alsharq

فالح بن حسين الهاجري - رئيس التحرير

عدد المقالات 200

الزي القطري.. قيمة ثقافية وهوية بارزة زيَّنت كأس آسيا

17 فبراير 2024 , 10:40م

عشنا حدثاً وطنياً وعالمياً كبيراً خطف الأضواء، وأبهج الحاضرين شخصياً وعبر وسائل وقنوات التواصل الإعلامي، ولفت الأنظار على الصعيد الرياضي والأخلاقي والإنساني والحضاري، وهو فوز منتخب العنابي القطري ببطولة كأس آسيا لكرة القدم 2023، وكانت مراسم التتويج على يد حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى (حفظه الله) في العاشر من فبراير الجاري، وهو اللقب الآسيوي الثاني على التوالي لمنتخب العنابي، علماً بأنه خاض المباريات الأخيرة دون خسارة أية مباراة. وهكذا استحوذ العنابي على البطولة بفضل الثقة، والروح الرياضية العالية، والتعاون الكبير بين شباب الفريق، والتحفيز والتشجيع الرسمي والشعبي من الحشود القطرية في المدرجات وأمام الملاعب. وكان الفوز صبر ساعة، بل وصبر دقيقة في ميدان استاد لوسيل في اليوم الأخير أمام منتخب النشامى الأردني الشقيق. لا يسعني المقام لكثير من الإسهاب في تفاصيل حدث التتويج الأساسي من حيث هو فوز وبهجة لمنتخب العنابي، وللقيادة والشعب القطري، والشعوب العربية في تتويج منتخب عربي في بطولة آسيا، فهو إضافة وإثراء في سجل تاريخ الرياضة الوطني. وعلى كل حال، فقد طار هذا الخبر بالآفاق، فلم يعد خافيا ولا خافتا، وتناولنا الحديث عنه في المقال السابق الأحد الماضي تحت عنوان «بطولة كأس آسيا.. وتألق أبطال الوطن». الاعتزاز بتركة الآباء كان الفوز الرياضي هو فوز مادي في أرضية الميدان باستاد لوسيل، ولكن الأهم هو الفوز المعنوي في تتويج هوية الوطن، والدولة، والشعب القطري والشعوب الخليجية، فكان الزي القطري هو الصفة المرئية السائدة في مدرجات الملاعب خلال المباريات. وأشاد سيل من التغريدات إلى جانب المدونات والمقالات بوحدة الزي القطري الذي ارتداه جمهور التشجيع القطري في الملاعب والاستادات، وهو الزي المحلي الذي نفخر به، ونباهي به بقية الشعوب، ونعتبر أن الرجعية والتخلف هو التخلي عنه لصالح أزياء دخيلة، لا ننكرها ولا نتنكر لها، بل نتعايش معها، وقد نرتديها في أسفارنا، وبعض أعمالنا، ولكن الكلمة العليا والطابع السائد في قطر هي للزي القطري؛ هوية أمة ووطن، وهو خليجنا الواحد بأبنائه سالفا عن سالف، وما يلفت الانتباه في قطر كان ولا يزال هو الإجماع الشعبي العريض على حفظ التراث، والاعتزاز بتركة الآباء والأجداد، والتزود بعبق الأصالة. ضرب من ضروب الإيمان إن أيّة فكرة يدعو لها الدعاة يبقى لها نصيبها من الإخفاق، وعدم القبول عند الناس مهما كان نصيبها من الانتشار والريادة، أما أن يظهر الجمهور المشجع القطري على هيئة رجل واحد في المدرجات الرياضية، وبلون مبهج، بدون خروج عن الجماعة أو أفراد يغردون خارج السرب التراثي الأصيل والعريق، فهذا دليل على أن التراث، وعناصر الهوية الوطنية صارت ضربا من ضروب الإيمان؛ نابعة من الذات، وجارية في