alsharq

سحر ناصر

عدد المقالات 301

محكمة المرور

23 مايو 2019 , 03:44ص

كنتُ أعتقد أن العمل في المجال الإعلامي شاق ومزعج، خصوصاً أنه يتوجب علينا في كثير من الأحيان ضبط انفعالاتنا وكلامنا، لأن ما ننطق به يُحسب علينا فوراً. وكان ذلك الاعتقاد أشبه بيقين إلى حين دخلت محكمة المرور، وشاهدتُ جهود العاملين في مجال تطبيق قوانين المرور ومساعيهم الجادة في الاستماع إلى الشكاوى، والتحقيق، والمتابعة، والفصل بين جدية الشكاوى المقدمة، بين شاكٍ ومشتكٍ عليه، غالباً ما يكون الشاكي «فاضي شغل». وكما قال لي أحدهم مرة عندما كنتُ أُعدّ تقريراً طريفاً عن قيادة المرأة والرجل للسيارة والفرق بينهما «الله لا يصادفك بحرمة عند الدّوار»، أقول لكم اليوم «الله لا يصادفكم في سائق فاضي شغل، ولا في سائقة تحسب نفسها باريس هيلتون». فالسائق الفاضي يبحث عن سبب للتسلية في الشارع، سواء في التضييق على غيره، أو عرقلة حركة السير ببطء، وغيرها من السلوكيات التي تجعلك تتساءل لماذا؟ أما جميلة الجميلات، فقيادتها للسيارة في الشارع مرهونة بما يصلها في «واتس آب»، وما يُنشر في «فيس بوك»، وفي إيجاد «اللوكيشن» عبر «وايز» في منتصف الطريق، ومع كل «لايك» يأتيك «بريييك» أي فرامل. ورغم ذلك، عليك أن تضبط أعصابك كسائق وألا تتسبب للجميلة بأي ازعاج، أو تجاوز عنها، لأنها رقيقة المشاعر، وقد تتقدم ضدك بشكوى تعريض حياتها للخطر، وما أدراك ما ذلك! مشاهدات بسيطة، كادت تتسبب في أن أُفسد صيامي قلباً، وأشتهي الماء والسكر، وكوباً من ماء الزهر البارد والسكر لتهدئة «مكنوناتي» وبلع كلماتي في حضرة القانون، حيث كمية الجهد والوعي والحكمة التي يتحلى بها القائمون على تطبيق قانون المرور لافتة للنظر، وتستحق الإشادة ربما لأن هذا التشريع يرتبط مباشرة بسلوكيات البشر، وبخلفياتهم الثقافية، ودواخلهم العاطفية والانفعالية. فقد يغضب سائق بسبب خلاف شخصي عائلي، فـ «يفش خلقه» بسيارة جانبه، وقد تشعر إحداهنّ بغيرة، أو ربما بتعب، فينعكس ذلك على تصرفها في القيادة. وشكاوى كثيرة قد يتقدم بها أصحابها لا تستند على أساس قانوني حيث الضرر لم يقع، والفعل غير موجود، وإنما فقط مبنية على تحليل أو استنتاج أو رغبة في الشكوى، ربما لأنني لا أحب جاري، أو لأن ذلك السائق قرر ألا ينتظرني لأكمل «واتس أبي» فقط لأنني فتاة جميلة! كيف يجرؤ على تجاوزي، سأُبهدله وأجرّه إلى محضر الشكوى وسأُضمّن شكوتي» الصوبعة» -مصطلح يعني حركة غير مهذبة- والهدف أن تؤخذ الشكوى على محمل الجد. فعلاً للقائمين على تطبيق قانون السير، وتحديداً في محكمة المرور، ألف تحية، سلامٌ عليكم بما صبرتم، وعلى ما تصبرون يومياً من سلوكيات، ومشاهدات تعكس نفسيات مختلفة، وثقافات متنوعة، منها السلبي ومنها الإيجابي. وسلام عليكم بما تتحلون به من أخلاق حميدة، وكفاءة عالية، ومهارات احتواء، ومعالجة هذه السلوكيات بالنصح والإرشاد والقانون. وإلى المعنيين أتقدم باقتراح فرض رسوم على الشكاوى، حيث يدفع الشاكي مبلغاً بسيطاً من الرسوم، أو يُخصم منه نقاط، في حال لم يكن لشكواه أي أساس قانوني، أو في حال عدم حدوث أي ضرر، لربما يثني ذلك الكثيرين عن التقدم بأي شكاوى غير جدية وغير حقيقية. وبين الشاكي والمشتكي.. فن وذوق وأخلاق.

