alsharq

فالح بن حسين الهاجري - رئيس التحرير

عدد المقالات 200

الحراك القطري خلال 100 يوم من العدوان الإسرائيلي على غزة

18 يناير 2024 , 02:00ص

لم تغب القضية الفلسطينية يوما عن صدارة الأولويات لقيادة دولة قطر وشعبها، ولطالما كانت أم القضايا الساخنة التي لم يفقدها طول الأمد حقها على الشعوب الشقيقة بالنصرة والعون في كل المجالات السياسية والإغاثية والإنسانية، والمساعي القطرية لدعم حق الأشقاء الفلسطينيين في التحرر حاضرة بقوة على طول الخط، سواء في المحافل الدولية من إدانة لممارسات الكيان، أو الإقليمية من مقاومة لموجة التطبيع، أو في المشهد الفلسطيني من محاولات لوقف الاعتداءات السابقة على قطاع غزة وجهود الإغاثة وإعادة الإعمار، إضافة إلى الجانب الأهم؛ وهو تبني القضية إعلاميا عبر المنابر الإعلامية، واليوم في الاعتداء الوحشي الأخير على غزة، والذي مضى على انطلاقته أكثر من مائة يوم، لا تدخر قطر جهدا في وقف النزيف، وحقن الدم الفلسطيني البريء، ومد يد العون بكافة السبل. هدنة التقاط الأنفاس (24 نوفمبر) عندما كانت الحرب تتدحرج كالكرة الثلجية على القطاع، وتأتي بالدمار والتلف على كل شيء، ابتداء من أرواح المدنيين الأبرياء دون تمييز بين صغير أو كبير، إضافة إلى هدم مساكنهم فوق رؤوسهم، وتنفيذ سياسة الأرض المحروقة التي يمارسها الكيان انعكاسا لعجزه، وخور جنوده الذين لا يتقدمون إلى منطقة إلا بعد مسحها الكامل بالطيران والمدفعية، وبعد أن تم تعطيل المدارس، وهدم المساجد، ومرافق الحياة، وشل حركة الأسواق وحتى قصف المشافي وإحداث المجازر المرعبة فيها وإبادة أحياء كاملة في شمال القطاع، كان إبرام هدنة إنسانية وإيقاف هذا الجنون ضربا من الخيال، ولكنه تحقق بالمساعي القطرية الحثيثة، ممثلة بالسلطة العليا للبلاد، سمو الأمير المفدى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني (حفظه الله)، الذي لم يدخر جهدا، ولا وسيلة ضغط إلا بذلها، كان ذلك مشفوعا بحضور المؤتمرات والفعاليات الكثيفة مثل القمة العربية الإسلامية الطارئة في الرياض، ومؤتمر السلام في مصر، مع توظيف العلاقة الثنائية القوية بالولايات المتحدة الأمريكية، والتنسيق مع الرئيس المصري، مما أسفر عن هدنة لالتقاط الأنفاس، وإدخال المساعدات الإنسانية ووقف أعمال القتال في 24 نوفمبر 2023م. أولوية غزة في جدول أعمال قطر في الفعاليات لم تغب مأساة غزة، ومشاعر التعاطف والتضامن القطري أبدا عن الفعاليات الخارجية والداخلية، وعلى غرار خطاب سمو أمير البلاد المفدى في قمة الرياض الطارئة، وإشارته للفصام الدولي في التعامل مع الكيان والتعامي عن جرائمه بحق أصحاب الأرض، والتعامل بازدواجية مع معايير حقوق الإنسان واستمراء قتل الأبرياء والانتهاكات في غزة، كذلك لم يغفل سموه التعريج على مأساة غزة في اللقاءات الداخلية، كاجتماعه -حفظه الله- بالمجلس البلدي في الرابع عشر من يناير الجاري، حيث أكد مجددا على دعم غزة سياسيا وإنسانيا، والاستمرار في جهود الوساطة. حتى في الفعاليات الرياضية، حضرت غزة بقوة، وميدان الرياضة هو أحد الميادين المهمة لإبراز المبادئ والرمزيات ومتعلقات الهوية، وهذا ما فعلته قطر في افتتاح مونديال 2022م من تشييع معالم الثقافة العربية والإسلامية، ومؤخرا في افتتاح بطولة كأس آسيا لكرة القدم في الثاني عشر من