المواطنين مجرى الدم، وليست فكرة سطحية يتم التجييش لها لتحصد بعضاً من الاهتمام وقتاً معيناً وينتهي. ثم إن اللافت في هذا الشأن هو أنه في قطر خصوصاً، انتقل الزي الوطني من كونه ضرباً من المكملات الثقافية إلى وتيرة العمل الممنهج، واعتباره ركناً من أركان البقاء، والهوية الجامعة. نعم أقول البقاء، وربما أحيل إلى كلمة الصراع مع التحديث في الزي العالمي، فلا بقاء لأمة إذا لم تبق لها الخصوصية المحلية والهوية الذاتية التي تميزها عن غيرها، وهذا لا يعني التجمد عند الحدود المحلية، وعدم التمازج والاندماج الحضاري، على العكس ما زالت دولة قطر تحث الخطى لمواكبة الركب العالمي بأسمى صوره التقدمية، ومحاولة السبق لا اللحاق، وما مونديال قطر 2022 منا ببعيد، ولا شهر كأس آسيا، ولا معرض إكسبو الدوحة بعيدين. ولكن اللبنة الأساسية في حفظ الهوية، ومعالمها من الذوبان في زمن السرعة، ورياح العولمة التي تحمل الغث والسمين من الأفكار. بناء حداثتنا الدأب القطري الذي أصبح واضحاً هو: نبني حداثتنا مع عمق الانتماء لتراثنا، وماضينا، وإشهار الهوية، والاعتزاز بالأصالة، وبالطابع المحلي كلما سنحت الفرصة، وكون الرياضة مناسبة عالمية لم يفت قطر استغلالها في إبراز طابعها الثقافي، وأخلاق أهلها، من الكرم وحسن الاستقبال وحفاوة التكريم، ونقلت الشعوب من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب العقال والغترة والأزياء الوطنية إلى بلدانهم مفتخرين بروعتها وأناقتها، ورسالتها المجتمعية الراسخة، ولو نظرنا إلى لمسات الثقافة على تصميم الملاعب والاستادات، التي أخذ بعضها شكل «بيت الشعر» التي تمثل الخباء المطنب الذي كان سُكنى الأجداد في الجزيرة العربية، وبعضها أخذ شكل «الطاقية»، وبعضها حملت شعلة السلام والمحبة والقيم الإنسانية في انتماء قطر العربي والإسلامي. وهكذا سلّطت قطر الضوء على التاريخ العربي والإسلامي بهذه المعالم الخالدة، وفي اليوم المشهود من عام 2022، يوم نهاية المونديال بتتويج الأرجنتين استغل حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى (حفظه الله) ذروة سنام الحدث في لفتة رائعة بهية إلى التراث المحلي، فألبس البشت للاعب ليونيل ميسي نجم الرياضة العالمي، وهو ما حصل مع كابتن الفريق العنابي حسن الهيدوس في التتويج في بطولة آسيا 2023م الأسبوع الماضي. وهذه نقلة نوعية على صعيد دعم الهوية، والصبغة الوطنية، وقد نشتق منها رسالة مفادها: إننا قادرون على أن نصبغ الآخر بصبغتنا الثقافية بكل تقدير واحترام، لا أن نتلون نحن بألوان الثقافات الأخرى على غرار بعض أنصار تقليد الآخر واستنساخه، دون تدبر وتفكير. سياسة دؤوبة لم تذهب عبثاً وإذ نرى اليوم امتثال الشعب القطري بالإجماع لتراثه في مشهد رياضي هو الأكبر بعد المونديال، فيمكننا القول: هذه السياسة الدؤوبة لحفظ التراث لم تذهب عبثا، بل صارت محط تنافس بين المواطنين الحريصين على تحقيق رؤية بلادهم، وحفظ ثوابتها وقيمتها ودورها ومكانتها. @falehalhajeri

