عدد المقالات 301
«انتخبوا من أضحككم لا من ضحك عليكم»، شعار رفعه «بيار الحشّاش» الناشط على وسائل التواصل الاجتماعي وأحد وجوه الكوميديا اللبنانية عندما ترشح للانتخابات النيابية عام 2000، وحينها أطلق على نفسه لقب «نايب الأخضر واليابس»، تعرّض هذا الشاب للضرب مؤخراً على أيدي مرافقي وزير ذي حقيبة سيادية، وذلك بعد نشره فيديوهات فكاهية تناول فيها «هدر المال العام». وسرعان ما اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي بآراء اللبنانيين الذين انقسموا كعادتهم، بين مؤيد للوزير، ومُناصر لـ»بيار الحشاش» كمواطن لبناني كفل الدستور حقه بالتعبير عن رأيه، توعّد «الحشاش» بمواصلة مسيرته، قائلاً، رغم أسنانه المكسورة نتيجة الضرب، إن من يُحاول إسكاتي هو «الخسران». الصراع بين الفكاهة والسياسة، صراعٌ عريق وأبديّ، ونتيجته دوماً واحدة، الفكاهة هي الغالبة، والسياسة هي المغلوبة، فنظرة سريعة على التاريخ القديم والحديث تُبثت ذلك؛ إذ لا زال الناس يتداولون مقاطع «تشارلي شابلن» المضحكة، والناقدة، والمؤثرة، كذلك تتوارث الأجيال القصص الفكاهية من كتاب «البخلاء» للجاحظ، الذي هزّ العصر العبّاسي بأدبياته الطريفة. وفي التاريخ الحديث، تقلّدت الممثلة الكوميدية «إيلين ديجينيرس» وسام الحرية من الرئيس الأميركي السابق أوباما، وها هو باسم يوسف، قد نجح في قلب الرأي العام على الرئيس السابق محمد مرسي من خلال الكوميديا السياسية، ومع وصول السيسي إلى الحُكم، أُسكت يوسف؛ وأُنهيت مهمّته. الفكاهة السياسية ليست سُخرية أو انتقاصاً من أصحاب السعادة والسيادة، بقدر ما هي وسيلة من وسائل التعبير الأكثر ذكاءً المحفزّة على التفكير، والتي تلعب دوراً مهماً جداً في توعية الجمهور بالقضايا والتحديات المحيطة بهم، ولولا الفكاهة السياسية لما تمكّن اللبنانيون من تجاوز تداعيات الحرب الأهلية وأهوالها؛ إذ تألق العبقري «زياد الرحباني» في مسرحياته التي اعتمدت على الفكاهة السياسية و»الهضامة» الناقدة لتعزيز وحدة اللبنانيين في ذروة انقسامهم، كما تألق حسن علاء الدين، الملّقب بـ»شوشو»، المسرحي الكوميدي والناقد وأحد مؤسسي المسرح الوطني اللبناني، في نهفاته الكوميدية التي عبّرت عن وضع لبنان الاجتماعي قُبيل اندلاع الحرب الأهلية بأشهر. ومن أقوال زياد الرحباني: «أليس في كل ثانية من الحياة، إنسان يضحك؟ إذن في الأرض ضحكٌ متواصل». ونُضيف: «أليس في كل ثانية سياسي يكذب، إذن في الأرض كذبٌ متواصل». اضحكوا بوجه الكاذبين حتى يُصبح هؤلاء أُضحوكة.
من يتحكم بالتكنولوجيا يتحكم بنا، أحببنا هذه الحقيقة أم كرهناها. التكنولوجيا مفروضة علينا من كل حدب وصوب، فأصبحنا أرقامًا ضمن أنظمة رقمية سواء في أماكن عملنا عبر أرقامنا الوظيفية أو بطاقتنا الشخصية والائتمانية، وحتى صورنا...
ماذا سنكتب بعد عن لبنان؟ هل سنكتب عن انتحار الشباب أو هجرتهم؟ أم عن المافيات السياسية التي نهبت أموال المودعين؟ أو ربّما سنكتبُ عن خباثة الأحزاب وانتمائها للخارج على حساب الداخل. هل سنكتبُ عن انهيار...
من المقرر أن يُصدر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة تقرير المخدرات العالمي لعام 2020، وذلك قبل نحو 24 ساعة من إحياء الأمم المتحدة ما يُعرف بـ «اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير...
العالم يعيش اليوم في سباق على الابتكار والاختراع، وفيما تسعى الدول الكبرى إلى تكريس مكانتها في مجال التقدّم العلمي والاقتصادي والاجتماعي، تحاول الدول النامية استقطاب الباحثين والعلماء أو ما يعرف بـ «الأدمغة» في شتى المجالات....
218 مليون طفل حول العالم لا يذهبون إلى المدرسة، وليس لديهم وقت للعب، لماذا؟ لأنهم يعملون بدوام كامل. منهم من يعمل بالسّخرة دون أجر، ومنهم المجبر، مجبر على العمل قسراً بأنشطة غير مشروعة كالبغاء والمخدرات،...
بجوار بيتنا مدرسة، جرسها مزعج، يقرع بقوّة إيذاناً ببدء يوم جديد.. النغمة نفسها التي تعيدك أعواماً إلى الوراء؛ لكنه توقّف عن الرنّ. سبب توقّف الجرس هذا العام لم يكن لانتهاء العام الأكاديمي كالعادة، وإنما بسبب...
تحتفي الأمم المتحدة في 29 مايو بـ «اليوم العالمي لحفظة السلام»، هذا اليوم الذي شهد للمرة الأولى بزوغ قوات حفظ السلام، وكان ذلك في الشرق الأوسط، من أجل مراقبة اتفاقية الهدنة بين القوات الإسرائيلية والقوات...
هذا العنوان قد يبدو صديقاً للجميع، وقابلاً للنشر، ربما باستثناء من لديهم حساسية الجلوتين، أو من يدّعون ذلك، لا سيما وأنها أصبحت موضة أكثر منها عارضاً صحياً، ومقاطعي اللحوم، وهم محبّو الخسّ والجرجير إلى الأبد،...
الأسرة تعني الحماية والطمأنينة والعطاء، تعني أن تهبّ إلى نجدة أختك أو أخيك قبل أن يحتاجك، تعني ألّا تقاطع من ظلمك منهم ولو كان الظلم الذي وقع عليك كبيراً، تعني أن تلجأ إليهم عند الضعف...
منذ 75 عاماً قُتل 85 مليون إنسان. كيف؟ في الحرب العالمية الثانية. لماذا نتذكّرهم اليوم؟ لأن الأمم المتحدة تُخصّص لهم يومي 8 و9 مايو من كلّ عام مناسبةً لكي يتمهّل العالم قليلاً إجلالاً لمن ذهبوا...
وضعوا أيديهم على أموال المودعين من أجل «مصلحة البلد»، تم تشريع سمّ الحشيشة لمصلحة البلد، وقّعوا على قرض إضافي من البنك الدولي لتأجيل الانهيار الاقتصادي والإفلاس بسبب الجشع والفساد، حتى يتمكّنوا من شدّ بأسهم تحت...
يسمّونهم قلوب أو «ملائكة الرحمة»، وهم حقاً كذلك، هم الأقرب إلينا عند الشدة والمرض، بعد الله سبحانه وتعالى، الطبيب.. دوره عظيم يشخّص، يقوم بمهامه الآنية سواء من جراحة أم من منظار، ويصف الدواء، لكن مهنة...