عدد المقالات 195
استُقبل نتنياهو تحت قبة الكونغرس الأمريكي (أحد أبرز مراكز صناعة القرار العالمي)، وهو أهم مجلس تشريعي عالمي، يوم الأربعاء (24 يوليو 2024م)، بالتصفيق الهائل، من سيناتورات بارزين، وقانونيين عالميين، ومفكرين، ورجال أعمال معروفين، وكأنه البطل الذي انتصر على الشر، ويحارب لأجل العالم والإنسانية، وهم على دراية أكثر من غيرهم أنه ارتكب أفظع الجرائم بحق الإنسان، وتجاهلوا قتله لـ 40 ألف مدني في غزّة، وتهديم أكثر من نصف مباني قطاع غزة، وإصابته لأكثر من 100 ألف إنسان، وحصاره مليوني إنسان في الغذاء والماء والحليب، وفي أدنى متطلبات الحياة في رفح وبعض الأحياء المهدمة في شمال القطاع وغربه! يأتي هذا الاستقبال بعد تسعة أشهر من العدوان الغاشم الذي شنته قوات الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني الآمن والأعزل في غزّة، وارتكاب الفظائع والانتهاكات الإنسانية المروعة بحق النساء والأطفال والشيوخ، حتى طالت آلة القتل الهمجية دور العبادة من مساجد وكنائس، وجامعات، ومدارس، ومستشفيات، ومراكز دعم وإغاثة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، والمنظمات الإنسانية الدولية، وأمام موجة الغضب الشعبي العالمي العارمة التي امتدت على قارات العالم، وعواصمه الكبرى والصغرى ردا على تلك الجرائم البشعة، وردا على الصمت والدعم الرسمي للحرب، وخصوصا الصمت والدعم الأمريكي والغربي، ورغم حكم الجنائية الدولية على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزراء حربه، بأحكام التجريم والملاحقة ومنع السفر. لا تصفقوا استمعوا! وصلت حرارة التصفيق درجة أن نتنياهو نفسه احتج على أعضاء الكونغرس خلال خطابه الذي أدلى به في تبرير الجريمة، والعدوان على الفلسطينيين الأبرياء في غزّة، بقوله: «لا تصفقوا استمعوا»، وهو موقف أثار غضب الشعوب الحرة والحكومات الحيّة في العالم الرافضة للعدوان، وخرجت المظاهرات من جديد، تندد بهذا الخطاب الذي بارك به زعماء الكونغرس العدوان على غزّة، وقتل الإنسانية، واستلابها من أهلها المدنيين الأبرياء. ورغم الأصوات القليلة من أعضاء الكونغرس التي انتقدت ذلك الاستقبال، مثل زعيم الأكثرية في مجلس الشيوخ تشاك شومر الذي رفض مصافحة نتنياهو ودعاه للتنحي، والسيناتور الأمريكي بيرني ساندرز الذي قال: «إنها المرة الأولى التي يُعطَى فيها مجرم حرب شرف إلقاء خطاب أمام الكونغرس، والنائب جيري نادلر الذي ظهر، وهو يقرأ كتابا حمل اسم «سنوات نتنياهو» (The Netanyahu Years) والذي يُلقي الضوء على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي «هو ملحمة الفرص الضائعة»، ووصف نتنياهو قبل يوم بأنه أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي، لكنه مع ذلك صفّق للخطاب!؟. وكما أن معظم الحاضرين كانوا متماهين مع خطابه عن مسارات حربه مع شعب غزة وفلسطين، وبأن حربه حرب على الإرهاب، واستئصال للخطر الذي قد يطال واشنطن بعد إسرائيل. ماذا قالت الصحافة عن الخطاب؟ وفي نظرة سريعة على بعض التعليقات ومقالات الرأي التي نشرتها الصحف الأمريكية والإسرائيلية، حول خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس الأمريكي نرى ردة الفعل على ما حدث، وفي مقال للكاتب سيرجي شميمان نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، بعنوان: «العرض الخطابي الناجح لنتنياهو كان استعراضيا في الأساس». حيث يقول الكاتب: «إن نتنياهو أظهر عبر خطابه الأخير أنه يتقن الطريقة الأمريكية في ممارسة السياسة، بعد أن صافح الناس يمينا ويسارا في طريقه إلى قاعة مجلس النواب لإلقاء خطاب يشبه خطاب حالة الاتحاد الذي يُلقيه الرؤساء الأمريكيون، وقدّم أبطال الجيش الإسرائيلي، وملأ خطابه بنقاط جلبت التصفيق، كما قفز الجمهوريون، وبدأوا يهتفون في الوقت المناسب، وكذلك فعل العديد من الديمقراطيين». في خطابه الذي استمر لأكثر من ساعة، لم يُضيع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقته في الحديث أمام مجلسي الكونغرس عن غير الحرب والسلاح والدم، وتقديم صورة مؤلمة عما يصفه بالأهوال التي تعرضت لها إسرائيل فجر السابع من أكتوبر 2023. وعيناه ترمقان الحاضرين لاستدرار الخزائن الأمريكية، عبر البكائيات الإسرائيلية التقليدية، مؤكدا بأن وصل رحم العلاقة الوطيدة بين تل أبيب وواشنطن هو الهدف الأهم للخطاب الذي ألقاه الرجل المتهم على نطاق واسع بإدارة أبشع إبادة مفتوحة، وبدعم أمريكي، وفوق منصة ما يوصف بأعظم مجلس تشريعي في العصر الحديث، وتلك مفارقة أخلاقية توقف عندها كثيرون. نتنياهو لا يريد أن تنتهي الحرب! لم