ملابس قصيرة؟!

فوق الركبة من أسفل وبلا أكمام أو أعلى صدر من أعلى!! في التجمعات النسائية والاحتفالات التي بدأت تنشر شيئاً فشيئاً!! أينتمي هذا العري الفج للدين أو الأخلاق أو المجتمع؟!! فمن أين تسلل؟! إنما هي (خطوات) كلما خطى المرء منها خطوة انجر لما بعدها وتجرأ عليها ثم هان عليه الأمر، ومع التكرار والاستمرار يتحول الأمر إلى عادة، إلى أن يحدث التحول الكامل في المجتمع لا قدر الله، التحول من مجتمع أخلاقي إلى مجتمع متفسخ ومن محافظ على الدين إلى متحلل منه. مخيف هذا التحول وبالغ الخطورة، لأن نقطة التحول فيه هي نفسها نقطة التحول التي تحدث في الاستبدال من أمة مختارة لأمة ضائعة محتارة، وهي نفسها النقطة التي يُقبل فيها منك (اليوم) مثقال ذرة (وغداً) لن يُقبل منك ملء الأرض ذهباً، التوقيت مهم فلنعي ذلك، وهذا الدين منظَّم ومنظِّم حتى في أوقات قبول الأوبة والطاعات، فلنحذر ولنرع النعم لتدوم. ومن يستهين بالخطوات والتدرج الذي يمسخ المجتمعات فليتأمل في ظاهرة الفاشينستات، فهذه لوحدها خير دليل على خطورة التساهل والتعامل مع الأمور باستصغار، وكلنا يعلم أن معظم النار تأتي من مستصغر الشرر. فالفاشينستات في أول ظهورهن منذ سنوات كن كاسيات ولم يكن عاريات، فمضين خطوة خطوة حتى أصبح العري سمتهن ثم جررهن معهن من استطعن جره من معجبات ومتابعات ممن تساهلن واستصغرن ذلك الخطر ومن غيرهن أيضاً ممن تبعن المتابعات! والفاشينستات في بداية ظهورهن أيضاً كن يكتفين بعرض البضائع المرسلة إليهن كمواد إعلانات، ثم أصبحن يعرضن أنفسهن معها بتطبيقها على أوجههن وشعورهن وبارتدائها وعرض أجسادهن من خلالها!! ومنهن من خلعت الحجاب تماماً من بعدها، ومنهن من حسرته قليلاً ثم عرضن أجسادهن.. فماهي إلا خطوات!! معظمهن كن مستترات الأبدان قبل الخطوة الأولى، ولم يكنّ بضائع بشرية قبل الخطوة الأولى، لم ينجرفن ولم يجرفن أحداً معهن قبل الخطوة الأولى. فماذا حدث؟! حدث أن كانت هناك خطوة أولى استهانوا بها وهونوها على غيرهم، ثم.. أنتم أدرى بالبقية. واليوم في مجتمعنا المحافظ العارف بحقوق دينه وربه نشهد خطوات أولى في عدة اتجاهات ومنزلقات علينا أن نتصدى لها بحزم ووعي لأن المنزلِق هو المجتمع بأكمله لا قدر الله، ولأن المنزَلَق لاعودة منه فبعده غضب الله والعياذ بالله. وإن كان قد قيل سابقاً (يا انحسار يا انتشار) فيما يتعلق بالوباء الصحي، فنفس العبارة نقولها اليوم في موضوع الوباء الأخلاقي، وعلينا أن نكوّن سداً منيعاً من كل أفراد المجتمع وفئاته لمواجهة هذا الوباء كي لا يغرق الجميع ويعمّنا الغضب. كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، استشعروها واعملوا بها ودعوا السلبية جانباً، وافتحوا أعينكم لا تتعاموا ولا تتجاهلوا ولا تدفنوا رؤوسكم في التراب، فالخطوات الأولى قد بدأت والخيار إما انحسار أو انتشار حسب مواقفكم وأعمالكم.. فما أنتم عاملون؟! أوقفوا العري، أوقفوا التعري، أوقفوا جلب الراقصات، أروا الله من أنفسكم خيراً لتشملنا رحمة الله وتعمّنا الخيرات.