alsharq

آمنة ارحمة البوعينين

عدد المقالات 40

تعلم كيف تقول لا

22 نوفمبر 2021 , 12:05ص

بعضنا منذ الصغر لم يتعلم سوى السمع والطاعة، وقولِ كلمة (حاضر) لكل أمرٍ يملى عليه، حتى إن كلمة (لا) لا يعرف شكلها، ولا لونها، ولم تَرِد حتى في قاموسه. لم نتعلم كيف نناقش، نتحاور، نعبر عن مشاعرنا، فمتى كنا غاضبين نعبر عن ذلك، ومتى كنا فرحين نعبر ونحرر مشاعرنا. ولعل أبرز مثل يجسد كتم وقمع المشاعر، ويمارس إلى يومنا هذا عندما يبكي الطفل نقول له «أنت رجل.. والرجال لا يبكون»، فيتعلم منذ الصغر أن يكتم ويكبت مشاعره، ويترسخ في ذهنه أن التعبير عن ذاته أو مشاعره لا يجلب سوى الخزي له والتهكم ممن هم حوله، بينما ما هي إلا سوى مشاعر طبيعية تَرِد على قلب الإنسان؛ لأننا خلقنا بشرا، والبشر خلقوا من عواطف وأحاسيس، لم يخلقنا الله آلات مجردين من المشاعر. كم مرت علينا من مواقف وطلبات من أشخاص فوق طاقتنا وقدرة تحملنا، لكن مع ذلك أتينا على أنفسنا وتحملنا ما لا طاقة لنا فيه؛ لأننا خشينا من قول كلمة (لا) لهم، وبعضنا لم يتعلم قولها، وعلى إثر ذلك بدت له هذ الكلمة المكونة من حرفين فقط كأنها سياج محاط بالخوف والفزع، فصار يتحاشاها دون وعي منه؛ بسبب تربية خاطئة أنشئ عليها، وتراكمات من الطفولة في عقله اللاواعي. الآن وأنت تقرأ مقالي حتمًا قد خطفت بعقلك ذكريات أو حتى مع من هم حولك رأيتهم يمرون بمثل هذه المواقف التي كانت تستلزم وقفة فعلية، وحازمة، وقول كلمة واحدة وهي (لا). كم أفلتنا من بين أيدينا فرصًا كثيرة، وفضلنا الناس على أنفسنا، فكم من شخص كانت ميوله وشغفه نحو تخصص جامعي معين، ودخل تخصصًا آخر عنوةً؛ بسبب إلحاح والديه عليه أو رغبة من الأهل، ففضل رغبة أهله والناس على نفسه، ولو أنه تعلم أن يرفض ويناقش ويحترم ذاته لما أتى على نفسه، وما سمح بذلك. إذا قدرنا ذواتنا، واحترمنا أنفسنا، حينها أي فعلٍ قد يضر بنا، أو يتعدى علينا، أو على حدودنا سنقوم برفضه فورا؛ لأننا نعطي أنفسنا قدرا وقيمة عالية.

فنونٌ متصدعة

لطالما تساءلتُ عن مفهوم الفن، ما هو الفن؟! يوجد العديد من المفاهيم التي تعرف الفن، لكن ما يجمع هذه المفاهيم هو استنطاق الجمال. والجمال يختلف منظوره في عيون الناس، فمنهم ينظر للتعري والفحش كأحد أنواع...

إلحادية تعددية الآراء

تتجسد الأنا بتفكير المجتمع وكيانه عند كل ما هو شاذ عنهم، ويخالف عاداتهم، ونمط تفكيرهم -المتصدع-، ودائماً ما ينظر من كوة ضيقة، وعلى الدوام ما تميل دفّته إليه ولفكره، ويرجم الحيادية وتعددية الآراء، ويظلُّ في...

بطولة زائفة

هناك من يؤمن بالبطولة وكأنه ما خلق إلا لها، لا بل ما خلقت إلا له، لكن هل كان بطلاً بإرادة منبثقة من الذات أم ساقَ إليها سوقًا، وهو يصارع بين كينونته الخجلة وأفكار الآخرين إملاءً...

الحرية بين الانقياد والإرادة.. مسيرة وعي

سؤال: هل كل خوف يكون حقيقياً ؟! أم هو وهمٌ يظلل رؤوسنا، لطالما لامست هذا السياج الوهمي الذي يحاوط الحريات؛ من اللغة التحذيرية بلسان المجتمع، والتهديد البارد المتواري من السلطة العليا. التناقض الذي يحيط هؤلاء...

حرب الأجناس الأدبية

أحييكم مجدداً.. كنت أقرأ كتاب (حرب الأجناس الأدبية) للكاتب عمرو منير دهب، وقرأت له مقالة بعنوان «جواز سفر المقالي»، وقال بما معناه تفضيل جنس أدبي عوضاً عن جنس أدبي آخر، وإعطاء قيمة أدبية عليا لبعض...

الكتابة عمل نخبوي أم للعامة؟!

صباحكم خير لمن عبر على مقالاتي صباحًا، ومساءكم خير لمن يقرأ أسطري مساءً. لطالما كان هذا التساؤل يجول في رأسي هل الكتابة عمل نخبويٌ أم للعامة؟! فنحنُ نكتب دائمًا، في تقارير العمل، وفي الجامعة، وفي...

عيدكم مبارك

«باجر العيد بنذبح بقرة.. ويرزف سعيد بسيفه وخنجره» كلما يدنو العيد منّا أتذكرُ هذه الأغنية الشعبية وصداها الذي يتردد بين جدران الذاكرة، ولا شعوريًا تلتصق بنا رائحة العيد، ذاك البخور الذي عشش في قلوبنا قبل...

الحب اليائس في الشعر العربي

في الأيام الماضية أصاب قلمي وتدفق كلماتي الحبس الآني عن الكتابة، وكتابة الشعر؛ حيث أصبح لدي فجوة بين القلم والكلمة، وهذا ما يصيب أغلب الكُتّاب بين الحين والآخر، فتذكرت النصائح التي كنت أقرأها وأنصح بها...

الحب

الله أنطق كل شيء في هذه الحياة حبًّا، أحاط بالحب هامة الأرض وقيعانها، يابسها وبحرها، أرضها وسماها، هو الذي آلَفَ بين البذرة والتربة حتى تنبت النبتة، وحبب بين العصفور والعصفورة لنستفيق على ألحان الصباح، ومدَّ...

رمضان يحتضن الثقافة

مبارك عليكم الشهر، وكل عام وأنتم بخير، رغمَ تأخري بمعايدتكم بهذا الشهر الفضيل، اعتدنا على اختزال شهر رمضان بالعبادات، وحياكة خيوط الوصل مع الله تعالى، وتقصير المسافات إليه بالتقرب منه في هذا الشهر، إلا أنني...

السعي إلى النجاح

تخيل معي كيف ينجح إنسان وفي داخله يؤمن إنه عاجز عن النجاح؟! كيف ينهض إنسان بنفسه، ويتسلق جبل النجاح وهو يرى أن كل ما حوله حجرات عثرة ضده؟! كيف يكون الإنسان سحاباً من السعادة وهو...

الذائقة الأدبية

مؤخراً استنتجت أنني لم أحيكم يوماً في مقالاتي السابقة؛ لذا دعونا نبدأ عهداً جديداً بدءاً من هذه المقالة، صباح الخير لمن يقرأ مقالي صباحاً ومساءك خيراً إن سقطت عيناك على حروفي مساءً. قبل أن أشرع...