


عدد المقالات 37
ما بين التمثيل والتطبيل تقاطعات تفصل ما بين الحقيقة والوهم وتأتي «الدراما» لتدرس الظواهر وتحلل المشاهد انطلاقاً من الرسالة واستناداً إلى الأداء ووصولاً إلى الهدف. في خضم بحر لجي من «الغموض» وبين ثنايا الأزمة السورية مع بدء رحى «معاركها» ما بين نظام توارث «الاستبداد» وشعب ظل يئن كثيراً تحت وطأة «التقلبات» تأرجح الشعب السوري ما بين غمة «الصمت» الذي وصل إلى حد «الخرس» وغيابة «التعنت» في ظل محاولات جريئة من «أحرار شرفاء» كانت نهايتهم ما بين «تحقيق خفي مقترن بمصير مجهول» أو تهديد سري مرتبط باعتقال عاجل أو هروب قسري مشفوع بنجاة واجبة. في سوريا للفن ذائقته المشبعة عندما يعتمر رداء «الدراما» فيكون صوتاً للحائرين على «عتبات» الحرية وإن قلبت صفحات التاريخ، فالفنانون السوريون بارعون إلى حد «البذخ» في الإنتاج، والسيناريو والإخراج والأداء.. وفي تاريخهم «أعمال» تنفرد بالصدارة دون الخوص في غمار «التنافس» لأنهم يغردون خارج سرب «الاعتياد» ويجيدون الرقص على «أوتار» الانفراد. في سنوات سبقت «الأزمة السورية» كانت هنالك «محاولات درامية على استحياء» تنتقد الفساد الحكومي عن طريق «السخرية « وكان من أبطالها الفنان ياسر العظمة الذي سخر فنه للنقد في قضايا هائمة عائمة متعارف عليها. في مسلسله الشهير «مرايا» دون أن يكون جريئاً في نقد «السلطة» أو حتى الاقتراب من «بلاطها» الملطخ بالدم وما إن وضعت الحرب أوزارها مشعلة «فتيل» التسلط رغماً عن ياسمين «الشام العدية» وامتلأت جنبات درعا وحلب وحمص واللاذقية بويلات «البراميل المتفجرة» حتى خرج الأهالي من دورهم بحثاً عن ملاجئ في الشمس وحتى بين الثلوج هرباً من بطش النظام السوري.. وما بين الأردن والعراق والخليج وحتى وسط مياه البحار والأمواج المرتفعة كانت رحلات المهاجرين السوريين دون بوصلة ولا موعد وإنما كانت موجات «هروب» على متن «المجهول» بين المياه ووسط ثنايا «الغدر» من عصابات المرتزقة، فيما أكمل آخرون المسير إلى حيث «الاستغاثة» في أوساط الذل والهوان.. وقف الفنانون السوريون ما بين صامت يخشى «البطش» وجريء تم استدعاؤه والتحقيق معه ونوع تم إلجامه بتهديدات متواصلة وصنف أخير مضى يرفع راية «الحق» فتراوحت حياته ما بين «الاعتقال والتعذيب وحتى الموت وسط أسباب مختلفة». بعض المنادين بالحق غادر سوريا وهو يحمل «كفنه» على كفيه جراء الملاحقات الدامية ومافيا العصابات السرية التي تلاحق العابرين للحدود بالرصاص والاعتقال، وآخرون وظفوا «الفن» كرسالة إنسانية سامية وتعرضوا لمضايقات متعددة وتحقيقات وسط «أقاصيص» و»حكايات» اتجهت لقطب «الحقيقة» بتعرض الكثير للتحقيق وبطرق غير مباشرة فقد مات البعض على تراب سوريا رافعاً راية «الدفاع» ومحققاً غاية «الترافع» عن الشعب السوري وحريته وكرامته ومستقبله. كثيرة هي الأسماء التي عارضت وحملت «لواء» الاعتراض وشنت هجوم «المعارضة» تحت عناوين من النزاهة والعدل والانتماء وعلى رأسهم الفنان الكبير عميد الفنانين السوريين خالد تاجا، رحمه الله، الذي تعرض إلى «جام» غضب التحقيق المقترن بالتعذيب وفق روايات مختلفة ولكنه لفظ أنفاسه الأخيرة في أحد المستشفيات السورية تحت أعين «الرقابة التسلطية «.. عبد الحكيم قطيفان وجمال سليمان وسامر المصري وفارس الحلو ومكسيم خليل وغيرهم غادروا الأراضي السورية بعد أن وضع النظام مجهره عليهم وباتت المضايقات تتربص بهم «الدوائر « وظلوا أصوات حق ناطقة بالعدل رغماً عن سياج الحدود الملتهبة بميليشيات الأسد ورفضاً لخيانة رفقاء الدرب ممن كانوا يؤصلون المشاهد الدرامية بجانبهم تنديداً بالغدر وإمعانا في وحدة الشعب السوري وتوظيفاً لحرية الأجيال وتكريساً لمعاني «الإنسانية والرحمة والعاطفة الشعبية «. وظلت أصالة نصري ويارا صبري وغيرهما ممن قمن بدور