يعرض نتنياهو في خطابه أمام الكونغرس السلام وحل الدولتين مع الشعب الفلسطيني، ولم ينوه لصفقة تبادل الأسرى، رغم أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت العراب الأهم والأقوى من أجل الدفع إلى الأمام بالصفقة المذكورة. فالأمران السابقان يكونان الخطوة الأولى نحو إنهاء الحرب، وهي الخطوة الأخيرة قبل أن يرمى بحكومته إلى قاع الهزيمة، وأقفاص المحاكمات والسجون، فهو يسعى لعرقلة الوصول لأي صفقة من شأنها وقف الحرب وإنقاذ الأبرياء، وما قام به من تطمينات، واصطحابه لعدد من أسر الأسرى في رحلته إلى واشنطن لم يكن أكثر من ذرّ رماد في عيون أدمنت البكاء والترقب انتظارا لعشرات الأسرى الذين تحتجزهم فصائل المقاومة في قطاع غزة، ولا يبدي نتنياهو استعدادا لإعادتهم، فهو يراهن على الحرب، ومعتبرا بأن سيطرة إسرائيل الأمنية الكاملة على قطاع غزة بداية لنزع سلاحها وجعلها تحت إدارة فلسطينية وإسرائيلية. ما حدث تحت قبة الكونغرس الأمريكي كان مساسا بجوهر القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان في تأكيد ومباركة العدوان على الشعب الفلسطيني، وحماية المعتدي من العقاب، ولن يكون انتصار إسرائيل كما ادعى نتنياهو هو انتصار أمريكي على حماس بل هو سقوط للقيم الإنسانية التي تغنى بها بناة أمريكا على مدار تاريخهم، ومثلها الدستور الأمريكي في كثير من المواقف أحسن تمثيل. @falehalhajeri
في لحظة تاريخية تتجه فيها أنظار العالم نحو نيويورك، ألقى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى (حفظه الله)، خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثمانين. ولم يكن...
انعقدت في الدوحة، يوم أمس الاثنين 15 سبتمبر 2025، القمة العربية الإسلامية في ظروف غير مسبوقة، حيث جاء القادة إلى عاصمتنا «دوحة السلام» التي تعرضت لاعتداء إسرائيلي غادر، استهدف بيتا آمنا تقيم فيه عائلات فلسطينية...
لم يكن مساء التاسع من سبتمبر 2025 يوما عاديا في تاريخ قطر والمنطقة. فالعاصمة الدوحة، التي اعتادت أن تكون جسرا للحوار وميدانا للوساطة، فوجئت بضربة إسرائيلية غادرة استهدفت أرضها في سابقة خطيرة هي الأولى من...
في مشهد ينذر بتحول نوعي في مسار العدوان الإسرائيلي الوحشي بالمنطقة، استهدفت صواريخ إسرائيلية مساء أمس الثلاثاء، «دوحة السلام»، لتُصيب مقرات سكنية يُقيم فيها عدد من أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس، ممن كانوا منخرطين في...
في زمن بات تناول الألم والعذاب الذي يعيشه إخواننا في غزّة بشكل اعتيادي، كان صوت الصحفي الميداني أنس الشريف من قلب المأساة الفلسطينية، بمثابة صرخة ضمير: «لم أتمالك نفسي من هول المجازر، لكنني وجدت صوت...
لم تعد الوساطة في النزاعات الدولية حكرا على القوى الكبرى أو المنظمات الأممية، بل برزت دولة قطر في العقدين الأخيرين كلاعب محوري في هذا المضمار، تجمع بين الحياد السياسي، والقدرة الاقتصادية، وشبكة علاقات إقليمية ودولية...
بين اتساع رقعة الحرائق في الإقليم، واستمرار الاشتباك المباشر بين إيران وإسرائيل، وجدت دولة قطر نفسها – دون رغبة أو انخراط – أمام لحظة فارقة. ولم تكن الدوحة طرفا في المواجهة، لكنها استُهدفت. ولم تكن...
في 14 مايو 2025 حطّت طائرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الدوحة، في زيارة تاريخية تأتي تتويجا لجولة في المنطقة شملت أيضا قمة خليجية-أمريكية في الرياض قبل يوم واحد. وهذه الزيارة الرئاسية إلى قطر –...
في مرحلة تتسم بتشابك الأزمات وتعدد مسارات النزاعات في المنطقة العربية والشرق الأوسط، تبرز دولة قطر كفاعل دبلوماسي نشط يسعى لإعادة صياغة المشهد الإقليمي، انطلاقا من رؤية قائمة على الحوار والشراكة، لا على الصدام والاستقطاب....
«قطر أظهرت قولاً وعملاً على مر السنين تضامنها الكامل ودعمها المطلق للبنان»، ربما تكون هذه العبارة الأكثر توضيحاً للموقف القطري من لبنان على مر السنين. وتزداد أهميتها أنها على لسان رأس الدولة اللبنانية فخامة الرئيس...
بداية الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة والشعب الفلسطيني، كانت دولة قطر حاضرة في الخطوط الأمامية للجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى وقف إطلاق النار، وتخفيف المعاناة الإنسانية عن الشعب الفلسطيني. وهذا الدور لم يكن وليد...
لم تتأخر دولة قطر في تقديم الدعم للشعب السوري الشقيق منذ اندلاع الثورة السورية في مارس 2011، واضعة الجانب الإنساني والوقوف بجانب الشعب السوري في مقدمة أولوياتها. فقد جاءت الأزمة السورية كواحدة من أسوأ الكوارث...