عدد المقالات 117
تشير مجموعة متزايدة من الأدلة إلى أن استمرار التعاون البشري عبر شبكات ضخمة يعدّ أمراً صعباً، وقد ساعدت أبحاثي التجريبية على تسليط الضوء على الصعوبات المتمثلة في محاولة إنشاء أنظمة حكم القانون في دول ما بعد الاستعمار أو الاقتصادات الانتقالية. وفي مجال العلوم الإدراكية، زعم عالم النفس التطوري روبين دونبار أن الدماغ البشري قادر على معالجة شبكة اجتماعية لا يزيد عدد أفرادها عن 150 شخصاً على النحو الأمثل. لا يعني هذا أن أية محاولة لإنشاء هياكل حكم على نطاق ضخم محكوم عليها بالفشل. فكما يزعم أرا نوريزايان في كتابه «آلهة كبرى»، نجح الدين في هذا الصدد لعدة قرون من الزمن. الدرس المستفاد بالأحرى هو أن خلق سرد مشترك، حتى في سياقات علمانية، ضرورة أساسية للمساعدة في دعم المؤسسات. تماماً كما هي الحال في أية علاقة أو صداقة بارزة عاطفياً، يجب الحفاظ على هذا السرد من خلال أفعال التآزر والمعية -حتى بما في ذلك الضحك والغناء- وفقاً لدونبار. وانتشار السلوك المؤيد للمجتمع على نطاق واسع أمر ممكن، ولكن لا بدّ من «استحضاره»، كما يزعم ستيفن بينكر، عالم النفس من جامعة هارفارد، من خلال ثقافة تناشد بنشاط «الملائكة الأفضل في طبيعتنا». يستطيع الزعماء السياسيون أن يفعلوا الكثير لبناء حس التآزر، كما أظهرت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاكندا أرديرن في أعقاب المذبحة التي وقعت في مسجدين في كرايستشيرش في مارس؛ ولكن من المؤسف أن المؤسسات في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة تجاهلت تدهور المجتمع المدني على نحو متزايد، على الرغم من توثيقه قبل ما يقرب من عشرين عاماً في كتاب العالم السياسي روبرت د. بوتنام من جامعة هارفارد، والذي اختار له العنوان الملهم «وحيداً أمارس لعبة البولينج». ونتيجة لهذا، اختُزِل القانون في نظام يتألف من قيود لا أخلاقية يمكن التلاعب بها. على النقيض من إعلان رئيسة وزراء المملكة المتحدة السابقة مارجريت تاتشر الشهير، هناك شيء اسمه المجتمع؛ ولكن من خلال الإصرار على نظرة ضيقة للمؤسسات والتي تخلو من أي سياق اجتماعي، نجازف بجعلها أكثر جموداً من أن تتمكن من البقاء. وفي غياب حس الانتماء المجتمعي، من الممكن أن تصبح الدساتير هشة بدرجة خطيرة، خاصة أن القادة الشعبويين يندفعون لشغل الفراغ في القيم عن طريق إذكاء المشاعر القَبَلية. الواقع أن الساسة من أمثال ترمب أو نصير الخروج البريطاني نايجل فاراج يشكّلون خطراً جسيماً على المؤسسات القائمة منذ أمد بعيد. وكل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة تحتاج إلى قادة يؤكدون على ثقافة التعاون وليس المنافسة القائمة على السباق إلى القاع، ويعملون بنشاط على تعزيز عقيدة جمعية. ينبغي للغرب أن يخفف من عبادته المؤسسات الرسمية، وأن يروّج للمزيد من الصداقة المدنية. كما ينبغي لنا أن نركز بدرجة أقل على الجانب الإجرائي البحت، وأن نزيد من تركيزنا على الناس. وعن طريق إضفاء الروح على حكم القانون، يصبح بوسعنا أن نبدأ عملية طويلة لإعادة الصحة إلى أنظمتنا السياسية.
