عدد المقالات 301
أن تكون إعلامياً ومحايداً في الشرق الأوسط، خطّان متوازيان لا يلتقيان في عصر الثورة الرقمية. فمهمّة الإعلام لم تعد تقتصر على نقل الوقائع والحقائق، التي باتت مكشوفة ومتداولة. اليوم، أصبح الإعلام، وبشكل بارز، شريكاً متورطاً في تنفيذ الأجندات الرسمية المموّلة له، وتحوّلت مهمّته من التوعية إلى التضليل، ومن نقل المطالب الشعبية لصنّاع القرار إلى نقل أوامر صنّاع القرار للشعوب. كذا تغيّرت الأولويات، حيث انحدرنا من النشرات الإخبارية والبرامج السياسية الداعية -ولو ظاهرياً إلى تعزيز الوحدة العربية، إلى البرامج الإعلامية المكشوفة والمنادية بالتفتيت، والتقسيم، ونشر الفُرقة الطائفية والمذهبية تجهيزاً لأرضية المخطط الجيو استراتيجي الجديد، والذي لن يسلم منه أحد إلّا من خبُثَ، وعمل طالحاً، وأتى أورشليم معاهداً. هذا المشهد الإعلامي هو نتاجُ واقعنا الذي لن يبقى كما هو عليه في السنوات العشر المقبلة، ولا نقصد هنا الواقع السياسي فحسب، وإنما الواقع الفكري بشكل عام، والذي يشمل المنظومة الثقافية والنفسية، ما يُشكّل أرضاً خصبة لظهور الطُفيليات الإعلامية، وتكاثرها، وتغلغلها في المجتمع من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. ولا نعوّل هنا على صحوة وسائل الإعلام والضمير المهني، كما أننا لا نراهن على حكمتنا في التمييز بين محور الشرّ ومحور الخير، ليس انتقاصاً، وإنما لأننا شعوب مأخوذة بالعصبية والموروث الثقافي والاجتماعي. اليوم نحتاج إلى العمل معاً، وبرؤية واحدة، للنهوض بالواقع الحالي، ضمن خطّة فكرية عابرة للحدود، مفتاحها تقبّل الآخر والحوار، والتعلّم من الأخطاء، والاعتراف بها، وتعزيز حرّية التعبير الراقية الهادفة إلى توعية الجيل الحالي إلى ما يدور حوله بكلّ شفافية، ومواجهة التحديات بأقلام أكاديمية رشيقة، لا تأطير هذه الحرية ووضعها في أقلام رسمية بحتة، تُبدّل حبرها بحسب من يدفع ثمن المحبرة. حبر الإعلام أنواع.. منه ما صُنع من العاج الأسود الأصيل، ومنه المواد الصبغية المستوردة، ومنه الأحمر الذي يكتب ولاءه بالدم.
من يتحكم بالتكنولوجيا يتحكم بنا، أحببنا هذه الحقيقة أم كرهناها. التكنولوجيا مفروضة علينا من كل حدب وصوب، فأصبحنا أرقامًا ضمن أنظمة رقمية سواء في أماكن عملنا عبر أرقامنا الوظيفية أو بطاقتنا الشخصية والائتمانية، وحتى صورنا...
ماذا سنكتب بعد عن لبنان؟ هل سنكتب عن انتحار الشباب أو هجرتهم؟ أم عن المافيات السياسية التي نهبت أموال المودعين؟ أو ربّما سنكتبُ عن خباثة الأحزاب وانتمائها للخارج على حساب الداخل. هل سنكتبُ عن انهيار...
من المقرر أن يُصدر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة تقرير المخدرات العالمي لعام 2020، وذلك قبل نحو 24 ساعة من إحياء الأمم المتحدة ما يُعرف بـ «اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير...
العالم يعيش اليوم في سباق على الابتكار والاختراع، وفيما تسعى الدول الكبرى إلى تكريس مكانتها في مجال التقدّم العلمي والاقتصادي والاجتماعي، تحاول الدول النامية استقطاب الباحثين والعلماء أو ما يعرف بـ «الأدمغة» في شتى المجالات....
218 مليون طفل حول العالم لا يذهبون إلى المدرسة، وليس لديهم وقت للعب، لماذا؟ لأنهم يعملون بدوام كامل. منهم من يعمل بالسّخرة دون أجر، ومنهم المجبر، مجبر على العمل قسراً بأنشطة غير مشروعة كالبغاء والمخدرات،...
بجوار بيتنا مدرسة، جرسها مزعج، يقرع بقوّة إيذاناً ببدء يوم جديد.. النغمة نفسها التي تعيدك أعواماً إلى الوراء؛ لكنه توقّف عن الرنّ. سبب توقّف الجرس هذا العام لم يكن لانتهاء العام الأكاديمي كالعادة، وإنما بسبب...
تحتفي الأمم المتحدة في 29 مايو بـ «اليوم العالمي لحفظة السلام»، هذا اليوم الذي شهد للمرة الأولى بزوغ قوات حفظ السلام، وكان ذلك في الشرق الأوسط، من أجل مراقبة اتفاقية الهدنة بين القوات الإسرائيلية والقوات...
هذا العنوان قد يبدو صديقاً للجميع، وقابلاً للنشر، ربما باستثناء من لديهم حساسية الجلوتين، أو من يدّعون ذلك، لا سيما وأنها أصبحت موضة أكثر منها عارضاً صحياً، ومقاطعي اللحوم، وهم محبّو الخسّ والجرجير إلى الأبد،...
الأسرة تعني الحماية والطمأنينة والعطاء، تعني أن تهبّ إلى نجدة أختك أو أخيك قبل أن يحتاجك، تعني ألّا تقاطع من ظلمك منهم ولو كان الظلم الذي وقع عليك كبيراً، تعني أن تلجأ إليهم عند الضعف...
منذ 75 عاماً قُتل 85 مليون إنسان. كيف؟ في الحرب العالمية الثانية. لماذا نتذكّرهم اليوم؟ لأن الأمم المتحدة تُخصّص لهم يومي 8 و9 مايو من كلّ عام مناسبةً لكي يتمهّل العالم قليلاً إجلالاً لمن ذهبوا...
وضعوا أيديهم على أموال المودعين من أجل «مصلحة البلد»، تم تشريع سمّ الحشيشة لمصلحة البلد، وقّعوا على قرض إضافي من البنك الدولي لتأجيل الانهيار الاقتصادي والإفلاس بسبب الجشع والفساد، حتى يتمكّنوا من شدّ بأسهم تحت...
يسمّونهم قلوب أو «ملائكة الرحمة»، وهم حقاً كذلك، هم الأقرب إلينا عند الشدة والمرض، بعد الله سبحانه وتعالى، الطبيب.. دوره عظيم يشخّص، يقوم بمهامه الآنية سواء من جراحة أم من منظار، ويصف الدواء، لكن مهنة...