤلؤ الطبيعي الى اللؤلؤ الصناعي. حيث قام بتوفيره بكميات كبيرة واشكال جميلة وبأسعار تنافسية جداً. مما اتاحه كمنتج متوفر للجميع. وبذلك يكون قد انهى اقتصاد المنطقة والتي كانت تعتمد على اللؤلؤ لكسب لقمة العيش. وكلنا نعلم لولا رحمة رب العالمين ولولا النفط لكن حالُنا غير الحال ”لله الحمد والمنة“. كان للحلقة أثر كبير على نفسي، حيث اثارت الكثير من التساؤلات لدي. والتساؤلات كانت من زاوية الابتكار واهمية الابتكار لنا كمجتمعات ودول المنطقة على وجه التحديد. فعند تناولنا موضوع الابتكار، يطرح سؤال ”ما الحاجة للابتكار؟“، وهو سؤال مشروع ومهم جداً، لكن الاهم من ذلك في نظري، هو ايجاد الجواب المرتبط بوجدان وثقافة المجتمع. حيث تكمن اهمية الارتباط في ايجاد الدافع، والذي يُعد الوقود اللازم من وراء خوض رحلة الابتكار الشاقة. ولعل من المهم في هذا السياق ان نُعرِج على سؤال اهمية الابتكار، وسأتناول ذلك من خلال النظر للصورة الاكبر للموضوع، فالمجتمعات تتوجه للابتكار لأحد سببين: -إما أنها مجتمعات مُتقدِمة، فالحِفاظ على الصدارة والتقدم البشري قضية محورية لها (رفاهية الانسان). -إما أنها مجتمعات تُعاني تحديات وجودية تستدعي إيجاد الحلول للبقاء. ومع تحديد السبب لأهمية الابتكار تبدأ المُجتمعات في استِحضار كل الدوافِع التي تجعلها تُسخِر كل الموارِد وتُذلِل كُل الصِعاب لوجهتِها. فلِكُل مجتمع دوافعه التي تتفاعل مع مشاعر افراده وذلك التفاعل يولد الحراك اللازم. وبتأمل بعض المجتمعات التي اوجدت دوافعها للابتكار قد يتضح لنا المثال. فلدينا اليابان بعد القنبلة الذرية، والمانيا بعد هتلر، وتركيا مع حزب العدالة، وماليزيا كنموذج شرق اسيوي. والصين تنين الشرق، وسنغافورة في التأسيس. فسنغافورة من جزيرة معدومة الموارد وصبخة، متعددة الثقافات والعرقيات. الى دولة تعد نموذجاً عالمياً في تحويل كل التحديات الى مميزات ساهمت في وضع سنغافورة على الخارطة العالمية كدولة متقدمة. فالتجربة السنغافورية من التجارب التي تُدرس. العامل المشترك بين كل هذه التجارب هي حضور الذاكرة التاريخية والدوافع في نفوس افراد مجتمعاتها والتي قادت الى الحراك المطلوب. فبالعودة الى دول المنطقة وأهمية الابتكار، ارى انه يوجد في ذاكرتنا التاريخية رصيد كبير من التجارب المهمة جراء التحولات الخارجية التي اثرت على مستوى المعيشة في فترة من الفترات. وانتهاء اقتصاد اللؤلؤ تجربة ثرية واصيلة في وجدان افراد المجتمع. واليوم بفضل رب العالمين نحن في مكانة فريدة من ناحية الرفاه والامكانيات. لكن نحتاج الى ذلك الدافع الداخلي الذي يستفز الركود ويدفع للنظر الى السبل المطلوبة للمحافظة على الرفاه الحالي بالاضافة الى النظر الى التحديات البيئية وايجاد الحلول لها. وباستحضار اقتصاد اللؤلؤ ممكن تشكيل اجيال تعي اهمية المحافظة على الرفاه بالنسبة لها من خلال الابتكار.
منذ فترة وجيزة، شاركتُ في إحدى الفعاليات التي نظّمتها جهة معنية بمنظومة ريادة الأعمال. وكأي مناسبة مماثلة، كان هناك تفاعل وحوارات وفرص للتواصل. بعد انتهاء الفعالية، تواصلتُ مع القائمين عليها لشكرهم على جهودهم المبذولة في...
