alsharq

كتاب العرب

عدد المقالات 117

رأي العرب 03 سبتمبر 2025
وايل كورنيل والكفاءات الطبية
رأي العرب 04 سبتمبر 2025
تعزيز القيم مسؤولية مشتركة
سويد الهاجري 03 سبتمبر 2025
كيف تصنع بيئة عمل ملهمة؟
مريم ياسين الحمادي 06 سبتمبر 2025
قطريات صنعن أثراً.. فاطمة سعيد السلولي

نظام عالمي جديد أم ما بعد الحضارة الغربية؟

10 أبريل 2020 , 03:09ص

يبدو أن جائحة كورونا قد خلقت وثبة حيوية في الفكر، ترجّح نهاية العولمة الاقتصادية والنموذج النيوليبرالي بكل مظاهر الهيمنة التي تحدد ملامح وجوده، والأمر في اعتقادنا ليس بهذه القدرية المتفائلة، هل يمكن الحديث هنا عن نشوء اقتصاد عالمي جديد؟ ربما لا يخرج عن نطاق تجديد الفكر الليبرالي وتجاوز أزماته الاقتصادية، كما عودتنا دائماً الليبرالية وقدرتها على تجاوز أزماتها، هل يمكن أن نفصل ما بين العولمة في بعدها الاقتصادي، والعالمية في بعدها الإنساني؟ أي كونية القيم الحضارية الغربية «الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان» إن أهم ما يمكن أن نستنتجه من أزمة جائحة كورونا، كدرجة أولى من التحولات الجيو-سياسية هو تفكك الكيانات الاقتصادية التقليدية وبروز الكيانات الثقافية، بمعنى أن العولمة بوصفها تعميماً لنموذج اقتصادي وحضاري، دون أن نبخس التمييز الممكن بين الثقافي والحضاري، تتجه نحو فقدان مقومات الهيمنة التي كانت تمارس جاذبية قيمية إنسانية، إن عدم المساواة وازدواجية المعايير والاستعلاء الحضاري الغربي، سيؤدي لا محالة إلى تفكك هذه القيم الحضارية من الداخل، بفقدان مصداقيتها العملية، وقدرتها على إقناع الضمير الجمعي من جهة، وتراجع هيمنتها على منظومة القيم الإنسانية خارجياً، مما يعني عودة الأيديولوجيات وتراجع الأيديولوجيا الليبرالية المهيمنة نحو تعدد ثقافي، أي الاتجاه نحو التعدد الحضاري للكيانات الثقافية، هذه العودة ليست تمركزاً حضارياً لثقافات معينة، بقدر ما هي انبثاق عقائد حضارية جديدة، أي الانتقال من الهيمنة الحضارية بالمعنى المادي، إلى الثقافة كمعطى أكثر روحانية مرتبطة بالمعنى «الهيمنة الروحية «، إن الأزمة الحالية أثبتت بالملموس تآكل الحضارة الغربية والحاجة إلى استعادة الروحانية، وهو ما يعني مساءلة الحداثة وما بعد الحداثة لذاتيتها المتعالية، بإمكانية استيعاب التعدد الثقافي، وتوسيع الفهم الإدراكي للثقافات، إن تجاوز مفهوم تجانس الهيمنات القديمة والحديثة أي عدم المساواة والهيمنة الأحادية كما حددها جاك دريدا، ليست كافية لفهم الشرطية الحضارية لمفهوم الهيمنة الروحانية، كما أن فكرة صامويل هنتنجتون التي تختزل الثقافي في بعده الديني، وتعتبر أن الدين هو القوة المركزية القادرة على تحريك وتعبئة الشعوب، بمعنى أن الانتماء الديني يستوعب كل الانتماءات الممكنة، إن رد الفعل الأخلاقي داخل المجتمعات الغربية تجاه أميركا كمكفّر عن ذنوب البشرية، والتي ستحاول جلّ الشعوب الأوروبية، المثقلة بماضي استعماري، أن تستعيد عذريتها على حساب أميركا، ونزعة الخلاص التي ستهيمن على العقل الغربي عموماً، لن تغني عن إعادة التفكير في قيم سلام عالمي جديدة، مبنية على أفق فهم جديد للإنسان والعالم خارج المركزية الحضارية للغرب. إن التحالف الذي يمكن أن يجمع الصين الكونفشيوسية، وروسيا المفعمة بنزعتها الأرثوذكسية الجديدة، وتركيا التي تحيي إرث الخلافة الإسلامية، وإيران بحمولتها الفارسية والشيعية، ليست تكتلاً عسكرياً يواجه الغطرسة الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، ولا رد فعل ضد العولمة الاقتصادية وحسب، وربما تجاوزاً ليس عودة للإمبراطوريات القديمة، إنها في اعتقادنا ردة فعل ضد الهيمنة الحضارية ذات البعد الواحد «حضارة كونية»، ودعوة مبطنة إلى تجاوز النموذج الكوني للقيم، بمفهوم تلاقي الثقافات، سيستعيد العالم روحانيته بقيم التضامن والتراحم والمحبة، حينما يتجاوز القيم البراجماتية، فالمستقبل متوجه نحو روحانية عالمية، والانفتاح المتاح للحضارة الغربية نحو الثقافات الشرقية المفعمة بالروحانية، كفيل بإقامة مصالحة بين قيم الحداثة المادية بروحانية العالم، كقراءة جديدة للحضارة الغربية لإزالة أسباب أفولها، والتاريخ شاهد على هذه الالتقائية الحضارية بين الغرب والشرق من خلال الحضارة الهيلينية التي أنتجت تراثاً روحياً متجذراً في تاريخ الإنسانية، ليس أمامنا من خيار سوى إعادة بناء تعاقد عالمي جديد يتجه نحو تغيير اشتراطات الهيمنة، بدل النظام العالمي الجديد المرتكز على الهيمنة الاقتصادية العسكرية، نحن مجبرون أن نغير منطق الهيمنة المستندة إلى القوة، بمنطق هيمنة مرتكزة على التعايش والتكافل والتضامن الدولي، بناء نظام عادل للتبادل في كل أبعاده المحددة للوجود الإنساني «المعرفية، الثقافية/الروحية، البيئية».