كل الدول تسارع في البحث عن سياسات صحية مناسبة لاحتواء جائحة «كورونا»، وفي غمرة البحث هذه يُطرَح سؤال حيوي: هل نحن بحاجة فقط إلى مناعة حيوية (بروتوكول علاجي) أم مناعة ضمير (بروتوكول أخلاقي/ وقائي)؟ الأمر...
خلف هذا السؤال هناك حقيقة ثاوية ومحرجة نوعاً ما، هل نحن أمام إمبريالية جديدة؟ وهل حضور الصين كقوة عالمية اليوم، يرشحها لأن تلعب هذا الدور بدلاً عن الريادة الغربية بقيادة أميركا؟ لكن قبل ذلك، ما...
نحن نعيش الآن في عالم ما بعد الفيروس، وبالنسبة للولايات المتحدة الأميركية، فإن العبور لهذا العالم جاء على نحو مفاجئ أي قبل شهر. إن العالم كما عرفناه قبل وصول فيروس كورونا المستجد قد انتهى، ولن...
يبدو أن جائحة كورونا قد خلقت وثبة حيوية في الفكر، ترجّح نهاية العولمة الاقتصادية والنموذج النيوليبرالي بكل مظاهر الهيمنة التي تحدد ملامح وجوده، والأمر في اعتقادنا ليس بهذه القدرية المتفائلة، هل يمكن الحديث هنا عن...
اقترحت إدارة ترمب تخفيضات في تمويل مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها سنة بعد سنة «10% في عام 2018، 19% في عام 2019»، في أسوأ وقت يمكن تصوره، دعا ترمب في بداية هذا العام إلى خفض...
عندما كنت جندياً شاباً في سلاح مشاة البحرية في فيتنام، خلال فترة اتسمت بانقسام داخلي عميق في أميركا، كان نحو نصف سكان البلاد يقولون إنهم يثقون في إخوانهم الأميركيين، كان ذلك أمراً محبطاً للغاية. واليوم،...
من الواضح أن الاقتصاد العالمي أُصيب بنزلة برد. كان تفشّي فيروس «كورونا» المستجد (COVID-19) متزامناً بشكل خاص مع مرور دورة الأعمال العالمية بنقطة ضعف واضحة؛ فقد توسّع الناتج العالمي بنحو 2.9% فقط في عام 2019،...
يسجّل تفشّي فيروس كورونا المستجد «COVID-19» الآن انتشاراً متسارعاً، ومع اقترابه من مستوى الوباء أو الجائحة، بات من المرجّح على نحو متزايد أن يكون تأثيره الاقتصادي شديداً. وإلى جانب استجابات الصحة العامة المكثفة، يتعين على...
في عام 1958، قرر ماوتسي تونغ أنه من أجل تحقيق التصنيع السريع، يجب أن ينساق القرويون قسراً إلى البلديات، حيث يقومون بأداء مهام صناعية، كانت ستعتمد في مكان آخر على الآلات والمصانع. فعلى سبيل المثال،...
اليوم، وأنا أقرأ في الصحف، وأتفقد الأخبار الصادرة من منظمة الصحة العالمية، هناك بعض الأسئلة في الموقع لفتت نظري: السؤال الأول: هل يوجد لقاح ضد فيروس كورونا؟ كانت الإجابة كالتالي: «قد يستغرق الأمر عدة سنوات...
قبل حوالي نصف قرن، سأل أحد النقاد الفرنسيين «BFI» حول ما إذا كانت السينما قادرة على الوقوف دون أن تتكئ على عكازة الأدب، قفزت هذه العبارة إلى ذهني وأنا أسترجع بعضاً من أفضل الأفلام التي...
قبل أن يكون العالم على علم بفيروس كورونا الجديد، الذي أثار حالة من الذعر في العالم، لاحظ طبيب العيون في ووهان لي وين ليانج، شيئاً غريباً في عدد من المرضى، إذ بدا وكأنهم أصيبوا بفيروس...