عدد المقالات 196
لطالما تبوأت القضية الفلسطينية مكانة الصدارة في السياسة الخارجية لدولة قطر، التي سخرت إمكانياتها السياسية والاقتصادية لدعم نضال الشعب الفلسطيني العادل ضد الاحتلال الإسرائيلي. وفي كل مرة تشتد فيها الأزمات وتتسع رقعة المعاناة، تبرز دولة قطر كحاضنة للسلام وراعية للحقوق الإنسانية، تثبت قدرتها على الجمع بين القوة الناعمة والمبادئ الثابتة. ووسط نيران العدوان والدمار والحرب الإجرامية التي خيمت على غزة لنحو 466 يوما، جاء إعلان وقف إطلاق النار ليُعيد البسمة إلى وجوه أهالي غزّة وفلسطين والعالم العربي والإسلامي؛ بل العالم الحر في العالم، ويمسح غبار الحزن عن قلوبهم، وقلوب كل الشعوب التي تتابع هذا الحدث الكبير، وخرجت الكثير من المدن والعواصم العربية والعالمية ابتهاجا بهذا الإنجاز التاريخي، فقد كانت هذه اللحظة المنتظرة بمثابة بارقة أمل ليس فقط للفلسطينيين، بل لكل شعوب العالم العربي وأحرار العالم الذين تابعوا عن كثب تفاصيل المأساة. وهذا الاتفاق لم يكن مجرد قرار سياسي، بل لحظة إنسانية فارقة أظهرت قدرة الدبلوماسية القَطرية الاستثنائية على تحقيق ما ظنه البعض مستحيلا. نموذج قطري فريد في الوساطة بعد اندلاع العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة بعد السابع من أكتوبر 2023، برزت دولة قطر في مقدمة الجهود الدولية لإنهاء التصعيد، متصدّرة مشهد الوساطة الإقليمية بمرونة واحترافية لافتة. اعتمدت الدبلوماسية القطرية على شبكة علاقاتها الواسعة وقنواتها الفاعلة للتواصل مع الأطراف المختلفة، من حركة «حماس» والسلطة الفلسطينية إلى الجانب الإسرائيلي، مدعومة بتنسيق وثيق مع مصر والولايات المتحدة. ولم تقتصر الجهود القطرية على المجال السياسي فقط، بل شملت استجابة إنسانية فورية وفعّالة. ولقد سارعت قطر إلى تقديم المساعدات الإغاثية العاجلة عبر صندوق قطر للتنمية والهلال الأحمر القطري، لتخفيف معاناة أهالي القطاع، في خطوة تعزز المصداقية وتجمع بين الأبعاد الإنسانية والسياسية. كما أظهرت قطر قدرتها على تحقيق توازن حساس بين مختلف الأطراف، متجنبة الانحياز، ومستثمرة خبرتها الطويلة في الوساطات الناجحة، مثل اتفاق الدوحة في لبنان والجهود السابقة المتعلقة بغزة. وعلى مر السنين، واصلت قطر تقديم الدعم التنموي المستدام لتعزيز صمود الفلسطينيين، مؤكدة أن القضية الفلسطينية تظل في صدارة أولوياتها. وفي سياق هذا النجاح الدبلوماسي، عبّر حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في منشور على حسابه بموقع «X» بعد الإعلان عن موافقة الأطراف على الاتفاق، عن أمله في أن يُسهم اتفاق وقف إطلاق النار في إنهاء المعاناة والدمار في غزة، والعمل على تحقيق حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية. وأضاف سموه في تعبير خالد سيظل راسخا في تاريخ هذه الأحداث « أن الدور الدبلوماسي الذي قامت به قطر يأتي من منطلق واجبها الإنساني قبل السياسي»، مثمّنا جهود مصر والولايات المتحدة في تحقيق هذا الإنجاز. شريك مخلص لقضايا الشعوب إن هذه الرؤية التي تجمع بين الدبلوماسية الحكيمة والمسؤولية الإنسانية تجعل من دولة قَطر نموذجا يُحتذى به عالميا، حيث لم تكتفِ بأن تكون وسيطا للسلام، بل جسّدت دور الشريك المخلص لقضايا الشعوب المظلومة، في تأكيد على أن الدبلوماسية النزيهة قادرة على تحقيق الأمل حتى في أصعب الأزمات. وقف إطلاق النار في غزّة: خطوة نحو الأمل كما نشر معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس الوزراء وزير الخارجية في حسابه بموقع «X»: أتوجه بالشكر والتقدير إلى كافة الشركاء والزملاء الذين أسهموا في الوصول إلى هذا الاتفاق. وما زال العمل مستمرا؛ فهذه مجرد خطوة، وسيستمر عملنا حتى التأكد من تنفيذ كافة بنود الاتفاق، والعبور إلى برّ السلام، وطي آخر صفحة من الحرب. وبالتالي، فإن وقف إطلاق النار في غزّة ليس نهاية مؤقتة لتصعيد عسكري، بل خطوة ملهمة نحو الأمل والسلام لشعب عانى الويلات خلال الأسابيع