يناير الجاري، لم يفوت قائد المنتخب القطري حسن الهيدوس فرصة دعم غزة، والتعريض بالعدوان الإسرائيلي، والهمجية الصهيونية التي تمارس على القطاع منذ مائة يوم، فقام الهيدوس بمنح شرف أداء قسم البطولة لقائد المنتخب الفلسطيني مصعب البطاط، الذي أدى قسم البطولة على المسرح متوشحا بالكوفية الفلسطينية، وعلى خلفية غنائية تم فيها تشغيل النشيد الوطني الفلسطيني. خطاب معالي رئيس الوزراء في دافوس كثف معالي رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني النقاشات حول الوضع الإنساني والأمني في غزة على أكثر من مستوى، ابتداء من الوضع الساخن في غزة، فأشار إلى الخمول في تعامل المجتمع الدولي والأداء المنخفض المخيب للآمال، وأن الدعوة إلى إيقاف إطلاق النار والهدنة الإنسانية باتت ضربا من الترف!. وأشار معالي رئيس الوزراء إلى إمكانية استغلال إطلاق سراح الأسرى من الجانبين وإبرام صفقات التبادل كمفتاح لوقف إطلاق النار والوصول إلى حل. من جهة أخرى أشار معاليه إلى مآس فرعية يغفلها التركيز الإعلامي، وهي قيام الكيان المتطرف بعمليات القتل والاعتقال المستمرة في الضفة الغربية أيضا، تزامنا مع عمليات الإبادة في القطاع. على مستوى مفاعلات الحرب ونطاق تأثيرها وتداعياتها. كما أكد معاليه حرص قطر على توخي السبل الدبلوماسية لحل النزاعات، لأن الطريقة العسكرية إن كان الكيان يملك بدايتها فهو بالتأكيد لا يملك نهايتها ولا يتحكم بنتائجها، أولى تلك النتائج هو شحنة البغض والكراهية التي يتزود بها جيل كامل من أطفال العالم اليوم، وهم يشاهدون المذابح تقع في صفوف الأطفال الأبرياء على الملأ دون تحريك ساكن، على سبيل إعادة الإعمار فقد أصبحت أكثر عبئا بعد مائة يوم من القصف الأعمى الذي يحتاج إعادة إعمار كاملة الأركان للقطاع، أما التداعيات الأهم للعدوان فهي انتشار شرارة الحرب إلى دول مجاورة، وهذا ما شهدناه بشكل جزئي قابل للتوسع في سوريا ولبنان، والأهم من ذلك التصعيد في البحر الأحمر، واستغل معاليه مدى أهمية البحر الأحمر كشريان للتجارة العالمية، وأن تعطيل المضايق فيه سيؤدي إلى التأثير على التجارة العالمية كلها وليس فقط على الشرق الأوسط، وضرب معاليه مثالا عن شحنات الغاز القطري المسال التي سيتوقف زخمها المعتاد. وساطة قطرية لإغاثة طبية وإنسانية صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري أن جهودا مشتركة بين دولتي قطر وفرنسا نتج عنها اتفاق بين حماس وإسرائيل على إدخال كميات من الدواء والغذاء إلى القطاع، شريطة استخدام الدواء في علاج أسرى الكيان، جاء هذا الاتفاق في أشد الحاجة إليه بعد تعمد الكيان قصف المشافي وتعطيل المرافق الصحية مع استمرار قصف المدنيين وتفاقم الحاجة إلى الأدوية في ظل حصار خانق سبب استنفادها على مدى مائة يوم. وزاد الدكتور الأنصاري أن جهود الإجلاء الطبي لا تتوقف، وبالفعل كان آخرها إجلاء مراسل الجزيرة، الإعلامي الأيقونة وائل الدحدوح عبر معبر رفح، ووصوله إلى الدوحة لتلقي العلاج على متن طائرة قطرية استقلها من العريش. واستقبل بحفاوة واهتمام بالغين، وهو في مرحلة تلقي العلاج، وهذا جزء من مسيرة دولة قطر ورحلتها المتواصلة في دعم كفاح الشعب الفلسطيني، وتحرره، وخلاصه من الظلم، واسترجاع حقوقه، وتحقيق إنجاز دولته المستقلة، وعاصمته القدس الشريف. @falehalhajeri