تداعيات جائحة «كورونا»: مناعة القطيع أم مناعة الضمير؟

كل الدول تسارع في البحث عن سياسات صحية مناسبة لاحتواء جائحة «كورونا»، وفي غمرة البحث هذه يُطرَح سؤال حيوي: هل نحن بحاجة فقط إلى مناعة حيوية (بروتوكول علاجي) أم مناعة ضمير (بروتوكول أخلاقي/ وقائي)؟ الأمر...

هل الصين إمبريالية جديدة؟

خلف هذا السؤال هناك حقيقة ثاوية ومحرجة نوعاً ما، هل نحن أمام إمبريالية جديدة؟ وهل حضور الصين كقوة عالمية اليوم، يرشحها لأن تلعب هذا الدور بدلاً عن الريادة الغربية بقيادة أميركا؟ لكن قبل ذلك، ما...

مرحباً بكم لعالم ما بعد الفيروس (1-2)

نحن نعيش الآن في عالم ما بعد الفيروس، وبالنسبة للولايات المتحدة الأميركية، فإن العبور لهذا العالم جاء على نحو مفاجئ أي قبل شهر. إن العالم كما عرفناه قبل وصول فيروس كورونا المستجد قد انتهى، ولن...

فشل سياسات ترمب في احتواء الوباء (2-2)

اقترحت إدارة ترمب تخفيضات في تمويل مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها سنة بعد سنة «10% في عام 2018، 19% في عام 2019»، في أسوأ وقت يمكن تصوره، دعا ترمب في بداية هذا العام إلى خفض...

الولايات المتحدة تحتاج إلى تجنيد الشباب

عندما كنت جندياً شاباً في سلاح مشاة البحرية في فيتنام، خلال فترة اتسمت بانقسام داخلي عميق في أميركا، كان نحو نصف سكان البلاد يقولون إنهم يثقون في إخوانهم الأميركيين، كان ذلك أمراً محبطاً للغاية. واليوم،...

عندما تعطس الصين (1-2)

من الواضح أن الاقتصاد العالمي أُصيب بنزلة برد. كان تفشّي فيروس «كورونا» المستجد (COVID-19) متزامناً بشكل خاص مع مرور دورة الأعمال العالمية بنقطة ضعف واضحة؛ فقد توسّع الناتج العالمي بنحو 2.9% فقط في عام 2019،...

خطة الطوارئ في التصدي لوباء كورونا (1-2)

يسجّل تفشّي فيروس كورونا المستجد «COVID-19» الآن انتشاراً متسارعاً، ومع اقترابه من مستوى الوباء أو الجائحة، بات من المرجّح على نحو متزايد أن يكون تأثيره الاقتصادي شديداً. وإلى جانب استجابات الصحة العامة المكثفة، يتعين على...

قفزة الصين العظيمة نحو الوباء (2-2)

في عام 1958، قرر ماوتسي تونغ أنه من أجل تحقيق التصنيع السريع، يجب أن ينساق القرويون قسراً إلى البلديات، حيث يقومون بأداء مهام صناعية، كانت ستعتمد في مكان آخر على الآلات والمصانع. فعلى سبيل المثال،...

«كورونا».. موضة الحروب الجديدة

اليوم، وأنا أقرأ في الصحف، وأتفقد الأخبار الصادرة من منظمة الصحة العالمية، هناك بعض الأسئلة في الموقع لفتت نظري: السؤال الأول: هل يوجد لقاح ضد فيروس كورونا؟ كانت الإجابة كالتالي: «قد يستغرق الأمر عدة سنوات...

التعايش الناجح بين السينما والأدب: «السينما بين الرواية والسيرة الذاتية: جاك لندن وجيمس فراي نموذجاً»

قبل حوالي نصف قرن، سأل أحد النقاد الفرنسيين «BFI» حول ما إذا كانت السينما قادرة على الوقوف دون أن تتكئ على عكازة الأدب، قفزت هذه العبارة إلى ذهني وأنا أسترجع بعضاً من أفضل الأفلام التي...

قفزة الصين العظيمة نحو الوباء (1-2)

قبل أن يكون العالم على علم بفيروس كورونا الجديد، الذي أثار حالة من الذعر في العالم، لاحظ طبيب العيون في ووهان لي وين ليانج، شيئاً غريباً في عدد من المرضى، إذ بدا وكأنهم أصيبوا بفيروس...

أزمة اليمين في ألمانيا (2-2)

إذا استمرت الأزمة الحالية في حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، وفشل الحزب في الحصول على أكبر حصة في الانتخابات العامة المقبلة، فمن المرجح أن يذهب حق تسمية المستشار إلى حزب الخُضر، لا شك أن حكومة ائتلافية...