الأخيرة. والاتفاق، الذي جاء بجهود دبلوماسية حثيثة قادتها دولة قَطر بالتعاون مع جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية، لم يقتصر على إيقاف العنف، بل شمل أيضا بنودا محورية مثل تبادل الأسرى وتخفيف الحصار عن القطاع، وإدخال شاحنات مساعدات إنسانية، في رسالة واضحة للعالم بأن الحلول العادلة ممكنة حتى في أحلك الظروف. وبالنسبة للشعب الفلسطيني، يمثل هذا الاتفاق أكثر من مجرد هدنة؛ فهو بريق أمل في استعادة حقوقهم الإنسانية، وتخفيف معاناتهم اليومية الناتجة عن الحصار والتصعيد المتكرر. وإنها لحظة تثبت أن العدالة والقيم الإنسانية لا تزال حاضرة في الساحة الدولية، وأن هناك من يضع مصلحة الفلسطينيين في قلب جهوده. دور حيوي للشركاء أما على مستوى الأمم المتحدة والعالم أجمعه، فإن الاتفاق يعكس أهمية العمل الجماعي والمسؤولية المشتركة في مواجهة الأزمات. كما أنه يبرز الدور الحيوي للوسطاء الموثوقين في تجسير الفجوات بين الأطراف المتنازعة وتحقيق اختراقات دبلوماسية في النزاعات الأكثر تعقيدا. وقد أشادت الأمم المتحدة والولايات المتحدة بالجهود القطرية، مؤكدة أن الدوحة أثبتت مرة أخرى أنها شريك حقيقي في تعزيز الاستقرار الإقليمي والسلام الدولي. ويشكل هذا الاتفاق دليلا على أن السلام يمكن أن يكون خيارا واقعيا، وأن الحوار والدبلوماسية، مهما كانت التحديات، قادرة على تجاوز العوائق وتقديم حلول تُعيد الأمل. في وقت تتشابك فيه الأزمات العالمية، يثبت هذا النجاح أن العالم بحاجة إلى نماذج دبلوماسية شجاعة وملتزمة كالنموذج القطري. وهذا الإنجاز التاريخي لدولة قطر وشعبها، يُعد هذا الإنجاز تأكيدا على مكانة الدوحة كقوة دبلوماسية مؤثرة تحمل رسالة إنسانية قبل أن تكون سياسية. لقد برزت قطر كدولة تتخذ من القيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية نهجا لسياساتها الخارجية، تجمع بين الحكمة في إدارة الأزمات والالتزام الثابت بدعم الشعوب المظلومة. وهذه اللحظة تعكس روح الشعب القطري الذي يدعم قضية فلسطين باعتبارها قضية أمة وكرامة إنسانية. رسالة إلى العالم: غزة ليست وحدها لم يكن نجاح الوساطة القطرية محض صدفة، بل نتيجة لسياسة خارجية مدروسة تضع القيم الإنسانية والعدالة في قلب أولوياتها. حيث استطاعت الدوحة أن تكون صوتا للعقل والحكمة في زمن كثرت فيه الصراعات، لتثبت أن الدبلوماسية يمكن أن تكون سلاحا أكثر فعالية من الحروب. وهذا الاتفاق يفتح الباب أمام فرص جديدة للسلام، لكنه يضع أيضا مسؤوليات على عاتق المجتمع الدولي لمتابعة التنفيذ وضمان التزام الأطراف به. ولا شك أن الدعم القطري المتواصل سيظل عاملا حاسما في هذا الإطار، سواء عبر تقديم المساعدات الإنسانية أو دفع الأطراف نحو حوار مستدام. كما أن الجهود القطرية في دعم إعادة الإعمار من خلال شراكاتها مع الدول الفاعلة والمؤسسات الدولية، ستكون مرحلة ثانية في الوقوف بجانب الأشقاء في فلسطين، بهدف تحقيق تحول جذري في حياة أهالي غزة، بما يعيد الأمل للأجيال القادمة، ويعزز استقرار المنطقة بأكملها. تثبت الدبلوماسية القّطرية مجددا أنها مثال عالمي يُحتذى به في إدارة الأزمات، وبناء جسور الثقة بين المتصارعين. وفي ظل هذه اللحظة التاريخية، يأمل الفلسطينيون وشعوب العالم أن تكون هذه الهدنة بداية لمرحلة جديدة من الاستقرار وعودة المهجرين والنازحين إلى أحيائهم ومدنهم، ويبدأون حياتهم من جديد بعد كل ذلك الفقد والحرمان. وبهذا الإنجاز، تضيف دولة قطر صفحة مشرقة أخرى إلى سجلها الدبلوماسي الحافل، مؤكدة أن دورها الإقليمي والعالمي لا يقتصر على السياسة فحسب، بل يتجاوز ذلك ليشمل الدفاع عن الإنسانية والحق بكل الأساليب والطرق المشروعة، وضمن الشرعية الإنسانية والدولية. @falehalhajeri
حدثان مهمان يحملان الكثير من الدلالات وسيكون لهما العديد من الانعكاسات على أمن المنطقة، الأول توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الأربعاء، أمرا تنفيذيا تعهد فيه بضمان أمن دولة قطر، بما في ذلك استخدام القوة...
