alsharq

سحر ناصر

عدد المقالات 301

خيطٌ رفيع بين الهوية والعنصرية

21 مارس 2019 , 02:41ص

«ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين»، صدق الله العظيم. هذه الآية الكريمة، هي خارطة طريقنا عندما نشعر أننا على وشك الوقوع في فخّ التمييز العنصري في حياتنا اليومية، سواء في شؤوننا المهنية، والأُسرية، وحتى الشخصية. الكثير منّا ينجرّ إلى مسألة التمييز العنصري لا إراديًا، ربّما بناء على تجارب سابقة مع هذه الجنسية أو تلك، أو بناء على ما زرعته المناهج الدراسية في عقولنا بمدارسنا الابتدائية، والتي نمّت فينا العنصرية عمدًا أو جهلًا، كأن ننظر دومًا إلى المستعمرين القدامى على أنهم متفوقون علينا دهاءً، أو أنهم عدوٌ دائم لا بدّ من محاربته، وقد يصل الأمر إلى حدّ تكفيرهم. وقد تكون عنصريتنا ناجمة بسبب ما نتجرعه يوميًا من خطابات ومقالات وحوارات تعكس رؤية الزعيم على أننا شعوب مختارة من الله. وما ينطبق علينا قد ينطبق على شعوب العالم على اختلاف الحجج، وكيفية الترويج الإعلامي للروح العنصرية على أنها جزء من الهوية الوطنية. فانتخاب «ترمب» وتفوق العرق الأبيض على المهاجرين واللاجئين، كان ركيزة قوية لحملة «ترمب» الانتخابية، أوصلته إلى الحكم؛ وما صاحب ذلك من تصريحات عنصرية. وفي خضم هذه الفوضى النفسية والسياسية التي تجتاح العالم مع تراجع الحدود السيادية بين الدول، واجتياح وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح التمييز العنصري، بمثابة أحد التحديات الخطيرة التي تسعى الأمم المتحدة إلى مكافحته- على الأقل ظاهريًا- منذ 21 مارس عام 1961، إذ تحوّل هذا التحدي إلى خطر أمنيّ، يداهم دور العبادة، والمنازل، والشوارع العامة، والمقاهي، والسبب ببساطة: أنا أقتلك لأنك لست من طائفتي! أو لا تنتمي إلى عرقي! أو لا أرغب بوجودك في بلدي، أو ربما في هذا الكوكب معي؟ بغض النظر عن الخلفية الثقافية أو السياسية أو الاستخباراتية المحركة لذلك. وعليه، تُحيي الأمم المتحدة اليوم 21 مارس، اليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري، تذكيرًا بالمجزرة التي حدثت عام 1960، حيث أطلقت الشرطة في جنوب إفريقيا الرصاص فقتلت 69 شخصاً كانوا مشتركين في مظاهرة سلمية في شاربفيل، ضد « قوانين المرور» المفروضة من قبل نظام الفصل العنصري. ومنذ عام 1961، يشعر الكثير بأن المظاهرات السلمية، لم تعد تجدي نفعًا في التعبير عن مطالبهم، ولهذا نشهد التخريب والتكسير والالتحاق بالجماعات المسلحة والمتمردة، وغيرها من وسائل العنف لإثبات وجهات نظر معينة، أو للمطالبة بالحقوق، التي قد تكون محقة أو لا. لا بدّ أن نضيف هنا، أن الغُبن والظلم على أساس الجنسية، المذهب، الدين، اللون، اللغة، هو قنبلة موقوتة تحفزّ الشباب على الوقوف إلى جانب الإرهاب والانتقام بدلاً من الوقوف إلى جانب السلطات، التي -ومن وجهة نظري- لم ترتقِ إلى الآن إلى المستوى المطلوب في تفكيك هذه القنبلة الموقوتة، بل على العكس تغذيها بقوانين عنصرية بحجة تعزيز الهوية الوطنية. خيطٌ رفيع بين تعزيز الهوية الوطنية للشعوب وتكريس التمييز العنصري، خيطٌ رفيع لكنه قوي كفاية ليقطع الأعمدة التي تحمل بعض العروش التي تتخذ من العنصرية سبيلًا لها للبقاء.

