المنظومة الرياضية تجربة لـ «الابتكار»

مع اقتراب الحدث الرياضي الأكبر ألا وهو كأس العالم، نعود بالذاكرة ليوم الإعلان عن البلد المضيف لبطولة كأس العالم 2022 من 12 سنة. حيث أتذكر لحظة الإعلان والمشاعر المختلطة التي انتابتني كفرد بين الحماس، والقلق، والفخر. من يوم الإعلان إلى يومِنا هذا شهِدنا تطوراً مهولاً في المنظومة الرياضية لدينا. ولا شك أن ذلك كان نتيجة عمل دؤوب سبق يوم الإعلان عن الاستضافة. لذلك لابد لنا ان نتأمل في تجربة المنظومة الرياضية ونستقي منها الدروس والعبر، ومن هذا المنطلق اطرح سؤالي ”كيف لمنظومة الابتكار الاستفادة من تجربة المنظومة الرياضية؟“. قد لا نتفق على مقارنة الرياضة بالابتكار، وذلك قد يكون لان شريحة الرياضة ومحبيها لا تقارن بالابتكار. أو لأن المتعة التي تجلبها الرياضة لا يضاهيه شيء، إلا أننا من السؤال نود أن نبحث في الأساسيات التي جعلت المنظومة الرياضية منظومة ناجحة تحقق الأهداف المرجوة منها. وأسباب التركيز على تجربة المنظومة الرياضية هي كالتالي: - تجربة قريبة منا عايشنا تطورها كمجتمع - تشابه بعض العناصر بين المنظومة الرياضية و منظومة الابتكار - تجربة بُنيت بثقافة البيئة المحلية - تجربة حققت إنجازات ومكتسبات كبيرة لنا، فإذا أردنا التوقف عند بعض الأمور المحورية والتأمل فيها للاستفادة منها لمنظومة الابتكار فقد نتناول المحاور التالية: - الرؤية، الإرادة، الإنسان، الإعلام رؤية المنظومة الرياضية واضحة، و لعل عمر التجربة الرياضية قد يكون لهُ دور في تحديد الوِجهة والغاية من الاستثمارات في الرياضة، فالرياضة تُعد قوى ناعمة قائمة على فكرة التقارب والانفِتاح على العالم، لذلك هناك اهتمام كبير بأن تحتل قطر مكانة عالمية مرموقة في مجال الرياضة، وذلك على مستوى الأداء الرياضي، البنية التحتية، الأحداث التي تستضيفها الدولة، والاستثمارات الاستراتيجية. وضوح الرؤية يعزز من قيمة الجهود المتضافرة لتحقيق الهدف وتحصيل النتائج. الإرادة محور مهم لبلوغ الوجهة وتحقيق الغاية، فالإرادة تساهم في تذليل العقبات وتسخير كل الجهود والموارد لتحقيق الأهداف المطلوبة. وتبدأ من وضع الاستراتيجيات وسن المشاريع المساعدة إلى تمكين الكفاءات القيادية لبناء المنظومة، الى درجة الانفتاح والشفافية للتعلم من التجارب السابقة للتطوير والتحسين المستمرين، فكان نتيجة ذلك أن اصبح الملف الرياضي مشروعا وطنيا استراتيجيا بالدرجة الأولى. أما المحور الثالث وهو الإنسان، الذي يُعد عصب التجربة الرياضية وذلك لطبيعتها كمجال، حيث إن التميز في المجال الرياضي قائم على الكفاءة الجسدية والذهنية، على اثر ذلك نرى الاهتمام الكبير في بناء الإنسان الرياضي من خلال البرامج والمشاريع المختلفة، إلى توطين الإنسان الكُفؤ في قطاع الرياضة، كل هذا الإعداد المبني على الكفاءة العالية يساعدنا على تبوؤ مراكز عالمية متقدمة، و لنا في خريجي مؤسسة اسباير نماذج كثيرة. المحور الرابع وهو الإعلام الذي لعِب دوراً محورياً في جعل الرياضة توجها مجتمعيا، فأصبح المجتمع مُحِبا للرياضة واحداثِها، الى ان اصبح هناك توجه كبير في دفع النشء ناحية الرياضة وممارستها. كما اصبح الفرد يتفاخر بالمنجزات في القطاع الرياضي. بالنظر للمحاور الأربعة، ينطرح السؤال مرةً أخرى، ”كيف لمنظومة الابتكار الاستفادة من تجربة المنظومة الرياضية؟“ مع الفارق بين منظومة الرياضة ومنظومة الابتكار، إلا أن الغاية من المنظومة هي تشكيل الكتلة الحرِجة التي تعمل على ملف الابتكار وتُعزِز أهميته لنا كمجتمع، ولإجابة السؤال قد نبدأ بتأمل المحاور الأربعة في منظومة الابتكار.