في لحظة تاريخية تتجه فيها أنظار العالم نحو نيويورك، ألقى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى (حفظه الله)، خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثمانين. ولم يكن...
انعقدت في الدوحة، يوم أمس الاثنين 15 سبتمبر 2025، القمة العربية الإسلامية في ظروف غير مسبوقة، حيث جاء القادة إلى عاصمتنا «دوحة السلام» التي تعرضت لاعتداء إسرائيلي غادر، استهدف بيتا آمنا تقيم فيه عائلات فلسطينية...
لم يكن مساء التاسع من سبتمبر 2025 يوما عاديا في تاريخ قطر والمنطقة. فالعاصمة الدوحة، التي اعتادت أن تكون جسرا للحوار وميدانا للوساطة، فوجئت بضربة إسرائيلية غادرة استهدفت أرضها في سابقة خطيرة هي الأولى من...
في مشهد ينذر بتحول نوعي في مسار العدوان الإسرائيلي الوحشي بالمنطقة، استهدفت صواريخ إسرائيلية مساء أمس الثلاثاء، «دوحة السلام»، لتُصيب مقرات سكنية يُقيم فيها عدد من أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس، ممن كانوا منخرطين في...
في زمن بات تناول الألم والعذاب الذي يعيشه إخواننا في غزّة بشكل اعتيادي، كان صوت الصحفي الميداني أنس الشريف من قلب المأساة الفلسطينية، بمثابة صرخة ضمير: «لم أتمالك نفسي من هول المجازر، لكنني وجدت صوت...
لم تعد الوساطة في النزاعات الدولية حكرا على القوى الكبرى أو المنظمات الأممية، بل برزت دولة قطر في العقدين الأخيرين كلاعب محوري في هذا المضمار، تجمع بين الحياد السياسي، والقدرة الاقتصادية، وشبكة علاقات إقليمية ودولية...
بين اتساع رقعة الحرائق في الإقليم، واستمرار الاشتباك المباشر بين إيران وإسرائيل، وجدت دولة قطر نفسها – دون رغبة أو انخراط – أمام لحظة فارقة. ولم تكن الدوحة طرفا في المواجهة، لكنها استُهدفت. ولم تكن...
في 14 مايو 2025 حطّت طائرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الدوحة، في زيارة تاريخية تأتي تتويجا لجولة في المنطقة شملت أيضا قمة خليجية-أمريكية في الرياض قبل يوم واحد. وهذه الزيارة الرئاسية إلى قطر –...
في مرحلة تتسم بتشابك الأزمات وتعدد مسارات النزاعات في المنطقة العربية والشرق الأوسط، تبرز دولة قطر كفاعل دبلوماسي نشط يسعى لإعادة صياغة المشهد الإقليمي، انطلاقا من رؤية قائمة على الحوار والشراكة، لا على الصدام والاستقطاب....
«قطر أظهرت قولاً وعملاً على مر السنين تضامنها الكامل ودعمها المطلق للبنان»، ربما تكون هذه العبارة الأكثر توضيحاً للموقف القطري من لبنان على مر السنين. وتزداد أهميتها أنها على لسان رأس الدولة اللبنانية فخامة الرئيس...
بداية الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة والشعب الفلسطيني، كانت دولة قطر حاضرة في الخطوط الأمامية للجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى وقف إطلاق النار، وتخفيف المعاناة الإنسانية عن الشعب الفلسطيني. وهذا الدور لم يكن وليد...