النساء المعترضات على جبروت النظام وميله إلى إلجام المعارض من الجنسين وتحديداً المنتميات إلى «الفن « كونهن الأقرب إلى قلوب الشرائح المجتمعية المقيمة في أوساط المدن وحتى أطراف القرى. أما «المطبلون» فهم كثر وكم هي «المشاهد « و»الشواهد « التي تحدثت بلسان «التطبيل « وبيع الذمم فإن كانت بسبب الخوف من تسلط النظام فالصمت في مساحة «المشهد « دليل ثابت على الإذعان للمواقف ولكن أن يتحول الأمر إلى «تطبيل وتبجيل « على الهواء وأمام العلن فتلك «الخيانة « المعنونة بدور الشخصية الفنية التي تؤدي رسالتها في الضراء قبل السراء!! أمعن النظام في شراء «التطبيل» من أفواه فنانين مأجورين بل وصل الأمر إلى ارتباط بعضهم بأعمال ومهام في الخفاء مع قيادات الأسد لتزويدهم بالتقارير السرية عن زملائهم الآخرين، مما صادر من أنفسهم ومسح من قاموسهم أقل مستويات «الوطنية الحقة « ومسارات «الفن الحقيقي «. لقد أظهرت العديد من الصور والمقاطع تجمعات «فنية» موشحة بابتسامات «الرضا» وتصريحات «الخنوع» وأقوال «التبجيل» للنظام تحت غطاء «المصلحة الشخصية» وعلى حساب «الأهواء الذاتية» فكانت أشبه بالمشاهد التمثيلية المؤدلجة لخدمة نظام «طاغي» ومنظومة عسكرية تحكم بنظام الميلشيات المسلحة وعصابات الشوارع ومخابرات الفن. وما إن تحررت سوريا من براثن وجبروت وطغيان بشار الأسد حتى رأينا «رعيل التطبيل» يعتذرون علناً من داخل سوريا وخارجها وامتلأت حساباتهم بعبارات «الاعتذار « البائسة حتى أن البعض تعذر بالخشية من العقوبة ولكن السؤال الأبرز: لماذا تجاوز الصمت حدود التقبل إلى مداهنات التطبيل على حساب الأرض والشعب؟؟ وهل هذه هي الرسالة المأمولة منهم..؟؟ وما هو موقع دريد لحام وسلاف فواخرجي وعباس النوري وأيمن زيدان وقصي خولي وبسام كوسا وخالد القيش ووائل رمضان وباسم ياخور وفادي صبيح وغيرهم من «خارطة الولاء» لشعب سوريا وأرضها عندما كانوا يتقنون أدوار التمجيد والتطبيل والتبجيل لنظام أذاق البلاد وأهلها كل أصناف «التشرد» و»التعذيب»؟ وهل يكفي الاعتذار؟ وأين الصامتون والمحايدون بعد «التحرير» وأين المتبجحون بالهروب من «الحقيقة»؟!! وما هو رد الفنانين الذين كانوا يقتحمون «الذهن العربي» بمشاهد الوطنية والإنسانية وهم على علم بمآسٍ خفية ومظالم تاريخية في سجون الأسد المحفورة تحت أقدام المارة والشوارع وفوقها أناس يتنفسون الحياة وتحتها «سجناء» من شيوخ وشباب ونساء وأطفال يصارعون الموت البطيء والتعذيب الجائر؟!! على الدراما السورية أن تنتفض لأعمال قادمة وعلى «المطبلين» أن يكونوا في الصف الأول من الأدوار فلعلها تمسح ولو جزءا من تاريخهم المليء بالتناقضات والمخالفات والسؤال هل سيصلح التمثيل ما أفسده التطبيل؟؟!! وتبقى الإجابات مرهونة لسد الفراغ الذي أحدثته سنوات الظلم ومد جسور تصالح ما بين الفن والناس ورأب صدوع وفجوات «الأخطاء» الكبيرة التي ستقترن بسيرة كل من سقط في «وحل» التطبيل والأمر يمتد إلى رسائل فنية مرتبطة بالإنسانية تظل مسؤوليتها على «الفنانين» أنفسهم من المشاركة الفاعلة في ترميم الماضي وإعانة السوريين من أبناء جلدتهم بالفكر الصحيح والتصحيح الواجب والعون الشخصي بالكلمة والدور والأداء والتفاعل والسيناريو والدراما والإخراج.. الأشهر القادمة ستكشف الكثير عن «الأقنعة» وهل تم الاستغناء عنها للأبد؟ وهل سيكون الفن السوري في مستوى الحدث الجديد أم نرى «سقطات» متجددة وصمتاً مهيباً ومبالغة في الاعتذارات القولية وفشلاً في الأفعال الإنسانية. @Abdualasmari
يكتمل «الوعي» بدراً في فضاءات «الأدب» عندما تتضامن دواعي «التحليل» ومساعي «الحلول من خلال تواؤم «الشعور» مع «الاستشعار» لصناعة الاقتدار القادر على تجاوز مساحات «الروتين» واجتياز خطوط «الاعتياد» حينها يتجلى «الإبداع» في أبهى صوره وأزهى...
