عدد المقالات 301
بعد يوم عمل روتيني تخلله قهرٌ وغَبنٌ، استيقظ ذلك الشاب مفزوعاً بعدما غطّى الدم وجنتيه والدم يسيل من أُذنيه. هرع مُسرعاً نحو الطوارئ، فإذا بالطبيب يُبلّغه بأنه محظوظ لأنه لم يمت بسكتة دماغية، بعد ارتفاع حادّ في ضغط الدم، نتيجة التوتر الذي يعيشه يومياً بسبب بيئة عمله. وفي الصباح التالي، ارتدى هذا الشاب بزّته، وانطلق إلى عمله، وكأن الموتَ لم يزره ليلة أمس. دخل مكتبه مُراهناً على أنه قيمة بشرية وليس رقمَ ملفٍ في درج الموارد البشرية. جلس على كرسيّه يُفكّر في كيفية اللجوء إلى رأس الهرم أو مقابلة مدير الموارد البشرية، لإطلاعه على الإجحاف الوظيفي دون المرور بالمسؤول المباشر ومدير الإدارة، اللذين يستخدمان الهيكلة الإدارية كحصنٍ منيع بين الموظفين وإدارة الموارد البشرية. يومياً، يخرج هذا الشاب من مكتبه، وحُلم الهجرة يراوده إلى بلادٍ، حيث الصحة النفسية للموظفين على قائمة أولويات السلامة المهنية. من أجل هذا الشاب، أكتب مقال اليوم. ومن أجل الملايين من أقرانه، تُحيي منظمة العمل الدولية غداً الجمعة 28 أبريل، اليوم العالمي للسلامة والصحة في مكان العمل، من باب تعزيز الوقاية من الحوادث والأمراض المهنية. ما أدراكم ما الصحة والسلامة في مكان العمل. ونحنُ في زمنٍ تعترف فيه منظمة الأمم المتحدة بوجود أعباء عمل أكبر بسبب تقليص حجم القوى العاملة وتخفيض النفقات، واستغلال الظروف السيئة المرتبطة بالهجرة من أجل العمل، والاقتصاد غير النظامي البعيد عن الرقابة الحكومية، أو بالمعنى الأوضح «السوق السوداء» لليد العاملة. للتغلّب على هذه التحديات، استحدثت المؤسسات العامة والخاصة إدارات الصحة والسلامة، كما عزّزت من دور إدارة الموارد البشرية، وأعطتها صلاحيات واسعة، للحفاظ على «الثروة البشرية» التي من المفترض أن تشمل جميع الموظفين وليس فقط المديرين. وعلى الرغم من تنامي دور هاتين الإدارتين، تُظهر الأرقام الدولية حقائق مخيفة. فيومياً يموت 6300 موظف حول العالم، بسبب أمراض مرتبطة بالمهنة، و2 مليون ونصف موظف سنوياً للسبب نفسه، كذلك تُسجّل سنوياً نحو 317 مليون حالة صحية مرتبطة بالعمل. إن ارتفاع حالات الوفيات في بلادنا بسبب أمراض مرتبطة بالوظيفة، يستدعي ضرورة إعادة النظر في أولوياتنا الوطنية. فأمراض السكري، والقلب، والسكتة الدماغية، وارتفاع ضغط الدم، والاكتئاب، والضغط النفسي، كلّها أمراض تجتاح مجتمعاتنا بسبب أسلوب حياتنا اليومي والذي يشمل ارتفاع عدد ساعات العمل دون إنصاف، والجلوس لفترات طويلة، و»سدّ الحنك» بالأكل بدلاً من التعبير عمّا يُقلقنا، والضغط على أعصابنا في عصر باتت فيه الوظيفة للشاب العربي أغلى من الصحّة.
من يتحكم بالتكنولوجيا يتحكم بنا، أحببنا هذه الحقيقة أم كرهناها. التكنولوجيا مفروضة علينا من كل حدب وصوب، فأصبحنا أرقامًا ضمن أنظمة رقمية سواء في أماكن عملنا عبر أرقامنا الوظيفية أو بطاقتنا الشخصية والائتمانية، وحتى صورنا...