خطاب صاحب السمو في مجلس الشورى.. خطة عمل وطنية متكاملة

افتتح حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، صباح يوم أمس الثلاثاء 21 أكتوبر 2025، دور الانعقاد العادي الرابع والخمسين لمجلس الشورى، في لحظة سياسية تؤكد استمرار الدولة على نهجها...

صاحب السمو رجل السلام.. قطر تصنع الأمل.. من أول «الطوفان» إلى قمة شرم الشيخ

حين تشتعل الحروب وتنتكس معاني الإنسانية، لا يُقاس القادة بما يقولون، بل بما يفعلون. وفي زمن كثرت فيه الخطابات وقلت فيه المبادرات الإقليمية والدولية لإحلال السلام، برزت دولة قطر كوسيط نزيه لها دورها الفاعل، يقودها...

الإستراتيجية الوطنية لتعزيز النزاهة والشفافية والوقاية من الفساد (2025 – 2030): بناء منظومة حوكمة رشيدة تعزز الثقة بين المواطن والدولة

في مشهد وطني يعكس نضج التجربة القطرية ووضوح رؤيتها، دشنت دولة قطر، تحت رعاية معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، الإستراتيجية الوطنية لتعزيز النزاهة والشفافية والوقاية من...

قطر وصناعة التوازن في الشرق الأوسط: من طوفان الأقصى.. إلى مبادرة ترامب

في صباح السابع من أكتوبر، تتجدّد الذكرى الثانية لــ «طوفان الأقصى»، يوم تقف فيه غزة على فوهة بركان على نحو استثنائي، وتقف الأجساد بين أنقاض المنازل وتجمعات بمئات الآلاف الذين تلاحقهم آلات الموت للاحتلال الإسرائيلي....

الدوحة وسيط دبلوماسي لا غنى عنه.. الاعتذار الإسرائيلي فرصة جديدة لإنهاء حرب غزة

حدثان مهمان يحملان الكثير من الدلالات وسيكون لهما العديد من الانعكاسات على أمن المنطقة، الأول توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الأربعاء، أمرا تنفيذيا تعهد فيه بضمان أمن دولة قطر، بما في ذلك استخدام القوة...

خطاب صاحب السمو في الأمم المتحدة: دفاع عن المظلومين وتثبيت لنهج الوساطة والسلام

في لحظة تاريخية تتجه فيها أنظار العالم نحو نيويورك، ألقى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى (حفظه الله)، خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثمانين. ولم يكن...

قمة الدوحة.. من اعتداء غادر إلى لحظة تضامن عربي إسلامي لرسم معادلة الردع

انعقدت في الدوحة، يوم أمس الاثنين 15 سبتمبر 2025، القمة العربية الإسلامية في ظروف غير مسبوقة، حيث جاء القادة إلى عاصمتنا «دوحة السلام» التي تعرضت لاعتداء إسرائيلي غادر، استهدف بيتا آمنا تقيم فيه عائلات فلسطينية...

من مجلس الأمن إلى القمة الطارئة... التصعيد الدبلوماسي القطري على عدوان إسرائيل

لم يكن مساء التاسع من سبتمبر 2025 يوما عاديا في تاريخ قطر والمنطقة. فالعاصمة الدوحة، التي اعتادت أن تكون جسرا للحوار وميدانا للوساطة، فوجئت بضربة إسرائيلية غادرة استهدفت أرضها في سابقة خطيرة هي الأولى من...

العدوان الإسرائيلي على دوحة السلام: استهداف خطير للسيادة يضع المنطقة على حافة انفجار جديد

في مشهد ينذر بتحول نوعي في مسار العدوان الإسرائيلي الوحشي بالمنطقة، استهدفت صواريخ إسرائيلية مساء أمس الثلاثاء، «دوحة السلام»، لتُصيب مقرات سكنية يُقيم فيها عدد من أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس، ممن كانوا منخرطين في...

غـــــــزة الجــــريحة.. حين يصرخ الجائعون فتتحرك الدبلوماسية الصادقة

في زمن بات تناول الألم والعذاب الذي يعيشه إخواننا في غزّة بشكل اعتيادي، كان صوت الصحفي الميداني أنس الشريف من قلب المأساة الفلسطينية، بمثابة صرخة ضمير: «لم أتمالك نفسي من هول المجازر، لكنني وجدت صوت...

قطر والوساطة الكبرى.. دور هادئ يصنع السلام في إفريقيا

لم تعد الوساطة في النزاعات الدولية حكرا على القوى الكبرى أو المنظمات الأممية، بل برزت دولة قطر في العقدين الأخيرين كلاعب محوري في هذا المضمار، تجمع بين الحياد السياسي، والقدرة الاقتصادية، وشبكة علاقات إقليمية ودولية...

الهجوم على قاعدة العديد.. قطر تتصدّى بصمت وتتحرّك بالدبلوماسية لوقف التصعيد

بين اتساع رقعة الحرائق في الإقليم، واستمرار الاشتباك المباشر بين إيران وإسرائيل، وجدت دولة قطر نفسها – دون رغبة أو انخراط – أمام لحظة فارقة. ولم تكن الدوحة طرفا في المواجهة، لكنها استُهدفت. ولم تكن...