عندما نتحدث عن الأثر الذي تتركه الأشياء، فإننا نميل دومًا إلى ربط الشيء بأصله. على سبيل المثال، عند ذكر سيارة تويوتا، نفكر فورًا باليابان. وعندما نتحدث عن آبل، نستدعي صورة ستيف جوبز. أما الأهرامات، فهي...
كثيراً ما يُطرح سؤال «ما جدوى ريادة الأعمال؟» في السياق المحلي، والسؤال عادةً يوجّه للقائمين على منظومة ريادة الأعمال ولرواد الأعمال أنفسهم. ولعله سؤال وجيه في ظل ما نعيشه من نعم رب العالمين خصيصاً مع...
سئلت ذات مرة كيف نجعل من أبنائنا مبتكرين بالمستقبل؟ وكان السؤال موجها لي بحكم أمرين، الأول طريقة تعاملي مع أبنائي بالمنزل من ناحية المشاريع المنزلية والرحلات الميدانية، والأمر الثاني عملي من خلال البرامج المتخصصة في...
منذ شهر نوفمبر سنة 2014 أصبحت ريادة الأعمال هي شغلي الشاغل حيث وجدت ما يروي عطشي بعد عقد من تجربتي كرائد أعمال وددت أن أشارك مع المهتمين سبعة عوامل مفصلية في رحلة شركة ابتكار من...
استكمالاً لسلسلة الابتكار المؤسسي، وبعد النظر للموضوع من الزوايا التي تطرقنا لها على مدار الأسابيع الماضية، يبقى السؤال الذي قد يتبادر لأذهان القراء: كيف يمكن البدء في الابتكار المؤسسي؟ وكيف يمكن احترافه؟ هذا سؤال منطقي...
استكمالاً لسلسلة الابتكار المؤسسي التي تناولنا فيها في الأجزاء الثلاثة السابقة كلاً من حراك المؤسسات المحلية، تاريخ الابتكار المؤسسي، ونماذج المؤسسات. في مقال اليوم سأتناول موضوعاً مهماً، وهو محركات أو دوافع الابتكار. هذه الدوافع هي...
امتداداً لسلسلة مقالات الابتكار المؤسسي، سأستعرض في هذا المقال موضوعاً مهماً ألا وهو أنواع المؤسسات وأثرها على طبيعة الابتكار المؤسسي المتوقع منها. ففي أحد النقاشات السابقة مع فريق في بيئة عمل حكومية، كانت تطلعاتهم تتجه...
في الأسبوع الماضي، بدأت سلسلة مقالات تتناول ”الابتكار المؤسسي“، حيث تطرقت في المقال الأول إلى رحلة مؤسساتنا نحو غرس ثقافة الابتكار. وفي هذا الأسبوع، سأتناول «تاريخ الابتكار المؤسسي» لأهمية التحولات التاريخية وتأثيرها البالغ على ما...
في هذا المقال أود أن أشارك مع القارئ المهتم بموضوع الابتكار المؤسسي زاويتي الخاصة والتي تشمل حوارات، وقراءات حول نفس الموضوع. هادفاً من هذه المشاركة تسليط الضوء على أمرين: الاول اتساع دائرة الاهتمام محلياً بالموضوع،...
مؤخراً قمت بتلقي مجموعة دعوات لمشاركة تجربتنا في جذور العربية. الامر الذي شجعني في تخصيص سلسلة تتناول تجربة تطوير البرنامج. جذور العربية برنامج تعليمي معني بتوفير تجربة تعليمية مشخصنة لتطوير المهارات اللغوية كالقراءة والكتابة والاستماع...
أقمنا مؤخراً في ابتكار جلسة نقاشية بعنوان «انجاز الابتكار من خلال مشروع 2022»، والتي تأتي كجزء من سلسلة جلسات نقاشية مُخطط لها لسنة 2022 تتناول القضايا المتعلقة بالابتكار. حيث قمنا في هذه الجلسة بتسليط الضوء...