عدد المقالات 301
إذا أردت أن تكتشف لماذا تُعاني من مشكلات صحية غير مفهومة وغير واضحة، ولماذا تزور أطباء الجهاز الهضمي والطوارئ كل ثلاثة أشهر أو أقل، دون معرفة الأسباب الحقيقة الكامنة وراء ذلك، فرافقني إلى «ماديسن أفنيو» أو «جادة ماديسون» الشهيرة، والتي تقع في مانهاتن مدينة نيويورك. ما علاقة هذه الجادة بذلك؟ لقد قمتُ بزيارة هذا المكان منذ سنتين تقريباً، ولم يتسنَّ لي المكوث فيها أكثر من 8 ساعات، لكني مشيتُ فيها سيراً على الأقدام لمدة 4 ساعات متواصلة، ورأيتُ فيها المشرد الذي يحاول الحصول على سيجارة هنا أو ساندوتش هناك، ورأيتُ تجار الذهب الذين يحاولون شدّك إلى متاجرهم، وشهدتُ تصرفات أصحاب المليارات لحظة خروجهم من مكاتبهم الشاهقة ودخولهم السيارات الفارهة. هذا الكمّ من العلامات التجارية الموجودة في هذه الجادة تحديداً في مجالات التجارة والمال والإعلام والفن والأزياء والعلوم والتكنولوجيا والتعليم والترفيه، اتضحت الفكرة التي ربما كانت وليدة اللحظة، أو ثمرة تفكير طويل أدركته لوهلة وما زال في ذهني. هذا العالم الذي تعكسه «ماديسون» يعتاش من صحتنا.. كيف ذلك؟ العلامات التجارية والشركات العابرة للقارات تكبر وتتغذى على صحتنا. هذه ليست نظرية اشتراكية أو شيوعية ضد الرأسمالية، وإنما هي مقاربة بسيطة؛ بحيث يتم ابتكار المنتج، فنشتريه، ومن ثَم نضطر إلى شراء منتج مصاحب له، أو مكمّل له، فندخل في دوامة لا نستطيع الخروج منها، ترتدّ سلباً على حياتنا وعلى صحتنا؛ لأن احتياجاتنا اليومية أصبحت معقّدة أكثر من اللازم. هذا التعقيد ومحاولة مجاراة العالم يُسبّبان لنا توتراً غير مفهوم وغير مبرر، ولا أساس له أصلاً، فيبدأ الجسد بالقلق، ومن ثَم يتضرر جهازنا الهضمي بسبب ذلك، وجهاز المناعة يبدأ بالخلل، فتكثر الأمراض. التوتر ليس وحده نتيجة «ماديسون»، وإنما العادات اليومية السيئة المرافقة لهذا القلق، وفي طليعتها: الغذاء، وما يتضمنه من مواد حافظة لم تعد أجسادنا تتعرف على مركباتها الكيميائية. إذن، ما هو الرابط بين «ماديسون» والمرض؟ الجواب هو الدوامة التي ندخل فيها وتحاصرنا غصباً، مثال ذلك: فتاة ترغب في شراء «كحل أسود» للعين، فتضطر لشراء مستحضر أساس الجفون، وقبل ذلك المرطب، وبعدها مزيل الماكياج، والقطن، وقطرة العين، يليها ماسك العيون، وهذا أبسط الأمثلة.. فكيف بالتكنولوجيا وغيرها من المجالات الكثيرة في حياتنا اليومية بكل تفاصيلها؟! نحن نشتري الخضراوات الملمعة بمواد شمعية وهي أهون الخيارات، إضافة إلى المأكولات المجمدة المضاف إليها مواد حافظة، والقهوة المعلبة؛ فينتفض جسمك لأنه لم يعد يرغب في الترحيب بضيوف مزيفين، تتمرد مناعتك عليك فيبدأ جهاز المناعة لديك بمحاربتك، فتمرض ويضعف جسمك، يعطيك الطبيب المكملات والفيتامينات، التي بدورها قد تتسبب بمزيد من المتاعب الجسدية لأنها مصنّعة، عندها تدخل في دوامة العلاج، ومعه نظام غذائي صارم قائم على تناول الأطعمة العضوية فقط، فتُضطر إلى إنفاق المزيد من المال لشراء «العضوي»، والقلق من معرفة ما هو النظام الغذائي المناسب، فتزور اختصاصي أغذية جديداً، وطبيب جهاز هضمي والدخول مجدداً في دوامة جديدة من الفحوصات المخبرية.. وهكذا دواليك! فكّر قبل أن تجعل نفسك سلعة، وفكر 100 مرّة قبل أن تقدّم حقل تجارب في دوامة كـ «ماديسن أفينيو».
