عدد المقالات 194
أتت به ثورة وذهبت به ثورة، وما بين الثورتين خيّم على الشعب الليبي المغلوب على أمره 42 عاماً من القهر والكبت والقمع والتأخر. الآن تأتي بالقادة الجدد أيضا ثورة كما أتت بمن قبلهم ممن لم يتبّعوا قيم ومبادئ ثوراتهم فيما بعد، وممن أعمى أعينهم بريق المال والسلطة عن رؤية أوضاع شعوبهم، فازدادوا غنى وبطرا، وازدادت شعوبهم هزالا وفاقة، ونسوا أنهم حملوا لهذه الشعوب الوعود الكبيرة والأمنيات الزاهية بحياة كريمة وعدالة ونماء، حتى ولو على نهج مبادئ الاشتراكية السائدة في ذلك الوقت. ولكن شعوبهم لم تنل منهم سوى الإذلال والقهر والتقصير، بينما أفرغوا ما في جعبهم وجيوبهم من أموال الشعب على ملذاتهم الخاصة وعربدتهم الخاصة!! ولعربدتهم من الأمثلة الكثير. ثقتنا بالله وبالمجلس الانتقالي الليبي كبيرة، ولكن الذكرى تنفع المؤمنين نذكّرهم ونذكّر جميع من أتت بهم الثورات الربيعية الحالية بأن أسلافهم أيضا أتوا بانقلابات سلمية وثورات، وأن الأمور لن تلبث تتشكل وتتغير أمام نواظرهم فحذار حذار من الانزلاق في مزالقها، ليضعوا نصب أعينهم دائما صراطا لا يحيدون عنه يقيسون عليه الأمور، يعيدونها إليه إن ابتعدت عنه. عليهم أن يضعوا نصب أعينهم العدالة، والتسامح، وقبول أطياف مجتمعاتهم على اختلافها بتوازن تجنباً للفتن، والعمل على حسن توزيع الثروات وعدم حصر نفعها في فئات دون غيرها وأشخاص دون غيرهم وترك الشعب يرزح في ويلاته يستصرخ ولا من مجيب، بل عليهم سماع أصوات الشعوب لحظة صدورها قبل أن تتحول صراخا ونيرانا تحصدهم، عليهم كف أيدي المتنفذين والمستنفعين المستحلبين المال العام تحت غطاء السلطة وبمباركة السلطة لهم وتغاضيها عنهم، ليس على أحد أن يكون فوق القانون بعد الآن لا وزير ولا غفير. نتمنى لليبيا الجديدة مستقبلا سعيدا مشرقا ملؤه التسامح والعفو عما مضى، لقد ساءنا رؤية جثة القذافي تجرجر من مكان لمكان ويعاث بها، ليس ذلك من أخلاق الإسلام ولا من تعاليمه، أصابني الغثيان تلك الليلة من مواصلة جرجرة الجثة وسحبها من مكان لآخر، نعم فرحنا وسعدنا بقتله لأن مقتله كان يعني إطلاق شرارة بدء العمل ببناء وتعمير وتأسيس ليبيا الجديدة، والاهتمام بما هو أهم من ملاحقة القذافي وأبنائه والبحث عنهم في المجاري والأنفاق، وليس شماتة به فلا شماتة في الموت. الآن انتهى الموضوع، تقلب ليبيا اليوم الصفحة رقم (42) لتبدأ صفحة بيضاء جديدة، بل هي تفتح الصفحة رقم (1) في كتاب جديد أبيض منفصل بعد أن أغلقت الصفحة رقم (42) من كتاب أسود لا يليق بها ولا بكرامة شعبها وإن رآه القذافي أخضر كما تهيأ له. ذهب شتاء واقترب شتاء والثورات العربية مستعرة لم يهدأ أوارها، ننتظر وينتظرون، يرحل من يرحل ولا يتعظ الباقون!! تتبدل الفصول، تتعاقب الشهور، تتواصل الحياة، يذهبون وتبقى الشعوب راسخة.. ثابتة.. مؤمنة.. قوية، من هنا مرّ القذافي ذات يوم بسواده بفساده بظلمه وجبروته، ولكنه ما عاد موجودا الآن، لا تشتاقوا إليه فالمهرجون كثر، لا تشتاقوا إلى نكاته و»قلة عقله» فقد كان مقرونا بالدم والطغيان، أساء للعرب بانتمائه إليهم، وأساء للإسلام بنسب اسم ابنه له وهو بريء منه.
