عدد المقالات 50
الحمد لله العزيز المتكبر ذي الجلال، والصلاة والسلام على نبينا محمد المتواضع ذي الهيبة والجمال، وعلى جميع الصحابة والآل. وبعد: يقول ربنا سبحانه: ﴿تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾، إن شهر رمضان شهر صيام، والصيام عن الأكل والشرب والشهوة أمر مطلوب، لكن للصيام أبعادا أخرى، وغايات أسمى، ففي الحديث يقول المصطفى عليه الصلاة والسلام: (من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) رواه البخاري. وفي الحديث إشارة إلى أن الصوم يقتضي أيضاً صوم باقي الجوارح عن كل ما هو حرام مما يخدش الصوم ويذهب بأجره كاملاً أو ينقصه، يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: «(رُبَّ صائم ليس له من صيامه إلا الجوع) رواه ابن ماجه. ومن الزور الذي لا يصوم عنه كثيرون ممن يحرصون على ترك الطعام والشراب والشهوة فقط خلق الكبر، فإذا لم يصم القلب عن الأخلاق الذميمة المحرمة كان حظ صاحبه من الصيام الجوع. وإذا كان الصائم يصوم من أجل الدار الآخرة بالجوع والعطش ولا يصوم عن التكبر على خلق الله فهو يرجو الآخرة من غير طريقها، يقول ربنا سبحانه: ﴿تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ﴾، جاءت هذه الآية بعد ذكر قصة قارون الذي تكبر وبغى على المومنين من قوم موسى، فخسف الله به وبداره الأرض، ثم أخبر سبحانه أن الدار الآخرة الباقية أعدها سبحانه للذين ليس عندهم إرادة العلو في الأرض، ولا إرادة الفساد، والعلو: التكبر عن الحق وعلى الخلق، والطغيان في الأعمال، والفساد: ضد الصلاح، وهو كل فعل مذموم في الشريعة. فإذا كان مجرد إرادة التكبر والعلو سببا في الحرمان في الدار الآخرة فكيف بممارسة الكبر والفساد فعلياً، يقول الفضيل بن عياض رحمه الله عندما قرأ هذه الآية: «ذهبت الأماني هاهنا، أي أماني الذين يزعمون أنه لا يضر مع الإيمان شيء». وفي الحديث القدسي: (يقول الله سبحانه: الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، من ينازعني واحدا منهما، ألقيته في جهنم) رواه ابن ماجه. والكبر من الأمراض القلبية الخفية، التي تتسرب إلى القلب فيتشربها بسبب النعمة في الغالب، من حصول العبد على مال أو منصب أو وجاهة ونحو ذلك من علم أو قوة بدنية أو جمال مظهر هذه أسباب الكبر التي ذكرها بعض العلماء، وهذا الخلق الذميم يتناقض مع الغاية الرمضانية الحسنة، وهي تحقيق التقوى، لأن الله تعالى لما أخبرنا بأن الدار الآخرة للقوم الذين ليس من شيمهم التكبر والإفساد في الأرض قال إثر ذلك: ﴿وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾، ولفظ العاقبة صفة للدار الآخرة في الأصل، ولكن عوملت معاملة الاسم لكثرة استعمالها في الإشارة إلى الآخرة، والمراد بها هنا الدار الآخرة المذكورة أولاً، فليس للمتكبرين فيها نصيب، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر. قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة. قال صلى الله عليه وسلم: إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ» رواه مسلم. وبطر الحق: دفعه وإنكاره ترفعا وتجبرا، وغمط الناس احتقارهم. وبهذا الحديث يتبين لنا أن للكبر أثراً يظهر من خلال سلوك المتكبر، ولا علاقة للكبر باللباس الجميل والمركب الجيد، والمنزل الفخم، والمظهر الحسن، وإنما الكبر صفة قلبية تدل عليه آثاره في سلوك المتكبر. والصيام عن هذه الصفة يقتضي الاتصاف بنقيضها وهو التواضع، خلق الأنبياء والصالحين، ومن تواضع لله رفعه.
الحمد لله الذي أسعد قلوب أوليائه، وأثلج بالعبادة صدور أصفيائه، والصلاة والسلام على خاتم رسله وأنبيائه، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لسنته المخلصين في ولائه. وبعد: فيقول ربنا الكريم: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ...
الحمد لله الذي أنزل القرآن عربياً قولاً ثقيلاً، وجعله هادياً إليه وحبلاً متيناً وأقوم قيلاً، والصلاة والسلام على من رتل الوحي ترتيلاً، وتهجد به تعبداً وتبتيلاً، وعلى صحبه الذين تدبروه وعملوا به فكانوا أهدى سبيلاً،...
الحمد لله المتصف بالبقاء، المتفضل بجزيل العطاء، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه، وعلى التابعين ما دامت الأرض والسماء. وبعد: فيقول الله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56]، ويقول سبحانه: ﴿فَمَنْ...
الحمد لله فرض طاعة رسوله على عباده، وزكاه في عقله ومنطقه وفؤاده، والصلاة والسلام على الرؤوف الرحيم، نبينا محمد الرسول الكريم، وعلى آله وصحبه والتابعين لهم المتمسكين بالدين القويم. وبعد: فيقول الله تعالى: ﴿مَنْ يُطِعِ...
الحمد لله حمداً يليق بوحدانيته، سبحانه تفرد فليس كمثله شيء في فردانيته، والصلاة والسلام على من آخى بين المهاجرين والأنصار، نبينا محمد وآله وصحبه والتابعين لهم في كل الأزمان والأمصار. وبعد: فإن الله تعالى يقول:...
الحمد لله الذي خصنا بفضائل عظيمة، وأعطانا ليلة القدر الكريمة، والصلاة والسلام على نبينا محمد خير من لله تعبد، وأحيا ليله بالصلاة وتهجد، وعلى آله وصحابته والتابعين لهم ما تتابع الزمان وتجدد. وبعد: فيقول الله...
الحمد لله الذي تفرغ لعبادته المعتكفون، وقصد بابه الطامعون الخائفون، والصلاة والسلام على أفضل من صام لله وتعبد، وقام بين يديه وتهجد، وعلى آله وصحبه ما قصر النهار وتمدد. وبعد: فيقول الله تعالى: ﴿وَعَهِدْنَا إِلَى...
الحمد لله الرحمن الغفار، تفضل على عباده بطول الأعمار، وبلغهم مواسم الخيرات للاجتهاد والادخار، والصلاة والسلام على نبينا محمد ما مسح الليل ضوء النهار، وعلى آله وصحبه والتابعين لما لهم من الآثار. وبعد: فقد صح...
الحمد لله الذي يقبل التائبين، ويجيب دعوة المضطرين، ولا يخيب سعي الراجين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين إلى يوم الدين. وبعد: فقد روى الترمذي رحمه الله عن أنس...
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد: فقد خاطب ربنا تعالى نبيه فقال: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾ [الزمر: 30]، وقال سبحانه: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ...
الحمد لله المنعم على عباده، المكرم لهم بإحسانه وإمداده، جعل الدنيا متاعاً قليلاً، والآخرة نعيماً خالداً لمن اتخذ إلى ربه سبيلاً، والصلاة والسلام على من بعثه الله للخلق نبياً ورسولاً، وعلى آله وصحبه والتابعين ما...
الحمد لله الذي جعل للإنسان لباساً، وجعل له في الشرع ضابطاً ومقياساً، والصلاة والسلام على من جعله للخلق نبراساً، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ومن جعلهم لهذا الدين حراساً. وبعد: فيقول الله تبارك وتعالى:...