من يتحكم بالتكنولوجيا يتحكم بنا، أحببنا هذه الحقيقة أم كرهناها. التكنولوجيا مفروضة علينا من كل حدب وصوب، فأصبحنا أرقامًا ضمن أنظمة رقمية سواء في أماكن عملنا عبر أرقامنا الوظيفية أو بطاقتنا الشخصية والائتمانية، وحتى صورنا...
ماذا سنكتب بعد عن لبنان؟ هل سنكتب عن انتحار الشباب أو هجرتهم؟ أم عن المافيات السياسية التي نهبت أموال المودعين؟ أو ربّما سنكتبُ عن خباثة الأحزاب وانتمائها للخارج على حساب الداخل. هل سنكتبُ عن انهيار...
من المقرر أن يُصدر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة تقرير المخدرات العالمي لعام 2020، وذلك قبل نحو 24 ساعة من إحياء الأمم المتحدة ما يُعرف بـ «اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير...
العالم يعيش اليوم في سباق على الابتكار والاختراع، وفيما تسعى الدول الكبرى إلى تكريس مكانتها في مجال التقدّم العلمي والاقتصادي والاجتماعي، تحاول الدول النامية استقطاب الباحثين والعلماء أو ما يعرف بـ «الأدمغة» في شتى المجالات....
218 مليون طفل حول العالم لا يذهبون إلى المدرسة، وليس لديهم وقت للعب، لماذا؟ لأنهم يعملون بدوام كامل. منهم من يعمل بالسّخرة دون أجر، ومنهم المجبر، مجبر على العمل قسراً بأنشطة غير مشروعة كالبغاء والمخدرات،...
بجوار بيتنا مدرسة، جرسها مزعج، يقرع بقوّة إيذاناً ببدء يوم جديد.. النغمة نفسها التي تعيدك أعواماً إلى الوراء؛ لكنه توقّف عن الرنّ. سبب توقّف الجرس هذا العام لم يكن لانتهاء العام الأكاديمي كالعادة، وإنما بسبب...
تحتفي الأمم المتحدة في 29 مايو بـ «اليوم العالمي لحفظة السلام»، هذا اليوم الذي شهد للمرة الأولى بزوغ قوات حفظ السلام، وكان ذلك في الشرق الأوسط، من أجل مراقبة اتفاقية الهدنة بين القوات الإسرائيلية والقوات...
هذا العنوان قد يبدو صديقاً للجميع، وقابلاً للنشر، ربما باستثناء من لديهم حساسية الجلوتين، أو من يدّعون ذلك، لا سيما وأنها أصبحت موضة أكثر منها عارضاً صحياً، ومقاطعي اللحوم، وهم محبّو الخسّ والجرجير إلى الأبد،...
الأسرة تعني الحماية والطمأنينة والعطاء، تعني أن تهبّ إلى نجدة أختك أو أخيك قبل أن يحتاجك، تعني ألّا تقاطع من ظلمك منهم ولو كان الظلم الذي وقع عليك كبيراً، تعني أن تلجأ إليهم عند الضعف...
منذ 75 عاماً قُتل 85 مليون إنسان. كيف؟ في الحرب العالمية الثانية. لماذا نتذكّرهم اليوم؟ لأن الأمم المتحدة تُخصّص لهم يومي 8 و9 مايو من كلّ عام مناسبةً لكي يتمهّل العالم قليلاً إجلالاً لمن ذهبوا...
وضعوا أيديهم على أموال المودعين من أجل «مصلحة البلد»، تم تشريع سمّ الحشيشة لمصلحة البلد، وقّعوا على قرض إضافي من البنك الدولي لتأجيل الانهيار الاقتصادي والإفلاس بسبب الجشع والفساد، حتى يتمكّنوا من شدّ بأسهم تحت...
يسمّونهم قلوب أو «ملائكة الرحمة»، وهم حقاً كذلك، هم الأقرب إلينا عند الشدة والمرض، بعد الله سبحانه وتعالى، الطبيب.. دوره عظيم يشخّص، يقوم بمهامه الآنية سواء من جراحة أم من منظار، ويصف الدواء، لكن مهنة...