تتبارى دور النشر سنوياً على مستوى البلدان الخليجية والعربية في ضخ آلاف الكتب إلى المكتبات والمعارض والمناسبات الثقافية في وقت اختلط فيه المعروض بالمقابل والعرض بالقبول مع ظهور»تساؤلات» متأرجحة بين ظاهرة «تضخم التأليف» في المكتبة...
أسست قبل حوالي عام ونصف منهجا عن الكتابة الإبداعية بعد سنوات من الركض في ميدان صاحبة الجلالة الصحافة والمضي في عالم «الـتأليف» واستندت على أسس مثلى جمعت فيها أهمية الممارسة وهيمنة الخبرة وضرورة الحرفية.. مع...
في ظل التغيرات الحياتية عبر العصور شكَّل الأدب وجهاً للواقع في ظل ما تم إنتاجه من دواوين شعرية وقصص وروايات تجلت أمام مرأى الحضور في حلة تباين مداها بين اتجاهات من الرضا والدهشة والتفوق والعزف...
تتباين اتجاهات الذاكرة ما بين راسخة تتشبث بأدق التفاصيل تواجه موجات النسيان لتعلن مقاومة «التجاهل» والمضي إلى حيز الترسيخ وأخرى متأرجحة ما بين التغافل المدروس ومواجهة موجة العودة إلى التذكر.. يأتي «الأدب» في رداء فضفاض...
يسمو «الأدب» بمكوناته العميقة بين الحرفة والاحتراف ليتلاءم مع الإنسانية والمهنية وفق اتجاهات راقية من السلوك المرتبط بالمفهوم الذي يحوله من «معلم» معرفي إلى «مسلك» إنساني يرسم منهجيات من «التهذيب» على مرأى «الأثر» وأمام مشهد...
الثقافة مفهوم أصيل ينطلق من السلوك ويتجه نحو المسلك ويمضي إلى تسجيل التأثير على مرأى «الأثر» مما يقتضي أن يتصف المثقف بسمات وصفات وبصمات تؤهله لأن يكون «واجهة مضيئة ترسم خرائط الاحتذاء في اتجاهات التعلم...
انشغل النقاد كثيراً بالبحث في مكنون «الأعمال الأدبية» وملاحقة «فلاشات» الظهور والمضي في تكرار «مشاريع نقدية» تتطلب التطوير والابتكار مما يقتضي وجود نقد يرصد «أعمال النقد» ذاتها حتى يتحول النقد إلى مشروع مهني يقتضي الوصول...
تسطع المعرفة بإشعاعها على صفحات «الحياة « فمن معينها تتجلى وميض الثقافة التي تشكل اتجاهات زاخرة بالتعلم في دروب الإنسان الذي يسمو بالأدب ويرتقي بالعلم ليصل إلى منصات الأثر الذي يمد جسور التواصل الثقافي وفق...
يكتمل «الأدب» بدراً في سماء «المعرفة» أمام مرأى «الثقافة» في مضامين تتخذ من المتون «المشرقة» دهرين للعطاء أحدهما للثبات والآخر للتحول. ترسم «الثقافة» ملامحها المبهجة على صفحات «التذوق المعرفي» لتنثر «رياحين» الاستقراء في آفاق متمددة...
ما بين «السلوك» والمسلك ومن عمق التاريخ إلى أفق الجغرافيا ووسط محطات الزمان وبين ثنايا المكان يتجاوز «الأدب» افتراضات «الوقت» ويجتاز فرضيات «التوقيت» معلناً التمرد المقبول على «جمود» الروتين والتجرد الواقعي من «عباءة» اللحظة. عندما...
للأدب مكانته الراقية وهويته السامية في منصات المعارف وسيبقى الوجه المضيء للكتابة عبر تغير الأزمنة والأمكنة وهو العامل المشترك الأكبر الذي يجمع الثقافات المختلفة وينمي سبل الفكر باتجاه المعاني الحقيقية للثقافة القائمة على أهمية الاحتراف...