خطاب صاحب السمو في مجلس الشورى.. خطة عمل وطنية متكاملة

افتتح حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، صباح يوم أمس الثلاثاء 21 أكتوبر 2025، دور الانعقاد العادي الرابع والخمسين لمجلس الشورى، في لحظة سياسية تؤكد استمرار الدولة على نهجها...

صاحب السمو رجل السلام.. قطر تصنع الأمل.. من أول «الطوفان» إلى قمة شرم الشيخ

حين تشتعل الحروب وتنتكس معاني الإنسانية، لا يُقاس القادة بما يقولون، بل بما يفعلون. وفي زمن كثرت فيه الخطابات وقلت فيه المبادرات الإقليمية والدولية لإحلال السلام، برزت دولة قطر كوسيط نزيه لها دورها الفاعل، يقودها...

الإستراتيجية الوطنية لتعزيز النزاهة والشفافية والوقاية من الفساد (2025 – 2030): بناء منظومة حوكمة رشيدة تعزز الثقة بين المواطن والدولة

في مشهد وطني يعكس نضج التجربة القطرية ووضوح رؤيتها، دشنت دولة قطر، تحت رعاية معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، الإستراتيجية الوطنية لتعزيز النزاهة والشفافية والوقاية من...

قطر وصناعة التوازن في الشرق الأوسط: من طوفان الأقصى.. إلى مبادرة ترامب

في صباح السابع من أكتوبر، تتجدّد الذكرى الثانية لــ «طوفان الأقصى»، يوم تقف فيه غزة على فوهة بركان على نحو استثنائي، وتقف الأجساد بين أنقاض المنازل وتجمعات بمئات الآلاف الذين تلاحقهم آلات الموت للاحتلال الإسرائيلي....

الدوحة وسيط دبلوماسي لا غنى عنه.. الاعتذار الإسرائيلي فرصة جديدة لإنهاء حرب غزة

حدثان مهمان يحملان الكثير من الدلالات وسيكون لهما العديد من الانعكاسات على أمن المنطقة، الأول توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الأربعاء، أمرا تنفيذيا تعهد فيه بضمان أمن دولة قطر، بما في ذلك استخدام القوة...

خطاب صاحب السمو في الأمم المتحدة: دفاع عن المظلومين وتثبيت لنهج الوساطة والسلام

في لحظة تاريخية تتجه فيها أنظار العالم نحو نيويورك، ألقى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى (حفظه الله)، خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثمانين. ولم يكن...

قمة الدوحة.. من اعتداء غادر إلى لحظة تضامن عربي إسلامي لرسم معادلة الردع

انعقدت في الدوحة، يوم أمس الاثنين 15 سبتمبر 2025، القمة العربية الإسلامية في ظروف غير مسبوقة، حيث جاء القادة إلى عاصمتنا «دوحة السلام» التي تعرضت لاعتداء إسرائيلي غادر، استهدف بيتا آمنا تقيم فيه عائلات فلسطينية...

من مجلس الأمن إلى القمة الطارئة... التصعيد الدبلوماسي القطري على عدوان إسرائيل

لم يكن مساء التاسع من سبتمبر 2025 يوما عاديا في تاريخ قطر والمنطقة. فالعاصمة الدوحة، التي اعتادت أن تكون جسرا للحوار وميدانا للوساطة، فوجئت بضربة إسرائيلية غادرة استهدفت أرضها في سابقة خطيرة هي الأولى من...

العدوان الإسرائيلي على دوحة السلام: استهداف خطير للسيادة يضع المنطقة على حافة انفجار جديد

في مشهد ينذر بتحول نوعي في مسار العدوان الإسرائيلي الوحشي بالمنطقة، استهدفت صواريخ إسرائيلية مساء أمس الثلاثاء، «دوحة السلام»، لتُصيب مقرات سكنية يُقيم فيها عدد من أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس، ممن كانوا منخرطين في...

غـــــــزة الجــــريحة.. حين يصرخ الجائعون فتتحرك الدبلوماسية الصادقة

في زمن بات تناول الألم والعذاب الذي يعيشه إخواننا في غزّة بشكل اعتيادي، كان صوت الصحفي الميداني أنس الشريف من قلب المأساة الفلسطينية، بمثابة صرخة ضمير: «لم أتمالك نفسي من هول المجازر، لكنني وجدت صوت...

قطر والوساطة الكبرى.. دور هادئ يصنع السلام في إفريقيا

لم تعد الوساطة في النزاعات الدولية حكرا على القوى الكبرى أو المنظمات الأممية، بل برزت دولة قطر في العقدين الأخيرين كلاعب محوري في هذا المضمار، تجمع بين الحياد السياسي، والقدرة الاقتصادية، وشبكة علاقات إقليمية ودولية...

الهجوم على قاعدة العديد.. قطر تتصدّى بصمت وتتحرّك بالدبلوماسية لوقف التصعيد

بين اتساع رقعة الحرائق في الإقليم، واستمرار الاشتباك المباشر بين إيران وإسرائيل، وجدت دولة قطر نفسها – دون رغبة أو انخراط – أمام لحظة فارقة. ولم تكن الدوحة طرفا في المواجهة، لكنها استُهدفت. ولم تكن...