خذوا الرقمنة وامنحونا الحياة

من يتحكم بالتكنولوجيا يتحكم بنا، أحببنا هذه الحقيقة أم كرهناها. التكنولوجيا مفروضة علينا من كل حدب وصوب، فأصبحنا أرقامًا ضمن أنظمة رقمية سواء في أماكن عملنا عبر أرقامنا الوظيفية أو بطاقتنا الشخصية والائتمانية، وحتى صورنا...

ماذا سنكتب بَعد عن لبنان؟

ماذا سنكتب بعد عن لبنان؟ هل سنكتب عن انتحار الشباب أو هجرتهم؟ أم عن المافيات السياسية التي نهبت أموال المودعين؟ أو ربّما سنكتبُ عن خباثة الأحزاب وانتمائها للخارج على حساب الداخل. هل سنكتبُ عن انهيار...

«معرفة أفضل» بالمخدرات

من المقرر أن يُصدر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة تقرير المخدرات العالمي لعام 2020، وذلك قبل نحو 24 ساعة من إحياء الأمم المتحدة ما يُعرف بـ «اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير...

الدولار «شريان الحياة»

العالم يعيش اليوم في سباق على الابتكار والاختراع، وفيما تسعى الدول الكبرى إلى تكريس مكانتها في مجال التقدّم العلمي والاقتصادي والاجتماعي، تحاول الدول النامية استقطاب الباحثين والعلماء أو ما يعرف بـ «الأدمغة» في شتى المجالات....

218 مليون طفل يبحثون عن وظيفة

218 مليون طفل حول العالم لا يذهبون إلى المدرسة، وليس لديهم وقت للعب، لماذا؟ لأنهم يعملون بدوام كامل. منهم من يعمل بالسّخرة دون أجر، ومنهم المجبر، مجبر على العمل قسراً بأنشطة غير مشروعة كالبغاء والمخدرات،...

بجوار بيتنا مدرسة

بجوار بيتنا مدرسة، جرسها مزعج، يقرع بقوّة إيذاناً ببدء يوم جديد.. النغمة نفسها التي تعيدك أعواماً إلى الوراء؛ لكنه توقّف عن الرنّ. سبب توقّف الجرس هذا العام لم يكن لانتهاء العام الأكاديمي كالعادة، وإنما بسبب...

المرأة مفتاح السلام

تحتفي الأمم المتحدة في 29 مايو بـ «اليوم العالمي لحفظة السلام»، هذا اليوم الذي شهد للمرة الأولى بزوغ قوات حفظ السلام، وكان ذلك في الشرق الأوسط، من أجل مراقبة اتفاقية الهدنة بين القوات الإسرائيلية والقوات...

«اللازنيا» بالسياسة

هذا العنوان قد يبدو صديقاً للجميع، وقابلاً للنشر، ربما باستثناء من لديهم حساسية الجلوتين، أو من يدّعون ذلك، لا سيما وأنها أصبحت موضة أكثر منها عارضاً صحياً، ومقاطعي اللحوم، وهم محبّو الخسّ والجرجير إلى الأبد،...

البطة السوداء في الأُسرة

الأسرة تعني الحماية والطمأنينة والعطاء، تعني أن تهبّ إلى نجدة أختك أو أخيك قبل أن يحتاجك، تعني ألّا تقاطع من ظلمك منهم ولو كان الظلم الذي وقع عليك كبيراً، تعني أن تلجأ إليهم عند الضعف...

المستقبل بعد 75 عاماً

منذ 75 عاماً قُتل 85 مليون إنسان. كيف؟ في الحرب العالمية الثانية. لماذا نتذكّرهم اليوم؟ لأن الأمم المتحدة تُخصّص لهم يومي 8 و9 مايو من كلّ عام مناسبةً لكي يتمهّل العالم قليلاً إجلالاً لمن ذهبوا...

مصلحة البلد

وضعوا أيديهم على أموال المودعين من أجل «مصلحة البلد»، تم تشريع سمّ الحشيشة لمصلحة البلد، وقّعوا على قرض إضافي من البنك الدولي لتأجيل الانهيار الاقتصادي والإفلاس بسبب الجشع والفساد، حتى يتمكّنوا من شدّ بأسهم تحت...

من يُنصف «قلوب الرحمة»؟

يسمّونهم قلوب أو «ملائكة الرحمة»، وهم حقاً كذلك، هم الأقرب إلينا عند الشدة والمرض، بعد الله سبحانه وتعالى، الطبيب.. دوره عظيم يشخّص، يقوم بمهامه الآنية سواء من جراحة أم من منظار، ويصف الدواء، لكن مهنة...