عدد المقالات 40
في الرابع عشر من فبراير نحتفل أدبياً بمناسبة اليوم العالمي للقصة القصيرة، رغم وجود هذا اليوم المخصص للقصة القصيرة إلا أنها غائبة عن المشهد الثقافي القطري، وما هو إلا اهتمام وقتي، ومهملة من الناشرين، والقراء، والجهات الثقافية، ولا يكفي أن نهتم بها بندوة ثقافية عابرة، بل الاهتمام فيها يكون من خلال تخصيص جائزة تشجيعية للقاصين القطريين الشباب، وتدشين أعمالهم، أو جائزة لأفضل قصة قصيرة قطرية، كما أنه من المهم أن يكون لدينا تذوق للأجناس الأدبية المختلفة، وغير الظاهرة على السطح والساحة الفنية القطرية. بمناسبة هذا اليوم سأسرد عليكم أول قصة قصيرة أنشرها هنا في الصحيفة بعنوان (المعلمة التي سرقت لذة طعام أمي). قُرع الجرس، لملمت حاجياتي وكتبي سريعا وأنا أرميها بشكل فوضوي في حقيبتي، وركضت نحو بوابة المدرسة، ركبتُ سيارة والدي وعلامات القلق والتوجس تنطق بها عيناي، ماذا لو أن نفذت المعلمة تهديدها وأخبرته عن شقاوتي اليوم في حصتها، ظللتُ طوال الطريق وأنا أدعك بقماش (المريول) إلى أن شعرتُ بأن القماش يتقطع بين يديّ. الصمت الوحيد هو الذي كان يتحدث في السيارة، سألتني «هل هذا صمت والدي المعتاد أم أن الصمت الذي يسبق العاصفة!» وصلنا البيت وما زال الصمت يخيم على أبي. جلسنا جميعا على سفرة الطعام، وما زلتُ غارقة في تفكري، أراقب حركات أبي على السفرة، ويتوجس قلبي من أي همس يدُب، ما إن كان أبي علم بما فعلت اليوم أم لا؟! الغريب أن أمي أعدت طعاماً شهيًا ومختلفًا على غير العادة.. لحم! اللحم لا يدخل بيتنا إلا نادرًا؛ فأبي القاسي الذي يختصر أبوته بكلمتين، لا يهدر نقوده دون إدارة وحرص شديد؛ لأن لديه نظرية غريبة في مجتمعنا المتباهي، وهي: لا يهم نوع الطعام الذي نأكله طالما هو طعام يشبع جوعنا، ولا ماركة الملابس التي نرتديها طالما هي تسترنا وتدفئنا، ولا نوع الشيء طالما هو يفي بغرضه. أحيت أمي السفرة ببطيخ قاني، ولونه الأحمر أغواني، التهمتهُ بشراهة، وكنت أواسي ببرودته النار التي تشتعل في داخلي، كان تفكيري حينها طفوليًا؛ كنت أظن عندما أتناول البطيخ ببرودته سيطفئ اللهيب المشتعل في صدري! نهض أبي من على السفرة، وسرعان ما غاصت رقبتي في صدري خوفًا من أن يضربني، ولكن تفاجأت عندما ذهب إلى غرفة نومه كما العادة؛ ليأخذ قيلولة العصر، ومَرّ اليوم ولم يضربني أبي، وإلى الآن أكره تلك المعلمة التي حرمتني من أن أتلذذ بالطبخة اللذيذة التي لم تعاود أمي طبخها مرةً أخرى منذ ذلك اليوم.
لطالما تساءلتُ عن مفهوم الفن، ما هو الفن؟! يوجد العديد من المفاهيم التي تعرف الفن، لكن ما يجمع هذه المفاهيم هو استنطاق الجمال. والجمال يختلف منظوره في عيون الناس، فمنهم ينظر للتعري والفحش كأحد أنواع...
تتجسد الأنا بتفكير المجتمع وكيانه عند كل ما هو شاذ عنهم، ويخالف عاداتهم، ونمط تفكيرهم -المتصدع-، ودائماً ما ينظر من كوة ضيقة، وعلى الدوام ما تميل دفّته إليه ولفكره، ويرجم الحيادية وتعددية الآراء، ويظلُّ في...
هناك من يؤمن بالبطولة وكأنه ما خلق إلا لها، لا بل ما خلقت إلا له، لكن هل كان بطلاً بإرادة منبثقة من الذات أم ساقَ إليها سوقًا، وهو يصارع بين كينونته الخجلة وأفكار الآخرين إملاءً...
سؤال: هل كل خوف يكون حقيقياً ؟! أم هو وهمٌ يظلل رؤوسنا، لطالما لامست هذا السياج الوهمي الذي يحاوط الحريات؛ من اللغة التحذيرية بلسان المجتمع، والتهديد البارد المتواري من السلطة العليا. التناقض الذي يحيط هؤلاء...
أحييكم مجدداً.. كنت أقرأ كتاب (حرب الأجناس الأدبية) للكاتب عمرو منير دهب، وقرأت له مقالة بعنوان «جواز سفر المقالي»، وقال بما معناه تفضيل جنس أدبي عوضاً عن جنس أدبي آخر، وإعطاء قيمة أدبية عليا لبعض...
صباحكم خير لمن عبر على مقالاتي صباحًا، ومساءكم خير لمن يقرأ أسطري مساءً. لطالما كان هذا التساؤل يجول في رأسي هل الكتابة عمل نخبويٌ أم للعامة؟! فنحنُ نكتب دائمًا، في تقارير العمل، وفي الجامعة، وفي...
«باجر العيد بنذبح بقرة.. ويرزف سعيد بسيفه وخنجره» كلما يدنو العيد منّا أتذكرُ هذه الأغنية الشعبية وصداها الذي يتردد بين جدران الذاكرة، ولا شعوريًا تلتصق بنا رائحة العيد، ذاك البخور الذي عشش في قلوبنا قبل...
في الأيام الماضية أصاب قلمي وتدفق كلماتي الحبس الآني عن الكتابة، وكتابة الشعر؛ حيث أصبح لدي فجوة بين القلم والكلمة، وهذا ما يصيب أغلب الكُتّاب بين الحين والآخر، فتذكرت النصائح التي كنت أقرأها وأنصح بها...
الله أنطق كل شيء في هذه الحياة حبًّا، أحاط بالحب هامة الأرض وقيعانها، يابسها وبحرها، أرضها وسماها، هو الذي آلَفَ بين البذرة والتربة حتى تنبت النبتة، وحبب بين العصفور والعصفورة لنستفيق على ألحان الصباح، ومدَّ...
مبارك عليكم الشهر، وكل عام وأنتم بخير، رغمَ تأخري بمعايدتكم بهذا الشهر الفضيل، اعتدنا على اختزال شهر رمضان بالعبادات، وحياكة خيوط الوصل مع الله تعالى، وتقصير المسافات إليه بالتقرب منه في هذا الشهر، إلا أنني...
تخيل معي كيف ينجح إنسان وفي داخله يؤمن إنه عاجز عن النجاح؟! كيف ينهض إنسان بنفسه، ويتسلق جبل النجاح وهو يرى أن كل ما حوله حجرات عثرة ضده؟! كيف يكون الإنسان سحاباً من السعادة وهو...
مؤخراً استنتجت أنني لم أحيكم يوماً في مقالاتي السابقة؛ لذا دعونا نبدأ عهداً جديداً بدءاً من هذه المقالة، صباح الخير لمن يقرأ مقالي صباحاً ومساءك خيراً إن سقطت عيناك على حروفي مساءً. قبل أن أشرع...