alsharq

سحر ناصر

عدد المقالات 301

حوار الأرزة و«أبجد هوز حطي»

21 نوفمبر 2019 , 01:54ص

كلّما ارتفع صوت الإنسان مطالباً بحقوقه الأساسية من السلطات السياسية في عدد لا بأس به من الدول العربية، وفي مقدّمتها لبنان، يُسارع الساسة إلى إحالة الإنسان إلى الدستور. ولأنني مواطنة صالحة، حملتُ الدستور اللبناني بعناية فائقة، وحبّ، وشغف لبنانيّ بحت؛ وحرصتُ ألّا تتحرك الأرزة يميناً أو يساراً وسط اللونين الأبيض والأحمر. وفي حضرة الدستور، لا بدّ أن تعرّف عن نفسك، فقلتُ له: «أنا المواطن الذي وُلد خلال الاجتياح الإسرائيلي على لبنان، وشهد على جرائم القتل التي ارتكبتها الأحزاب، ورأيتُ الجثث والدم في حرب الآخرين على أرض لبنان، وافترشتُ وإخوتي وأهلي وجيراني الملاجئ التي تقع تحت الأرض، وما زالت رائحة الرطوبة وصوت الرصاص والقذائف تهزّ قلبي. لم يتعرّف عليّ الدستور في بداية الأمر، أو على الأقل ادّعى أنه لم يعرف ملامحي، وكيف أعتبُ عليه وأنا الذي تركته في مكتبتي الصغيرة بغرفتي في بيروت منذ أكثر من 10 أعوام. عاتبني قليلاً حيث تمنّعت صفحاته على يديّ، فالتصقت ببعضها البعض وتحدّت أناملي محاولةً استفزازي.. هل سأمزّقها أم سأُباعدها وأسمح لهواء «الثورة» المنعش أن يتسلّل إلى طيّاتها؟ منحتني الأرزة بركتها، وفتحت لي الأبواب الستة التي يتألف منها دستورها، وأهدتني الرقم (13) الذي يحمل التفاؤل والقلق في الوقت نفسه؛ حيث الشيطان يكمن في تفاصيلها. بشرّني هذا الرقم بأن حرية إبداء الرأي قولاً وكتابة وحریة الطباعة مكفولة ضمن دائرة القانون.. وما أدراك من يضع القانون ومن ينفّذه ويراقبه؟ أخدتني البنود والمواد بين أحكام نهائية وأخرى مؤقتة، وأخرى بين البينَيْن. وفي مسعًى منه لسَحبي كالرمال المتحركة، شعرتُ لبرهة أنني دخلتُ المدينة الفاضلة، وإذا بي أسمع ضحكة «أفلاطون» -صاحب هذه المدينة- يستهزئ بي، ومِن حوله لفيف من الضجيج الصادر عن همسات و«وشوشات» مَن وقّعوا على «اتفاق الطائف»، وأدرجوا «مقدّمة» لخّصوا فيها أحلامنا، التي اتضح فيما بعد أنها كوابيسهم! وضعت يدي على المقدّمة وأنا أبحث بين السطور عن جواب شافٍ للُبنانيتي، فإذا بـ «أبجد هوز حطي» تصرخ طالبةً منّي -بنبرة حاسمة وقاسية إلى حدّ الشراسة- ألّا ألمس أي كلمة أو مصطلح أو بند؛ حيث إن النظام بأكمله قائم عليها، وأية لمسة أو همسة أو هزّة تُسقط المعبد على رأس الصالح والطالح. عندها، استأذنتُ من الدستور وأردتُ المغادرة كأي مواطن صالح. تمسكَّتْ بي «أبجد هوز حطي» وبكت! لم أتجرأ على سؤالها عن حالها؛ لكني سمعتها تناشد الأرزة قائلة: «أيا أُمّاه، تعبتُ من خدمة الظالم والجور على المظلوم.. أيا أمّاه، يتحججون بي بأنهم أحرار وأسياد ومستقلّون وهم تابعون حدّ العبودية.. أيا أمّاه، يتغنّون بالديمقراطية البرلمانية والشعب مصدر السلطات وهم يقتلون الشعب بالمرض والمخدرات والعوز ويسحبون روحه.. أيا أمّاه، يتخذونني ذريعةً بأن أرض لبنان واحدة لكل اللبنانیین، لكنهم هجّروا أبنائي وأبناءك، يدّعون العيش المشترك وهم يزرعون الفرقة بين الأخ وأخيه منذ الولادة والحروف الأولى». أودعتُ الدستور بين الرفوف وفي العيون، وأنشدتُ لـ «أبجد هوز حطي»؛ علّها تستدعي الهمم: كلنا للوطن للعلى العلم!