خذوا الرقمنة وامنحونا الحياة

من يتحكم بالتكنولوجيا يتحكم بنا، أحببنا هذه الحقيقة أم كرهناها. التكنولوجيا مفروضة علينا من كل حدب وصوب، فأصبحنا أرقامًا ضمن أنظمة رقمية سواء في أماكن عملنا عبر أرقامنا الوظيفية أو بطاقتنا الشخصية والائتمانية، وحتى صورنا...

ماذا سنكتب بَعد عن لبنان؟

ماذا سنكتب بعد عن لبنان؟ هل سنكتب عن انتحار الشباب أو هجرتهم؟ أم عن المافيات السياسية التي نهبت أموال المودعين؟ أو ربّما سنكتبُ عن خباثة الأحزاب وانتمائها للخارج على حساب الداخل. هل سنكتبُ عن انهيار...

«معرفة أفضل» بالمخدرات

من المقرر أن يُصدر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة تقرير المخدرات العالمي لعام 2020، وذلك قبل نحو 24 ساعة من إحياء الأمم المتحدة ما يُعرف بـ «اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير...

الدولار «شريان الحياة»

العالم يعيش اليوم في سباق على الابتكار والاختراع، وفيما تسعى الدول الكبرى إلى تكريس مكانتها في مجال التقدّم العلمي والاقتصادي والاجتماعي، تحاول الدول النامية استقطاب الباحثين والعلماء أو ما يعرف بـ «الأدمغة» في شتى المجالات....

218 مليون طفل يبحثون عن وظيفة

218 مليون طفل حول العالم لا يذهبون إلى المدرسة، وليس لديهم وقت للعب، لماذا؟ لأنهم يعملون بدوام كامل. منهم من يعمل بالسّخرة دون أجر، ومنهم المجبر، مجبر على العمل قسراً بأنشطة غير مشروعة كالبغاء والمخدرات،...

بجوار بيتنا مدرسة

بجوار بيتنا مدرسة، جرسها مزعج، يقرع بقوّة إيذاناً ببدء يوم جديد.. النغمة نفسها التي تعيدك أعواماً إلى الوراء؛ لكنه توقّف عن الرنّ. سبب توقّف الجرس هذا العام لم يكن لانتهاء العام الأكاديمي كالعادة، وإنما بسبب...

المرأة مفتاح السلام

تحتفي الأمم المتحدة في 29 مايو بـ «اليوم العالمي لحفظة السلام»، هذا اليوم الذي شهد للمرة الأولى بزوغ قوات حفظ السلام، وكان ذلك في الشرق الأوسط، من أجل مراقبة اتفاقية الهدنة بين القوات الإسرائيلية والقوات...

«اللازنيا» بالسياسة

هذا العنوان قد يبدو صديقاً للجميع، وقابلاً للنشر، ربما باستثناء من لديهم حساسية الجلوتين، أو من يدّعون ذلك، لا سيما وأنها أصبحت موضة أكثر منها عارضاً صحياً، ومقاطعي اللحوم، وهم محبّو الخسّ والجرجير إلى الأبد،...

البطة السوداء في الأُسرة

الأسرة تعني الحماية والطمأنينة والعطاء، تعني أن تهبّ إلى نجدة أختك أو أخيك قبل أن يحتاجك، تعني ألّا تقاطع من ظلمك منهم ولو كان الظلم الذي وقع عليك كبيراً، تعني أن تلجأ إليهم عند الضعف...

المستقبل بعد 75 عاماً

منذ 75 عاماً قُتل 85 مليون إنسان. كيف؟ في الحرب العالمية الثانية. لماذا نتذكّرهم اليوم؟ لأن الأمم المتحدة تُخصّص لهم يومي 8 و9 مايو من كلّ عام مناسبةً لكي يتمهّل العالم قليلاً إجلالاً لمن ذهبوا...

مصلحة البلد

وضعوا أيديهم على أموال المودعين من أجل «مصلحة البلد»، تم تشريع سمّ الحشيشة لمصلحة البلد، وقّعوا على قرض إضافي من البنك الدولي لتأجيل الانهيار الاقتصادي والإفلاس بسبب الجشع والفساد، حتى يتمكّنوا من شدّ بأسهم تحت...

من يُنصف «قلوب الرحمة»؟

يسمّونهم قلوب أو «ملائكة الرحمة»، وهم حقاً كذلك، هم الأقرب إلينا عند الشدة والمرض، بعد الله سبحانه وتعالى، الطبيب.. دوره عظيم يشخّص، يقوم بمهامه الآنية سواء من جراحة أم من منظار، ويصف الدواء، لكن مهنة...