أن تكون أباً أمر في منتهى الروعة.. أمر عظيم ولكن انتبه فهو تكليف عظيم أيضاً. فهناك من الآباء من يعتقد أن دوره الأبوي يقف عند حدود التكوين البيولوجي، ثم تتولى الأم بعد ذلك جميع الأمور....
إذا كان الجميع يستنكر جلوس الفتيات بكامل زينتهن في القهاوي -الضيّقة والمزدحمة بالشباب بالذات- وملاصقة الطاولة للطاولة والكرسي للكرسي في منظر غريب وكأنهم جميعاً شركاء نفس الجلسة!! إذا كان الناس يلحظون ذلك ويستغربونه بل ويستنكرونه،...
فوق الركبة من أسفل وبلا أكمام أو أعلى صدر من أعلى!! في التجمعات النسائية والاحتفالات التي بدأت تنشر شيئاً فشيئاً!! أينتمي هذا العري الفج للدين أو الأخلاق أو المجتمع؟!! فمن أين تسلل؟! إنما هي (خطوات)...
إذا كان يهمك -عزيزي القارئ- أن نبقى على ما نحن عليه من نعم، وألا تزول ونصبح كدول كانت رموزاً في الغنى والملك، ثم هوت وتدهورت، فاقرأ هذه السطور، ثم اتعظ كي لا نكون مثلهم. قال...
عندما حُجر الناس في منازلهم في شهر مارس الماضي تغنوا وترنموا بفضائل ودروس الحجر المنزلي، وكيف أنه أرجعهم لبعضهم، وأعاد جمع شتات الأسر وعمّر المنازل بأهلها، بعد أن كانوا في لهو من الحياة، وأخذوا يتفكّرون...
من الأحق والأولى بالالتفات إليه وصون حقوقه وصياغة القوانين تلو القوانين له؟ العمالة أم المتقاعدون؟!! العمالة أم أصحاب العمل؟!! يقال: «لكل مشكلة حل»، ولكن في كل حل مشكلة! والعمالة التي هي في أصلها صنف من...
بقدر ما تصلح البيوت بصلاح الأمهات بقدر ما تصلح بصلاح الآباء، ومكان الرجل في البيت لا يعوّض بأحد ولا يعوضه أحد. لم يجعل الله له القوامة عبثاً، حاشاه جل وعلا من العبث. أيها الرجل هذا...
هناك من يَحْطب الصحراء في جنح الليل، ويصبح ليبيع حمولة السيارة الواحدة بـ 8000 ريال، وحين يرشد عنه الواعون من المواطنين تعاقبه وزارة البيئة بقانون يغرمه 2000 ريال فقط!!! حتى غرامة تاركي القمامة في مخيمات...
إذا كان لديك كنز ثمين هل تتركه مكشوفاً في العراء لعوامل الطقس المتقلبة، وللمارة من جميع الأصناف؟! أم تضعه في مكان أمين بحيث لا يتعرّض لسرقة أو تلف أو خطر؟ إذا كان كنزك المالي ثميناً...
أنت فعلا مخيّر بين أن تكب مالك فيما لا يسوى ولا ينفع وبين أن تحفظ مالك وتصرفه فيما يسوى وما ينفع . وفي الحالين الفرح قائم والمتعة حاصلة والرقي متحقق والإكرام موجود . ما القصة...
تلك المساحات الشاسعة من الأراضي الخلاء ولا موطأ قدم لحلال المواطن من الغنم والإبل !! تلك الصحاري الممتدة الفارغة ولا تصاريح للمواطنين بعزب دائمة أو جوالة !! ثم تُفاجأ بالهكتارات المحوطة المسيجة، لمن؟؟!! بل وتفاجأ...
لايهرول الذئب عبثا ولكن النعاج في غفلة. وهي في الواقع ليست نعاجا إنما صقور كاسرة جارحة ولكن ربيت كالنعاج وعوملت كالنعاج فرسخ في وجدانها مع مرور الزمن أنها نعاجاً ، ومايرسخ في الأفئدة تصدقه الجوارح...