خذوا الرقمنة وامنحونا الحياة

من يتحكم بالتكنولوجيا يتحكم بنا، أحببنا هذه الحقيقة أم كرهناها. التكنولوجيا مفروضة علينا من كل حدب وصوب، فأصبحنا أرقامًا ضمن أنظمة رقمية سواء في أماكن عملنا عبر أرقامنا الوظيفية أو بطاقتنا الشخصية والائتمانية، وحتى صورنا...

ماذا سنكتب بَعد عن لبنان؟

ماذا سنكتب بعد عن لبنان؟ هل سنكتب عن انتحار الشباب أو هجرتهم؟ أم عن المافيات السياسية التي نهبت أموال المودعين؟ أو ربّما سنكتبُ عن خباثة الأحزاب وانتمائها للخارج على حساب الداخل. هل سنكتبُ عن انهيار...

«معرفة أفضل» بالمخدرات

من المقرر أن يُصدر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة تقرير المخدرات العالمي لعام 2020، وذلك قبل نحو 24 ساعة من إحياء الأمم المتحدة ما يُعرف بـ «اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير...

الدولار «شريان الحياة»

العالم يعيش اليوم في سباق على الابتكار والاختراع، وفيما تسعى الدول الكبرى إلى تكريس مكانتها في مجال التقدّم العلمي والاقتصادي والاجتماعي، تحاول الدول النامية استقطاب الباحثين والعلماء أو ما يعرف بـ «الأدمغة» في شتى المجالات....

218 مليون طفل يبحثون عن وظيفة

218 مليون طفل حول العالم لا يذهبون إلى المدرسة، وليس لديهم وقت للعب، لماذا؟ لأنهم يعملون بدوام كامل. منهم من يعمل بالسّخرة دون أجر، ومنهم المجبر، مجبر على العمل قسراً بأنشطة غير مشروعة كالبغاء والمخدرات،...

بجوار بيتنا مدرسة

بجوار بيتنا مدرسة، جرسها مزعج، يقرع بقوّة إيذاناً ببدء يوم جديد.. النغمة نفسها التي تعيدك أعواماً إلى الوراء؛ لكنه توقّف عن الرنّ. سبب توقّف الجرس هذا العام لم يكن لانتهاء العام الأكاديمي كالعادة، وإنما بسبب...

المرأة مفتاح السلام

تحتفي الأمم المتحدة في 29 مايو بـ «اليوم العالمي لحفظة السلام»، هذا اليوم الذي شهد للمرة الأولى بزوغ قوات حفظ السلام، وكان ذلك في الشرق الأوسط، من أجل مراقبة اتفاقية الهدنة بين القوات الإسرائيلية والقوات...

«اللازنيا» بالسياسة

هذا العنوان قد يبدو صديقاً للجميع، وقابلاً للنشر، ربما باستثناء من لديهم حساسية الجلوتين، أو من يدّعون ذلك، لا سيما وأنها أصبحت موضة أكثر منها عارضاً صحياً، ومقاطعي اللحوم، وهم محبّو الخسّ والجرجير إلى الأبد،...

البطة السوداء في الأُسرة

الأسرة تعني الحماية والطمأنينة والعطاء، تعني أن تهبّ إلى نجدة أختك أو أخيك قبل أن يحتاجك، تعني ألّا تقاطع من ظلمك منهم ولو كان الظلم الذي وقع عليك كبيراً، تعني أن تلجأ إليهم عند الضعف...

المستقبل بعد 75 عاماً

منذ 75 عاماً قُتل 85 مليون إنسان. كيف؟ في الحرب العالمية الثانية. لماذا نتذكّرهم اليوم؟ لأن الأمم المتحدة تُخصّص لهم يومي 8 و9 مايو من كلّ عام مناسبةً لكي يتمهّل العالم قليلاً إجلالاً لمن ذهبوا...

مصلحة البلد

وضعوا أيديهم على أموال المودعين من أجل «مصلحة البلد»، تم تشريع سمّ الحشيشة لمصلحة البلد، وقّعوا على قرض إضافي من البنك الدولي لتأجيل الانهيار الاقتصادي والإفلاس بسبب الجشع والفساد، حتى يتمكّنوا من شدّ بأسهم تحت...

من يُنصف «قلوب الرحمة»؟

يسمّونهم قلوب أو «ملائكة الرحمة»، وهم حقاً كذلك، هم الأقرب إلينا عند الشدة والمرض، بعد الله سبحانه وتعالى، الطبيب.. دوره عظيم يشخّص، يقوم بمهامه الآنية سواء من جراحة أم من منظار، ويصف الدواء، لكن مهنة...