ماذا سنكتب بعد عن لبنان؟ هل سنكتب عن انتحار الشباب أو هجرتهم؟ أم عن المافيات السياسية التي نهبت أموال المودعين؟ أو ربّما سنكتبُ عن خباثة الأحزاب وانتمائها للخارج على حساب الداخل. هل سنكتبُ عن انهيار...
من المقرر أن يُصدر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة تقرير المخدرات العالمي لعام 2020، وذلك قبل نحو 24 ساعة من إحياء الأمم المتحدة ما يُعرف بـ «اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير...
العالم يعيش اليوم في سباق على الابتكار والاختراع، وفيما تسعى الدول الكبرى إلى تكريس مكانتها في مجال التقدّم العلمي والاقتصادي والاجتماعي، تحاول الدول النامية استقطاب الباحثين والعلماء أو ما يعرف بـ «الأدمغة» في شتى المجالات....
218 مليون طفل حول العالم لا يذهبون إلى المدرسة، وليس لديهم وقت للعب، لماذا؟ لأنهم يعملون بدوام كامل. منهم من يعمل بالسّخرة دون أجر، ومنهم المجبر، مجبر على العمل قسراً بأنشطة غير مشروعة كالبغاء والمخدرات،...
بجوار بيتنا مدرسة، جرسها مزعج، يقرع بقوّة إيذاناً ببدء يوم جديد.. النغمة نفسها التي تعيدك أعواماً إلى الوراء؛ لكنه توقّف عن الرنّ. سبب توقّف الجرس هذا العام لم يكن لانتهاء العام الأكاديمي كالعادة، وإنما بسبب...
تحتفي الأمم المتحدة في 29 مايو بـ «اليوم العالمي لحفظة السلام»، هذا اليوم الذي شهد للمرة الأولى بزوغ قوات حفظ السلام، وكان ذلك في الشرق الأوسط، من أجل مراقبة اتفاقية الهدنة بين القوات الإسرائيلية والقوات...
هذا العنوان قد يبدو صديقاً للجميع، وقابلاً للنشر، ربما باستثناء من لديهم حساسية الجلوتين، أو من يدّعون ذلك، لا سيما وأنها أصبحت موضة أكثر منها عارضاً صحياً، ومقاطعي اللحوم، وهم محبّو الخسّ والجرجير إلى الأبد،...
الأسرة تعني الحماية والطمأنينة والعطاء، تعني أن تهبّ إلى نجدة أختك أو أخيك قبل أن يحتاجك، تعني ألّا تقاطع من ظلمك منهم ولو كان الظلم الذي وقع عليك كبيراً، تعني أن تلجأ إليهم عند الضعف...
منذ 75 عاماً قُتل 85 مليون إنسان. كيف؟ في الحرب العالمية الثانية. لماذا نتذكّرهم اليوم؟ لأن الأمم المتحدة تُخصّص لهم يومي 8 و9 مايو من كلّ عام مناسبةً لكي يتمهّل العالم قليلاً إجلالاً لمن ذهبوا...
وضعوا أيديهم على أموال المودعين من أجل «مصلحة البلد»، تم تشريع سمّ الحشيشة لمصلحة البلد، وقّعوا على قرض إضافي من البنك الدولي لتأجيل الانهيار الاقتصادي والإفلاس بسبب الجشع والفساد، حتى يتمكّنوا من شدّ بأسهم تحت...
يسمّونهم قلوب أو «ملائكة الرحمة»، وهم حقاً كذلك، هم الأقرب إلينا عند الشدة والمرض، بعد الله سبحانه وتعالى، الطبيب.. دوره عظيم يشخّص، يقوم بمهامه الآنية سواء من جراحة أم من منظار، ويصف الدواء، لكن مهنة...